جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تتطلع الصين إلى إقتصار نطاق مفاوضاتها مع الولايات المتحدة على الأمور التجارية فقط ووضع القضايا الشائكة الخاصة بالأمن القومي على مسار منفصل في محاولة لكسر الجمود في المحادثات مع واشنطن.
ويآمل مسؤولون صينيون ان يساعد هذا النهج الجانبين على حل بعض القضايا العاجلة ويفسح مسارا لكسر الجمود، بحسب ما علمته صحيفة "وول ستريت جورنال" من خمسة مصادر مطلعة على الخطة.
ويأتي هذا التحول مع تأجيل ترامب يوم الاربعاء فرض رسوم إضافية على بعض الواردات القادمة من الصين.
وتعثرت المحادثات بين الولايات المتحدة والصين حول التجارة منذ ان إنهارت في مايو، وزاد من تعقيدها أمور غير متعلقة بالتجارة، من بينها بيع الولايات المتحدة أسلحة إلى تايوان وإتهامات صينية بتدخل أمريكي في الإحتجاجات المستمرة في هونج كونج.
وتحضيرا لجولة جديدة من المحادثات مقرر ان تحدث في واشنطن أوائل الشهر القادم، قالت المصادر إن المفاوضين الصينيين يعدون خططا لتعزيز مشترياتهم من المنتجات الزراعية الأمريكية ومنح الشركات الأمريكية دخولا أكبر إلى السوق الصينية ودعم حماية الملكية الفكرية.
وتآمل بكين ان تتبنى هذا النهج المؤلف من مسارين قبل المحادثات المخطط لها بين فريقها التجاري، بقيادة نائب رئيس الوزراء ليو خي، والوفد الأمريكي، بقيادة الممثل التجاري روبرت لايتهايزر. وبحسب المصادر، سيواصل ليو ترأس المحادثات حول القضايا التجارية، بينما سيكون فريق منفصل مكلفا بإدارة القضايا الجيوسياسية الأخرى.
ويخطط مسؤولون تجاريون صينيون على مستوى نواب للتوجه إلى واشنطن الاسبوع القادم لتمهيد الطريق أمام الاجتماع رفيع المستوى، وفق شخص أخر على دراية بالأمر.
وفي واشنطن، قال وزير الخزانة ستيفن منوتشن يوم الخميس إنه متفائل بحذر ان الجانبين قد يحققان تقدما كبيرا.
وقال إن بواعث القلق الأكبر للولايات المتحدة تبقى حقوق الملكية الفكرية والتحويل القسري للتكنولوجيا بالإضافة لقضايا العملة. وأشار منوتشن إن الإضطرابات في هونج كونج ليست مطروحة للنقاش ضمن المحادثات التجارية، لكنه لم يتطرق إلى ما إذا كان المفاوضون سيناقشون قضية هواوي تكنولوجيز. ونفى أيضا التكهنات ان الإدارة ستقبل بإتفاق تجاري مخفف قبل الانتخابات الرئاسية في 2020.
وقال منوتشن إن الرئيس "مستعد لإبقاء هذه الرسوم قائمة....ومستعد لزيادتها إذا إحتجنا زيادتها".
وأردف منوتشن إن قيام الصين بمشتريات زراعية سيكون جزءا رئيسيا من أي اتفاق. وكرر ترامب، في تغريدة مقتضبة في الصباح، هذه التعليقات قائلا "من المتوقع ان تشتري الصين كميات كبيرة من منتجاتنا الزراعية".
ومن المرجح ان تكون محاولة بكين فصل التجارة عن مخاوف أوسع نطاقا حول التنافس الجيوسياسي أمرا صعبا ان تقنع به إدارة ترامب، التي ربطت المفاوضات التجارية بقضايا أخرى، من بينها هواوي، التي أدرجتها واشنطن على قائمة سوداء لحظر تزويدها بمكونات وبرمجيات أمريكية.
وتعتبر الولايات المتحدة الشركة الصينية تهديدا أمنيا وسط تحول عالمي نحو شبكات إتصالات الجيل الخامس. وتعد هواوي رائدة في معدات شبكات الجيل الخامس، التي يقول مسؤولون أمريكيون إنه قد يسمح لها بالتجسس لصالح الحكومة الصينية، وهي مزاعم ترفضها بكين.
وجعل الرئيس الصيني شي جين بينغ رفع القيود الأمريكية عن الشركة شرطا مسبقا للتوصل إلى اتفاق تجاري. ويآمل مسؤولون صينيون ان يلتزم الرئيس ترامب بتعهده رفع الحظر الأمريكي عن مشتريات منتجات هواوي التي لا ترتبط بالأمن القومي.
ومن المتوقع ان تختلف واشنطن وبكين حول ما يتم تصنيفه قضية تجارية وما يصنف قضية أمنية. وفي الجولات السابقة من المناقشات، سعى المسؤولون الصينيون إلى معاملة تحويل البيانات والحوسبة السحابية كقضية تتعلق بالأمن القومي، بينما ضغطت الولايات المتحدة على بكين لمعالجة هاتين القضيتين في إطار المفاوضات حول التجارة والإستثمار.
ويأتي التحول التكتيكي للصين في وقت واصل فيه الرئيس ترامب ما يصفه "ببادرة حسن النوايا" بتأجيل زيادة رسوم على واردات من الصين بقيمة حوالي 250 مليار دولار كانت من المقرر ان تدخل حيز التنفيذ يوم الأول من أكتوبر. وقال الرئيس ترامب إنه أجل الزيادة حتى 15 أكتوبر بطلب من الجانب الصيني، حتى لا يفسد الإحتفال بالذكرى السبعين على الحكم الشيوعي يوم الأول من أكتوبر.
ويعطي هذا التأجيل للمفاوضين التجاريين الصينيين فرصة محدودة لإقناع الولايات المتحدة بقبول نهجها الجديد، لكن التوقعات بإنفراجة حتى لو متواضعة في اجتماع أكتوبر تبقى منخفضة.
وقبل محادثات الشهر القادم، تتطلع بكين إلى تحسين الأجواء بجعل القيام بمشتريات أكبر من السلع الزراعية الأمريكية، التي قد تشمل لحم الخنزير والفول الصويا، يظهر صدق نواياها في تلبية مطلب ضغط بشدة من أجله ترامب طوال النزاع التجاري. وعلقت بكين المشتريات في أغسطس، لكن بدأت الشركات الصينية تسئل عن أسعار السلع الزراعية الأمريكية من جديد، بحسب ما قالته وزارة التجارة يوم الخميس.
وأوضحت بكين ان هدفها على المدى الأطول هو إقناع الولايات المتحدة بإلغاء كافة الرسوم العقابية التي بدأت تفرضها العام الماضي، والتي أضرت الصادرات الصينية وأضافت ضغوطا على الاقتصاد الصيني الأخذ في التباطؤ.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.