Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

اقتصاد الصين يتعافى بقوة ويضيق الفارق مع الاقتصاد الأمريكي

By آب/أغسطس 24, 2020 3845

بينما تكافح بقية العالم لإحتواء فيروس كورونا، يكتسب تعافي الصين زخماً مما يجعل الدولة في وضع يسمح لها بتضييق الفجوة مع الاقتصاد الأمريكي.

وعبر الصين، تنشط مجدداً الحركة على المطاعم وصالات الألعاب الرياضية. وتزدحم عربات المترو وصالات المطارات. ويستعد الأطفال للعودة إلى المدارس مع قليل من القيود التي يقول مسؤولون أمريكيون أنها ستصبح السمة البارزة للحياة بعد فيروس كورونا. وفي بعض المدارس، يُطلب من الأطفال القدوم بكمامات—لكن ليسوا مضطرين لإرتدائها.

ومع السيطرة حالياً على فيروس كورونا، بفضل إجراءات قاسية، رفع بنك جي.بي مورجان مؤخراً توقعاته لنمو الصين في 2020 إلى 2.5% من 1.3% في أبريل. ورفع أيضا خبراء اقتصاديون في البنك الدولي وغيره توقعاتهم للصين، الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي متوقع أن يسجل نمواً هذا العام.

وهذا التعافي، رغم أنه بعيد عن معدلات النمو السريعة للصين في السنوات الماضية، إلا أنه رغم ذلك يساعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم على المضي أسرع في اللحاق بالولايات المتحدة، التي قد تنكمش بنسبة تصل إلى 8% في 2020.

وهذا يدعم أيضا إعتقاد بكين أن النموذج الذي تقوده الدولة في الصين، الذي ساعد الدولة على إجتياز الأزمة المالية العالمية في 2008-2009 بأقل ضرر، أفضل من نظام السوق الذي تتبعه الولايات المتحدة، مما يشجع قادة الصين في وقت تتصاعد فيه المنافسة الجيوسياسية مع الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن يسجل الناتج الاقتصادي المعدل من أجل التضخم للصين 11.9 تريليون دولار هذا العام، بحسب نيكولاس لاردي، الخبير الاقتصادي والمختص بالصين لدى معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن. وهذا حوالي 70% من الناتج المتوقع للولايات المتحدة—في زيادة بسبع نقاط مئوية بالمقارنة مع العام الماضي، وأكبر زيادة تحققها الصين أمام الولايات المتحدة في عام واحد.

وقال هومي خاراس، مدير برنامج الاقتصاد العالمي والتنمية في معهد بروكينجز، أن فيروس كورونا يضع الاقتصاد الصيني في طريقه نحو الوصول إلى التساوي مع الولايات المتحدة في 2028 من حيث القيمة المطلقة—وهذا أسرع عامين من تقديره قبل فيروس كورونا.

وسيساعد الوباء أيضا في تضخيم القوة الاقتصادية للصين بالمقارنة مع دول نامية أخرى مثل روسيا والبرازيل، حسبما أضاف خاراس، الخبير الاقتصادي السابق لشؤون أسيا في البنك الدولي. ومن المتوقع الأن أن تتراجع الهند بشكل كبير بحيث سيكون اقتصادها أقل من خُمس حجم الاقتصاد الصيني بنهاية العام القادم.

وقال خاراس، "الصين ستخرج أقوى كأكبر اقتصاد بين دول العالم النامي". وأضاف أن الصين ستخرج على الأرجح من الوباء متفوقة أكثر على أقرب منافسيها إذ أن اليابان—ثالث أكبر اقتصاد في العالم، الذي يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش 5.8% هذا العام—تتخلف بشكل أكبر.

ولكن يبقى تعافي الصين هشاً وتتزايد العلامات التحذيرية، من خطر أزمات ركود مزدوج بين شركائها التجاريين إلى مخاوف جيوسياسية. ويبقى خبراء كثيرون متشككين في الأرقام الاقتصادية للصين. ويقول أخرون أن تعافيها، حتى إذا كان حقيقياً، غير قابل للاستمرار.

ويحذر دانيل روزين، الشريك المؤسس لشركة البحوث التي مقرها نيويورك "روديوم جروب"، من ديون متزايدة في الصين ونمو غير متكافيء عبر الدولة ومشكلات متفاقمة في القطاع المصرفي. وقال أن أغلب النشاط في الأشهر الأخيرة ينتج أشياء لا يشتريها المواطنون، مما يرفع بشكل مؤقت الأرقام الاقتصادية لكن يخلق تخمة مخزونات ستؤثر سلباً على النمو في وقت لاحق من هذا العام.

