Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

ترامب وشي يخففان التوتر بهدنة حول الرسوم الجمركية والمعادن النادرة

By تشرين1/أكتوير 30, 2025 86

اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ على تمديد الهدنة الجمركية والتراجع عن بعض القيود على الصادرات وتقليص حواجز التجارة الأخرى في قمة مشهودة يوم الخميس، في خطوة قد تسهم في استقرار العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم بعد شهور من الاضطرابات.

وفي أول لقاء مباشر بين الزعيمين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وافقت الصين على تعليق القيود الواسعة التي فرضتها على تصدير مغناطيسات المعادن النادرة، مقابل ما قالت بكين إنه اتفاق أمريكي على التراجع عن توسيع القيود على الشركات الصينية. كما ستخفض الولايات المتحدة إلى النصف الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية المرتبطة بمخدر الفنتانيل، فيما ستستأنف بكين شراء ما وصفه ترامب بـ«كميات ضخمة» من فول الصويا والذرة البيضاء ومنتجات زراعية أخرى.

كما ستمدد الولايات المتحدة تجميد ما يُعرف بـ«الرسوم المتبادلة» المفروضة على الصين «لمدة عام إضافي»، بحسب بيان صادر عن وزارة التجارة الصينية، التي أضافت أن بكين «ستتعامل بشكل مناسب مع القضايا المتعلقة بتطبيق تيك توك مع الجانب الأمريكي".

وقال ترامب إنه سيزور الصين في شهر أبريل المقبل، على أن يقوم الرئيس شي بزيارة الولايات المتحدة بعد ذلك.

وأضاف ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية “إير فورس وان”، التي استقلها مباشرة بعد اجتماعه مع شي في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية: "أعتقد أنه على مقياس من صفر إلى عشرة، حيث العشرة هي الأفضل، يمكنني أن أقول إن اللقاء كان عند مستوى 12". وتابع: "العلاقة بيننا بالغة الأهمية، وأعتقد أن اللقاء كان ممتازاً للغاية".

شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أن الحوار أفضل من المواجهة، داعيًا إلى تعزيز التواصل بين الجانبين والتعاون في مجالات مثل التجارة والطاقة والذكاء الاصطناعي، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء «شينخوا» الرسمية.

ونقلت الوكالة عن شي قوله: "ينبغي على الفريقين تحسين وإنجاز أعمال المتابعة في أسرع وقت ممكن، والحفاظ على التوافق وتنفيذه، وتقديم نتائج ملموسة لطمأنة اقتصادَي الصين والولايات المتحدة، وكذلك العالم".

تذبذبت أسواق الأسهم بعد القمة التي حظيت بمتابعة واسعة، إذ تراجع مؤشر للأسهم الآسيوية بنسبة 0.4%، فيما تحركت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية بين مكاسب وخسائر طفيفة.

ويبدو أن نتائج اللقاء تمهد لحل — ولو مؤقت — لأشهر من المناورات التي شهدت تبادلاً في التهديدات بين واشنطن وبكين بفرض رسوم جمركية وقيود على الصادرات، كان من شأنها تعطيل سلاسل الإمداد العالمية والإضرار بالاقتصاد العالمي. ومع ذلك، فإن الاتفاق لا يرقى إلى كونه تسوية شاملة تعالج القضايا الجوهرية في التنافس الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين.

رقائق إنفيديا

ورغم التكهنات بأن ترامب قد يقدم تنازلات إضافية — مثل السماح للصين بالوصول إلى أحدث شرائح شركة انفيديا من سلسلة بلاك ويل Blackwell أو تغيير سياسة واشنطن تجاه تايوان — أكد الرئيس الأمريكي أن هذين الملفين لم يكونا ضمن جدول المناقشات. ومع ذلك، ناقش ترامب وشي مسألة الوصول إلى بعض منتجات الشركة الأخرى، وقال ترامب إنه يعتزم التحدث مع الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جنسن هوانغ.

ويُعد خفض الرسوم الجمركية على منتجات الفنتانيل من 20% إلى 10% انتصارًا مهمًا لبكين، إذ سيجعل صادراتها أكثر قدرة على المنافسة مقارنة بمنافسيها الذين يتمتعون برسوم أقل نسبيًا. كما قرر ترامب عدم المضي في زيادة الرسوم الجمركية بنسبة 100% التي كان يهدد بفرضها قبل بدء المحادثات والمقررة للشهر المقبل.

وأشار ترامب إلى أنه يتوقع أن تعزز الصين استثماراتها في الولايات المتحدة، وأن تنظر في تمديد إضافي لتأجيل تنفيذ سياستها المتعلقة بالمعادن النادرة.

