
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
بدأ خبراء العملة يتشككون ان بريطانيا ستخرج من الاتحاد الأوروبي بحلول أواخر مارس الموعد الرسمي للمغادرة.
ويرى الخبراء إن السوق تركز على تمديد محتمل للمادة 50 والتوصل لاتفاق في النهاية أو استفتاء ثان، وليس سيناريو الخروج دون اتفاق الذي سيؤدي إلى إنهيار الاسترليني. ولكن هذا لا يترك مجالا يذكر لصعود الاسترليني في المدى القصير في ضوء حجم الغموض السياسي. وتعطي المادة 50 من معاهدة لشبونة للاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء توجيها حول كيفية بدء عملية مغادرة التكتل.
ولازالت مراهنات عقود الخيار في صالح بيع الاسترليني حيث تكثف الحكومة إستعداداتها حال خرجت بريطانيا من التكتل دون اتفاق في مارس.
وتعارض رئسة الوزراء تيريزا ماي إجراء استفتاء أخر وتقاوم دعوات بأن يجري البرلمان إقتراعات على خيارات مختلفة.
هاجم الرئيس دونالد ترامب بنك الاحتياطي الفيدرالي عشية اجتماع مهم للسياسة النقدية على "مجرد التفكير" في إجراء زيادة أخرى لأسعار الفائدة وأشار إن البنك المركزي ليس لديه مبرر للتحرك لأن التضخم منخفض والعملة الأمريكية قوية.
وقال ترامب في تغريدة يوم الاثنين "أمر غير قابل للتصديق أنه في ظل دولار قوي جدا وغياب فعلي للتضخم، والعالم الخارجي مشتعل حولنا، باريس تحترق والصين في تراجع، يفكر الاحتياطي الفيدرالي في زيادة جديدة لأسعار الفائدة".
وتبدأ لجنة السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي اجتماعا يستمر يومين في واشنطن يوم الثلاثاء، وتشير التداولات في العقود الاجلة للأموال الاتحادية إلى نسبة تزيد عن 70% لزيادة رابعة في أسعار الفائدة هذا العام.
وزادت تغريدات ترامب حول السياسة النقدية حيث تهوى الأسهم الأمريكية وسط علامات على إنحسار وتيرة نمو أكبر اقتصاد في العالم. وظهرت دلائل جديدة بعد دقائق فحسب من هجومه الأحدث حيث هبط مؤشر ولاية نيويورك الصناعي هذا الشهر إلى أدنى مستوياته في 19 شهرا.
وإتهم ترامب على مدى أشهر البنك المركزي بتقويض نمو الاقتصاد برفع أسعار الفائدة. ويجحم في الطبيعي الرؤساء الأمريكيون عن التعدي على إستقلالية الاحتياطي الفيدرالي.
في أروقة البرلمان البريطاني، يتم التفكير جديا في فكرة كانت قبل أربعة أشهر أمرا مستبعدا. هل إجراء استفتاء أخر سبيل للخروج من الجمود الحالي حول إنسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟
وأثار بعض الوزراء في أحاديثم الخاصة تلك الفكرة من تلقاء أنفسهم. وفي مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، دعا قادة أحزب معارضة صغيرة الحكومة للتفكير في ذلك كحل طاريء يستحق التحضير له.
والأهم من ذلك، طرحت رئيسة الوزراء تيريزا ماي الفكرة كنتيجة محتملة. وهي لازالت تقول إنها تعارض الفكرة وتراها تضعف الثقة في العملية السياسية—إلا مجرد الإشارة لها يعد تحولا بالنسبة لها.
وتلك ليست الفكرة الوحيدة غير واردة في السابق التي تحدثت عنها ماي هذا الأسبوع. ففي مواجهة تحد لزعامتها من أعضاء بحزب المحافظين مناهضين للاتحاد الأوروبي في البرلمان، حذرت ماي من أن عزلها سيعني تأجيل رحيل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي. وهذا ليس شيئا أقرت بأنه ممكن قبل شهر.
وحجة إجراء استفتاء ثان التي قدمها وزير بالحكومة بسيطة: إن كان ليس ممكنا تمرير أي شيء عبر البرلمان فالسؤال يجب ان يعود للناخبين.
