جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تستعد بكين لإستغلال هيمنتها على الأتربة النادرة للرد في حربها التجارية المتصاعدة مع واشنطن.
وأثارت سلسلة من التقارير الإعلامية الصينية يوم الأربعاء، من بينها مقالة إفتتاحية في الصحيفة الرئيسية للحزب الشيوعي، إحتمال ان تخفض بكين صادراتها من تلك السلع التي تعد حيوية في قطاعات الدفاع والطاقة والإلكترونيات والسيارات. وتورد الصين نحو 80% من واردات الولايات المتحدة من الأتربة النادرة التي تستخدم في مجموعة من التطبيقات من الهواتف الذكية إلى السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح.
ويؤدي التهديد بإستخدام هذه المعادن الإستراتجية كسلاح إلى تصعيد التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم قبل إجتماع مرتقب بين الرئيس شي جين بينغ ودونالد ترامب في قمة مجموعة العشرين الشهر القادم. ويظهر كيف تقيم الصين خياراتها بعد ان أدرجت الولايات المتحدة هواوي تكنولوجيز على قائمة سوداء لحظر توريد المكونات الأمريكية التي تحتاجها الشركة في تصنيع هواتفها الذكية ومعدات الإتصالات.
وقال جورج بوك، المدير التنفيذي لشركة نورثرن مينيرالز، التي تنتج كربونات الأتربة النادرة من مشروع تجريبي في غرب إستراليا، "الصين، كمنتج مهيمن للأتربة النادرة، أظهرت في الماضي إنه يمكنها إستخدام الأتربة النادرة كورقة مساومة عندما يتعلق الأمر بمفاوضات متعددة الأطراف".
وذكرت صحيفة الشعب الصينية في مقالة إفتتاحية يوم الاربعاء إن الولايات المتحدة لا يجب ان تستهين بقدرة الصين على خوض الحرب التجارية. وإستخدمت الصحيفة بعض العبارات ذات الدلالة التاريخية عن مدى جدية الصين.
وشمل تعليق الصحيفة عبارة صينية نادرة تعني "لا تقل أني لم أحذرك". وإستخدمت الصحيفة تلك العبارة الخاصة في 1962 قبل ان تدخل الصين في حرب مع الهند. وسبق أيضا إستخدام تلك العبارة قبل ان نشوب صراع بين الصين وفيتنام في 1979.
وعن الأتربة النادرة بشكل خاص، قالت صحيفة الشعب إنه ليس من الصعب الرد على السؤال حول ما إذا كانت الصين ستستخدم تلك العناصر كرد إنتقامي في الحرب التجارية.
وقالت رئيس تحرير صحيفة جلوبال تايمز، الصحيفة المرتبطة بالحزب الشيوعي، في تغريدة إن الصين تدرس جديا تقييد صادرات الأتربة النادرة إلى الولايات المتحدة وربما تطبق أيضا إجراءات مضادة أخرى. وقال مسؤول لدى اللجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح لشبكة (سي.سي.تي.في) إن مواطني الدولة لن يكونوا سعداء بأن يروا المنتجات التي تصنع بأتربة نادرة مصدرة تستخدم في وقف تطور الصين.
وتبنت مقالات إفتتاحية في جلوبال تايمز وشنغهاي سيكيورتيز نفس الخط التحريري في نسخة يوم الاربعاء.
وأيد منتجو الدولة بشكل قوي في الأسابيع الأخيرة فكرة أن الأتربة النادرة يمكن إستخدامها كورقة في الحرب التجارية. وزار الرئيس شي جين بينغ مصنعا في وقت سابق من هذا الشهر، بصحبة كبير مفاوضيه التجاريين مع الولايات المتحدة مما يثير التكهنات ان تلك المواد الإستراتجية يمكن إستخدامها كسلاح في حرب الصين التجارية مع الولايات المتحدة.
وكانت الأتربة النادرة حاضرة بالفعل في النزاع التجاري. فزادت بكين الرسوم الجمركية إلى 25% من 10% على واردات من المنتج الوحيد للولايات المتحدة، بينما إستبعدت واشنطن هذه العناصر من قائمة سلع صينية بقيمة نحو 300 مليار دولار سيتم إستهدافها في موجة قادمة من الرسوم.
وليست الأتربة النادرة نادرة بشكل خاص. فالسيريوم، العنصر الأكثر إنتشارا، أكثر شيوعا في قشرة الكرة الأرضية من النحاس. ويمكن العثور على كافة العناصر الأخرى للأتربة النادرة، بجانب البروميثيوم، على نحو أوسع نطاقا من الفضة أو الذهب أو البلاتين، وفقا للمسح الجيولوجي الأمريكي. ولكن، تشح المخزونات المركزة وذات الأغراض الصناعية، ويهيمن على الإنتاج عدد قليل من الدول. وتظهر بيانات المسح الجيولوجي الأمريكي إن الصين المنتج الأكبر إلى حد بعيد ممثلة نحو 70% من الإنتاج العالمي و40% من احتياطيات العالم.
وكانت الصين حظرت صادرات تلك الأتربة النادرة إلى اليابان بعد نزاع بحري في 2010، لكن الزيادة التي تلت ذلك في الأسعار أسفرت عن مساعي مكثفة لتأمين الإمدادت من مكان أخر، الذي سيكون مصدر خطر مجددا إذا نفذت بكين تهديدها برد إنتقامي.
وقبضة الصين قوية إلى حد ان الولايات المتحدة إنضمت إلى دول أخرى في وقت سابق من هذا العقد في قضية بمنظمة التجارة العالمية لإجبار الدولة على تصدير كميات أكبر وسط نقص عالمي. وحكمت المنظمة لصالح الولايات المتحدة، بينما هبطت الأسعار في النهاية حيث تحول المصنعون إلى بدائل.
وفي ديسمبر 2017، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا للحد من إعتماد الدولة على مصادر خارجية من العناصر الحرجة، من بينها الأتربة النادرة، والهدف هو الحد من تعرض الولايات المتحدة لتعطلات في الإمدادات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.