وقال ترامب: "إنه اتفاق لمدة عام واحد، وأعتقد أنه سيتم تمديده بشكل روتيني للغاية".

استخدمت بكين القيود المفروضة على المعادن النادرة كورقة ضغط في مفاوضات التجارة، مهددةً بتقييد وصول الشركات الأمريكية وحلفائها إلى المعادن الحيوية اللازمة لصناعة التقنيات المتقدمة مثل الهواتف الذكية ومحركات الطائرات ومنتجات أخرى واسعة الاستخدام. ويرى المسؤولون الصينيون أن سيطرة بلادهم على المعادن النادرة تماثل من حيث الأهمية احتكار الولايات المتحدة لأحدث شرائح انفيديا المتطورة.

وقال ترامب أيضًا إن الرئيس شي سيتخذ خطوات ملموسة للحد من تدفق المواد الكيميائية الأولية المستخدمة في تصنيع مادة الفنتانيل.

وأضاف ترامب: "أعتقد أنه سيعمل بجد لوقف الموت الذي يتدفق إلى بلادنا".

من جانبه، صرّح الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير، الذي كان يتحدث إلى جانب ترامب، بأن الولايات المتحدة ستؤجل الإجراءات بموجب  المادة 301 والمتعلقة بالشحن والموانئ. وكانت واشنطن قد أعلنت في وقت سابق من هذا العام فرض رسوم على خدمات الموانئ للسفن المملوكة للصين، وردت بكين في وقت لاحق بإجراءات انتقامية. كما أعلنت الصين أنها ستعلّق هذه الإجراءات المضادة لمدة عام واحد فيما يتعلق بالشحن.

واختتم ترامب بالقول: "إذن، هذا لم يعد يمثل مشكلة بعد الآن".

لم يُقدّم الرئيس ترامب تفاصيل إضافية بشأن الاستثمارات الصينية المحتملة، لكنه أشار إلى أن تفاصيل الاتفاق الشامل ستُعلن لاحقًا.

أما بخصوص استئناف مشتريات فول الصويا — وهو انتصار سياسي يُتوقع أن يصب في مصلحة المزارعين ضمن قاعدته الريفية — فقال ترامب فقط: "ستُشترى كميات هائلة من فول الصويا وغيرها من المنتجات الزراعية".

لم يُفصّل الرئيس الأمريكي أيضًا وضع بعض العناصر المتوقعة في الاتفاق، بما في ذلك الموافقة على بيع عمليات شركة بايت دانس ByteDance Ltd. في الولايات المتحدة، المالكة لتطبيق الفيديوهات القصيرة تيك توك TikTok. كما لم يذكر ما إذا كان قد وافق على التراجع عن القاعدة التي تنص على أن الشركات التابعة المملوكة بنسبة 50% أو أكثر لكيانات مدرجة في القوائم السوداء تخضع لنفس القيود المفروضة على الشركة الأم — والذي أعلنته الصين بعد المحادثات. وقد فرضت تلك القواعد أعباء كبيرة على عمليات التدقيق المطلوبة من المصدّرين.

وقال ترامب إن الزعيمين اتفقا أيضًا على التعاون بشأن أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن بكين لم توافق على دعوته لوقف مشتريات النفط من روسيا، والتي تساعد في تمويل مجهودها الحربي.

مشتريات الطاقة

وأضاف ترامب: "لم نناقش موضوع النفط فعليًا، لكننا ناقشنا العمل معًا لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا إنهاء تلك الحرب".

وفي منشور لاحق على منصة تروث سوشيال، أوضح ترامب أن مسؤولين من الولايات المتحدة والصين سيجتمعون لمناقشة التعاون في مجال الطاقة، وقال: "وافقت الصين أيضًا على بدء عملية شراء الطاقة الأمريكية. وفي الواقع، قد تتم صفقة ضخمة تتعلق بشراء النفط والغاز من الولاية العظيمة ألاسكا".

وقبيل الاجتماع الذي عُقد في قاعدة جوية بمدينة بوسان في كوريا الجنوبية، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبك)، عبّر الزعيمان عن تفاؤلهما بإصلاح العلاقات الاقتصادية بين بلديهما.

وقال شي جين بينغ: "نحن لا نتفق دائمًا في وجهات النظر، ومن الطبيعي أن تشهد أكبر اقتصادين في العالم بعض الاحتكاكات من حين لآخر". وأضاف أن على الجانبين «التمسك بالمسار الصحيح وضمان الإبحار بثبات في السفينة العملاقة للعلاقات الصينية الأمريكية".

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.