جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
كثفت البنوك المركزية من أسيا إلى أوروبا جهودها لتهدئة الأسواق المصابة بالذعر، متعهدة بشراء مزيد من السندات ومُلمحة إلى سياسة نقدية أكثر تيسيراً، بعد أن قفزت عائدات السندات الأمريكية إلى أعلى مستوى لها منذ عام.
وتدخل البنك المركزي الاسترالي بمشتريات سندات غير مخطط لها بأكثر من ملياري دولار، فيما أعلنت كوريا الجنوبية خططاً مماثلة في الأشهر القليلة القادمة. وقالت إيزابيل شنابل العضو في المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي أن مزيداً من التحفيز قد يتم ضخه إذا أضرت القفزة في العوائد النمو الاقتصادي.
وبينما بدا أن الاستجابة تهديء المستثمرين في السندات، إلا أنه من المستبعد أن تضيق الفجوة المتزايدة بين المتداولين والبنوك المركزية حول وتيرة التعافي الاقتصادي. ويخشى مسؤولون من أن المراهنات على انتعاش اقتصادي مصحوب بزيادة في الأسعار، التي يتردد صداها بالفعل عبر كل الأسواق، قد تخنق الاقتصادات التي لم تتعاف بعد من صدمة فيروس كورونا.
وفي منطقة أسيا والمحيط الهاديء، يأخذ البنك المركزي الاسترالي المبادرة في التصدي لارتفاع عوائد السندات، وهو دور عادة ما يلعبه بنك اليابان. وإعلانه شراء ديون بقيمة 3 مليار دولار استرالي (2.4 مليار دولار) عمل على كبح موجة البيع، ليمحو العائد على السندات الاسترالية لأجل عشر سنوات مكاسبه. وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية عن مستوى 1.61% الذي وصل إليه ليل الخميس مع إقبال المستثمرين الأسيويين على الشراء.
ورغم أن بنك اليابان لم يتحرك، إلا أن وزير المالية تارو أسو أطلق طلقة تحذيرية إذ قفز عائد السندات القياسية للدولة مبتعداً نقطتي أساس فقط عن الحد الأقصى لمستهدف البنك المركزي. وقال أسو في طوكيو "من المهم ألا تتحرك عوائد السندات بشكل مفاجيء صعوداً وهبوطاً". "نحتاج أن نتاكد ألا تخسر السوق الثقة في الإدارة المالية".
وقال هاروهيكو كورودا محافظ بنك اليابان في وقت لاحق أن بنك اليابان لن يغير مستهدفه للعائد، وأنه يريد إبقاء منحنى عائد الدولة منخفضاًُ.
وفي أوروبا، صعدت السندات الألمانية يوم الجمعة، مع انخفاض العائد على الدين لأجل 30 عام ثلاث نقاط أساس إلى 0.21%. وعكس أيضا الدين الإيطالي القياسي انخفاضه ليتداول على ارتفاع، مع انخفاض عائد السندات لأجل عشر سنوات نقطة أساس واحدة إلى 0.79%.
وتزامنت الحركة مع تصعيد مسؤولي البنك المركزي الأوروبي نبرتهم ضد التفاؤل الزائد في السوق بشأن وضع اقتصاد منطقة اليورو.
وقال كي ياماكازي، كبير مديري الصناديق في طوكيو لدى شركة إدارة الأصول Sumitomo Mitsui ، أن هناك توقعات بأن البنوك المركزية على مستوى العالم ستحاول إحتواء زيادة أكبر في العوائد. وأضاف "مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي يسمحون بالزيادة الأخيرة في عوائد السندات، لكن أجواء العزوف عن المخاطر في الوقت الحالي ستدفعهم لتهدئة السوق كلامياً على الأقل".
وبينما تسعر الأسواق بشكل متسارع ارتفاع التضخم وامكانية زيادات في أسعار الفائدة، يتوقع كل بنك مركزي رئيسي من الاحتياطي الفيدرالي إلى البنك المركزي الأوروبي فترة ممتدة من التيسير النقدي في ظل تعافي الاقتصادات تدريجياً. وهذا يشير إلى أن اضطرابات هذا الاسبوع بصدد أن تستمر.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.