Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

جورنال: مسؤولو ترامب يُفشلون مساعي إنفيديا لتصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين

By تشرين2/نوفمبر 03, 2025 78

قبل وقت قصير من لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، برزت قضية عاجلة على الطاولة — فقد أراد ترامب مناقشة طلب قدّمه جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، للسماح ببيع جيل جديد من الرقائق الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى الصين، بحسب ما قاله مسؤولون حاليون وسابقون في الإدارة الأمريكية.

الموافقة على تصدير رقائق "بلاك ويل" (Blackwell) من إنفيديا كانت ستمثل تحولًا جذريًا في السياسة الأمريكية، إذ قد تمنح الصين — المنافس الجيوسياسي الأكبر لواشنطن — دفعة تكنولوجية هائلة.

وقد كثّف هوانغ، الذي يتواصل مع ترامب بشكل متكرر، جهوده للضغط من أجل الإبقاء على وصول شركته إلى السوق الصينية.

ومع التحضير للقاء "شي"، حذر مسؤولون كبار — من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو — من أن السماح بتلك الصادرات سيهدد الأمن القومي الأمريكي، لأنه سيعزز قدرات مراكز البيانات الصينية في الذكاء الاصطناعي، وقد ينعكس ذلك سلبًا على مصالح الولايات المتحدة، وفقًا للمسؤولين.

كانت واشنطن، في الوقت نفسه، تستعد لتقديم تنازلات أخرى لبكين خلال الاجتماع، مقابل سماح الصين بتصدير المغناطيسات الأرضية النادرة. كما عارض الموافقة أيضًا كل من الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير ووزير التجارة هوارد لوتنيك، اللذين شاركا في قيادة المفاوضات التجارية.

وبعد مواجهة معارضة شبه موحّدة من كبار مستشاريه، قرّر ترامب عدم التطرق إلى موضوع رقائق إنفيديا المتقدمة خلال لقائه مع شي جين بينغ في بوسان، كوريا الجنوبية، بتاريخ 30 أكتوبر، بحسب المصادر.

ويمثل القرار انتصارًا لروبيو ومستشاري ترامب على حساب هوانغ، الرئيس التنفيذي لأكبر شركة مدرجة في العالم من حيث القيمة السوقية. فقد تبلغ قيمة صادرات رقائق "بلاك ويل" إلى الصين عشرات المليارات من الدولارات، وكان من شأنها مساعدة إنفيديا على إبقاء شركات الذكاء الاصطناعي الصينية معتمدة على تقنياتها.

تنتظر إنفيديا موافقة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمضي قدمًا في بيع نسخة أقل قوة من رقاقة "بلاك ويل" المخصصة للسوق الصينية، وهي أحدث جيل من معالجات الذكاء الاصطناعي التي تطورها الشركة.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي: “الرئيس ترامب يستمع إلى مجموعة متنوعة من الآراء حول السياسات، بما في ذلك من كبار قادة الأعمال، إلا أن اجتماعه التاريخي مع الرئيس شي يثبت أن العامل الوحيد الذي يوجّه قراراته هو مصلحة الشعب الأمريكي.”

وخلال فعالية لإنفيديا في واشنطن سبقت لقاء ترامب وشي، شدّد الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ على أهمية الاقتصاد الصيني، الذي قال إنه يضم نحو نصف عدد الباحثين في الذكاء الاصطناعي في العالم، محذرًا من أن الولايات المتحدة قد تخسر السوق الصينية بشكل دائم. وأضاف: "آمل حقًا أن يساعدنا الرئيس ترامب في إيجاد حل، فنحن الآن في وضع حرج للغاية."

كانت جولة ترامب الآسيوية لحظة حاسمة بالنسبة لمستقبل أعمال إنفيديا في الصين، إذ ساهمت قمة ترامب–شي في تحديد ملامح سياسة التجارة وسباق الذكاء الاصطناعي. فقبل القمة بأشهر، كان ترامب قد أشار إلى استعداده للسماح بتصدير نسخة ذات أداء أقل من رقاقة  بلاك ويل، لكنه غيّر موقفه بعد عودته من آسيا.

وفي مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” بُثت الأحد، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستسمح للصين بالتعامل مع إنفيديا ولكن ليس حول الرقائق الأكثر تقدمًا. كما قال للصحفيين: "نحن لا نعطي تلك الرقاقة للآخرين”، دون أن يوضح ما إذا كان يقصد النسخة الأعلى أداءً أم تلك المصممة خصيصًا للسوق الصينية.

