Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

تحذير ترامب للهند بشأن "بريكس" يُعيد خلط أوراق الصفقة التجارية

By تموز/يوليو 09, 2025 45

تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الهند بسبب مشاركتها في منتدى "بريكس" يضع نيودلهي في موقف صعب، في وقت تسابق فيه الزمن للتوصل إلى اتفاق تجاري مُرضٍ مع الولايات المتحدة.

وقال ترامب، يوم الثلاثاء، إن الهند قد تواجه رسومًا إضافية بنسبة 10% إلى جانب أعضاء آخرين في مجموعة "بريكس" — وهو التكتل الاقتصادي الذي وصفه بأنه "معادٍ لأمريكا". جاءت تصريحاته بعد يوم واحد فقط من إعلانه عن اقترابه من إتمام صفقة تجارية تأمل الهند أن تؤدي إلى إعفائها من رسوم متبادلة بنسبة 26%.

ويأتي التهديد الأحدث من ترامب بعد قمة استمرت يومين لمجموعة "بريكس" في البرازيل، أصدر خلالها القادة بيانًا مشتركًا انتقدوا فيه الرسوم الجمركية التي تُشوّه حركة التجارة. وبينما سارعت البرازيل وجنوب أفريقيا إلى التنديد علنًا بتصريحات ترامب، امتنعت الهند عن الرد، في مؤشر على حرصها الشديد على الحفاظ على علاقاتها مع واشنطن.

يقول مسؤولون في نيودلهي إنهم لا يشعرون بقلق بالغ من تهديدات ترامب الأخيرة في الوقت الحالي. ووفقًا لهؤلاء المسؤولين — الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم نظرًا لخصوصية النقاشات — فإن رؤية الرئيس الأمريكي تقوم على أن مجموعة "بريكس" تسعى لتقويض هيمنة الدولار الأمريكي، وهو أمر لا يُمثّل هدفًا للهند. وأضافوا أن الهند لا تؤيد أي تحركات لإنشاء عملة موحّدة لمجموعة "بريكس"، وأن مشاركتها في الترتيبات التجارية بالعملات المحلية تهدف فقط إلى تقليل المخاطر، وليس إلى استهداف الدولار أو النظام المالي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.

لم ترد وزارة التجارة والصناعة الهندية على طلب للتعليق أُرسل عبر البريد الإلكتروني.

وفي مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء، قال الدبلوماسي الهندي البارز بي كوماران إن رئيس الوزراء ناريندرا مودي ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا "لم يتطرقا إلى تهديدات ترامب بشأن الرسوم الجمركية" خلال زيارة الدولة التي قام بها الزعيم الهندي إلى البرازيل.

وأضاف كوماران: "لم تسنح لنا الفرصة لمناقشة هذا الأمر."

مع استعداد الهند لتولي رئاسة مجموعة "بريكس" في عام 2026، سيكون عليها أن تميز نفسها عن أعضاء مثل الصين وروسيا، اللذين يسعيان إلى تحويل التكتل إلى صوت معارض أقوى للولايات المتحدة. وتعوّل نيودلهي على قيمتها الاستراتيجية وموقفها الحيادي لكي تُعامل بشكل مختلف من قبل واشنطن.

وقال موهان كومار، السفير الهندي السابق والمفاوض الرئيسي في منظمة التجارة العالمية، والذي يُدرّس حاليًا في جامعة "أو. بي. جندال" العالمية: "ترامب غير راضٍ عن بعض أعضاء بريكس الذين يروّجون لفكرة عملة احتياطية بديلة."

وأضاف: "الهند ميّزت مرارًا بين التجارة بالعملات المحلية ومحاولات فك الارتباط بالدولار، ولذلك لا تُصنَّف ضمن ذلك التوجّه المعادي."

لطالما سعت إدارات أمريكية متعاقبة إلى تعزيز علاقاتها مع الهند باعتبارها شريكًا استراتيجيًا وثقلاً إقليميًا موازنًا أمام الصين التي تزداد نفوذًا. وفي أبريل الماضي فقط، صرّح نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس بأن مصير القرن الحادي والعشرين "سيُحدَّد بقوة الشراكة بين الولايات المتحدة والهند".

إلا أن هذه العلاقات بدأت تشهد توتراً في الآونة الأخيرة، بعد أن نسب ترامب إلى نفسه فضل التوسّط في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان في مايو. وقد ردّ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على تصريحات ترامب، رافضًا مزاعمه بأنه استخدم الورقة التجارية كورقة ضغط لتأمين الهدنة.

وما زاد من قلق نيودلهي، هو أن إدارة ترامب مدّت جسور التواصل مع إسلام آباد، بما في ذلك مع رئيس أركان الجيش الباكستاني النافذ، في أعقاب الصراع— وهو مبعث قلق في نيو دلهي.

تعوّل كل من الهند والولايات المتحدة بشكل كبير على نجاح الاتفاق التجاري المنتظر بينهما، والذي تعهّد الطرفان بإتمامه بحلول خريف هذا العام. وقال شاشي ثارور، النائب المعارض البارز والذي تولّى جهود الدبلوماسية البرلمانية الهندية منذ أزمة باكستان، إن إبرام هذا الاتفاق سيكون بمثابة دلالة واضحة على متانة العلاقة بين البلدين.

وفي مقابلة أجريت معه في لندن يوم الثلاثاء، صرّح ثارور: "العلاقة مع الولايات المتحدة تسير في اتجاه جيد. وإذا تم التوصل إلى اتفاق تجاري، فسيكون ذلك مؤشراً إيجابياً جداً جداً."

وبعد أشهر من التفاوض، قدّم المفاوضون الهنود أفضل عرض ممكن لإدارة ترامب، وهم الآن في انتظار الرد الأمريكي. ويُرجّح مراقبون أن تهديدات ترامب الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية ما هي إلا أداة ضغط تفاوضية تهدف إلى انتزاع المزيد من التنازلات من نيودلهي — لا سيما أنه سبق أن هدّد بفرض رسوم بنسبة 100% على دول "بريكس" إذا تخلّت عن الدولار في تجارتها الثنائية.

واختتم السفير السابق موهان كومار قائلاً: "علينا أن نُفرّق دائمًا بين خطاب الرئيس ترامب... وبين أفعاله الفعلية."

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.