وبينما مؤيدي إجراء استفتاء أخر كان أغلبهم يريد إلغاء نتيجة الاستفتاء السابق وبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، فإن هذا ليس السبب الذي من أجله الكثير من المؤيدين الجدد يصل إلى تلك الفكرة.
وقال وزير بالحكومة هذا الأسبوع إنه يريد أن يكون استفتاءا ثانيا مطروحا على الطاولة كي يعلم مؤيدو الانفصال في حزب المحافظين ان البديل لاتفاق ماي هو عدم الخروج على الإطلاق.
وممارسة ضغط على مؤيدي الانفصال هو أيضا السبب لوجود الكثير من الحديث عن تأجيل رحيل بريطانيا. فيتحدث في الوقت الحالي مؤيدون كثيرون للخروج من الاتحاد الأوروبي بشكل صريح عن ترك الوقت يمضي حتى مارس من أجل ان يحصلوا على الإنفصال التام الذي يريدونه. ويجعل تمديد عملية الإنسحاب تلك الاستراتجية غير مطروحة.
وفي الماضي، كان الإفتراض حول استفتاء أخر هو أن ذلك سيكون بمثابة كارثة لماي. لكن بالتدبير له بشكل صحيح، قد يخرجها من ورطتها. فإجراء تصويت على مرحلتين، فيه يُسئل الناخبين عما إن كانوا يريدون البقاء أم الخروج، ثم إن كانوا يفضلون اتفاق ماي أم الخروج دون اتفاق، قد يؤدي إلى فوز خطتها كحل توافقي بين النقيضين.
أظهر استطلاع جديد أجرته وكالة بلومبرج لخبراء اقتصاديين إن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي سيرفعون أسعار الفائدة مجددا الاسبوع القادم قبل أن يبطئوا وتيرة الزيادات في 2019 حيث تتزايد المخاطر على الاقتصاد الأمريكي.
ويتوقعون ان يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية في اجتماعه يومي 18 و19 ديسمبر ويخفضون عدد الزيادات المنتظرة العام القادم إلى اثنين، في مارس وسبتمبر، بدلا من ثلاثة في استطلاع سبتمبر.
ويشير أيضا متوسط التوقعات إلى زيادة إضافية في منتصف 2020 عندما سيبلغ سعر الفائدة ذروته في دورة التشديد النقدي عند نطاق مستهدف من 3% إلى 3.5%.
وتتماشى هذه التوقعات الأكثر تحفظا بعض الشيء مع نبرة أكثر حذرا تبناها أعضاء الاحتياطي الفيدرالي في الأسابيع الأخيرة، من بينهم رئيس البنك جيروم باويل، ومع إضطرابات تشهدها الأسواق المالية. ومنذ نهاية سبتمبر، هوى مؤشر ستاندرد اند بور للأسهم الأمريكية أكثر من 9%.
ويرى المستثمرون فرصة بنسبة 77% لرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأسبوع القادم ويراهنون على أقل من زيادة كاملة بربع نقطة مئوية في 2019، وفقا لأسعار العقود الاجلة لأسعار الفائدة.
انخفض الذهب إلى أدنى مستوياته في أكثر من أسبوع يوم الجمعة ويتجه نحو تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي في أكثر من شهر حيث قفز الدولار بفعل بيانات قوية للاقتصاد الأمريكي قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع القادم.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1238.86 دولار للاوقية في الساعة 1614 بتوقيت جرينتش. وفي وقت سابق من الجلسة، سجلت الأسعار أدنى مستوياتها منذ الربع من ديسمبر عند 1232.39 دولار. وينخفض المعدن نحو 0.7% حتى الان هذا الاسبوع.
ونزلت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 0.4% إلى 1242.40 دولار للاوقية.
وارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في 19 شهرا بعدما أظهرت بيانات تسارع إنفاق المستهلك الأمريكي وتعافى الإنتاج الصناعي في نوفمبر.
وتترقب الأسواق اجتماع لجنة السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي يومي 18 و19 ديسمبر الذي فيه من المتوقع على نطاق واسع ان يرفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة. ولكن التركيز سيكون على توقعات أسعار الفائدة لعام 2019.
وكان الذهب قد بلغ أعلى مستوياته في خمسة أشهر عند 1250.55 دولار للاوقية يوم الاثنين، لكن تخلى عن كل المكاسب مع صعود الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية.