انتهت قمة ترامب وشي دون التوصل إلى اتفاق كبير، لكنها خففت التوترات، إذ خفضت واشنطن بعض الرسوم الجمركية على الصين، مقابل استئناف بكين بعض المشتريات من فول الصويا الأمريكية. ويتيح ذلك للطرفين وقتًا أطول لتعزيز الاكتفاء الذاتي في الصناعات الحساسة مثل أشباه الموصلات والمعادن النادرة.

أما بالنسبة لبكين، فقد خرجت القمة دون تحقيق هدفها القريب المتمثل في انتزاع تنازل بشأن الحظر الأمريكي على الرقائق، وهو ما يُبطئ جدولها الزمني لتحقيق الاكتفاء التكنولوجي.

تخضع إنفيديا منذ عام 2022 لضوابط تصدير تمنعها من بيع رقائقها المتقدمة إلى الصين، ويُنظر إلى مرونة إدارة ترامب في التعامل مع تلك القيود كمصدر لعدم اليقين في صناعة التكنولوجيا.

ومن المتوقع أن يواصل هوانغ محاولاته لتمرير صفقة بلاك ويل في الصين، خصوصًا مع اقتراب زيارة ترامب المرتقبة إلى بكين في أبريل، حيث أشار إلى أن ترامب يتصل به بشكل متكرر ليلًا، وقد أصبح أحد المديرين التنفيذيين المفضلين لديه.

تُعد رقائق بلاك ويل — وهي من فئة وحدات معالجة الرسومات (GPUs) — الأكثر تطورًا في تاريخ إنفيديا، إذ تقول الشركة إن الخوادم المزودة بمعالج B200 أقوى بنحو 3 مرات من تلك التي تستخدم الجيل السابق H100 في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وبنحو 15 مرة في مهام التشغيل والتحليل (inference) التي تتيح للنماذج العمل فعليًا.

لم تُكشف بعد المواصفات الخاصة بنسخة رقاقة “بلاك ويل” التي تطوّرها إنفيديا للسوق الصينية.

وفي أغسطس الماضي، قال الرئيس دونالد ترامب إنه قد يكون مستعدًا للموافقة على نسخة من الرقاقة تقلّ قدراتها بنسبة تتراوح بين 30% و50% عن النسخة الأصلية. وبحسب مصادر مطلعة، فإنه في حال حصول إنفيديا على الضوء الأخضر، فستحتاج إلى ما بين شهرين وثلاثة أشهر لتصميم الرقاقة المعدّلة.

ومع ذلك، حتى لو تمت الموافقة على تصدير نسخة “بلاك ويل” إلى الصين، تبقى تساؤلات حول جدواها الاقتصادية. ففي أغسطس أيضًا، تراجعت إدارة البيت الأبيض عن حظر تصدير أحد الرقائق الأقدم من إنفيديا، بشرط أن تتقاسم الشركة 15% من إيراداتها من الصين مع الحكومة الأمريكية — وهو ترتيب اعتبره بعض القانونيين “ضريبة تصدير غير دستورية”.

لكن السلطات الصينية ردّت سريعًا بإبلاغ الشركات المحلية بعدم شراء تلك الرقاقة، ووفقًا لإنفيديا، لم تبع أيًّا من شرائحها القديمة من طراز H20 في الصين منذ أبريل الماضي، ما جعلها تخسر مليارات الدولارات من الإيرادات المحتملة.

في المقابل، كثّف معارضو إنفيديا في الكونجرس ومراكز الأبحاث حملتهم المضادة لجهود الشركة في الضغط على الحكومة. فقد وزّع بعضهم مقطع فيديو على مسؤولين في الإدارة قبل اجتماع ترامب وشي، يُظهر جنسن هوانغ في مقابلة مع شبكة سي ان ان في يوليو، وهو يقول إنه لا يرى فرقًا فيمن يفوز بسباق الذكاء الاصطناعي.

وردّت اللجنة الخاصة بالصين في مجلس النواب الأمريكي على تصريحاته بوصفها “ساذجة وخطيرة”، وشبّهت سباق الذكاء الاصطناعي بالحرب الباردة، قائلة عبر منصة X (تويتر سابقًا): "هذا يشبه القول إنه لم يكن مهماً لو أن الاتحاد السوفيتي سبق الولايات المتحدة في تطوير السلاح النووي." 

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.