جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
قفزت أسعار الغاز الأوروبية حيث واصلت موسكو تقييد تدفقات الغاز الحيوية إلى القارة، الذي يجبر الدول المستهلكة على مواجهة احتمال إنقطاع الغاز الروسي عن اقتصاداتها.
وارتفعت العقود الآجلة القياسية 24٪، الذي يُضاف إلى زيادة بلغت 46٪ بالفعل هذا الأسبوع. ويمتد أثر التخفيضات عبر أوروبا حيث قالت شركات من بينها Eni SpA و Engie SA و Uniper SE إنها تحصل على إمدادات أقل.
من جهتها، وصفت ألمانيا التخفيضات عبر خط أنابيب نورد ستريم بأنها "ذات دوافع سياسية" وتهدف إلى زعزعة استقرار الأسواق، متحدية بيان شركة غازبروم الروسية بأن التوقف بسبب مشاكل فنية.
وتخشى أوروبا منذ شهور من خفض روسيا للإمدادات ردا على عقوبات تستهدف موسكو لغزوها أوكرانيا. وقد توجه الأزمة الأحدث ضربة لصناعات رئيسية من شركات الكيماويات إلى شركات صناعة الصلب، وهي ضربة قاسية لمنطقة تعاني بالفعل من ارتفاع معدلات التضخم وضعف النمو.
وحثت أكبر جهة منظمة للطاقة في ألمانيا المستهلكين والصناعة على تقليص الاستهلاك للمساعدة في ملء مواقع التخزين قبل موسم التدفئة القادم. ويصبح ترشيد استهلاك الغاز احتمالاً حقيقياً.
ويأتي تحرك موسكو في الوقت الذي وصل فيه المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إلى كييف اليوم الخميس لإجراء محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في أرفع زيارة لأوكرانيا منذ الغزو الروسي في نهاية فبراير.
من جانبه، قال الكرملين اليوم الخميس إن التخفيضات "ليست متعمدة".
وتشدد روسيا قبضتها ببطء على أسواق الطاقة الأوروبية، بوقف شحنات الغاز إلى بولندا وبلغاريا وفنلندا بسبب الخلاف حول طلب الرئيس فلاديمير بوتين دفع ثمن الغاز بالروبل. والآن حتى الدول التي وجدت حيلًا للحفاظ على تدفق الغاز الروسي يتم قطع الإمدادات عنها.
وأطلقت برلين بالفعل المرحلة الأولى من خطة طوارئ من ثلاث خطوات لضمان أمن الإمدادات، وقد تضطر إلى المضي قدماً إذا تفاقمت التخفيضات. ومع ذلك، قالت الدولة إنها تستطيع في الوقت الحالي تأمين إمدادات بديلة.
وأعلنت شركة المرافق الألمانية "يونيبر" إنها تلقت كميات غاز أقل 25٪ من المتعاقد عليه مع روسيا، في حين حصلت كل من "أو.إم.في" النمساوية "وإنجي" الفرنسية على أحجام أقل. وقالت إيني الإيطالية إن غازبروم قدمت 65٪ فقط من الكمية المطلوبة اليوم الخميس.
وتم إعلان خفض الإمدادات يوم الأربعاء في أعقاب تخفيضات في اليوم السابق بعد أن أشارت غازبروم إلى مشكلات في إصلاح توربينات من تصنيع شركة سيمنز. وتترك العقوبات الغربية على روسيا معدات رئيسية لتشغيل خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" عالقة في الخارج.
ووفقًا لبيانات الحجوزات، من المتوقع أن ينخفض الإمداد عبر الرابط إلى ما يقل قليلاً عن 65 مليون متر مكعب يوميًا اليوم الخميس. وبذلك يصل إجمالي التخفيضات عبر نورد ستريم إلى حوالي 60٪.
وتفاقم الأزمة الأحدث بين روسيا وأوروبا من نقص في الإمدادات تولد بالفعل عن تعطل في الولايات المتحدة. فسوف تظل منشأة رئيسية لتصدير الغاز الطبيعي المسال في تكساس - المصدر الحيوي للإمداد لأوروبا - مغلقة لفترة أطول مما كان متوقعًا في البداية في أعقاب حريق الأسبوع الماضي.
وقالت شركة الاستشارات إنسبايرد إنيرجي في مذكرة بحثية "هذا من المحتمل أن يوفر ضغطًا صعوديًا قويًا لأسواق الغاز الطبيعي المسال العالمية، مع تعرض أوروبا على وجه الخصوص للصعود في الأسعار". وكانت منشأة فريبورت المغلقة ترسل 70٪ من شحناتها إلى أوروبا في الأشهر الأخيرة.
وتأتي الاضطرابات في الوقت الذي تؤدي فيه نوبة من الحر الشديد تجتاح أوروبا إلى زيادة الطلب على الغاز من أجل التبريد. وقد تضطر القارة الآن إلى التنافس بشكل أكثر شراسة مع المشترين الآسيويين لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي المسال الفائضة حيث يسارعون لإعادة تزويد منشآت التخزين قبل ذروة الطلب مرة أخرى في الشتاء.
وقد يؤدي التأخير في ملء المخزونات إلى شتاء قاسٍ، خاصةً إذا استمر كبح الإمدادات الروسية وقتها. من جانبه، قال ماركو ألفيرا الرئيس التنفيذي السابق لشركة سنام الإيطالية المشغلة لشبكات الغاز في مؤتمر اليوم "أسعار الغاز ستظل في الشتاء مرتفعة للغاية".
وارتفعت العقود الآجلة الهولندية للغاز لشهر أقرب استحقاق، المقياس الأوروبي، 21٪ إلى 145.50 يورو لكل ميجاواط/ ساعة بحلول الساعة 3 مساءً بتوقيت أمستردام. وربح العقد الموازي في بريطانيا 20٪. فيما زادت أسعار الكهرباء في ألمانيا للشهر القادم 27٪.
وتؤدي تخفيضات روسيا لإمدادات الغاز إلى رفع الأسعار في آسيا أيضا. وعزز الغاز الطبيعي المسال في السوق الفورية الآسيوية اليوم الخميس مكاسبه ليسجل أعلى مستوياته منذ أوائل مارس، وفقًا لتجار مطلعين على تسوية الأسعار.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.