جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تعهد فلاديمير بوتين بأن ضمه لأربع مناطق محتلة في أوكرانيا أمر لا رجوع فيه، حيث أضفى الرئيس الروسي طابعًا رسميًا على أكبر استيلاء على أراضي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية واتهم الغرب بمحاولة إخضاع بلاده.
وقال للمسؤولين في احتفال بالكرملين اليوم الجمعة قبل أن يوقع هو والقادة الذين نصبتهم موسكو وثائق الضم "سيصبحون مواطنينا إلى الأبد". وطالب أوكرانيا بوقف القتال وبدء محادثات، لكنه رفض التفاوض بشأن الأراضي التي يضمها. وقال "سنستخدم كل الوسائل المتاحة لنا للدفاع عن أراضينا".
ونددت الأمم المتحدة بالضم ووصفته بأنه غير قانوني. من جهته، أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الخطوة، وتعهد بالمضي قدما في هجومه المضاد. وقال إن الحوار "مستحيل مع هذا الرئيس الروسي".
رداً على ذلك، أضافت الولايات المتحدة مئات المسؤولين الروس، من بينهم محافظة البنك المركزي ونائب رئيس الوزراء، إلى قائمة العقوبات. وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين "لن نقف مكتوفي الأيدي بينما يحاول بوتين بطريقة احتيالية ضم أجزاء من أوكرانيا". كما خطط الاتحاد الأوروبي لفرض قيود جديدة.
ومع تكبد قواته خسائر أمام الهجوم المضاد الأوكراني، يكافح بوتين لإحياء غزوه المستمر منذ سبعة أشهر. وقد أمر بتعبئة 300 ألف جندي احتياطي لدعم جيشه المنهك، مما أدى إلى هروب روس يحاولون تجنب إرسالهم إلى الجبهة.
ولوح بوتين بالتهديد باستخدام الأسلحة النووية لحماية سيادة روسيا على الأراضي المستحوذ عليها حديثًا، مما أثار تحذيرات برد إنتقامي قاسي من الولايات المتحدة وحلفائها.
ولم يتطرق بوتين في خطابه الجمعة إلى الأسلحة النووية على وجه التحديد فيما يتعلق بالدفاع عن المناطق المضمومة. لكنه ندد بالولايات المتحدة لاستخدامها هذه الأسلحة ضد اليابان في عام 1945. وقال "الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في التاريخ التي استخدمت الأسلحة النووية".
وقبل الخطاب، وصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الحديث عن التصعيد النووي بأنه "غير مسؤول" وامتنع عن القول ما إذا كانت الهجمات على الأراضي المضمومة قد تلبي شرط استخدام الأسلحة المنصوص عليها في العقيدة العسكرية الروسية.
الاستيلاء على الأراضي
ويطالب بوتين بالأحقية في السيادة على 15٪ من مساحة أراضي أوكرانيا، مما يجعل هذه الخطوة أكبر ضم قسري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس في بيان "هذا مساوي للنمسا وبلجيكا معًا. أو الدنمارك وبلجيكا وهولندا مجتمعين. أو 30٪ من ألمانيا". "تحاول روسيا إعادة رسم خريطة أوروبا".
وذكرت وكالة تاس أن بيسكوف قال إن بوتين ليس لديه خطط لزيارة المناطق التي تم ضمها في الوقت الحالي.
وخصص الرئيس الروسي اغلب خطابه الذي استغرق 37 دقيقة لتكرار إداناته للولايات المتحدة وحلفائها بسبب محاولتهم المزعومة تحويل روسيا إلى "مستعمرة". وانتقد ما وصفه بـ "النزعة الشيطانية الخالصة" للقيم الليبرالية الغربية، وقال إن لروسيا وجهات نظرها الخاصة حول قضايا الجنس والأسرة.
وانتهى حفل التوقيع بابتسامة على وجه بوتين وهو ممسك بأيدي رؤساء المناطق الأربع الذين نصبهم الكرملين، مع إنضمامه إلى القاعة وسط هتافات "روسيا".
ويتحرك المسؤولون الروس بسرعة لمحاولة إضفاء الطابع الرسمي على سيطرتهم على المناطق المحتلة، متعهدين بإصدار جوازات سفر وتعيين أعضاء في مجلس الشيوخ يمثلون المناطق في المجلس.
وفي إشارة واضحة على تعجل التحركات الأخيرة، قال المتحدث باسم الكرملين بيسكوف إنه غير قادر على الفور على تحديد ما إذا كانت روسيا ستضم كل أراضي منطقتي خيرسون وزاباروجيا أم المناطق التي تسيطر عليها قواتها فقط. وقال إن الاتفاقيات يوم الجمعة ستغطي كامل مناطق منطقتي دونيتسك ولوهانسك، على الرغم من أن أوكرانيا لا تزال تسيطر على أجزاء منها.
وتعهد حلفاء كييف في الولايات المتحدة وأوروبا بمواصلة تقديم مساعدات مالية وعسكرية بمليارات الدولارات لدعم حملة أوكرانيا لطرد القوات الروسية. وتتقدم القوات الأوكرانية نحو بلدة ليمان اليوم الجمعة، وهو مركز نقل رئيسي في منطقة دونيتسك، حيث أشار بعض المحللين إلى أن عددًا كبيرًا من قوات موسكو معرضة لخطر التطويق في المنطقة.
وصعدت روسيا أيضًا من التهديدات لإمدادات الطاقة الأوروبية في محاولة لتقليل الدعم لأوكرانيا هناك. فحذرت شركة غازبروم الحكومية العملاقة للغاز من أنها قد تغلق آخر خط أنابيب ينقل الغاز لعملائها في أوروبا الغربية، في حين أثارت التسريبات التي تم اكتشافها في روابط نورد ستريم تحت بحر البلطيق الشكوك حول حدوث تخريب ومخاوف من هجمات ضد بنية تحتية أخرى.
وألقى بوتين باللوم على "الأنجلو ساكسونيين" في تخريب خطوط الأنابيب، دون الاستشهاد بأي دليل.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن ضربة صاروخية روسية قتلت ما لا يقل عن 25 مدنيا بالقرب من زاباروجيا في وقت مبكر من يوم الجمعة. والمدينة هي واحدة من المدن التي أدرجتها روسيا ضمن الأراضي التي ضمتها، على الرغم من أن قواتها لم تصل إليها أبدًا. وقالت أوكرانيا إن الضحايا كانوا يصطفون في قافلة للسفر باتجاه المنطقة التي تحتلها روسيا لإجلاء أقاربهم.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.