جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تبدأ الصين الكشف عن تفاصيل هدنة تجارية توصلت إليها عطلة نهاية الأسبوع الماضي مع الولايات المتحدة بعد أيام من التصريحات الصينية المبهمة وسيل من التعليقات للرئيس ترامب ومسؤولين أخرين بالإدارة الأمريكية.
وأقرت وزارة التجارة الصينية في بيان لأول مرة إن بكين وافقت يوم الأحد على هدنة مدتها 90 يوما للسماح بحدوث مفاوضات. وقال البيان، المنسوب إلى متحدث غير معلن اسمه، إن المفاوضات لها "جدول زمني واضح وخارطة طريق " وإن الصين تستهدف أن تطبق سريعا "توافقا تم التوصل إليه".
وأيضا هذا الأسبوع، أعلنت وكالات حكومية رئيسية والمحكمة العليا في الصين عقوبات قاسية على إنتهاك الملكية الفكرية –وهي شكوى رئيسية لإدارة ترامب.
وتبدأ هذه التحركات سويا توضح بعض التفهم الصيني للاتفاق بين ترامب والرئيس شي جين بينغ. ومباشرة بعد اجتماع عشاء الرئيسيين، قال مسؤولون صينيون إن الجانبين اتفقا على تعليق فرض مزيد من الرسوم من أجل التفاوض على تسوية لكن لم يقدما سوى تفاصيل أخرى قليلة وقتها وفي الأيام التالية.
وصباح يوم الاربعاء، كتب ترامب على تويتر إنه يعتقد أن شي "كان يعني كل كلمة" صدرت عنه في اجتماعهما بقمة مجموعة العشرين.
وقال "إشارات قوية جدا بعثت بها الصين بمجرد عودتهم للديار من رحلة طويلة، بما شمل زيارات تلت الأرجنتين".
وفي نفس الأثناء، وصفت تغريدات سابقة من ترامب وأيضا تصريحات منه ومن مسؤولين كبار بالإدارة، تنازلات قدمتها من المفترض بكين—من بينها تخفيض الرسوم على السيارات الأمريكية الصنع وإتفاق على شراء كمية "كبيرة جدا" من منتجات زراعية وصناعية وغيرها من الولايات المتحدة.
ولم يشر بيان وزارة التجارة إلى مشتريات طاقة ومنتجات زراعية من الولايات المتحدة مثل الفول الصويا والغاز الطبيعي ضمن إتفاق يوم السبت. ويعد الطلب على تلك المنتجات كبيرا. ومع ذلك، ليس واضحا حجم المشتريات التي ستقوم بها الصين وما إن كانت بكين ستلغي الرسوم الإنتقامية أم ستقدم تخفيضات للمشترين.
وينظر كثير من الخبراء الاقتصاديين والأكاديميين الصينيين إلى إستراتجية ترامب التجارية على إنها تثير ارتباكا من أجل إنتزاع تنازلات من بكين.
وقال يو يونجدينج، الباحث لدى مؤسسة البحوث الحكومية الأكاديمية الصينية للبعلوم الاجتماعية والمستشار السابق للبنك المركزي الصيني، "الصين يجب ان تستعد لكن لا تتسرع في تقديم تنازلات". "هذه منافسة على الصمود لنرى من سيرضخ أولا".
وإذا فشلت المحادثات في أن تسفر عن اتفاق، قالت إدارة ترامب إنها ستمضي قدما في رفع نسبة رسوم على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار إلى 25% من 10% حاليا. وكانت تلك الزيادة مقرر لها في الأساس ان تكون يوم الأول من يناير، وفي الفترة المؤدية لقمة ترامب وشي، قال مسؤولون صينيون إن تجميد تلك الزيادة أمر هام لأنهم لا يريدون التفاوض تحت تهديد.
ويتعرض الرئيس شي لضغط من أجل إبرام اتفاق حيث يتداعى النمو الاقتصادي. وقد وافقت الحكومة يوم الاربعاء على زيادة خصومات ضريبة للشركات التي لا تسرح عاملين. ويواجه شي أيضا إنتقادات من داخل الحزب الشيوعي على تأجيج التوترات مع الولايات المتحدة الذي يفرض عبئا إضافيا على الاقتصاد المتباطيء ويثير إستياء جيران الصين.
ومع ذلك لم تؤكد بكين كثير من الأشياء التي قالت إدارة ترامب إنه تم الاتفاق عليها يوم السبت.
ولم يحدد بيان وزارة التجارة أيضا موعدا لبدء مفاوضات ولم يقل متى سيبدأ العد التنازلي على إنتهاء مهلة ال90 يوما، ويقول المسؤولون الأمريكيون، بعد بعض الإرتباك، إنها بدأت يوم السبت مما يعني ان المهلة ستنتهي بحلول الأول من مارس. وكتب ترامب في تغريدة إن المهلة ممكن تمديدها.
ولكن يشير إعتراف الصين بمهلة ال90 يوما إلى قبول أحد البنود الأمريكية للهدنة التجارية. وبالمثل، تمثل معاقبة سرقة الملكية الفكرية تقدما إزاء مشكلة تعهدت بكين بحلها لكن إتخذت خطوات قليلة لفعل ذلك.
وفي بيان مشترك، كشفت عشرات الوكالات الحكومية الصينية وهيئات رسمية عن 38 عقوبة للشركات التي تنتهك حقوق الملكية الفكرية. وتدخل العقوبات حيز التنفيذ هذا الشهر وتشمل تقييد حصول المتجاوزين على تمويل، بما يشمل دعم الدولة.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.