
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
تراجعت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى في أربعة أسابيع يوم الخميس مع صعود الدولار بعد بيانات قوية لطلبات إعانة البطالة الأسبوعية من الولايات المتحدة بينما يترقب المستثمرون وضوحا بشأن سير المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.6% إلى 1282.39 دولار للاوقية في الساعة 1349 بتوقيت جرينتش بعدما لامس أدنى مستوياته منذ الخامس من مارس 1280.59 دولار. ونزلت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 0.7% إلى 1285.90 دولار.
وارتفع الدولار 0.2% مقابل سلة من العملات بما يجعل الذهب أعلى تكلفة على حائزي العملات الأخرى.
وانخفض عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة بطالة إلى أدنى مستوى في أكثر من 49 عاما الاسبوع الماضي مما يشير إلى قوة سوق العمل رغم تباطؤ النمو الاقتصادي.
ويترقب المحللون حاليا بيانات وظائف غير الزراعيين يوم الجمعة للإسترشاد منها على قوة الاقتصاد الأمريكي.
وفي أوروبا، ناقش مسؤولو البنك المركزي الأوروبي الخطر الذي تشكله أسعار الفائدة المتدنية جدا على البنوك عندما إجتمعوا في مارس وقرروا تأجيل أي زيادة في أسعار الفائدة إلى العام القادم، بحسب ما جاء في محضر الاجتماع.
ويراقب المستثمرون عن كثب أيضا تطورات الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين ومن المتوقع ان يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موعدا لقمة مع نظيره الصيني شي جين بينغ.
انخفضت طلبات إعانة البطالة الأمريكية على غير المتوقع الاسبوع الماضي مسجلة أدنى مستوى منذ ديسمبر 1969 في تأكيد على قوة سوق العمل.
وأظهرت بيانات لوزارة العمل يوم الخميس إن طلبات إعانة البطالة انخفضت إلى 202 ألف في الأسبوع المنتهي يوم 30 مارس. ونزل متوسط أربعة أسابيع، وهو مقياس أقل تقلبا، إلى 213.500 وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر.
ويشير هذا الانخفاض المفاجيء في الطلبات المقدمة إلى ان سوق العمل مستمرة في التحسن مع إحتفاظ أرباب العمل بالعاملين والإحجام عن تركهم ينتقلون لوظائف في أماكن أخرى.
وكان متوسط توقعات الخبراء الاقتصاديين يشير إلى 215 ألف طلبا.
لا يظهر ركود صناعي مؤلم في ألمانيا علامة تذكر على الإنحسار حيث هوت طلبيات المصانع بأسرع وتيرة منذ عشر سنوات في فبراير ليقودها انخفاض في الصادرات.
وجاء هذا الخبر السيء من وزارة الاقتصاد الألمانية بعد ساعات فقط من توقعات جديدة لعام 2019 تنبأت بأضعف نمو اقتصادي في ست سنوات. وتتوقع خمسة معاهد بحوث رائدة بالدولة نموا يبلغ 0.8% وهو نصف الوتيرة المتوقعة في السابق.
وأظهرت بيانات يوم الخميس إن طلبيات المصانع هبطت 4.2% في فبراير مقارنة بشهر يناير، و8.4% مقارنة بالعام السابق—وهي أسرع وتيرة انخفاض منذ عام 2009. وأضافت وزارة الاقتصاد مزيدا من القتامة قائلة ان زخم قطاع التصنيع سيستمر "في ان يكون ضعيفا خلال الأشهر المقبلة، خاصة بسبب غياب طلب خارجي".
وكان العبء الأكبر في فبراير هو الصادرات، التي انخفضت 6%. ومن المرجح ان التوترات التجارية والبريكست كانا عاملين رئيسيين وراء هذا التدهور، بالإضافة أيضا لضعف الطلب، خاصة في الصين، على السيارات ومنتجات ألمانية أخرى.
وكل هذا يقوض محرك النمو تاركا أكبر اقتصاد في أوروبا يبدو في حالة سيئة حتى الأن هذا العام.
وقالت كارين وارد، محللة الأسواق لدى جي بي مورجان ، على تلفزيون بلومبرج "ما تفعله الحرب التجارية هو دفع الشركات لوقف الإنفاق الرأسمالي". وأضاف "لذلك شهدنا التراجع الصناعي الذي رأيناه، مجددا في أرقام الطلبيات الألمانية. وبالتالي مع استمرار إشتعالها (الحرب التجارية)، ستظل الشركات مترددة وهذا سيكبح النمو".