إستأنفت الأسهم الأمريكية هبوطها يوم الجمعة حيث أثارت من جديد بيانات اقتصادية مخيبة للآمال من الصين ومنطقة اليورو مخاوف المستثمرين حول نمو الاقتصاد العالمي.
وهددت التراجعات، التي تقودها شركات التقنية وقطاعات أخرى مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاقتصادين الصيني والعالمي، بمحو المكاسب الأسبوعية للمؤشر الرئيسي. وأشار الانخفاض أيضا إن التقلبات المستمرة منذ أسابيع في الأسواق حول العالم لم تنته بعد، رغم ارتياح طفيف في وقت سابق من الأسبوع.
وهبط مؤشر داو جونز الصناعي نحو 400 نقطة أو 1.6% ونزل مؤشر ستاندرد اند بور 1.2%، بينما فقد مؤشر ناسدك المجمع 1.1%. ومع تلك الخسائر، يتجه مؤشرا الداو وستاندرد اند بور نحو إنهاء الأسبوع على انخفاض، بينما لازال يتجه مؤشر ناسدك نحو تسجيل صعود طفيف هذا الأسبوع.
وأتت موجة بيع يوم الجمعة بعد ان أظهرت بيانات تفاقم حدة التباطؤ الاقتصادي للصين في وقت تعمل فيه بكين على وقف هذا التدهور بينما تخوض صراعا تجاريا.
وكشفت بيانات رسمية تباطؤ الإنتاج الصناعي للدولة في نوفمبر وسط مشاكل تواجهها شركات السيارات والأسواق العقارية، بينما انخفض نمو مبيعات التجزئة إلى أدنى مستوياته في أكثر من 15 عاما.
وفيما يزيد من النبرة المتشائمة اليوم، أظهرت مسوح منفصلة لمديري الشراء إن نشاط الشركات الفرنسية إنكمش على غير المتوقع لأول مرة في عامين ونصف، وفقا لمؤسسة أي.اتش.اس ماركت، بينما وصل مؤشر مديري الشراء المجمع لألمانيا إلى أدنى مستوياته في أربع سنوات.
ويأتي ذلك بعد ان خفض البنك المركزي الأوروبي توقعاته للنمو الاقتصادي مسلطا الضوء على مناخ يتسم بالغموض حول التوترات التجارية وتقلبات الأسواق.
وساهمت المخاوف المتزايدة حول النمو العالمي والعلاقات التجارية في تقلبات حادة في أسواق الأسهم والسندات مؤخرا، رغم ان الاقتصاد الأمريكي مستقر نسبيا.
وأثارت المخاوف تخارجا واسع النطاق من الأصول التي تنطوي على مخاطر. وفي الأسبوع حتى الاربعاء، سحب المستثمرون مبالغ قياسية من صناديق الأسهم عالميا، وفقا لإي.بي.اف.ار جلوبال.
يتلقى الاقتصاد الفرنسي ضربة كبيرة من الإضطراب العنيف الناتج عن إحتجاجات حركة السترات الصفراء مما يزيد المخاطر على رهان إيمانويل ماكرون ان تخفيض الضرائب سيهديء العاصفة.
وإنكمش نشاط القطاع الخاص للدولة في ديسمبر لأول مرة تحت حكم ماكرون، وفقا لمؤشر مديري الشراء لقطاعي التصنيع والخدمات. وجاءت هذه القراءة القاتمة للمؤشر، الذي سجل أشد انخفاض منذ 2011، بعد تخفيض البنك المركزي الفرنسي توقعاته للنمو هذا العام والعام القادم وتحذيره من ان الإحتجاجات تضعف الإنتاج في العديد من القطاعات.
وأدت البيانات الضعيفة في فرنسا يوم الجمعة إلى انخفاض اليورو وتراجعت العملة الموحدة بشكل أكبر عندما صدرت مؤشرات أخرى لألمانيا ومنطقة اليورو ككل.
ويسارع ماكرون للحد من الضرر على الاقتصاد وتهدئة المتظاهرين، الذين مطالبهم تتنوع من تخفيض الضرائب وزيادة الأجور إلى خدمات عامة أفضل، وحتى إستقالة رئيسهم. ويوم الاثنين، أعلن الرئيس الفرنسي حزمة من الإجراءات مثل رفع الحد الادنى للأجور وإلغاء الضرائب على ساعات العمل الإضافية وزيادة المعاشات.
