جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تتشدد الحكومات الأوروبية التي تكافح تداعيات وباء كوفيد-19 في مواقفها تجاه الصين مع تنامي الشكوك حول مستوى الشفافية في البلد الذي نشأ فيه فيروس كورونا.
وإتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بكين أنها لم تكن صريحة حول تعاملها مع الوباء، بينما في بريطانيا، ربما تسقط خطط رئيس الوزراء بوريس جونسون لمشاركة شركة التقنية الصينية العملاقة هواوي تكنولوجيز في شبكات إتصالات الجيل القادم للدولة ضحية لمعارضة متزايدة.
وكان موقف الاتحاد الأوروبي حول الصين محسوب نسبياً، لكن بدأ زعماء يدعون لتحقيق أوسع في أنشطتها وسط إتهامات بأن بكين تكتمت على النطاق الحقيقي للوباء. وتفيد أنباء بأن مسؤولي المخابرات الأمريكية خلصوا إلى أن الصين أخفت مدى تفشي الفيروس ولم تبلغ عن الأعداد الحقيقية لحالات الإصابة والوفيات.
وقال ماكرون لصحيفة فاينانشال تايمز في مقابلة نشرت يوم الخميس "دعونا لا نكون سذجاً ونقول أنها تعاملت بشكل أفضل" في إشارة إلى الصين. "نحن لا نعلم، توجد أمور بوضوح حدثت نحن لا علم لنا بها".
وعدلت الصين يوم الجمعة الحصيلة الرسمية للوفيات من فيروس كورونا مضيفة حوالي 1290 حالة وفاة من مدينة ووهان. ورفضت الحكومة الإتهامات بالتستر على إنتشار المرض مع تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية زهاو ليجيان أن التعديلات أمر شائع وأن الصين "لم تفعل شيئاً يستوجب إنتقادها عليه".
وأبلغ زهاو الصحفيين في بكين "الصين تود أن تعمل مع كافة الدول بما في ذلك فرنسا وبريطانيا للتمسك بالتعددية وتقوية التضامن والتعاون على حماية أرواح وصحة كل البشر".
ولكن إحتدمت التوترات عندما إستدعت الحكومة الفرنسية السفير الصيني بعد كتابة منشور على موقع السفارة أشار إلى ان فرنسا تخلت عن المقيمين بدور المسنين. وإتهمت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية، أميلي دي مونتشالين، الصين وروسيا الشهر الماضي بإستغلال تسليم معدات طبية للمساعدة في نشر دعاية في أوروبا.
وقال مسؤول فرنسي رفض نشر اسمه أن أولوية فرنسا هي تأمين الكمامات ومستلزمات صحية أخرى من الصين وغيرها من الدول، مضيفاً أن هذه الواقعة "قد إنتهت".
ومن المتوقع أيضا أن يشعل هذا التوتر نقاط خلاف رئيسية في العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي خاصة وجود تقنية هواوي في شبكات الجيل الخامس الأوروبية والشكوك أن بكين قد تستغل الأمر في أعمال تخريب وتجسس محتملة.
وفي لندن، كانت حكومة جونسون تآمل بكسب تاييد المتمردين داخل حزب المحافظين الحاكم من خلال حملة معلومات حول هواوي قبل تصويت لم يتحدد موعده بعد في البرلمان حول مشاركة الشركة في البنية التحتية لإتصالات الجيل الخامس في البلاد.
ولكن يعتقد شخصان مطلعان على فكر الحكومة أن تشدد المواقف بين النواب المحافظين سيجعل من الصعب—إن لم يكن من المستحيل—تمرير هذا التشريع. ودعا نواب محافظون بارزون إلى أن تعيد بريطانيا النظر في العلاقات مع الصين.
وكانت المستشارة أنجيلا ميركيل، التي أمضت حكمها تطور علاقات مع الشريك التجاري الرئيسي لدولتها، اكثر توخياً للحذر حول أي إتهامات للصين. ولكن حذر مسؤولون ألمان من إستغلال بكين للأزمة في الغرب وشغل فراغ سلطة حيث تنشغل الدول بإبطاء وتيرة إنتشار الفيروس.
وتنتبه دول الاتحاد الأوروبي بالفعل للشركات الصينية التي ربا تسعى لإستغلال التقييمات المنخفضة للإستحواذ على شركات أوروبية. وشهد المصرفيون مؤخراً زيادة حادة في الطلبات من شركات وصناديق صينية لمقترحات حول أهداف إستحواذ في أوروبا.
وقال مسؤول بالحكومة الألمانية في أواخر مارس أنه لابد من توخي مجموعة الدول السبع والدول الأوروبية الحذر حيث تستغل حكومة الرئيس شي جين بينغ نفوذها خلال الأزمة.
وبدون ذكر اسم الصين بشكل صريح، قال وزير الخارجية الألماني هيكو ماس أن قرار الرئيس دونالد ترامب تجميد تمويل منظمة الصحة العالمية ربما يدعو قوى تتجاهل الديمقراطية الليبرالية أن تعزز حضورها.
وقال ماس يوم الخميس في برلين "كل شبر تنسحب منه الولايات المتحدة من العالم الأوسع، خاصة في هذه المرحلة، هو فضاء سيشغله أخرون—وعادة ما يكونون من لا يتشاطرون قيمنا من الديمقراطية الليبرالية".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.