ويعد هذا التدهور في التوقعات لقطاع التصنيع علامة تحذيرية جديدة لصانعي السياسة الذين يشرفون على اقتصاد منطقة اليورو.
وسيجتمع مسؤولو البنك الركزي الأوروبي الاسبوع القادم لتقديم أحدث تقييماتهم للاقتصاد. وفي تحديث لتوقعاتهم في مارس، تم تخفيض التوقعات لعام 2019 بأكبر قدر منذ قبل قليل من بدء برنامج التيسير الكمي مما أسفر عن تحفيز جديد للبنوك وتعهد بإبقاء أسعار الفائدة منخفضة لوقت أطول.
سيجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي في البيت الأبيض يوم الخميس حيث تتزايد التكهنات ان المفاوضات حول اتفاق تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم تدخل مراحلها النهائية.
وتستمر المحادثات في واشنطن التي فيها عقد ليو اجتماعات مع الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشن يوم الاربعاء. والهدف على مدى الأيام القليلة القادمة هو إبرام اتفاق حول القضايا الرئيسية حتى يتسنى لترامب والزعيم الصيني شي جين بينغ عقد مراسم لتوقيع اتفاق.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على المحادثات إن مسودات اتفاق ينهي الحرب التجارية المستمرة منذ نحو عام ستمهل بكين حتى 2025 للوفاء بإلتزامات حول مشتريات سلع والسماح للشركات الأمريكية بملكية كاملة لمشاريع في البلد الأسيوي.
وقال تاي هيوي، كبير المحللين الاستراتيجين لمنطقة أسيا والمحيط الهادي لدى بنك جي.بي مورجان في هونج كونج "يريد الجانبان اتفاقا لكن يريدان التأكد من انه الاتفاق المناسب لجمهورهما الداخلي".
وتراجعت طفيفا الأسهم الأسيوية من أعلى مستوى في ستة أشهر مع ترقب المستثمرين علامات على تقدم من المحادثات. وإستقر اليوان في المعاملات الخارجية عند 6.7169 مقابل الدولار.
ومع إستئناف المحادثات صباح الاربعاء، أشار كبير المستشارين الاقتصاديين لترامب إلى تقدم لكن حذر من ان اتفاقا ينهي الحرب التجارية لازال غائبا. وقال لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض للصحفيين في ندوة بواشنطن "لكننا لم نصل بعد (لاتفاق) ونآمل ان نصبح هذا الأسبوع أكثر قربا ".
ولازال يناقش مسؤولون أمريكيون وصينيون موعد جلوس الزعيمين للتوقيع على اتفاقهم التجاري. وقالت مصادر إن موعدا لاجتماع بين ترامب وشي قد يُعلن في موعد أقربه الخميس. وبعد ان طرح فريق شي في باديء الأمر زيارة رسمية إلى واشنطن كخيار، تراجعت الصين عن فكرة اجتماع على الأراضي الأمريكية وتريد في المقابل ان يكون الاجتماع في دولة ثالثة محايدة، بحسب ما قالته المصادر المطلعة على الخطط.
وبينما أعرب مسؤولون بالبيت الأبيض عن تفاؤل حذر في الأيام الأخيرة حول التوصل لاتفاق في الستقبل القريب، إلا ان قرارا مبدئيا أمريكيا ببيع طائرات مقاتلة لتايوان ربما يؤثر على نتيجة محادثات هذا الاسبوع بالإضافة لأي قمة بين ترامب وشي. وفي ضوء الحزازيات السياسية لمثل تلك الصفقة، فمن المرجح إثارة تلك القضية فقط عندما يجتمع الزعيمان ومن المستبعد ان تكون جزءً من المفاوضات التجارية التي يقودها لايتهايزر.
قال مصدران لوكالة رويترز إن أرامكو السعودية، أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، إستعانت بمحمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين لمؤسسة أليانز، كمستشار غير رسمي قبل عرض تسويقي تقوم به الشركة من أجل طرح أول سندات لها.
وتدشن أرامكو عرضها التسويقي على مستوى العالم هذا الأسبوع من أجل طرح سندات، متوقع ان يبلغ حجمه 10 مليار دولار على الأقل. وتجتمع الشركة مع مستثمرين في أوروبا وأسيا والولايات المتحدة على مدار الأسبوع.
ولم تعلق أرامكو فورا عند سؤالها عن دور العريان.
