جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تحرز القوات الروسية تقدمًا مطردًا في شرق أوكرانيا بفضل قوة المدفعية وسلاح الجو الأكثر تركيزًا، وتسيطر الآن على كامل منطقة لوهانسك تقريبًا وتهدد بتطويق الآلاف من القوات الأوكرانية الأكثر تمرسًا.
وهذا يثير مخاوف من أن روسيا ربما في طريقها نحو تحقيق نجاح أكبر، ويؤدي إلى دعوات مذعورة بشكل متزايد من كييف للحصول على أسلحة هجومية أكثر قوة.
ويعني استيلاء روسيا على سلسلة من البلدات من بينها بوباسنا أن قواتها تسيطر على 95٪ من منطقة لوهانسك التي تشكل النصف الشمالي من إقليم دونباس. وقالت القيادة العسكرية الأوكرانية اليوم الجمعة إن القوات الروسية تتقدم من بوباسنا باتجاه بلدة باخموت، التي تبعد 32 كيلومترا (20 ميلا) غربا، في محاولة لعزل القوات الأوكرانية في جيب تسيطر عليه الحكومة حول سيفيرودونتسك.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في مقابلة مع بلومبرج المكاسب الروسية بأنها "تقدم بطيء، لكن للأسف ملموس". كما أيد المطالب الأوكرانية بتزويدها بأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة طويلة المدى MLRS.
ويبدو أن المكاسب الروسية الأخيرة ترجع على الأقل جزئيًا إلى النجاح الأوكراني في باديء الأمر. فمن خلال مقاومة فعالة أجبرت القادة العسكريين الروس إلى الانسحاب من أكبر مدينتين في البلاد - كييف وخاركيف - دفعتهم أوكرانيا أيضًا إلى التخلي عن خطة معركة طموحة للغاية تركت قواتهم متفرقة وبعيدة جدًا عن خطوط لوجيستية حيوية .
وصف المتحدث العسكري الأوكراني، أولكسندر موتوزيانيك، التغيير في النهج الروسي تجاه الحرب بأنه "هائل" في إفادة صحفية هذا الأسبوع. فيجازف القادة العسكريون الروس الآن بدرجة أقل ويضمنون غطاء جوي أفضل أثناء إتباعهم تكتيكات الأرض المحروقة. ويستلزم ذلك بشكل متزايد تسوية الدفاعات الأوكرانية بالأرض من خلال قصف مدفعي موسع قبل محاولة تأمين الأراضي.
ويأتي الشعور بأن دفة الحرب ربما تتحول لصالح الأهداف المُصغرة المحتملة للرئيس فلاديمير بوتين بينما يدعو البعض، بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، أوكرانيا للنظر في التخلي عن أراضي من أجل وقف إطلاق النار.
ومع ذلك، أدت كيفية تفسير التقدم الروسي إلى انقسام حاد بين المحللين العسكريين، حيث حذر العديد من استخلاص استنتاجات من التحركات في جزء صغير نسبيًا من ساحة القتال التي شهدت في وقت سابق من هذا الشهر تكبد روسيا خسائر كبيرة في محاولة فاشلة لعبور نهر سيفرسكي دونيتس.
ومثلما أدت إنتكاسات روسية سابقة إلى إجماع مفرط في التفاؤل بشأن قدرة أوكرانيا على كسب الحرب، فإن المكاسب الطفيفة نسبيًا تثير الآن نوع التشاؤم الذي انعكس في تعليقات كيسنجر، مثلما كتب لورانس فريدمان، الأستاذ الفخري لدراسات الحرب في كينجز كوليدج لندن، في منشور على مدونة اليوم الجمعة.
وكتب فريدمان "يشير هذا إلى الخطر الدائم الذي يواجه أولئك الذين يحللون مسار هذه الحرب من إستباق الأحداث على الأرض بقدر كبير". "وأفضل تقييم للاستراتيجية الروسية الآن هو أنها تسعى إلى أخذ كل ما في إمكانها ثم تتحدى أوكرانيا أن تحاول استعادته مرة أخرى".
وحتى الآن لم يبتلع القادة الأوكرانيون هذا الطُعم، إما لأنهم يعززون احتياطيات وينتظرون الأسلحة المطلوبة من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لجعل هجوم مضاد ناجح ممكنًا، أو لأنهم يعانون هم أنفسهم من خسائر فادحة ولا يمكنهم ذلك.
وعلى المدى الأبعد، يشير وصول أسلحة أكثر قوة ومتطوعين أوكرانيين جدد، إلى جانب الاستنزاف المستمر للقوات والمعدات الروسية، إلى أن الوتيرة البطيئة للتحرك في ساحة المعركة تخدم أوكرانيا، وفقًا لتحديث أسبوعي من روتشان للاستشارات، وهي مجموعة مقرها وارسو تتابع الحرب عن كثب.
وقال روتشان في التقرير "الوقت يعمل لصالح أوكرانيا". "ما لم تجر روسيا تعبئة (عامة أو جزئية)، فإن قواتها المسلحة لن تتعثر فقط خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكن تدفق الأسلحة الغربية والأفراد الأوكرانيين سيسمح لكييف بالبدء في دفع الوحدات الروسية للخلف على طول جبهة أوسع بكثير".
وفي موسكو، قال سكرتير مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف هذا الأسبوع إن روسيا ليس لديها مواعيد نهائية للوفاء بها في تنفيذ "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
لكن هناك مخاطر على إدارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حتى من الإنتصار المحدود الذي يمثله استيلاء روسيا على جيب سيفيرودونتسك لبوتين، وفقًا لمايكولا بيليسكوف، المحلل العسكري في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث حكومي.
ومع وصول المدفعية الروسية الآن إلى طرق الإمداد المؤدية إلى هذا الجيب، يواجه القادة العسكريون الأوكرانيون خيارات صعبة: إستقدام تعزيزات تحت القصف، أو الانسحاب تحت القصف، أو شن دفاع على غرار ماريوبول بعد التطويق، على أمل أن يأتي هجوم مضاد وإنفراجة في الوقت المناسب.
وقال بيليسكوف متحدثًا عبر الهاتف من كييف "كل الخيارات محفوفة بالمخاطر عسكريا وسياسيا". "من الصعب جدا أن أشرح للأوكرانيين لماذا لا يزال لدى الروس القدرة على المضي قدما، بعد صدهم من كييف وخاركيف. لذلك حتى لو لم يكن هذا نجاحًا كبيرًا، فإن هذا النجاح المصغر سيكون له تداعيات سلبية على الحكومة ".
وألقى بيلسكوف باللوم على بطء الإدارة الأمريكية في الانتقال من إعطاء الجنود الأوكرانيين ما يحتاجون إليه للنجاة من الهجمات الروسية، إلى منحهم ما هو مطلوب للتنافس مع التفوق الكمي لروسيا في المدفعية وشن هجمات مضادة.
وبدلاً من مدافع الهاوتزر الـ 90 التي وعدت بها الولايات المتحدة حتى الآن، تحتاج أوكرانيا ما بين 400 إلى 500، بالإضافة إلى منظومات صواريخ MLRS بمدى لا يقل عن 70 إلى 80 كيلومترًا، وهي أسلحة ستسمح لها بإلحاق الضرر بالقوات الروسية وقوتها النارية، وفقًا لبيلسكوف.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.