وقال ماكرون في خطاب للشعب "أزمة أربعين عاما تطفو على السطح". "ربما لم نتمكن من إيجاد رد سريع وقوي بما يكفي في العام ونصف العام الماضي".
وتهدد الزيادات المقترحة للأجور والتخفيضات الضريبية خطط ماكرون لخفض العجز المالي، لكن لا توجد دلائل تذكر على ان خططه تحدث تأثيرا على تصميم المتظاهرين. ووفقا لجيو كوانت، شركة تحليل المخاطر السياسية، يبلغ الخطر السياسي أعلى مستوياته منذ الشهر الذي أعقب تغلب ماكرون على مارين لوبان في انتخابات العام الماضي.
سجلت تكلفة تأمين السندات الحكومية المصرية بإستخدام "عقود مبادلة مخاطر الائتمان" أعلى مستوياتها في 16 شهرا يوم الجمعة والذي يرجع جزئيا إلى إضطرابات في الأسواق الناشئة العالمية ومخاوف حول الجنيه المصري.
وأظهرت بيانات من مؤسسة ماركت إن تكلفة التأمين ضد مخاطر التخلف عن السداد خلال خمس سنوات قفزت إلى 379 نقطة أساس وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2017.
وقالت رضوى السويفي، رئيسة قسم البحوث في فاروس للأوراق المالية "تدهور تكاليف التأمين ضد مخاطر التخلف عن السداد يرجع ربما إلى مزيج من إضطراب الأسواق الناشئة بوجه عام وارتفاع القيمة المطلقة للديون بمرور الوقت ومخاوف من ضغوط على الجنيه أو انخفاض قيمته".
وأضافت "خطر التخلف السيادي وتقلبات سعر الصرف مرتبطان ارتباطا وثيقا. وانخفاض عملة الدولة في أحيان كثيرة يكون إنعكاس لسوء الأوضاع الاقتصادية".
يختتم اقتصاد منطقة اليورو عام 2018 على أداء غير مبشر يعكس إتجاها عاما من ضعف النمو العالمي من الصين إلى الولايات المتحدة.
وانخفض على غير المتوقع مؤشر قطاعي التصنيع والخدمات في منطقة اليورو إلى أدنى مستوياته منذ أكثر قليلا من أربع سنوات في ديسمبر. ورغم ان الانخفاض رجع في الأساس إلى فرنسا التي فيها حركة "السترات الصفراء" أدت إلى إنكماش هناك، توجد أيضا علامات على ان الزخم الأساسي أخذ في الإنحسار.
ولكن الإضطرابات السياسية وحدها لا يمكن ان تفسر الضعف الذي إتسمت به منطقة اليورو منذ أوائل هذا العام، في ظل توترات تجارية تشكل تهديدا على الاستثمارات حول العالم. وفي الصين، أظهرت بيانات يوم الجمعة تباطؤ نمو الإنتاج ومبيعات التجزئة.
ويجبر التدهور المستمر في البيانات الاقتصادية صناع السياسة على الإعتراف بواقع جديد بعد التشبث على مدى أشهر برواية أن التباطؤ قد يكون مؤقتا. وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي يوم الخميس إن العالم يشهد "غموضا عاما متزايدا" وان المخاطر تزداد حدتها.
وانخفض مؤشر مديري الشراء المجمع لمنطقة اليورو إلى 51.3 في ديسمبر من 52.7 في نوفمبر، مخيبا توقعات الخبراء الاقتصاديين بزيادة طفيفة. ويعني الانخفاض إن أرقام منطقة اليورو تراجعت الأن لتسعة أشهر هذا العام.
وقال كريس وليامسون، كبير الاقتصاديين في اي.اتش.اس ماركت، إنه "توجد دلائل كثيرة على ان المعدل الأساسي للنمو الاقتصادي قد تباطأ عبر منطقة اليورو ككل". "الشركات تشعر بالقلق حول المناخ الاقتصادي والسياسي العالمي، وسط حروب تجارية وخروج متعثر لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي يضيف لتوترات سياسية متزايدة".
وداخل تقرير منطقة اليورو، ظلت مؤشرات مستقبلية مثل الطلبيات الجديدة والتوقعات ضعيفة، الذي لا يبشر بالخير للطلب في المستقبل.