ويأتي أول طروحات الشركة من السندات الدولية وسط جهود جارية من جانب السعودية لتنويع اقتصادها، الذي يعتمد على إيرادات النفط. وحققت أرامكو إيرادات أساسية بلغت 224 مليار دولار العام الماضي، بحسب إفصاحها المالي، الذي هو ثلاثة أمثال أبل، أكبر شركة أمريكية مقيدة في البورصة من حيث القيمة السوقية.
وإستعانت أرامكو بالبنك الاستثماري لازارد كمستشار مالي لطرح السندات. ولازالت تخطط لبيع أسهم من خلال طرح عام أولي في 2021 بعد إلغاء هذا الطرح المخطط له العام الماضي.
خفضت المعاهد الاقتصادية الرائدة في ألمانيا توقعاتها لنمو أكبر اقتصاد أوروبي في 2019 إلى 0.8% نزولا من التوقع السابق 1.9%، بحسب ما علمته رويترز من مصدرين مطلعين على تقرير هذه المعاهد الذي سيتم تقديمه يوم الخميس.
ويعكس هذا التعديل الحاد مدى التباطؤ في ألمانيا، التي اقتصادها يواجه تأثيرات سلبية من تباطؤ الاقتصاد العالمي وخلافات تجارية دولية والتهديد بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق.
وتساهم تقديرات تلك المعاهد في توقعات الحكومة للنمو التي سيتم تحديثها في وقت لاحق من هذا الشهر. وقالت الحكومة في يناير إنها تتوقع نموا قدره 1% هذا العام.
وقال احد المصادر إن المعاهد ستحتفظ بتوقعاتها المعلنة في سبتمبر التي تنبأت بنمو قدره 1.8% في 2020. ويرجع جزئيا هذا التعافي المتوقع إلى أثار إيجابية خاصة بالتقويم مثل أعياد عامة ستحل في عطلات نهاية أسبوع.
ويعاني قطاع التصنيع في ألمانيا من ركود حيث يتحمل المصدرون وطأة ضعف الطلب.
ويعتمد الاقتصاد القائم على التصدير على الاستهلاك وإنفاق الدولة من أجل النمو. وتدعم قوة سوق العمل بجانب تدني معدلات أسعار الفائدة تلك الدورة من النمو المدفوع بالاستهلاك.
وكان الاقتصاد قد سجل أضعف معدل نمو في خمس سنوات العام الماضي.
حذر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس تركيا يوم الاربعاء من شراء منظومة الصواريخ الروسية أس-400 في إستمرار للضغط على الدولة الحليفة بالناتو من أجل التخلي عن شراء ما تعتبره واشنطن تهديدا على المعدات العسكرية الأمريكية.
وقال بنس في تعليقات خلال حدث ينظمه حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن "تركيا عليها ان تختار. هل تريد ان تبقى شريكا حيويا في أنجح تحالف عسكري عرفه التاريخ أم تريد ان تخاطر بأمن تلك الشراكة بالإقدام على مثل القرارات الطائشة التي تقوض تحالفنا؟".
قال مارك كارني محافظ بنك انجلترا إن خطر البريكست بدون اتفاق "مرتفع إلى حد مفزع" الأن ووصف بعض المزاعم حول كيف يمكن لبريطانيا إدارة مثل هذا الوضع بأنه "هراء تام".
وقال في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز بثت يوم الاربعاء إن مغادرة الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق أصبح النتيجة "التلقائية" رغم رفض البرلمان لها، وقد تحدث بالخطأ.
ونقلت سكاي أيضا عن كارني قوله إنه لن يبقى في دوره كمحافظ لبنك انجلترا بعد يناير 2020. وقد مدد بالفعل فترته مرتين بسبب البريكست.
وقال كارني في المقابلة "لا يمكننا ان نجعل عربة نقل واحدة تعبر ميناء دوفر". "ولا يمكننا فعليا تغيير النموذج الاقتصادي لإسكتلندا التي تبيع للاتحاد الأوروبي حاليا على أساس الإعفاء الجمركي، ومعايير منتجاتها يعترف بها فوريا بالتالي لديها تجارة حرة وبدون تفتيش جمركي، إذا تعين عليها بين ليلة وضحاها دفع رسوم كبيرة على تلك المنتجات—وهو ما ستفعله لأن أوروبا ستلجأ لقواعد منمظمة التجارة العالمية . إنسوا الأوهام".
وأصدر كارني تحذيرا أيضا بشأن الضرر على أسعار المنازل والاسترليني.
