جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تستعد تركيا لبدء واحدة من أكبر تجارب البنوك المركزية في الأسواق الناشئة—وليس هناك توقيت أفضل من الأن.
يطبق أخيرا الرئيس رجب طيب أردوجان، الذي لطالما كان مؤمنا بأن ارتفاع أسعار الفائدة السبب وراء التضخم، نظريته غير التقليدية بتنصيب مراد أويسال كمحافظ للبنك المركزي هذا الشهر بعد إقالة سلفه للفشل في تخفيض أسعار الفائدة في وقت مبكر.
وبينما يتزايد الضغط السياسي على بنوك مركزية من الولايات المتحدة إلى الهند، يتفوق أردوجان على نظرائه بفضل صلاحيات جديدة واسعة مُنحت لمنصبه بعد انتخابات عامة جرت العام الماضي. وسيظهر اجتماع للسياسة النقدية يوم الخميس مدى حدة التحول الذي يستعد البنك المركزي للإقدام عليه.
وتركيا في وضع مواتي للتيسير النقدي حيث ان التوجه نحو التيسير عالميا وانخفاض التضخم ترك لدى تركيا أعلى سعر فائدة حقيقي في العالم. ومن المرجح ان تستمر أثار قوية لقاعدة المقارنة في خنق نمو الأسعار خلال الأشهر المقبلة.
وقال سيباستيان جالي، كبير محللي الاقتصاد الكلي في نورديا إنفيسمنت في لوكسمبورج "لتحقيق تعافي اقتصادي، يحتاج البنك المركزي للتيسير بسرعة كافية ولكن ليس بسرعة زائدة، في ضوء ضعف الليرة والتضخم الناتج عن أسعار الواردات".
وكان إستئثار أردوجان بالسلطة يتم الإعداد له منذ سنوات وهو نتاج بغضه لأسعار الفائدة المرتفعة المرتبط بنصوص إسلامية عن الربا. وفي وجهة نظره، يضطر المنتجون ان يمرروا ارتفاع تكاليف الإقتراض إلى المستهلكين وبالتالي يرفعون الأسعار.
وتعهد أردوجان بسيطرة مباشرة أكبر على قرارات أسعار الفائدة خلال مقابلة العام الماضي وحذر بعد زيادة ضخمة في أسعار الفائدة في سبتمبر ان صبره "له حدود". وجاءت نقطة التحول عندما أبقى المحافظ السابق للبنك المركزي مراد جيتنكايا سياسته دون تغيير للشهر التاسع في يونيو مما دفع أردوجان لإعلان سعر الفائدة الرئيسي عند 24% "غير مقبول".
ولكن المحافظ الجديد عالق بين أسواق قلقة ورئيس يضغط بإلحاح. وعلى الرغم من ان كل خبير اقتصادي استطلعت بلومبرج أرائه يتنبأ بأن تخفض تركيا أسعار الفائدة يوم الخميس لأول مرة منذ 2016، فإن التقديرات تتراوح من 50 نقطة أساس إلى 8 نقاط أساس. وتشير العقود الاجلة إن المستثمرين يتوقعون تخفيضا بحوالي 250 نقطة أساس.
ويواصل الاقتصاد نموا بطيئا بعد ركود ويتراجع معدل الإقراض من جديد. وفي نفس الأثناء، يستمر تباطؤ في التضخم، الذي ينخفض بالفعل نحو 5% حتى الأن هذا العام.
وتبدلت أيضا حظوظ الليرة، خاصة بعد ان أشار الرئيس دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ربما تعيد النظر في تهديد بفرض عقوبات على تركيا حول شرائها لمنظومة صواريخ روسية. والعملة التركية هي الأفضل أداء بين عملات الأسواق الناشئة منذ بداية مايو.
ولكن قد يهدد تيسير نقدي نشط هذا الهدوء، خاصة إذا أجرت تركيا تخفيضات بناء على وجهة النظر غير التقليدية لأردوجان.
وإذا تطبق ذلك، قال ريفيت جوركيانك، أستاذ لاقتصاد بجامعة بيلكنت في أنقرة، قد تؤدي "هذا النظرية الاقتصادية السخيفة" إلى أثر عكسي بترك تركيا تواجه تكاليف إقتراض أعلى ومعدلات تضخم أعلى على المدى الطويل.
وأضاف "زعماء مثل أردوجان وترامب متحدون في رغبتهم ان يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة، الذي هو نزعة سياسية قصيرة النظر، ولهذا السبب بالتحديد جرى التفكير في إستقلالية البنوك المركزية في المقام الأول".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.