Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

إنتكاسة لمبادرة كوفاكس بعد قيود أكبر مُصدر للقاحات في العالم

By مارس 26, 2021 439

تلحق قومية اللقاحات المتزايدة في منتجين كبار مثل الهند الضرر الأشد بالدول الأكثر احتياجاً في العالم بتركها تنتظر ملايين الجرعات التي جرى التعهد بها بموجب مبادرة تطعيم تدعمها منظمة الصحة العالمية.

وتؤدي خطط إبقاء إمدادات أكبر من اللقاحات للاستخدام المحلي إلى تفاقم ما وصفه رئيس منظمة الصحة العالمية بفجوة معروض "مخيفة" بين الدول الغنية والفقيرة، ما يوجه ضربة جدية لفرص تحقيق تضامن عالمي في مكافحة جائحة كوفيد-19.

ويعد أكبر مُصنّع للقاحات في العالم، معهد سيروم في الهند للمصل واللقاح، مورداً رئيسياً لكوفاكس، وهو برنامج من خلاله من المفترض توزيع ملياري جرعة لقاح على الدول المتوسطة والمحدودة دخل، التي الكثير منها ليس لديه القدرة على توقيع عقود شراء من نفسها.

وتتعرض الأن هذه الخطط للتهديد من قرار الهند تقليص الشحنات حتى يمكن بقاء كميات أكبر من معروض اللقاح للاستخدام المحلي إذ تظهر موجة جديدة من الإصابات وتوسع الحكومة جهود التحصين لكل من هم في سن 45 عاما فيما فوق. ولا تسمح الرخصة الطارئة الممنوحة لمعهد سيروم في أوائل يناير له بتنفيذ طلبيات تصدير بدون موافقة حكومة نيو دلهي.

وتُركت دول نامية من كينيا إلى البرازيل—التي فيها الوفيات تخطت عتبة ال300 ألف هذا الأسبوع—تنتظر جرعات بعد أن تسلمت قدراً ضئيلاً فقط من الكميات التي وُعدت بها، بحسب بيانات من جافي، تحالف اللقاحات الذي يتبع الامم المتحدة، أحد الشركاء في برنامج كوفاكس للصحة العالمية. وتظهر بيانات جافي أن العجز معظمه يخص لقاح أسترازينيكا، الذي يصنعه معهد سيروم، وليس لقاحات أخرى طلبها كوفاكس، مثل فايزر-بيونتيك.

وبحسب البيانات، تسلمت دول أغلب المخصصات المبدئية لكوفاكس من لقاح فايزر-بيونتيك—إلا أن دول نامية كثيرة لا يمكنها التعامل مع اللقاحات التي تستند تقنيتها إلى الحمض النووي الريبوزي mRNA نظراً للشروط اللوجيتسية المتعلقة بدرجات التبريد الشديد.

ويضاهي قرار الهند تفكير الاتحاد الأوروبي في قيود مثيرة للجدل كردة فعل على انتقادات لحملته من التطعيم التي تتسم بالفوضى والبطء. وصدّرت كل من الهند والاتحاد الاوروبي جرعات أكثر مما قدمته في الداخل، والأن يتعرضان لضغوط داخلية إذ تقفز الإصابات من جديد—لكن تعهد الاتحاد الأوروبي بأن قواعده الجديدة لن تؤثر على شحنات كوفاكس.

وقالت فيونا راسل، رئيسة مجموعة الصحة لمنطقة أسيا والمحيط الهاديء في معهد موردوخ لأبحاث الأطفال، أن الأمل بعدل وتضامن في توزيع للقاحات يتلاشى.

"رأينا هذا بالفعل بسبب إكتناز أوروبا والأن الهند والولايات المتحدة، بالتالي الإمدادات لبقية العالم لا تذهب إلى أي مكان. هذه قضية ضخمة" .

دبلوماسية اللقاحات

وفي الأشهر الأخيرة، حاولت الهند تجميل صورتها الدولية من خلال دبلوماسية اللقاحات، منافسة الصين على التأثير السياسي عبر دول العالم النامي. وروج وزير الخارجية الهند سوبرامانيام جيشانكار للصداقة والتضامن من خلال لقاحات "صُنعت في الهند" التي تصل إلى دول من بوليفيا إلى جنوب السودان إلى جزر سليمان.

لكن بعد أن شحنت الدولة أو تبرعت بأكثر من 60 مليون جرعة لقاح لكوفيد، تباطئت صادرات الهند إلى قدر ضئيل. ورجع هذا التحول إلى  انتقادات متزايدة لسرعة حملتها من التطعيم وزيادة بخمسة أضعاف في إصابات الفيروس الجديدة على مدى الشهر الماضي، وفقاً لمسؤولين حكوميين مطلعين على الأمر الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

وتتجلى قومية اللقاحات في أقوى اقتصادات العالم وتطرأ دلائل على أن دبلوماسية اللقاحات تستخدم لتحقيق أهداف حكومية. وقد تعاقدت الولايات المتحدة على جرعات تكفي لتحصين كل مواطن أمريكي بالغ مرتين، ولازال تضيف لمخزونها.

وبينما لا توجد قيود على تصدير جرعات صنعت في الولايات المتحدة، إلا أن الشركات يُشترط عليها الوفاء بالإلتزامات التعاقدية أولاً، حسبما قال مسؤولون بإدارة بايدن.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت الولايات المتحدة أنها تخطط لإرسال 4 ملايين جرعة لقاح أسترازينيكا إلى المكسيك وكندا، ربما أول صادرات لها.

وطُرح الاتفاق، الذي سيرسل 2.5 مليون جرعة للمكسيك، في نفس الوقت الذي وافقت فيه الحكومة المكسيكية على التضييق على تدفق مهاجرين شمالاً عبر البلاد ومنها إلى الولايات المتحدة، التي فيها لازال تحتدم أزمة إنسانية على الحدود.

عدم كفاية اللقاحات

ومنذ أن أصبحت غانا أول دولة تتسلم جرعات يوردها برنامج كوفاكس الشهر الماضي بواقع 600 ألف جرعة، وزع البرنامج أكثر من 32 مليون جرعة على 60 دولة، لكن قال مسؤولون أن القيود على الإمدادات تعوق البرنامج.

وتركت مشاكل كوفاكس الدول النامية، البعض منها يعتمد بشكل كامل على المبادرة للحصول على لقاحات، في تخبط واضطرها للسعي نحو تدبير لقاحات بالاعتمادعلى نفسها.

وكانت باكستان الدولة الجارة للهند تنتظر 45 مليون جرعة من خلال كوفاكس. والأن تأجلت الشحنة الأولى، المقرر لها مارس، لأجل غير مسمى، حسبما قال وزير التخطيط للدولة يوم الخميس.

ويأتي هذا العجز رغم واقع أن المعروض العالمي وافر نسبياً. فقد يرتفع الإنتاج من 13 شركة تصنيع لقاحات إلى 12 مليار جرعة بنهاية العام، بحسب دراسة لمركز ابتكار الصحة العالمية التابع لجامعة ديوك. وهذا سيكون كافياً لتحصين 70% من العالم إذا وُزع بشكل عادل—وهو هدف تكافح منظمة الصحة العالمية الأن لتحقيقه.

وقالت أندريا تيلور، التي تقود بحوث كوفيد-19 في معهد الصحة العالمية في جامعة ديوك، "لا يمكننا السماح بأن ينتظر جزء كبير من العالم لستة أشهر أو عام أو أكثر لتطعيمه".

"هذا يعطي الفيروس فرصاً أكثر أن يتحور بطرق قد تطيل أمد الجائحة للجميع".

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.