وقال "الاستقرار المالي ليس مثله مثل استقرار السوق". وأوضح قائلا "هذا لا يعني ان الأسعار لن تتغير ولا يعني ان العملة لن تتغير، إن الأمر ليس مثله مثل الاستقرار الاقتصادي".
ولطالما تعرض كارني لإنتقادات من المشرعين المؤيدين للبريكست، الذين يتهمونه بتقديم وجهة نظر سلبية تظهر إنحياز لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي. ورد بأن بنك انجلترا ملتزم بتقديم توقعات وسيناريوهاته المحددة للبريكست إذا ما طلبها المشرعون البريطانيون.
وتحدث أيضا ميرفن كينج المحافظ السابق لبنك انجلترا عن البريكست في الاسبوع الماضي. وقال كينج المؤيد منذ زمن طويل للبريكست إن المغادرة بدون اتفاق سيكون له بعض الأثار السلبية في المدى القصير لكنه إستبعد بعض الزاعم الأكثر ترويعا مثل "إصطفاف عربات النقل".
ربما يتعثر نمو أكبر اقتصادين في أفريقيا لكن هذا لن يمنع الناتج المحلي الإجمالي للقارة من النمو بأسرع وتيرة منذ 2012 على الأقل.
ووفقا لبنك التنمية الأفريقي، من المتوقع ان يتسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي للقارة إلى 4% هذا العام ارتفاعا من نمو مقدر ب 3.5% في 2018 مما يجعلها القارة الأسرع نموا في العالم بعد أسيا. وهذا رغم ان نيجريا وجنوب أفريقيا، اللتان تمثلان نحو نصف الناتج المحلي الإجمالي للقارة، "تقودان متوسط نمو أفريقيا للانخفاض"، بحسب ما قاله البنك الذي مقره أبيدجان في تقريره الأحدث للتوقعات الاقتصادية.
وسينمو الناتج المحلي الإجمالي لنيجريا 2.3% في 2019 الذي سيكون أقل من معدل النمو السكاني حيث تكافح الحكومة للحد من إعتماد الدولة على النفط وجذب استثمارات أجنبية. وسيكون نمو جنوب أفريقيا أبطأ عند 1.7% حيث يكافح أكثر اقتصاد صناعي تطورا في القارة للتعافي من ركود شهده العام الماضي. وتنضم الدولتان لقائمة بنك التنمية الأفريقي لأبطأ 10 اقتصادات نموا.
وبينما تواجه الاقتصادات الكبرى في غرب وجنوب أفريقيا صعوبة في إكتساب زخما حقيقيا، فإن النمو الاقتصادي للقارة سيقوده من جديد شرق أفريقيا، التي ستكون المنطقة الأسرع نموا للعام الخامس على التوالي. وتظهر إثيوبيا وكينيا ورواندا وتنزانيا على قائمة بنك التنمية الأفريقي لأسرع 10 اقتصادات نموا في 2019. وستساعد أيضا مصر، أكبر اقتصاد بعد نيجريا وجنوب أفريقيا، في تعزيز النمو. وسيرتفع الناتج الاقتصادي للدولة الأكبر سكانا في العالم العربي بنحو 5.5% هذا العام حيث تجذب إصلاحات هيكلية للحكومة مزيدا من الاستثمارات.
وقال بنك التنمية الأفريقي إن ضعف النمو في جنوب القارة الأفريقية يرجع إلى ضعف الناتج الاقتصادي لجنوب أفريقيا، الذي يؤثر على دول مجاورة. وأشار البنك أيضا إنه بالرغم من ان أفاق غرب أفريقيا واعدة بشكل أكبر، إلا أنها ربما تتأثر بمخاطر من ضمنها الغموض حول أسعار السلع العالمية ومخاوف أمنية في بعض الدول.
بدأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وزعيم حزب العمال المعارض عملية صياغة توافق حول البريكست يوم الاربعاء، وهو مسار محفوف بخطر سياسي على الجانبين.
وقبل قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي بعد أسبوع فقط، يزداد الضغط على الحكومة البريطانية لإيجاد اتفاق بريكست يمكن ان يحظى بتأييد البرلمان ويجنب بريطانيا مغادرة التكتل بدون اتفاق يوم 12 أبريل.