وقال روزين، مقارناً الصين بزلاجة سرعة تبدو في طريقها لتجاوز الولايات المتحدة في الحارة الضيقة، أنه على الرغم من هذه المكاسب، إلا أن الصين تواجه مشكلات أعمق: "الزلاجات تمزق أقدام الصين، وهناك نزيف".  

ولكن رغم ذلك، يعد التعافي الجاري كافياً لجعل الحياة اليومية في الصين تبدو أفضل بكثير من أغلب العالم الغربي.

وقال رين جيانمين، سائق في بكين يبلغ من العمر 57 عاماً، أن دخله انخفض الثلثين في فبراير ومارس، عندما تم إغلاق أجزاء من الصين. وإعتمد على مدخرات لدعم أسرته.

وبدأت تتحسن الأمور في أبريل. وقال رين أنه الأن يسجل 12 ساعة من العمل المستمر كل يوم. وهذا كاف لكسب 5000 يوان (725 دولار) كل شهر لتكميل دخل زوجته كممرضة. وشكواه الأكبر هي أن التكدس المروري التي تشتهر به بكين قد عاد.

ويرجع رين الفضل في تحسن الثقة العامة إلى الاستجابة القوية من الحكومة لفيروس كورونا، خاصة بالمقارنة مع بقية العالم. وقال "قدرة الدول الأجنبية على التعامل مع الوباء ليست جيدة حقاً".

وحتى في ووهان، البؤرة الأصلية للوباء، تعود الحياة إلى طبيعتها، بحيث لم يعد سكان كثيرون يرتدون كمامات في الشوارع وتمتليء المطاعم مجدداً. وقد أثارت صور لحفل دي.جي في حمام سباحة ممتلئاً بمئات الأشخاص في وقت سابق من هذا الشهر اهتماماً دولياً.  

ولم تسجل ووهان أي حالات إصابة بفيروس كورونا منتقلة محلياً منذ ثلاثة أشهر. وقال زهاو ليجيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أن حفل حمام السباحة "يعكس إنتصاراً إستراتجياً حققته ووهان والحكومة الصينية في مكافحة الفيروس".

وفي الولايات المتحدة، حذرت السلطات من أن العودة الكاملة لأساليب الحياة قبل مرض كوفيد قد لا تكون ممكنة، متصورين فصول مدرسية  ومطاعم وحفلات موسيقية ورحلات طيران تغيرها إشتراطات التباعد الإجتماعي.

ولكن جعلت إجراءات المكافحة التي تبنتها الصين—التي تشمل الفحوصات الشاملة والمراقبة واسعة النطاق –التجمعات العامة والأنشطة الأخرى غير مقلقة نسبياً، إذ تقحم الدولة نفسها في حياة المواطنين إلى حد يمتعض منه أمريكيون كثيرون.

وقال لاردي من معهد بيترسون أن المكاسب الاقتصادية للصين يسهل تفسيرها. "لقد قاموا بعمل أكثر فعالية في السيطرة على فيروس كورونا".

وكانت مصانع الصين من بين الأولى في العالم التي تعيد فتح أبوابها في أبريل، الذي ساعد الصين على الإستحواذ على حصة سوقية كبيرة من التجارة العالية.

والأن، مع الإحصاء اليومي للصين لحالات الإصابة الجديدة المنتقلة محلياً لفيروس كورونا في خانة الأحاد وتعود الخدمات ونشاط التجزئة إلى مستويات ما قبل كوفيد-19، انخفضت مبيعات التجزئة في يوليو 1.1% عن مستواها قبل عام.

وسجلت شركات من "ماريوت انترناشونال" و"أل.في.إم.إتش" و"مويت هنيسي لويس فيتون" و"تسلا" و"ستاربكس كورب" نمواً قوياً في الربع الثاني في الصين، في وقت تتراجع فيه بقية العالم.

وقالت ماريوت ان مستويات الإشغال في المنطقة وصلت إلى 60% في الربع الثاني، غير بعيدة عن معدل 70% العام الماضي.

وأبلغ أرني سورنسون المدير التنفيذي لماريوت المستثمرين هذا الشهر "تعافي السفر في الصين الكبرى يكشف صمود الطلب بمجرد أن يتوفر شعور بأن الفيروس تحت السيطرة بشكل جيد".

