Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

مباراة كرة القدم التي أوقدت شرارة كارثة كورونا في إيطاليا

By أبريل 01, 2020 695

في ظهيرة يوم 19 فبراير، كان أندريا بونتيجا يتوجه من بيرجامو في إيطاليا إلى أكبر مبارة كرة قدم في حياته –بصحبة 40 ألف مشجعاً.

وكان فيروس كورونا المستجد، الذي لم تتسجل وقتها حالات إصابة به تذكر في إيطاليا، أخر شيء يشغل باله.

وبدا ان المدينة بأكملها في طريقها لحضور المبارة. فبعد ثماني وأربعين عاماً من تشجيع فريق كرة القدم الأول المحلي لبيرجامو، وهو فريق متواضع يسمى أتلانتا، لم يشهد أبداً بونتيجي أو أبناء بلدته أي شيء كهذا. كان فريق أتلانتا مثله مثل سندريلا كرة القدم الأوروبية، والأن قد حجز موعداً في أعرق بطولة كرة قدم وهو دوري أبطال أوروبا. وحتى تم نقل المبارة إلى ميلانو من أجل هذه المناسبة.

وكان الإستاد، سان سيرو، لديه مساحة كافية في المدرجات لضعف عدد المشجعين الذين يستوعبهم الاستاد المحلي لنادي أتلانتا، وإعتزم المشجعون الإيطاليون ان يملئوا كل مقعد متاح . ولم يكن أي منهم قد سمع بكلمتي التباعد الاجتماعي.

وقال بونتيجا، 55 عاماً، الذي إستغرقت رحلته بالسيارة إلى سان سيرو حوالي ثلاث ساعات، "كل شيء كان مزحوماً. الطرق والأماكن المحيطة بالإستاد". "كانت بلدة بأكملها  تتجه نحو ميلانو. كان الأمر مذهل، لا يصدق".

وكان أيضا كارثة عدوى. كان مشجعو أتلانتا يسيرون نحو تجربة معملية.  في تجمع حاشد واحد، سيثبتون كيف يمكن ان ينتهي الحال بفعاليات رياضية في مركز لوباء عالمي.

وحينها، كان فيروس كورونا ينتشر عبر أعداد لا تحصى من حاملي المرض الذين لا تظهر عليهم اعراض. أربعين ألف مشجعاً يقفزون ويتعانقون كان وسيلة مثالية لتفشي المرض، والأن يقتنع الخبراء أن فوز أتلانتا 4-1 على فالينسيا كان الشرارة التي حولت لومبارديا إلى واحدة من أشد المناطق تضرراً في العالم. وكان فيروس كورونا متواجد بقوة داخل الإستاد في هذه الليلة بحيث بمجرد عودة فالينسيا إلى إسبانيا،  تأكد إصابة 35% من  بعثة الفريق.

وقال دكتور فرانشيسكو لي فوتشي، خبير أمراض المناعة المسؤول عن الأمراض المعدية في مستشفى أمبريتو الأول في روما، "بعد أسبوعين من 19 فبراير، كان هناك تفجر لا يصدق في حالات الإصابة". "المبارة لعبت دوراً هائلاً في انتشار فيروس كورونا عبر لومبارديا وفي بيرجامو على وجه الخصوص".

ولبقية العالم، تبقى مباراة أتلانتا وفالنسيا بمثابة تحذير، خاصة لأجزاء من الولايات المتحدة التي فيها التباعد الاجتماعي ليس سائداً. ورغم أنه من المستحيل تحديد لحظة إنتشار المرض ولم تحص إيطاليا كم عدد الأشخاص الذين تأكد إصابتهم ممن حضروا المبارة، ينظر خبراء الأوبئة بالإجماع للتجمعات الكبيرة كوسائل تسرع بإنتشار الإصابة.

ويوم 19 فبراير، كان هناك ثلاثة حالات إصابة مؤكدة فقط عبر الدول بأكملها، ولا وجود لدلائل على بدء الإنتشار المجتمعي.

وبحلول الثامن من مارس، بلغ العدد 997 في مقاطعة بيرجامو وحدها. وحتى يوم الثلاثاء، مثل إقليم لومبارديا 41% من إجمالي الحالات المؤكد إصابتها في إيطاليا، وفقاً للبيانات الحكومية. ولدى بيرجامو الأن ثمانية ألاف و803 حالة إصابة ليفوقها فقط في عدد الحالات المدينة الأكبر بكثير ميلانو.

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.