جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
هوت الليرة إلى مستوى قياسي جديد وإنهارت الأسهم والسندات المحلية بعدما تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمواصلة تخفيض أسعار الفائدة، مشيراً إلى تحريم الإسلام للربا كأساس لسياسته.
وهبطت العملة أكثر من 9% لتتداول عند 17.95 مقابل الدولار اليوم الاثنين بعد ملامسة حاجز 18، في طريقها نحو تسجيل تراجعات لليوم الخامس على التوالي. وخسرت نصف قيمتها على مدى الأشهر الثلاثة المنقضية، في أكبر انخفاض لأي عملة في العالم خلال تلك الفترة. كما قفز العائد على السندات المقومة بالليرة حوالي 90 نقطة أساس إلى 22.28%.
وصرح أردوغان يوم الأحد في تعليقات متلفزة من إسطنبول "ما الأمر؟ نحن نخفض أسعار الفائدة. لا تتوقعوا أي شيء أخر مني". "كمسلم، سأواصل فعل ما يتطلبه النص"، مستخدماً كلمة عربية يشار بها في اللغة التركية إلى تعاليم الإسلام.
وهذه هي المرة الثانية خلال شهر التي فيها يستحضر أردوغان الدين لتبرير الموقف الحالي للسياسة النقدية، الذي يتماشى مع مطالبه بتخفيض تكاليف الإقتراض بهدف تعزيز النمو الاقتصادي. وتابع قائلاً أن إنهيار الليرة هو نتيجة لحصار اقتصادي، لكن لن تتراجع تركيا عن سياستها الاقتصادية الجديدة.
وفقدت العملة 58% من قيمتها هذا العام مقابل الدولار، وهو إنحدار تسارعت وتيرته الشهر الماضي بعدما رفع أردوغان النقاب عن نموذج اقتصادي يعتمد على تكاليف إقتراض أقل وعملة أرخص.
كتب محللون في بنك دانسك في تقرير نشر اليوم الاثنين "انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية وتدهور أساسيات الاقتصاد وتقيد الأوضاع المالية العالمية سيقود الليرة لمزيد من التراجعات".
وفي علامة على أن أزمة العملة بدأت تنتقل إلى أسواق أخرى، واصلت الأسهم التركية تراجعاتها اليوم الاثنين. فهبط مؤشر بورصة إسطنبول 100، الذي كان صعد خلال موجة بيع العملة مع سعي المحليين لحماية أموالهم، بنسبة 8.2%، مما تسبب في توقف التداول تلقائياً مرتين. وكان خسر المؤشر 9.1% يوم الجمعة.
وفي نظر الرئيس، يمكن أن تحرر تركيا نفسها من الإعتماد على تدفقات رؤوس الاموال الأجنبية بالتخلي عن سياسات أعطت أولوية لارتفاع أسعار الفائدة والتدفقات القوية. ويدخل في صميم أفكاره إعتقاد بأن تخفيض أسعار الفائدة سيكبح أيضا نمو أسعار المستهلكين—الذي يتناقض مع إجماع الأراء بين مسؤولي البنوك المركزية حول العالم.
ووضع هذه الفكرة قيد الاختبار منذ سبتمبر عندما بدأ البنك المركزي سلسلة تخفيضات لأسعار الفائدة رغم قفزة في أسعار المستهلكين، كان أخرها يوم الخميس تخفيض 100 نقطة أساس أخرى الذي ترك سعر الفائدة عند 14%. وفي النهاية موقف السياسة النقدية الذي تلى ذلك جعل الليرة غير مستقرة، مع إنزلاق العملة إلى مستويات قياسية جديدة كل يوم تقريباً.
وأشعل إنهيار العملة أسعار المستهلكين بين عشية وضحاها تقريبا، مما أسفر عن تضخم متفش جداً إلى حد أن موظفي المحال التجارية بالكاد يسايرون تقلبات العملة بتغيير ملصقات الأسعار. فيما بدأ الأتراك من أبناء الطبقة العاملة وأرباب المعاشات تشكيل طوابير طويلة أمام أكشاك المحليات للحصول على خبز مدعوم في الأسابيع الأخيرة بينما بدأت كبرى اتحادات الشركات في الدولة تهاجم بشكل علني الحكومة على زعزعة استقرار الاقتصاد.
بدوره، قال أردوغان "بالطبع، نعلم تأثير زيادات الاسعار على الحياة اليومية للمواطنين. وندرك بالطبع عدم الاستقرار الناتج عن تقلبات الليرة وتأثيره على الأسعار". "لكن سنقاوم. وأعلن من هنا: لا رجوع".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.