جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
صمد تحالف متنوع من الأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي في إنتخابات البرلمان الأوروبي يوم الأحد، بعد معركة مريرة مع المجموعات المناهضة للمؤسسات والتي فيها إنهزم حزب الرئيس إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" في فرنسا.
ووسط مؤشرات على ارتفاع نسبة المشاركة لأول مرة في 40 عاما، تشير تقديرات البرلمان الأوروبي إن الناخبين أعادوا أغلبية مؤيدة للاتحاد الأوروبي لكن أكثر إنقساما، مع خسارة أحزاب الوسط التقليدية مقاعد لصالح الخضر والليبراليين. وحققت الأحزاب المناهضة للاتحاد الأوروبي والمنتمية لتيار اليمين المتشدد مكاسب متواضعة لكن ظلت تمثل نحو ربع نواب البرلمان.
وسيكون للنتائج عبر الدول الأعضاء الثماني وعشرين للاتحاد الأوروبي تأثيرا حاسما على الإتجاه السياسي في بروكسل للسنوات الخمس القادمة، لتحدد موقف البرلمان من قضايا حساسة مثل ضرائب حماية البيئة وإتفاقيات تجارية دولية. وستؤثر أيضا بشكل مكثف على السباق على المناصب العليا للتكتل.
وإذا تأكدت التقديرات، ستكون نهاية أغلبية يسار الوسط ويمين الوسط التي هيمنت على البرلمان منذ 1979، مما يفضي إلى تكتل مؤيد للاتحاد الأوروبي أكثر إنقساما سيشمل ما يصل إلى أربعة أحزاب.
وبدا أيضا ان اليمينيين المناهضين للاتحاد سيحققون بعض المكاسب المهمة، أبرزها في فرنسا وإيطاليا، لكن بدون جمع الأعداد التي تحدث فارقا حاسما في المجلس التشريعي الرئيسي للاتحاد الأوروبي.
وبوجه خاص، خرج حزب الجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبان منتصرا من صراعه المرير مع ماكرون، مما يوجه ضربة خطيرة لسلطة الرئيس الفرنسي. وحصلت قائمة ماكرون على نسبة 22.5% من الأصوات متأخرة 1.2% عن الحزب اليميني المتشدد بقيادة لوبان، وفقا لتقديرات البرلمان.
ومن المتوقع أيضا ان تتصدر أحزاب يمينية متشددة مشككة في الاتحاد الأوروبي ومناهضة للمؤسسات الانتخابات في بريطانيا وإيطاليا وبولندا والمجر. ويتنافس حزب البريكست الذي يتزعمه نايجل فاراج على ان يكون أكبر حزب ممثل لدولة في البرلمان متغلبا من المحتمل على حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة أنجيلا ميركيل وحزب الرابطة اليميني بزعامة ماتيو سالفيني.
ويواجه الائتلاف الكبير المؤلف من اليمين واليسار في ألمانيا صدمة محتملة كبيرة في الانتخابات حيث تشير التقديرات ان حزب الخضر حقق أداءاً تاريخيا بالحصول على 20.9% من الأصوات.
وقال فيليب لامبرتز، زعيم حزب الخضر، "لتحقيق أغلبية مستقرة في هذا هذا البرلمان، أصبح الخضر الأن لا غنى عنهم".
وهذا دفع الحزب الإشتراكي الديمقراطي المنتمي لتيار يسار الوسط إلى الترتيب الثالث لأول مرة في تلك الانتخابات مما يزيد الضغط على قادة الحزب لإعادة التفكير في تحالفهم الاتحادي مع الحزب الديمقراطي المسيحي المنتمي ليمين وسط وحزبه البافاري الشقيق.
وقال كارستن شنايدر، المنسق الأول للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، إن تلك "نتيجة مريرة، وهزيمة لنا". وأقر بأن ناخبين كثيرين غيروا ولائهم لصالح حزب الخضر. وتابع "أعتقد ان القضية الرئيسية كانت تغير المناخ ولم ننجح في وضع تلك القضية في الواجهة، بجانب القضايا الاجتماعية الكبيرة".
ومع تحول الأصوات نحو الأحزاب الصغيرة، تشير التقديرات الأولية ان حزب الشعب الأوروبي المنتمي ليمين الوسط سيحتفظ ب173 مقعدا في برلمان الاتحاد الأوروبي، أقل من 221 مقعدا في 2014، بينما ستنخفض حصة المجموعة الاشتراكية من الأصوات من 191 إلى 147 مقعدا.
وخسرت الأحزاب التقليدية الوسطية على مستوى الاتحاد الأوروبي لصالح الليبراليين، الذين من المتوقع ان تزيد مقاعدهم من 67 إلى أكثر من 100 مقعدا، بينما زاد نصيب الخضر من 50 إلى 71 مقعدا، بفضل أدائهم في ألمانيا.
ورغم ان حزب الشعب الأوروبي يبقى أكبر تكتل في البرلمان، إلا ان إنكماش حجم تمثيله ربما يعوق مانفريد فيبر، مرشحه الرئيسي، للمطالبة برئاسة المفوضية الأوروبية.
وجاءت أحزب التكتل في الترتيب الأول في ألمانيا، لكن حصل حزب ميركيل على 28% أقل بسبعة نقاط من حصة أصواته في 2014.
وقال مستشار النمسار سيباستيان كورتز إن لسانه يعجز عن الكلام بعد فوز ساحق لحزبه ضمن به ثلث الأصوات الإجمالية رغم فضيحة فساد أسقطت حكومته الائتلافية مع حزب الحرية اليميني المتشدد.
وبدا ان الإشتراكيين سيتصدرون الانتخابات في إسبانيا، في دفعة لبيدرو سانشيز، رئيس الوزراء. وكان هناك أيضا أداء قوي على نحو مفاجيء للإشتراكيين في إيطاليا وهولندا ، اللتان فيهما عانى تيار يسار الوسط في السنوات الأخيرة. وهولندا هي موطن فرانس تيمرمانز، المرشح الرئيسي ليسار الوسط في حملته الانتخابية على مستوى أوروبا.
ولكن في فرنسا، كان الحزب الإشتراكي يخوض معركة للإحتفاظ بأي حضور في البرلمان، لتقترب حصته من الأصوات من الحد الأدنى للتمثيل وهو 5% من المقاعد، بحسب تقديرات البرلمان.
وتشير التقديرات ان نسبة المشاركة بلغت ما يقرب من 50% عبر الاتحاد الأوروبي، وهو أعلى معدل منذ 1994. ويخالف ذلك إتجاه هبوطي إستمر ل40 عاما كان كثيرا ما يُستشهد به كدليل على فشل البرلمان في التواصل مع ناخبيه. وفي 2014، شارك 42.6% ممن لهم حق التصويت.
وشهدت إسبانيا وفرنسا وألمانيا ورومانيا زيادات كبيرة بشكل خاص في المشاركة. ولكن في دول عضوه أخرى تحسنت فقط المشاركة من مستويات تاريخية منخضة للغاية: سلوفاكيا، على سبيل المثال، سجلت زيادة من 13% إلى 20%.
وسيعقب تلك النتائج سباق يستمر لمدة شهر في البرلمان حيث تتنافس التكتلات الأوروبية على ضم نواب لصفوفها والتفاوض على شروط أي أغلبية مستقرة مؤيدة للاتحاد الأوروبي.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.