جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
لم تندلع حرب تجارية عالمية حتى الأن—لكن هذا لم يمنع السوق من الخوف بشأن إندلاع واحدة أو المحللين من التحذير بشأن التكلفة المحتملة.
وسيتوقف إلى حد كبير استمرار هذه المخاوف كقوة محركة لأسعار الأصول في الأيام المقبلة على قرارات وتغريدات وإعلانات رسمية من واشنطن وبكين، لكن يبدو من المؤكد ان هذا الغموض سيستمر لشهر أخر على الأقل.
وقد أبرمت كوريا الجنوبية اتفاقا مع الولايات المتحدة بموجبه ستخفض صادراتها من الصلب لتجنب رسوم حماية. ويواجه الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك والبرازيل واستراليا والأرجنتين مهلة تنتهي يوم الأول من مايو للتوصل إلى اتفاقيات مشابهة.
وربط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق فرض الرسوم على كندا والمكسيك بإعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا). وقال مسؤولون إن الجولة القادمة من المحادثات من المقرر ان تبدأ يوم الثامن من أبريل، لكن هذا الموعد غير مؤكد وهناك رسائل متضاربة بشأن فرص حدوث إنفراجة سريعة.
وفي نفس الأثناء، حذرت الصين من أنها قد تستهدف مجموعة متنوعة من الشركات الأمريكية إذا فرض ترامب رسوما على سلع صينية أغلبها عالية التقنية بقيمة تتراوح بين 50 مليار و60 مليار دولار، لكن الأمر الأخير ربما لن يحدث قبل أوائل يونيو.
وقسم خبراء اقتصاديون في مؤسسة أي.ان.جي هذا الصراع إلى أربعة مراحل من هجوم منفرد لترامب إلى رسوم متبادلة ثم تصعيد أمريكي، مثل ما يشمل سيارات الاتحاد الأوروبي، وأخيرا حرب تجارية شاملة.
وتشير تقديرات اي.ان.جي إن المرحلة الرابعة ستضر كل الاقتصادات وستتعرض الولايات المتحدة للضرر الأشد بفقدان نحو 2% من الناتج المحلي الاجمالي على مدى عامين بحيث يواجه المصدرون الأمريكيون رسوما مرتفعة عند كل الحدود في الوقت الذي تحتفظ فيه بقية دول العالم بترتيباتها السائدة.
فقط في السيناريو الأول، الذي فيه يفرض ترامب رسوما ولا أحد يرد، ستحقق الولايات المتحدة مكسبا اقتصاديا لكن ليس كبيرا في حدود نحو 0.3% من الناتج المحلي الاجمالي.
وقال راؤول ليرينج رئيس تحليل التجارة الدولية في اي.ان.جي إن الصراع حاليا بين السيناريو الأول والمرحلة الثانية "الرسوم المتبادلة".
وأضاف "إذا إستسلمت دول أخرى وأعطت ترامب شيئا في المقابل، وقتها نحن ننظر للسيناريو الأول". "وهذا صراع قد يخرج منه ترامب فائزا".
ويعتقد هارم باندهولز، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في يوني كريدي، إن الصراع التجاري من المرجح ان يكون المحرك الرئيسي لمعنويات السوق لأسابيع قادمة، لكن في الوقت الحالي الأمر لا يتعدى مجرد تصريحات شديدة اللهجة" مع قرارات قوية بعدها يتم تخفيفها، مثل إعفاءات رسوم المعادن.
وقال "إذا ظل الأمر هكذا فإنه لن يغير أي شيء في التوقعات الاقتصادية الكلية. الخطر هو أنه بمجرد ان تبدأ، تصبح على منحدر ولا تعلم إن كان بوسعك التوقف. هذا هو الخطر الذي تنتاب الأسواق قلقا بشأنه".
وأضاف "الناس قلقون بشأن وقوع أحداث بالخطأ. إذا أصبحت أكثر عداءا فإن فرص وقوع أخطاء أو حدوث شيء سيئ ستزداد".
الأسعار الأوروبية والوظائف الأمريكية
وبعد كل ما قيل، وحتى مع غياب كثيرين في أوروبا من أجل قضاء عطلة عيد الفصح، من المقرر نشر بيانات اقتصادية رئيسية هذا الاسبوع.
فمن المتوقع ان يظهر مسح تانكان الفصلي لبنك اليابان، المقرر نشره يوم الثلاثاء، تدهور ثقة الشركات بشكل طفيف في الاشهر الثلاثة حتى مارس مع انحسار التوقعات أيضا للفصل القادم مما يعكس مخاوف بشأن قوة الين التي تتسبب في تآكل أرباح الشركات.
وفي أوروبا، سيصدر أول تقدير للتضخم في منطقة اليورو يوم الاربعاء ومن المتوقع ان يكون ارتفع إلى 1.4% في مارس من 1.1% في فبراير مع إشارة بعض الخبراء الاقتصاديين إلى 1.5%.
وسيساهم في ذلك حلول عيد الفصح في موعد أقرب هذا العام الذي رفع أسعار عروض العطلات والسكن في مارس بالإضافة إلى برودة الطقس التي زادت أسعار الفواكه والخضروات، وزيادة سنوية أكثر حدة في تكاليف الطاقة.
وحتى إذا كان التضخم يبقى دون مستهدف البنك المركزي الأوروبي قرب 2%، يناقش مسؤولو البنك حاليا ما إذا كانوا ينهون برنامج شراء السندات في وقت لاحق هذا العام. ومن المقرر ان تستمر مشتريات السندات حتى نهاية سبتمبر.
وتختتم بيانات الوظائف الأمريكية الشهرية خارج القطاع الزراعي الاسبوع يوم الجمعة. ومن المتوقع ان يضيف الاقتصاد عدد وظائف أقل بكثير من قراءة فبراير عند 313 ألف، لكن متوسط توقعات رويترز لشهر مارس عند 203 ألف مازال قويا، ومن المرجح ان ينخفض معدل البطالة إلى 4% وهو مستوى لم يتسجل منذ 2000.
وقال بيرند فايدنشتاينر المحلل في كوميرز بنك "نتوقع تراجعات أكثر للمعدل دون ما يعتقد الاحتياطي الفيدرالي أنه المعدل الطبيعي للبطالة. بمرور الوقت، يتوقع المرء ان يفرض هذا ضغطا صعوديا على الأجور، الأمر الذي لم نراه".
وأضاف "هذا من المتوقع ان يحدث خلال هذا العام. وإلا نحتاج ان نعيد التفكير حقا في تصورنا لسوق العمل الأمريكية".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.