جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
دخلت الولايات المتحدة فترة من انخفاض البطالة عن مستوى 4% وهذا غير معتاد لأنه يحدث في وقت من السلم النسبي. فحدثت أطول فترتين من الانخفاض المماثل في البطالة عندما كانت الولايات المتحدة مشاركة في الحربين الكورية والفيتنامية.
وعادة ما تؤدي الصراعات الواسعة النطاق والإشتباكات العسكرية النشطة إلى خروج أعداد كبيرة من القوة العاملة المدنية الذين لولا ذلك ربما يلحقون بصفوف العاطلين، مما يخفض المؤشرات الرسمية لمعدل البطالة.
وساعدت الاقتصادات السريعة النمو إبان الحروب في تخفيض معدل البطالة بشكل أكبر. فقط مرة واحدة في حقبة ما بعد حرب فيتنام—في عام 2000—التي إنخفضت فيها البطالة عن معدل 4%. وفي تلك الحالة، ظلت دون هذا المستوى لأشهر قليلة فقط.
في 1948، العام الذي بدأت فيه الولايات المتحدة تستخدم التعريف الحديث للبطالة، كان أقل من 1% من السكان يؤدون الواجب العسكري. وإستقر معدل البطالة في ظل إقتصاد مزدهر وقتها دون 4%. ولكن هذا لم يدم. فعلى مدى السنوات السبعين التالية، سيتبدل معدل البطالة مع تنقل الولايات المتحدة من ركود إلى حرب.
وكان الاقتصاد الأمريكي متسارع النمو في أوائل الخمسينيات لينمو في المتوسط بأكثر من 6% سنويا بين 1950 و1954. وفي نفس الأثناء، أدت الحرب الكورية إلى ارتفاع نسبة المشاركين في الجيش إلى 2.3% من إجمالي السكان بحلول 1952 مما خفض نسبة العاطلين في صفوف القوة العاملة. وسجل معدل البطالة أدنى مستوى له بعد الحرب العالمية الثانية عند 2.5% في 1953.
وإنتهت الحرب الكورية في ذلك العام، وتعرضت الولايات المتحدة لأزمات ركود في 1953 و1957 و1960. وأدت تعثرات الاقتصاد وعودة القوة العاملة إلى مستوياتها في وقت السلم إلى ارتفاع معدل البطالة.
وتنامى عدد العسكريين الأمريكيين خلال حرب فيتنام لأكثر من 3.5 مليون شخصا بحلول 1968 ونما الاقتصاد جزئيا بفضل السياسات المالية المسماه "سلاح وخبز". وهذا ساعد في عودة معدل البطالة إلى 3.4% في 1969 حيث زادت مجددا نسبة الأفراد العسكريين.
ومع عودة الجنود من الخدمة العسكرية، تعثر الاقتصاد من جديد. ونتيجة ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، إنزلق الاقتصاد في ركود في 1969 و1973 مما دفع البطالة للارتفاع بحدة.
وساعد إنتهاء تجنيد عسكري في 1973 في تخفيض نسبة السكان الذين يؤدون الخدمة العسكرية. وفي السنوات التالية، لم تتعلق بدرجة تذكر تقلبات سوق العمل بتنقل الولايات المتحدة بين السلم والحرب—فلم تتضمن حرب الخليج حشدا عسكريا واسع النطاق—وإبتعد معدل البطالة عن المستويات المتدنية جدا التي وصل إليها خلال فصول سابقة من الصراعات.
والأمر تتطلب طفرة في أسهم شركات التكنولوجيا والإنترنت كي ينخفض معدل البطالة من جديد إلى اقل من 4% في عام 2000 لأول مرة منذ حرب فيتنام. لكن لم يبق دون هذا المستوى لوقت طويل.
وحاربت الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001، لكن أعداد العسكريين كنسبة من السكان إستمرت في الانخفاض.
والأن عاد معدل البطالة لمستوى ما دون 4%. هل سيظل دون هذا المستوى، كما فعل في الخمسينيات والستينيات أم سيرتد إلى معدلاته الأعلى بعد حرب فيتنام؟.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.