Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

كندا تلحق بإتفاقية "نافتا" في اللحظات الأخيرة

By تشرين1/أكتوير 01, 2018 485

توصلت الولايات المتحدة وكندا لإتفاق في اللحظات الأخيرة ليل الأحد حول تعديل إتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية مما يزيح غيامة من الغموض حول التكتل التجاري القاري القائم منذ ربع قرن.

وسيسمح الاتفاق لكندا بالإنضمام إلى إتفاق تم التوصل إليه في أواخر أغسطس بين الولايات المتحدة والمكسيك ويحد من إحتمالات ان ينفذ الرئيس ترامب تهديداته سواء بإلغاء إتفاقية النافتا برمتها أو تفكيك الاتفاق الثلاثي إلى إتفاقين منفصلين.

وجاء الإتفاق المفاجيء بين واشنطن وأوتاوا بعد أربعة أيام فقط من إبلاغ الممثل التجاري لترامب الكونجرس إن هوة الخلاف بين البلدين كبيرة بما يتعذر تضييقها في الوقت المناسب للوفاء بمهلة نهائية حددتها الولايات المتحدة يوم الأحد وإن الإدارة مستعدة للمضي في مسار إتفاق مع المكسيك فقط.

ويستعيد الاتفاق—في الوقت الحالي على الأقل—توافقا مع جارتين كثيرا ما إنتقدهما ترامب علنا مما يمهد الطريق أمامه لعقد مراسم توقيع في أواخر نوفمبر مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو.

وأبلغ ترودو الصحفيين أثناء مغادرته اجتماع حكومي خاص ليل الأحد في مكتبه "هذا يوم جيد لكندا".

وكتب ترامب صبالح الاثنين على تويتر "هذا إتفاق عظيم للدول الثلاث ويعالج عيوب وأخطاء كثيرة في إتفاقية نافتا ويفتح بشكل كبير الأسواق أمام مزارعينا ومصنعينا ويزيل الحواجز التجارية أمام الولايات المتحدة وسيجمع الدول الثلاث العظيمة سويا في تنافس مع بقية دول العالم".

وقال لورينس كودلو، كبير المستشارين الاقتصاديين لترامب، للصحفيين يوم الاثنين إن الرئيس تحدث مع ترودو بعد التوصل للإتفاق. وينوي ترامب التحدث مع بينا نيتو والرئيس المكسيكي المنتخب أندريس مانويل لوبيز أوبرادور.

وأضاف كودلو إن رسوم الصلب والألمونيوم تبقى قائمة وإن المحادثات الخاصة بذلك تستمر.

وتدخل النافتا 2—التي ستسمى رسميا إتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا—تعديلات كبيرة على القواعد التي تحكم التجارة القارية منذ 1994. ومن المتوقع ان يكون التأثير الأكبر على الصناعة الأهم للمنطقة وهي السيارات إذ تشترط الاتفاقية الجديدة تصنيع محتوى أكبر من السيارات في أمريكا الشمالية مع عمالة مرتفعة الأجر في الولايات المتحدة وكندا.

ويحدد الإتفاق الجديد لأول مرة قواعد للخدمات المالية والشركات الرقمية التي ظهرت منذ إنشاء التكتل، وتستهدف القواعد إرضاء قطاعات من شركات الأدوية إلى مؤسسات وول ستريت.

وأحد التنازلات التي قدمتها كندا في اللحظات الأخيرة لإتمام الإتفاق هو التعهد بكبح حماية صناعتها للألبان وهي سياسة إنتقدها كثيرا ترامب على إنها تقيد بشكل غير عادل الصادرات الأمريكية.

وفي المقابل تنازلت الولايات المتحدة بالتخلي عن مطالبها بإلغاء بنود الفصل التاسع عشر من الإتفاقية الأصلية أو محاكم نافتا الخاصة التي تسمح للدول الأعضاء بالطعن على قيود تجارية يفرضها الأخرون.

وزعم مسؤولو ترامب إن مثل هذه المحاكم تنتهك السيادة الأمريكية لكن ترى كندا إن تلك اللجان التحكيمية مهمة لحماية صناعتها مما يعتبره مسؤولون رسوم متكررة فرضتها الولايات المتحدة—وتلك مخاوف فاقم منها تحركات عدائية من إدارة ترامب بمنع مجموعة من الصادرات الكندية من الأخشاب إلى الطائرات.

وقال كودلو للصحفيين خارج البيت الأبيض يوم الاثنين "توجد دوما تنازلات، توصلنا إلى توافق حول عدة مواضيع رئيسية: أشياء مثل الألبان والقمح ومنتجات زراعية أخرى والسيارات ومراجعة الإتفاقية".

ويقول مستشارون لترامب إن نافتا المعدلة تمثل نقطة تحول رئيسية في السياسة التجارية تظهر قدرة ترامب على صياغة الإتفاقيات وليس فقط التهديد بإلغاء الاتفاقيات القديمة أو تقييد التجارة من خلال الرسوم. وإختتم إعلان ليل الأحد أسبوعا من الدبلوماسية التجارية المكوكية للرئيس في أعقاب توقيع يوم الاثنين الماضي إتفاقية معدلة للتجارة الحرة مع كوريا الجنوبية وإطلاق يوم الاربعاء محادثات تجارية جديدة مع اليابان.

ويقول مستشارون لترامب إن تعديلات النافتا ستنجح في معالجة شكواه حول إتفاق المنشأ والحد من دوافع الشركات الأمريكية لنقل إنتاجها إلى المكسيك وتعزيز نشاط التصنيع في الولايات المتحدة وتقليص العجز التجاري مع المكسيك.

وكانت الولايات المتحدة تحقق فائضا تجاريا صغيرا مع المكسيك قبل النافتا لكن هذا تحول إلى عجز متزايد بلغ 68 مليار دولار العام الماضي. ويصف المنتقدون الاتفاق الجديد بميثاق تجاري مُدار يفرض قواعد جديدة ثقيلة على الشركات التي تجري أنشطتها في المنطقة بخلق حوافز جديدة لنقل الإنتاج إلى أسيا.

ويراقب الشركاء التجاريون للولايات المتحدة مفاوضات نافتا، وتحمل النتائج تداعيات تتجاوز حدود أمريكا الشمالية.وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية ليل الأحد إن الاتفاق "نموذج للقواعد الجديدة التي ستتبعها إدارة ترامب في التوصل لإتفاقيات تجارية في المستقبل".

ومن بين هذه القواعد، يظهر الإتفاق الجديد الطرق التي يسعى بها الفريق التجاري لترامب نحو إعادة التوازن للمعاهدات التجارية بنصوص تهدف إلى زيادة التصنيع في الولايات المتحدة بما في ذلك نصوص مقيدة على غير المعتاد تحدد مستوى الحد الأدنى للأجور لشركات تصنيع السيارات.

ورغم النبرة الرسمية المتفائلة، يبقى هناك حاجة لإنجاز عمل كبير قبل ان يسري إتفاق نافتا الجديد. فلابد ان يحصل الإتفاق على تصديق من الكونجرس الأمريكي، الذي فيه أصبح من الصعب بشكل متزايد تمرير الإتفاقيات التجارية.

ويراهن ترامب على إنه قادر على الفوز بتأييد الديمقراطيين المتشككين من خلال تعديلات تؤيدها النقابات العمالية الأمريكية لكنه يواجه خطر فقدان تأييد الجمهوريين المؤيدين للتجارة الحرة غير الراضيين عن نصوص أخرى تضعف حماية الاستثمارات الخارجية للشركات المتعددة الجنسيات.

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.