جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
سيتوارث جيرومي باويل عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي نموا اقتصاديا في حالة جيدة وتوافق بشأن السياسة النقدية على الأقل لأشهر قليلة قادمة، إذا صادق عليه مجلس الشيوخ كرئيس قادم للبنك المركزي الأمريكي عندما تنتهي فترة جانيت يلين في فبراير.
لكن سيتوارث أيضا عملا لم تنجزه يلين متمثل في تساؤلات عالقة بشأن السبب وراء استمرار ضعف التضخم ودور أوضاع الأسواق المالية في تحديد السياسة النقدية وطريقة مكافحة أزمات الركود إذا ظلت أسعار الفائدة منخفضة.
وسيترك هذا الجدل باويل، المحامي البالغ من العمر 64 عاما، يتوسط بين خبراء اقتصاديين ضمن طاقم مسؤولي الأبحاث بالاحتياطي الفيدرالي و12 رئيس بنكا فرعيا سبعة منهم يحملون شهادة الدكتوراة في الاقتصاد، وزملاء مثل لايل برينارد، التي ستكون الخبيرة الاقتصادية المحترفة الوحيدة ضمن مجلس المحافظين حاليا، إذا تركت يلين مجلس محافظي البنك أيضا بمجرد ترك الرئاسة.
وبينما تنتهي فترة يلين في رئاسة الاحتياطي الفيدرالي في فبراير 2018 تستمر فترتها كمحافظ بمجلس البنك حتى 2024.
وما لم يستمر التوسع الاقتصادي المستمر بشكل قياسي على مدى 101 شهرا بالولايات المتحدة لأربع سنوات أخرى، ربما يضطر باويل لمواجهة أزمة ركود يشعر كثيرون ان البنك المركزي غير مستعد لها.
وسيكون باويل، العضو بمجلس محافظي البنك منذ 2012، أول رئيس للاحتياطي الفيدرالي بدون شهادة رفيعة في الاقتصاد منذ وليام ميلر، الذي رئاسته القصيرة في السبعينيات شهدت خروج التضخم عن السيطرة.
ورغم ثقته في التوقعات الاقتصادية على المدى القصير والسياسة النقدية، ينتاب صانعو السياسة قلقا من ان استمرار انخفاض التضخم في السنوات الاخيرة ربما يعني ان الاقتصاد قد ينزلق مجددا في أزمة ركود بشكل أسهل مما كان في السنوات الماضية.
وفي نفس الاثناء، يشير استقرار نمو الوظائف وانخفاض البطالة، مثلما أكد تقرير الوظائف الأمريكي يوم الجمعة، ان التوسع لازال في ماضياً.
لكن يشير بعض المحللين ان استمرار ضيق الفجوة بين أسعار الفائدة قصيرة الآجل ونظيرتها طويلة الآجل، بأن يكون "منحنى العائد" مستوي، يثير شكوكا في الاسواق بشأن مستقبل الاقتصاد.
وإذا ظلت أسعار الفائدة منخفة، سيكون أمام الاحتياطي الفيدرالي مجالا ضيقا لمكافحة أزمة ركود إذ ان تخفيضات أسعار الفائدة حتى تصل لصفر قد يجبر على استخدام مشتريات السندات مجددا أو أدوات أكثر إثارة للجدل مثل أسعار الفائدة السلبية.
ورغم ان باويل أصبح، بحسب أراء البعض، أكثر تأييدا للتيسير النقدي منذ ان إنضم لتوافق الأراء الذي حققته يلين، قد تضعه الأزمة القادمة في وضع لا يحسد عليه. وكمجهوري يخدم بجانب رئيس جمهوري وكونجرس يسيطر عليه حاليا الجمهوريون، سيضطر للتفكير في سياسات غالبا ما عارضها المحافظون داخل الحزب الجمهوري.
وقال ناريانا كوتشيرلاكوتا الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في منيابوليس، الذي هو الأن أستاذ اقتصاد في جامعة روتشستر، "أحد مباعث القلق هو ما إذا كانت لجنة السياسة النقدية بقيادة باويل ستكون نشطة في التحفيز مثلما كانت تحت قيادة يلين فيما يتعلق بمواجهة صدمات ركود".
وأضاف إن باويل، الذي في أوائل فترته كعضو بمجلس محافظي البنك، "أبدى عدم ارتياح من السياسة النقدية غير التقليدية".
وتحول هذا القلق بمرور الوقت إلى تأييد لسياسات الاحتياطي الفيدرالي التي إعترفت بأن أثار الأزمة المالية في 2008 والركود تحتاج وقتا كي تلتئم وهي عملية قال باويل أنه ملتزم باستمرارها.
لكن ربما تتوقف النتيجة على من سيكون حوله ومن سيجده مقنعاً.
واعتمدت يلين على تفكير من داخل وخارج البنك المركزي حيث عملت بشكل ممنهج على قضايا مثل ما إذا كانت الاشخاص العاطلين لفترة طويلة سيعودون أم لا للعمل، وما إذا كانت معطيات التضخم تغيرت منذ الأزمة المالية في 2007-2009، وهي قضية لازالت عالقة.
وشملت عادة الخطابات الرئيسية ليلين، التي ألقتها في أماكن مثل مؤتمر جاكسون هول السنوي في وايومينج، عشرات من الهوامش التي تستشهد بعمل خبراء الاحتياطي الفيدرالي ومقالات من دوريات اقتصادية.
وساعدت خبرتها في البحوث الاقتصادية على توجيه النقاش حول السياسة النقدية لصالح إتباع الاحتياطي الفيدرالي وتيرة منخفضة من زيادات أسعار الفائدة، بناء على تصورها انه لازال هناك ضعف في أجزاء من سوق العمل تخفيها القراءات الأساسية مثل معدل البطالة.
ومثل سابقيها الذين استخدموا أراءا مشابهة بشأن الأسواق المالية ونمو الإنتاجية لتشكيل السياسة النقدية تحت قيادتهم، أدى تفهم يلين لأسواق العمل إلى تبنيها وجهة النظر ان البطالة قد تنخفض بشكل أكبر من المتوقع دون إشعال تضخم.
وعلى باويل الأن ان يثبت أنه قادر على استقاء أراء مشابهة من شبكة الاحتياطي الفيدرالي من ذوي الخبرة والموهبة واستخدامها في تشكيل سياسة البنك.
وستكون هناك مخاطر أخرى في الفترة القادمة. على سبيل المثال، إذا لم تتم صياغة القانون الضريبي الذي يُناقش في الكونجرس بالشكل المناسب، يتخوف مسؤولون بالاحتياطي الفيدرالي أنه قد يشعل ضغوطا تضخمية ويجبرهم على رفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع عنه في ظروف أخرى.
ولازالت بعض الأصوات المهمة في النقاش المتعلق بالسياسة النقدية غير معروفة.
فمن الممكن ان يعين ترامب ثلاثة محافظين جدد بمجلس الاحتياطي الفيدرالي، ومحافظ رابع إذا تخلت يلين عن مقعدها بالمجلس، عندما تنتهي فترتها كرئيسة للبنك.
وقال جاري كوهن كبير المستشارين الاقتصاديين لترامب يوم الجمعة ان مشاورات مع باويل قد تبدأ قريبا بشأن المقاعد الشاغرة على ان يتم الاختيار قبل نهاية العام.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.