جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
من المقرر ان يجتمع الرئيس دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ يوم السبت وسط آمال بأن يتوصلا إلى هدنة في حربهمها التجارية ويستأنفان البحث عن سلام يدوم.
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات إن تجميدا مؤقتا لرسوم أمريكية جديدة أثناء إستئناف المحادثات جرت مناقشته من المفاوضين قبل اجتماع الزعيمين على هامش قمة مجموعة العشرين باليابان.
وبعد نحو عام من الحرب التجارية، تصل المخاطر إلى حد هائل.
وستنهي العودة إلى طاولة المفاوضات جمودا مستمر منذ ستة أسابيع يثير خوف الشركات والمستثمرين، وتحد من التهديد بتصعيد أكبر. أما الفشل في فعل ذلك سيثير على الأرجح إضطرابات في الأسواق المالية التي تعاني بالفعل من مخاطر جمة على النمو العالمي الأخذ في التباطؤ.
وأبلغ ترامب الصحفيين يوم الجمعة "لدينا فرصة جيدة جدا" من فعل "شيء" مع الصين حول التجارة في قمة مجموعة العشرين، لكن قال إنه لم يقدم وعدا لشي بعدم فرض أي رسوم إضافية.
وفي نفس الأثناء، أمضى شي أغلب اليوم الأول من القمة يتعهد بمزيد من الإنفتاح للاقتصاد الصيني، وإنتقد الولايات المتحدة—دون ذكرها بالاسم، على مهاجمة نظام التجارة العالمي.
وفي تعليقات للزعماء الأفارقة يوم الجمعة، وجه شي هجوما شبه صريح على السياسة التجارية لترامب التي شعارها "أمريكا أولا"، محذرا من "ممارسات الترهيب" ومضيفا ان "أي محاولة لوضع مصالح طرف أولا وتقويض مصالح الأخرين لن تحظى بأي شعبية".
وستؤدي أي هدنة بشكل مؤقت على الأقل إلى الحد من المخاوف من ان أكبر اقتصادين في العالم يتجهان نحو حرب باردة جديدة، لكن يُنظر لمثل هذا الصراع في بكين وواشنطن على أنه حتمي بشكل متزايد.
ودفع القلق بشأن المواجهة المستثمرين للمراهنة على تيسير نقدي من جانب البنوك المركزية وإقبال على الملاذات الآمنة. وهبطت عوائد السندات الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات. وربح الين الياباني، المستفيد التقليدي من الإقبال على الآمان، بينما تراجع الدولار على نطاق واسع، بما في ذلك مقابل اليوان الصيني. وتأرجحت الأسهم مع كل تحول جديد في الحرب التجارية.
وفي تلك الأجواء المحفوفة بالمخاطر، لن تضمن عودة إلى المفاوضات التوصل إلى اتفاق. ومنذ أن إنهارت المحادثات يوم العاشر من مايو، زاد ترامب الرسوم على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار إلى 25% من 10%. وفي الأيام الأخيرة، أشار إن الخطوة القادمة قد تكون رسوم بنسبة 10% على كل الواردات المتبقية من الصين—بقيمة حوالي 300 مليار دولار، من هواتف ذكية إلى ملابس أطفال.
والعقبة الرئيسية الأخرى، التي أشار إليها ضمنيا الزعيمان يوم الجمعة، هي إدارج الولايات المتحدة الشهر الماضي لشركة هواوي تكنولوجيز على قائمة سوداء لدواعي الأمن القومي، الذي يهدد بحرمان الشركة الصينية العملاقة من الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية.
وفي اجتماع عن الاقتصاد الرقمي، قال ترامب إن الولايات المتحدة تريد ان تضمن ان تكون شبكات الجيل الخامس حول العالم آمنة. وتضغط إدارته على الحلفاء حول العالم لعدم شراء معدات هواوي، التي تقول الولايات المتحدة إنه قد يتم إستخدامها من أجل تجسس الصين.
وفي نفس الجلسة، إنتقد شي الولايات المتحدة حول هواوي وقال إن مجموعة العشرين يجب ان تؤيد "إكتمال وحيوية سلاسل الإمداد العالمي".
وقال باول بلوستاين، الزميل الكبير لدى مركز إبتكار الحوكمة الدولية في كندا، ومؤلف كتاب "الإنقسام"، وهو كتاب قادم عن العلاقة المتوترة بشكل متزايد بين الولايات المتحدة والصين "الأمور تصاعدت بشكل بالغ".
وأصرت الصين هذا الأسبوع ان هواوي لابد ان يتم رفعها من القائمة السوداء بموجب أي اتفاق. وهذا خيار قال ترامب إنه يدرسه—لكن رغبته قد لا تكون كافية. وقال بلوستاين "يوجد ضغط سياسي كبير عليه لعدم فعل ذلك".
وأدت كل تلك الضغوط إلى تشدد وجهات النظر والأهداف المختلفة جوهريا في الدولتين. وركزت بشكل أكبر المحادثات المبدئية قبل غداء الرئيسين في أوساكا على كيفية التوصل لهدنة وليس على حل القضايا الأكبر، وفقا لمصادر على دراية.
وإعتاد ترامب ان يستشهد بالعجز التجاري في السلع للولايات المتحدة مع الصين –الذي وصل إلى مستوى قياسي 419 مليار دولار العام الماضي—كهدفه الرئيسي. ولكن تحول تركيز إدارته إلى الحد من وصول الصين إلى الإبتكار الأمريكي. وردت الحكومة الصينية بلهجة تزداد تشددا تؤكد على إستعدادها لمعركة طويلة.
وتشمل خلافات أخرى تسببت في إنهيار المحادثات كيفة ترسيخ الإصلاحات الصينية التي تطالب بها الولايات المتحدة، حول سرقة الملكية الفكرية والدعم الصناعي، وموعد وكيفية إلغاء الرسوم التي أصبح ترامب يعتبرها أداته الاقتصادية الأقوى.
ورغم ردة الفعل الغاضبة من الشركات الأمريكية، إلا ان الرئيس يبقى مقتنعا ان الرسوم أعطته نفوذا على شركاء تجاريين—وإنها ساعدت الاقتصاد الأمريكي بينما أضرت اقتصاد الصين.
وقال ترامب لشبكة فوكس بيزنس خلال مقابلة قبل رحلته إلى قمة مجموعة العشرين "أنظر للرسوم بشكل مختلف عن كثير من أشخاص أخرين". وتابع "على كل حال، منذ سريان الرسوم، سوقنا بلغت أوجها، إن كنتم تعرفون ما أتحدث عنه".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.