Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

حرب العملات غير المعلنة: كيف يُرغم المركزي الأوروبي "الفيدرالي" على خفض الفائدة

By تموز/يوليو 30, 2019 623

عندما يجتمع مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن يومي الثلاثاء والأربعاء لمناقشة خفض أسعار الفائدة، فإن جزء كبير من قرارهم قد إنحسم بالفعل لكن ليس في واشنطن --وإنما في فرانكفورت.

ينخفض سعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي الأوروبي، عند سالب 0.4%، نحو 3% عن سعر فائدة الاحتياطي الفيدرالي. وألمح بقوة رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراغي الأسبوع الماضي إنه سيخفض قريبا سعر فائدته إلى مستوى سلبي جديد. وخلص مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إنه لا يمكنهم السماح بأن تحيد أسعار الفائدة الأمريكية بشكل كبير عن أسعار فائدة نظرائهم الأجانب. بالتالي رغم ان الاقتصاد الأمريكي في وضع أفضل بكثير من أوروبا، بيد ان المركزي الأوروبي يجبر "الفيدرالي" على التحرك.

ويؤثر دوما العالم الخارجي على الاحتياطي الفيدرالي لأن حدوث ركود أو أزمة خارجيا من الممكن ان يضر صادرات الولايات المتحدة وأسواقها المالية. وإستشهد جيروم باويل رئيس الاحتياطي الفيدرالي بضعف النمو العالمي كسبب لإحتمال قيام "الفيدرالي" بخفض أسعار الفائدة. وتكمن المشكلة الجديدة في ان البنك المركزي لا يأخذ في حساباته فقط التطورات الاقتصادية الخارجية عند تحديد أسعار الفائدة الأمريكية وإنما أيضا أسعار الفائدة الخارجية.

وقال ريتشارد كلاريدا نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي مؤخرا لشبكة فوكس بيزنس "أسعار الفائدة الأمريكية من الممكن ان تبعد بقدر ما عن أسعار الفائدة العالمية لكن يوجد حد لمدى إستمرار تلك العملية، بسبب تكامل الأسواق المالية".

فإذا رفع بنك مركزي أسعار الفائدة ولم يرفعها البنك الأخر، فإن رؤوس الأموال تتدفق على البلد الأول بما يرفع قيمة عملته ويفرض ضغوطا هبوطية على التضخم والصادرات والنمو الاقتصادي. وفي الدولة الأخرى، يحدث العكس. ونتيجة لهذه المعطيات، كثيرا ما تحذو دول أخرى حذو "الفيدرالي".

وفي أواخر 2015، بدأ الاحتياطي الفيدرالي رفع سعر الفائدة الرئيسي من قرابة الصفر وقتما كان يرى ما يعرف بسعر الفائدة المحايد عند حوالي 3% الذي لا يحفز أو يكبح النمو الاقتصادي. وبحلول ديسمبر 2018، تخطى سعر الفائدة 2.25%، وهو الأعلى لأي بنك مركزي تابع لاقتصاد متقدم. وحذت بعض البنوك المركزية الأجنبية، خاصة في الأسواق الناشئة، هذا الحذو لمنع عملاتها من الانخفاض مقابل الدولار.وهذا أضر النمو العالمي، وهو سبب لتوقف "الفيدرالي" في وقت مبكر من هذا العام عن رفع أسعار الفائدة.

وبعدها، عندما تراجع النمو في أوروبا هذا العام وألمح المركزي الأوروبي إنه سيخفض أسعار الفائدة، هوت عوائد السندات حول العالم وعلت الدعوات "للفيدرالي" لتخفيض أسعار الفائدة. وجاءت الدعوة الأعلى صوتا من الرئيس ترامب، الذي إتهم المركزي الأوروبي بتعمد إضعاف اليورو من أجل كسب ميزة تنافسية. وإشتكى في يونيو على تويتر "اليورو وعملات أخرى يتم تخفيض قيمتها مقابل الدولار بما يضع الولايات المتحدة في وضع غير موات تنافسيا. أسعار فائدة الفيدرالي مرتفعة جدا...وليس لديهم فكرة عما يحدث".

ولطالما ركز ترامب على أثر أسعار الصرف على الموازين التجارية. وكشف مسؤولو البيت الأبيض الاسبوع الماضي إنهم ناقشوا التدخل في أسواق العملة لإضعاف الدولار، ولكن رفضوا ذلك في الوقت الحالي. ونادرا ما يحرك مثل هذا التدخل العملة إلا إذا كان مدعوما بأسعار الفائدة.

وقال مسؤولون "بالفيدرالي" إنهم لا يستجيبون لضغوط ترامب. وعلى الرغم من ذلك، حجتهم ليس مختلفة عن حجته. وفي نماذجهم، يؤدي طلب ضعيف بشكل مزمن لمنطقة اليورو إلى تخفيض سعر الفائدة المحايد للمنطقة، الذي سيتسبب في انخفاض اليورو وارتفاع الفائض التجاري لمنطقة اليورو.

وما يراه ترامب تخفيضا للعملة لكسب ميزة تنافسية غير عادلة، بحسب نماذجهم، هو كيف تعمل السياسة النقدية عندما تكون الاقتصادات مفتوحة على التدفقات التجارية والرأسمالية.

ولم يستشهد بشكل صريح مسؤولو "الفيدرالي" بالمركزي الأوروبي كعامل في خططهم لأسعار الفائدة. ولكن تأثيره كان ملموسا بشكل واضح من خلال سوق السندات. وعندما ألمح دراغي في أوائل يونيو إن المركزي الأوروبي سيتحرك، هبطت عوائد السندات الألمانية من سالب 0.24% إلى سالب 0.32%. وتراجعت بشكل أكبر عندما إتضح ان مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد ستخلف دراغي في نوفمبر. ويُنظر لها على أنها من المرجح ان تواصل سياساته التحفيزية.

وهذا فرض تأثيرا هبوطيا على عوائد السندات على مستوى العالم. والأن ربع السندات العالمية، بقيمة 13.6 تريليون دولار، تدر عائدا سالبا، وفقا لدويتشة بنك.

وهذا سبب رئيسي لإنخفاض عائد السندات الأمريكية لآجل عشر سنوات من 2.7% في نهاية 2018 إلى 2.1% الأن—دون سعر الفائدة الرئيسي "للفيدرالي". وعندما تنخفض عوائد السندات طويلة الآجل عن نظيرتها قصيرة الآجل، ما يعرف "بمنحنى العائد المقلوب"، فعادة ما يتبعه ركود.

ورغم إنه لا توجد علامة على ركود حتى الأن في البيانات الاقتصادية، إلا ان مسؤولين كثيرين "بالفيدرالي" قلقون من ان منحنى العائد المقلوب يعني ان سياستهم تقييدية أكثر من اللازم.

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.