جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
بينما تعمل إدارة ترامب على وقف صادرات إيران من النفط وخنق اقتصادها، سعت طهران لزيادة تكاليف حملة "الضغط القصوى" التي تمارسها الولايات المتحدة.
وهذا ما فعله بالضبط الهجوم الكبير مطلع هذا الأسبوع على صناعة النفط السعودية مما قاد أسعار النفط للارتفاع بحدة وذكر الولايات المتحدة وحلفائها بالمخاطر على أسواق الطاقة العالمية من نشوب صراع في الخليج العربي.
وبعد الهجوم، ترك الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي يوم الثلاثاء الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية لكن فقط إذا تخلت إدارة ترامب عن العقوبات.
وقال في خطاب متلفز "إذا تراجعت الولايات المتحدة عن تصريحاتها وندمت، وعادت إلى الاتفاق النووي، عندئذ يمكنها ان تنضم إلى أطراف الاتفاق وتتفاوض مع إيران".
ويقول مسؤولون أمريكيون إن إيران نفذت الهجوم بصواريخ كروز أطلقت من أراضيها. وتنفي إيران ضلوعها في الهجوم.
وقالت إيران مرارا إنها ستتحرك لتعطيل تدفقات النفط إذا لم تتمكمن من بيع نفطها وحصلت على إعفاء من العقوبات التي فاقمت مشاكل اقتصادية تتنوع بين تضخم متسارع وبطالة مرتفعة وتراجعات في العملة.
وأواخر العام الماضي، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني قائلا "إذا أرادوا في يوم ما منع تصدير النفط الإيراني، عندئذ لن يتم تصدير أي قطرة نفط من الخليج العربي".
وفي الأشهر الأخيرة، إتهمت الولايات المتحدة إيران بتخريب ست ناقلات نفط قبالة سواحلها الجنوبية. وتقول طهران إنها لم تلعب أي دور في الإضرار بالسفن، الذي رفع على الفور علاوات التأمين وتكاليف الشحن.
وأسقطت طهران أيضا طائرة مراقبة مسيرة تابعة للبحرية الأمريكية في يونيو ولازالت تحتجز ناقلة تحمل العلم البريطاني منذ يوليو بعد ان صادرت السلطات البريطانية سفينة تحمل النفط الإيراني قبالة جبل طارق.
وكان هجوم يوم السبت على مركز النفط السعودي في محافظة بقيق العمل التخريبي الأكبر حتى الأن إذ قطع 50% من صادات النفط السعودية—أو حوالي 5% من المعروض اليومي العالمي. وقد يستغرق الأمر أشهر لإصلاح الضرر بالكامل.
وقالت أريان تاباتاباي، الباحثة في السؤون الإيرنية لدى مؤسسة البحوث راند كورب ايشن، "هذا لا يؤثر فقط على الولايات المتحدة بل أيضا شركاء وحلفاء الولايات المتحدة وقد يجعلهم يدفعون الولايات المتحدة نحو تخفيف الضغط".
وفي نفس الأثناء، حاولت إيران ان تبقي على العلاقات الدبلوماسية مع القوى الأوروبية، بينما تضغط عليهم أيضا لتقديم مساعدة أكبر من خلال التراجع تدريجيا عن إلتزاماتها بموجب الاتفاق النووي الدولي المبرم في 2015.
وتريد فرنسا وألمانيا وبريطانيا استمرار الاتفاق رغم إنسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق العام الماضي وتبحث هذه الدول عن سبل لتخفيف أثر العقوبات الأمريكية على إيران بدون الدخول في صدام مع واشنطن.
وكان أحدث تحرك في هذا الشأن هو مقترح فرنسي بخط ائتمان قيمته 15 مليار دولار لإيران من أجل استمرار إمتثالها للاتفاق النووي. ولم تقدم الولايات المتحدة، التي هددت بفرض عقوبات على أي أحد يشتري النفط الإيراني، موافقة حتى الأن على المقترح.
وأدانت الدول الأوروبية هجوم يوم السبت بدون ان تتهم أي أحد، وقال الاتحاد الأوروبي إنه من الهام "الوقوف بشكل واضح على الحقائق" وتهدئة التوترات.
وقالت إيران إنها لا تريد حربا وقالت إنها مستعدة للجلوس مع مفاوضين أمريكيين إذا ألغت واشنطن العقوبات.
وقال هنري روم، المحلل المختص بالشأن الإيراني في شركة تحليل المخاطر السياسية أوراسيا جروب، إن الهجمات على البنية التحتية النفطية للسعودية "الهدف منها على الأرجح إستكمال، وليس تقويض، الاستراتجية الدبلوماسية لإيران". "الأمر يتعلق بالإظهار لترامب تكاليف عدم التفاوض".
ودفعت بالفعل الهجمات على منشآت طاقة في المنطقة خصوم لإيران لتخفيف نبرة خطابهم المعادية عادة لإيرن. وأحجمت واحدة من الخصوم، وهي دولة الإمارات، عن إتهام إيران ، رغم ان الولايات المتحدة فعلت ذلك.
وأشارت كيلاني كونواي كبيرة المستشارين للبيت الأبيض يوم الأحد في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز ان ترامب لازال يدرس الاجتماع مع الرئيس الإيراني، رغم إلقاء الولايات المتحدة باللوم على طهران في هجوم السبت.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.