جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
إنضم البنك المركزي التركي إلى سلسلة من البنوك المركزية لأسواق ناشئة فاجئت قراراتها المستثمرين إذ شدد السياسة النقدية يوم الخميس للمرة الثالثة في أقل من شهرين. وارتفعت بحدة الليرة وصعدت سندات الدولة.
وجاء القرار بعد ثلاثة أيام من تقرير خاص بالتضخم أظهر ان أسعار المستهلكين ارتفعت 12.15 بالمئة في مايو مقارنة بالعام السابق مع تسجيل المؤشر الأساسي أعلى مستوى قياسي وزيادة أسعار المنتجين أكثر من 20 بالمئة.
وتنامت توقعات المستثمرين بزيادة جديدة في أسعار الفائدة بعد ان إجتمع محافظ البنك المركزي مراد جيتنكايا ونائب رئيس الوزراء محمد شمشيك مع المستثمرين في لندن أواخر الشهر الماضي لطمأنتهم بأن صانعي السياسة مستعدون للتحرك إن لزم الأمر. لكن لم يتوقع أي أحد في مسح بلومبرج زيادة بالحجم الذي قامت به تركيا حيث رفعت فائدة إعادة الشراء لآجل أسبوع "الريبو" بواقع 125 نقطة أساس إلى 17.75 بالمئة وأشارت أنها مستعدة للتصدي للضغوط السياسية ومحافحة تضخم في خانة العشرات.
وقال نايجل رينديل، كبير محللي الأسواق الناشئة لدى ميدلي جلوبال أدفيزرس، "هل هذا بداية عهد جديد للبنك المركزي التركي---بأن يستبق السوق؟ دعونا نتمنى ذلك". وأضاف "التأثير الإيجابي على الليرة يتضح مع زيادة فائدة الريبو. لكن ستؤول الأمور على صعيد السياسة النقدية وبالنسبة للليرة على المدى الطويل سيتوقف على الأحداث بعد انتخابات يوم 24 يونيو وما إذا كان إردوغان سيعطي البنك المركزي حرية للتحرك بشكل مستقل".
وأدى مزيج من ارتفاع الدولار وزيادة حادة في التضخم وإتساع عجز الميزانية وعجز ميزان المعاملات الجارية، بالإضافة لضغوط سياسية من أجل أسعار فائدة منخفضة إلى تخارج المستثمرين من الأصول المقومة بالليرة في مايو. ورد في البداية البنك المركزي على موجة البيع برفع فائدة الإقراض الطاري 300 نقطة أساس في اجتماع غير مقرر وبعدها أعلن قرارا بتبسيط نظامه لأسعار الفائدة بحيث جعل فائدة إعادة الشراء لأسبوع واحد هو أداته التمويلية الرئيسية.
ولم ينشر البنك أي معلومات عن أسعار الفائدة الأخرى يوم الخميس وهي خطوة تتماشى على ما يبدو مع إعلانه السابق أنه يبسط سياسته.
وبينما لدى تركيا تحدياتها الداخلية، إلا ان أسواق ناشئة أخرى ترفع أيضا أسعار الفائدة بوتيرة أسرع مما يتوقع المستثمرون وهو ما يرجع جزئيا إلى الحاجة لحماية اقتصاداتها من ارتفاع الدولار والتدفقات الرؤوس الأموال حيث يشدد بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سياسته النقدية. ورفع البنك المركزي الهندي هذا الاسبوع سعر فائدته الرئيسي لأول مرة منذ 2014 منضما إلى إندونسيا والمكسيك والأرجنتين. وتتعرض البرازيل أيضا لضغوط من المستثمرين.
ونزلت الليرة 1.9 بالمئة إلى 4.4701 للدولار في الساعة 3:00 بتوقيت إسطنبول. وتخلى العائد على السندات لآجل 10 أعوام عن صعوده في تعاملات سابقة لينخفض 31 نقطة أساس إلى 14.9 بالمئة بعدما لامس أعلى مستوى على الإطلاق 15.41 بالمئة يوم الاربعاء. وارتفع مؤشر بورصة إسطنبول 100 بنسبة 1.6 بالمئة حيث قفزت أسهم البنوك 3.4 بالمئة.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.