جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
رغم تعهد صيني بشراء المزيد من المنتجات الزراعية الأمريكية، تبقى تساؤلات حول الكمية والإطار الزمني لتلك المشتريات، وما قد تقدمه الولايات المتحدة في المقابل.
وتضغط بكين على الولايات المتحدة للتخلي عن خطط فرض رسوم جديدة بنسبة 15% على سلع إستهلاكية بقيمة 156 مليار دولار بدءا من يوم 15 ديسمبر وقد تستخدم المشتريات الزراعية كورقة ضغط.
ويواصل المفاوضون الصينيون القول إن المشتريات لابد ان تستند إلى طلب فعلي وتكون بأسعار معقولة، وفق مصدران مطلعان على الأمر. ويروج الرئيس ترامب لمشتريات منتجات زراعية بقيمة 50 مليار دولار تقريبا وهو ما يتجاوز بفارق كبير ما أنفقته الصين تاريخيا في أي عام واحد ومن المرجح ان يتطلب من بكين الضغط بشكل مكثف على شركاتها المملوكة للدولة لبلوغ هذا الهدف.
وقال جون فريسبي، مدير شركات الاستشارات الدولية هيلز اند كومباني والرئيس السابق لمجلس الأعمال الأمريكي الصيني "عدم اليقين لازال قائما".
وبلغت صادرات الولايات المتحدة من الفول الصويا والسرغم (الذرة البيضاء) ولحم الخنزير ومنتجات زراعية أخرى ذروتها في 2013 عند حوالي 29 مليار دولار، لتنخفض إلى 24 مليار دولار في 2017 قبل بدء الحرب التجارية. وهوت تلك الصادرات إلى 9.2 مليار دولار على مدى الاثنى عشر شهرا الماضية، بحسب بيانات وزارة التجارة.
وقال ترامب يوم الجمعة إن الصين ستصل إلى نطاق ال 50 مليار دولار في "أقل من عامين". لكن لم يؤكد الجانب الصيني هذا، ويوم الثلاثاء قال السيناتور تشاك جراسلي (الجمهوري من ولاية إيوا)، رئيس لجنة الشؤون المالية في مجلس الشيوخ، إنه يريد التعرف على تفاصيل أكثر حول ما يتضمنه الإتفاق.
وأبلغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ الصحفيين يوم الثلاثاء إن بكين ستكثف مشتريات المنتجات الزراعية الأمريكية لكن لم يقدم تفاصيل. وقال إن تفهم الصين للمحادثات التجارية الأحدث "يتفق" مع ما قالته الولايات المتحدة.
ومن المقرر ان يواصل المسؤولون التجاريون الأمريكيون والصينيون المناقشات عبر الهاتف على مدى الأسبوعين القادمين، سعيا نحو إتفاق جزئي قد يوقعه ترامب والرئيس الصيني ش جين بينغ، ربما في قمة التعاون الاقتصادي لدول أسيا والمحيط الهاديء في تشيلي الشهر القادم.
ويقول محللون ان الصين قد تضع شروطا لميثاق مكتوب تسمح لها شراء أقل مما تتوقع الولايات المتحدة، مثل تمديد الإطار الزمني لهذه المشتريات. وقد تصر الصين أيضا على صياغة تقول أن أسعار السلع الأمريكية لابد ان تكون معقولة وأن تمتثل المشتريات الصينية لقواعد منظمة التجارة العالمية، التي تحظر التجارة المُدارة.
ولزيادة مشتريات لحوم الأبقار والخنازير الأمريكية بشكل حاد، سيتعين على الصين أيضا ان تتخلص من قيود مفروضة على التكنولوجيا الحيوية على تلك المنتجات. وقال روبرت لايتهايزر الممثل التجاري الأمريكي إن الولايات المتحدة عالجت هذه العقبات، واصفا تلك القضايا على "أنها مهمة بنفس قدر المشتريات".
وقال ويندي كاتلر، نائب رئيس معهد سياسة أسيا والمفاوض السابق المختص بأسيا في مكتب الممثل التجاري الأمريكي، "الكثير جدا قد يحدث في الأسابيع القليلة القادمة "لتقويض" رقم ال50 مليار دولار الذي روج له ترامب.
وإختلفت الولايات المتحدة والصين منذ بدء الحرب التجارية العام الماضي حول مستوى المشتريات المحتملة من بكين ومدى الصرامة التي يجب ان تكون عليها تلك الإلتزامات. وتعرف بكين ان المشتريات الزراعية واحدة من أهم الأدوات في المفاوضات مع ترامب الذي يريد إرضاء المزارعين الأمريكيين، الذين يمثلون قاعدة ناخبين مهمة، بعد ان هوت مبيعاتهم إلى الصين.
ويزعم المفاوضون الصينيون بقيادة نائب رئيس الوزراء ليو خه إن الولايات المتحدة، بمطالبة الشركات الصينية شراء كميات أكبر مما تحتاجه، تجبر بكين على توجيه الشركات المملوكة للدولة، مثل كوفكو كورب COFCO، للقيام بعمليات شراء. ومثل هذا الطلب يعادل مطالبة بكين ان تشارك في تجارة مُدارة، بحسب ما يقوله مسؤولون صينيون، وهي ممارسة يهاجمها كثيرون في واشنطن كجزء من النموذج الاقتصادي الذي تقوده الدولة في الصين.
ولن تتمكن الشركات الخاصة الصينية من تحقيق الأرقام التي ينشدها ترامب، مما دفع بعض المحللين للنظر للأرقام الأمريكية على أنها طموحة.
وقال وي جيانغيو، نائب وزير التجارة الصيني السابق والذي يعمل حاليا في مركز الصين للمبادلات الاقتصادية الدولية وهي مؤسسة أبحاث مقرها بكين ، "هذا هدف". "سنحاول".
وكثفت الصين بالفعل مشترياتها من السلع الزراعية الأمريكية في الأسابيع الأخيرة وأبدت إستعدادا لزيادة مشتريات السرغوم إلى 30 مليون طنا هذا العام، بحسب مصادر مطلعة على المحادثات. وإشترت 20 مليون طنا من الفول الصويا من المنتجين الأمريكيين حتى الأن هذا العام، بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية الصينية يوم الثلاثاء، وهو رقم يتماشى تقريبا مع البيانات الأمريكية.
وتملك بكين حافزا لإستيراد كميات أكبر من لحم الخنزير لتلبية الطلب الداخلي وكبح التضخم. فأدت حمى الخنازير الأفريقية إلى إبادة قطعان كبيرة في الصين مم قاد أسعار لحم الخنزير للارتفاع 69% في سبتمبر مقارنة بالعام السابق.
وعلى الجانب الأمريكي، ستكون هناك حاجة على الأرجح لتحويل صادرات من أماكن مثل اليابان وأوروبا، إلى الصين لبلوغ الرقم المستهدف خلال عامين. وتمثل قيمة المشتريات التي يستهدفها ترامب من الصين حوالي ثلث الصادرات الزراعية الأمريكية السنوية البالغ حجمها حوالي 150 مليار دولار.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.