وسيكون هذا التغير في التوقعات محل نقاش مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عندما يعقدون اجتماعهم الأخير للسياسة النقدية في عام 2018 الأسبوع القادم. وفي الصين، يستعد صناع السياسة للاجتماع الأسبوع القادم في مؤتمرهم السنوي للعمل الاقتصادي.
وبينما توترات تجارية تخيم بظلالها على الدولتين، إلا أن بعض بوادر الآمل ظهرت يوم الجمعة.
فبعد أسبوعين من اتفاق الرئيس دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ على هدنة في الحرب التجارية، قالت الصين إنها ستلغي رسوما إنتقامية على السيارات المستوردة من الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أشهر.
نمت مبيعات التجزئة في الصين خلال نوفمبر بأضعف وتيرة منذ 2003 وسجل إنتاجها الصناعي أقل زيادة في نحو ثلاث سنوات حيث فقد الاقتصاد المزيد من الزخم مما يفرض ضغوطا على بكين لنزع فتيل خلافها التجاري مع الولايات المتحدة.
ويفقد ثاني أكبر اقتصاد في العالم قوته الدافعة في الفصول الأخيرة حيث فرضت حملة حكومية على مدى سنوات لكبح إقراض بنوك الظل ضغوطا مالية متزايدة على الشركات في ضربة للإنتاج والاستثمار.
وفاقم من الضغوط على النشاط بوجه عام تصاعد حاد في الخلاف التجاري للصين مع الولايات المتحدة، الذي يهدد بتفكيك سلاسل الإمداد العالمية وإضعاف الاستثمار والصادرات والنمو.
وبدأ التباطؤ في الصناعات الصينية والتوترات التجارية يترك أثره على معنويات المستهلكين الذي يكبح مبيعات التجزئة. وكانت السلع الباهظة أول من تضرر مع تراجع مبيعات السيارات منذ مايو.
وأظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الصيني يوم الجمعة إن مبيعات التجزئة ارتفعت 8.1% في نوفمبر مقارنة بالعام السابق، دون التوقعات بزيادة 8.8% والوتيرة الأبطأ منذ مايو 2003. وفي أكتوبر، زادت المبيعات 8.6%.
وانخفضت مبيعات السيارات بنسبة كبيرة بلغت 10% عن العام السابق، بما يتماشى مع بيانات متخصصة تظهر هبوط المبيعات 14% في نوفمبر—الانخفاض الأشد في نحو سبع سنوات.
وارتفع الإنتاج الصناعي 5.4% على أساس سنوي في نوفمبر مخيبا تقديرات المحللين ومطابقا وتيرة تسجلت أخر مرة في شهري يناير وفبراير 2016. وكان متوقعا ان ينمو إنتاج المصانع 5.9%، دون تغيير عن وتيرة أكتوبر.
وفي مطلع هذا الأسبوع، أعلنت الصين بيانات أضعف بكثير من المتوقع للصادرات والواردات، مما يعكس تباطؤ الطلب العالمي وإنحسار نشاط المصانع المحلية مع انخفاض هوامش الربح.
وفي ظل أبطأ نمو اقتصادي منذ الأزمة المالية العالمية، يكثف صناع السياسة الصينيين الإنفاق ويدفعون البنوك لزيادة الإقراض ويخفضون الضرائب من أجل دعم الشركات وتجنب تباطؤ أشد حدة.
وهوت الأسهم الأسيوية يوم الجمعة بعد نشر البيانات الصينية، مما يؤجج مخاوف جديدة من تباطؤ حاد في أكبر اقتصاد أسيوي. وتراجعت أيضا الأسهم الصينية، بينما انخفضت عملة اليوان بشكل طفيف.
وربما تكون هدنة تجارية مؤقتة لمدة 90 يوما توصلت إليها الولايات المتحدة والصين أوائل هذا العام قد أزاحت بعض الضغط المباشر على الاقتصاد. وفرضت الدولتان رسوما على سلع بمليارات الدولارات لبعضهما البعض منذ أوائل الصيف.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشبكة فوكس نيوز خلال مقابلة يوم الخميس "الاقتصاد الصيني، إن كان يواجه متاعب، فإنه فقط يواجهها بسببي".