ولفعل ذلك، غيرت ماي إسترتجيتها. وأعلنت يوم الثلاثاء إنها ستتواصل مع زعيم حزب العمال جيريمي كوربن بعد فشلها المتكرر في إقناع المشرعين المناهضين للاتحاد الأوروبي داخل حزب المحافظين الذي تتزعمه وحلفاءها من الحزب الديمقراطي الوحدودي من أيرلندا الشمالية، بالتصويت لصالح الاتفاق الذي تفاوضت عليه.
ويمثل هذا التحول نهاية لجهود مضنية على مدى أشهر لدفع مجلس العموم لتأييد الاتفاق، ويشير ان رئيسة الوزراء ستكون راغبة في بقاء بريطانيا على صلات وثيقة بالاتحاد الأوروبي بعد البريكست من أجل تمرير اتفاقها.
وأوضحت ماي إنها تريد تأجيلا جديدا للبريكست لكنها تحتاج ان تظهر لزعماء الاتحاد الأوروبي إن البرلمان قد يلتف حول شكل ما لاتفاق بريكست يبرر التمديد.
ومن المقرر ان تجري اجتماعا لمدة ساعة يوم الاربعاء مع كوربن، الذي رحب "برغبتها في التوافق لإيجاد سبيل لكسر جمود البريكست".
ولكن في ضوء الإنقسامات الأيدولوجية العميقة بين الحزبين، النتيجة الأرجح هي ان تتعثر المحادثات وتنتهي بإعادة الحكومة طرح سلسلة من خيارات البريكست على المشرعين. وتعهدت ماي بإحترام نتيجة تلك التصويتات. وقالت لمجلس العموم يوم الاربعاء "أتطرق لذلك بروح بناءة".
وقبل المحادثات، كان يحاول الجانبان إدراك ما إذا كانت تلك الإنفراجة تمثل فرصة أم مكيدة. وبالنسبة لماي، تعطي سبيلا لتحقيق البريكست. وبالنسبة لكوربن، من الممكن ان تستبعد البريكست من أجندة الحزب وتوجه النقاش السياسي نحو عدم المساواة والخدمات العامة، الموضوعان المفضلان له.
ولا توجد قواسم مشتركة تذكر بين الزعيمين. فكل يوم الاربعاء يوبخان بعضهما البعض في مجلس العموم. وتتناقض ماي، القيادية المتحضرة بحزب المحافظين، مع كوربن، الراديكالي الاشتراكي. ولكن يخوض الزعيمان معارك داخلية لمنع حزبيهما من التشرذم بسبب البريكست.
وأعطت ماي، حتى هذا الاسبوع، أولوية للحفاظ على وحدة حزبها محاولة إرضاء مجموعة متشددة من المشرعين المناهضين بقوة للاتحاد الأوروبي الذين صوتوا باستمرار ضد اتفاقها لأنهم يقولون إنه يبقي بريطانيا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاتحاد الأوروبي.
وكوربن في حيرة أيضا. كيساري مشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي، يترأس حزبا لديه أغلبية من الأعضاء يؤيدون بقوة الاتحاد الأوروبي ويضغطون من أجل استفتاء ثان على البريكست بالإضافة لمجموعة من المشرعين من دوائر صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016. وكانت سياسته حتى الأن رفع يده عن القضية بترك النواب المحافظين يتحملون مسؤولية البريكست.
ويخشى كثير من المشرعين داخل حزبه من السقوط في مصيدة ينصبها حزب المحافظين بمساعدة ماي على تمرير اتفاقها بالموافقة على خطة مع الاتحاد الأوروبي تبقي بريطانيا على صلات وثيقة بالتكتل بعد البريكست، فقط ليأتي رئيس وزراء محافظ في المستقبل يلغيها.
وهذا قد يكون ممكنا لأن اتفاق ماي يتضمن عنصرين—اتفاقية إنسحاب ملزمة قانونيا حول قضايا الانفصال مثل تسوية مالية ستدفعها بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وإعلان سياسي يوضح العلاقات المستقبلية. والإعلان السياسي غير ملزم قانونيا.
وإذا وافق كوربن على التعاون، فمن المرجح ان يضغط على الأقل لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الجمركي للتكتل الأوروبي بعد البريكست وإتباع الكثير من قواعد السوق الموحدة.
وإذا وافقت ماي على ذلك، فمن المتوقع ان تزيد المعارضة بين مشرعيها على الاتفاق. بالنسبة لهم، البقاء داخل اتحاد جمركي يعني إتباع رسوم الاتحاد الأوروبي ومنع بريطانيا من توقيع اتفاقيات تجارية مع دول خارج التكتل، مثل الولايات المتحدة.