Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

بعد دعوات أردوجان في الماضي، الأتراك يرفعون الراية البيضاء حول الليرة

By آب/أغسطس 12, 2018 609

حتى في تركيا تحت حكم رجب طيب أردوجان، الوطنية لها حدود.

بينما يتكهن الخبراء الاقتصاديون بشأن مجموعة الخيارات المتاحة لدى صناع السياسة في وجه إنهيار بالأسواق، يرفع الأتراك الراية البيضاء إزاء عملتهم الوطنية.

فتلقى الدعوات المتكررة من الرئيس أردوجان للمواطنين لتحويل ودائعهم الكبيرة بالعملة الأجنبية إلى ليرة أذانا صماء حيث أن أي أحد تجاوب مع مناشداته في الماضي خسر أموالا. وفي قلب عاصمة التجار بإسطنبول، داخل أقدم سوق مغطاه في العالم، توجد علامات على أن الأمر بدأ يضر مصداقيته وينال من تأييده.

وقال سيفين تيمور، متقاعد يبلغ من العمر 58 عاما، "أكن إحتراما لرئيسنا، لكن لا يمكن ان أبيع ما بحوذتي من ذهب وعملة أجنبية فقط لأنه وجه هذه الدعوة". "حرمت نفسي من الطعام من أجل هذه المدخرات".

وبالنسبة لزعيم يتباهى بأنه جعل الأتراك أكثر إزدهارا خلال سنواته الخمسة عشر في الحكم، يأتي عدم تلبية مناشداته حول الليرة كمفاجأة، وخيانة. ومنذ أن بدأ أردوجان لأول مرة الدعوة لذلك في منتصف ديسمبر 2016، أصبحت الليرة العملة الأسوأ في العالم بخسارتها نحو نصف قيمتها مقابل الدولار واليورو. ويوم الجمعة وحده، هبطت العملة 14 في المئة.

وقال جاهيت باس تاجر الذهب البالغ 48 عاما "خسرت نحو مليون ليرة"، مشيرا إلى رقم يساوي نحو 155 ألف دولار الأن، لكن 340 ألف دولار في منتصف 2016. "أعتقد أننا نتجه نحو أزمة أسوأ حتى من الأزمة السابقة".

ولفت باس إلى أنه لن تلحظ أي علامات على مشاكل إذا كنت تتابع وسائل الإعلام التي أغلبها تسيطر عليها الحكومة، لكن قال إن الأتراك يشعرون بذلك. وقال أن اثنين من التجار في السوق إنتحرا الأسبوع الماضي.  

وقال بولنت يوكيوران (36 عاما)، صاحب متجر، "أشعر بندم بالغ أنني لم أشتر دولارات، أشعر بالحماقة". وأضاف "عندما يكون لدينا ناس كثيرين جدا لديهم خبرة، فإن ترك الاقتصاد بالكامل لصهره خلق شعور بعدم الأمان"، مشيرا إلى قرار أردوجان تعيين زوج ابنته البالغ من العمر 40 عاما، بيرات ألبيراق، وزيرا لوزارة تدمج حديثا الخزانة والمالية يوم التاسع من يوليو.

وأثار هذا التعيين ايضا قلق المستثمرين الدوليين، الذين إعتادوا على التعامل مع أشخاص ذوي خبرة حول الاقتصاد. ولم يمنح المستثمرون ألبيراق فرصة تذكر حيث هبطت أسهم البنوك التركية نحو 20% في الأسبوع الذي أعقب تعيينه وخسرت الليرة 5%.

الخلاف الأمريكي

وبعدها الخلاف مع الولايات التحدة جعل الأمور أسوأ، وفي النهاية أثار انخفاضا حادا في العملة يهدد بالتحول إلى أزمة مالية مكتملة، بحسب ما قاله مستثمرون. وأدى رفض تركيا الإفراج عن مواطنين وموظفين دبلوماسيين أمريكيين تم إحتجازهم في أعقاب محاولة إنقلاب ضد أردوجان في 2016، من بينهم القس أندريو برونسون، إلى بدء قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات في وقت سابق من هذا الشهر. ومن المرجح قدوم مزيد من العقوبات إذا واصلت تركيا إحتجازهم.

وقال باس، تاجر الذهب، "الاقتصاد في حالة سيئة جدا على كل حال، ثم جاءت أزمة القس". "يجب ان يتخلوا فورا عن القس، كان يجب عليهم وضعه على الطائرة مع الوفد الأخير الذي زار الولايات المتحدة ويقولون: "هنا، تعالوا خذوه".  

وحمل زميله أبديس أكبولوت مشاعر مشابهة حيال تعامل أردوجان مع الشؤون الخارجية.

وقال "تركيا دولة كبيرة جدا، لكن لا يمكننا محاربة الجميع في الساحة الدولية". "لا يمكنك ان تتعارك مع الولايات المتحدة في يوم وفي اليوم التالي مع ألمانيا. كل نوبة غضب لأردوجان تتفجر فوق رؤوسنا".

وقالت باساك جينك، 38 عاما، إنها تحاول التعامل مع الاضطرابات بسحب كل أموالها من البنك.

وتابعت "لم يمكننا الحصول على أي عملة أجنبية يوم أمس: أردنا 50 ألف دولار لكنهم رفضوا بشكل مباشر". "لا يمكننا القيام أيضا بتحويل الأموال الإلكتروني".

لكن لم يضع الجميع اللوم على الحكومة. فذهب أوكان أكسوت، 28 عاما، إلى السوق ومعه حقيبة ممتلئة بالذهب كان يريد استبدالها بليرات، ليستغل ما كان يعتقد أنها فرصة بيع، ولتلبية دعوة أردوجان. وقال "إذا وصلت الليرة إلى 10 للدولار، لا يهم". وتداولت العملة عند 6.43 ليرة للدولار يوم الجمعة.   

التوجه إلى الشرق

قال عثمان سوتونا، الذي يبيع أشياءا مثل سجاد وحقائب قماش للسائحين، إن الوقت قد حان لتعديل كامل في السياسة الخارجية لتركيا تفصلنا عن الغرب، بما يتفق مع معسكر خبراء السياسة الداعمين للحكومة الذين ينظرون لمستقبلها كرائدة في الشرق الأوسط، وليس كعضو طامح بالاتحاد الأوروبي. وقال إن تركيا يجب ان تعقد استفتاءا على مغادرة حلف شمال الأطلسي (الناتو). "التعامل مع الولايات المتحدة مثله مثل النوم مع أفعى كبيرة: لا تعلم متى ستعضك".

وقاطع سوتونا شخص متنصت على الجانب الأخر من الطريق.

صاح هذا الرجل، الذي رفض الكشف عن اسمه خشية التنكيل به، بنبرة سخرية "إذن كلنا نستحق ذلك، من الأن فصاعدا سأصوت لصالح أردوجان—سأبيع كل شيء أملكه لدعمه!. "بما أنكم جميعا تريدون خلافة، أقيموها ودعونا نرتاح جميعا من ذلك".

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.