وفي مدينة شينغدو بجنوب غرب الدولة، قالت دوريس تشين أن النشاط في المطعم الفندقي الفاخر الذي تعمل فيه أصبح حتى أفضل من العام الماضي، والذي أرجعته إلى طلب مكبوت وزيادة السياحة الداخلية.

وبدأ النشاط يتعافى لأول مرة في مايو مع رفع إجراءات مكافحة فيروس كورونا. وقبل ذلك، سمحت السلطات فقط بنصف عدد الزبائن، وأغلقت الغرف الخاصة بالمطعم بسبب قواعد التباعد الإجتماعي. وهذا لم يعد مبعث قلق مع السماح للمطعم بالعمل بكامل طاقته الاستيعابية.

وقبل فيروس كورونا، أشارت تقديرات لدويتشة بنك أن الاقتصاد الصيني سينمو بحوالي 26% بين 2019 و2023، مقابل 8.5% للولايات المتحدة خلال نفس الفترة.

والأن، عند أخذ تأثير الوباء في الاعتبار، يتوقع البنك أن يعتدل النمو الاقتصادي للصين بشكل طفيف إلى 24% بين 2019 و2023، بينما سينمو الاقتصاد الأمريكي خلال تلك الفترة بنسبة 3.9%--أقل من نصف التوقع الأصلي.

وكان متوقع في الأساس أن يتفوق نمو الصين على منطقة اليورو بنسبة 5.1% هذا العام، بحسب دويتشة بنك. والأن، من المتوقع أن تتفوق الصين على منطقة اليورو بضعف هذا الفارق.

وقد يساعد لقاح فعال ومتاح على نطاق واسع الاقتصادات الغربية على العودة أسرع من المتوقع إلى مساراتها السابقة للنمو، بحسب ما قاله مايكل سبينسر، رئيس بحوث منطقة أسيا والمحيط الهاديء لدى دويتشة بنك. ولكن حتى ذلك الحين، أشار إلى أن المكاسب الاقتصادية للصين مقابل الولايات المتحدة قد تثير مخاوف أكبر حول النفوذ الناشيء لبكين.

ولاتزال تواجه الصين تأثيرات سلبية. فهي تعول على الصادرات من أجل حوالي خمس ناتجها الاقتصادي، مما يجعلها معتمدة على تغلب زبائنها في الولايات المتحدة وأوروبا على الفيروس. ولابد ايضا أن تمنع تجدد ظهور حالات إصابة محلية بكوفيد-19.

ويعد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين عند 10.800 دولار أقل بفارق بعيد عن دول الغرب. ودخلت الصين وباء فيروس كورونا محتلة الترتيب ال71 بحسب هذا المقياس، وفق صندوق النقد الدولي، أسفل المكسيك وتايلاند.

وفي إقليم جواندونغ المعتمد على الصادرات، قال جيسون زهي، مدير المبيعات في شركة تجميع تلفزيونات، أن المواد الخام تصبح أغلى حيث يتعافى الطلب على الأجهزة المنزلية ويقوى اليوان، الذي يجعل المنتجات الصينية أقل تنافسية في الخارج.

وقال زهي أنه بينما بدأت طلبيات التصدير لدى شركته التي تضم 80 وظفاً، المسماه جوانغزهو فيوغيو للإلكترونيات، تتفوق على مبيعات العام الماضي في يونيو، إلا أن الشركة لا تزال تكافح لتحقيق أرباح بعد أشهر من المبيعات المفقودة. وقال "سيكون الأمر أصعب علينا في النصف الثاني من العام".

وكان أخرون أكثر تفاؤلاً.

وبدأت ليو كايان، التي تدير دار ضيافة تضم 30 غرفة قرب موقع تجديف في إقليم جويزهو بجنوب غرب الدولة، ترى تحسناً في النشاط في أغسطس حيث فضلت الأسر وجهات فيها لم تظهر حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا منذ أشهر.

وقالت أن الحجوزات عادت فقط بنسبة 50% مقارنة مع العام الماضي، وأن هذا بعد تخفيض الأسعار لجذب زبائن. ومع ذلك، لم تسرح أي من موظفيها الثلاثة، مع توقعها أوضاع أفضل في الفترة القادمة.

وقالت ليو "الخسائر لا يمكن تعويضها، لكن لحسن الحظ جميعنا أمنين حيث أصبح فيروس كورونا تحت السيطرة". وهي تأمل بقدوم سائحين أكثر قبل إنتهاء الصيف.

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.