جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
يتجه الذهب نحو إختتام عام 2021 على نفس المنوال الذي كان عليه لأغلب العام: بالتذبذب في نطاق مستوى 1800 دولار للأونصة.
فبعد بداية حافلة بالاضطرابات لجائحة كورونا خلالها وصل الذهب إلى مستويات قياسية مرتفعة في 2020، فشل المعدن الذي يُروج له دائماً كوسيلة تحوط من ارتفاع الأسعار في الإستفادة من التضخم المشتعل هذا العام. ويبدو أن المستثمرين قد فقدوا الاهتمام، مما ترك الذهب يتحرك في نطاقات تداول ضيقة لأسابيع متواصلة، وفي نفس الأثناء تناقصت حيازات الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالمعدن.
ويهبط الذهب في المعاملات الفورية حوالي 4% هذا العام، في طريقه نحو أكبر انخفاض سنوي منذ 2015. وأفضت قوة الدولار الأمريكي وخطر قيام البنوك المركزية الرئيسية في العالم بسحب التحفيز إلى عزوف مستثمرين كثيرين الذين رأوا فرصاً أفضل في أسواق الأسهم الأخذة في الصعود. كما أيضا جذب الاهتمام دورات الصعود والهبوط المثيرة للبيتكوين—التي يُروج لها كثيراً كبديل رقمي للذهب.
وكان الذهب بدأ العام تحت ضغط، منخفضاً 10% في الربع الأول. فقد أثارت إنفراجة اللقاحات الأمال بتعاف سريع من الوباء، بينما فتح الديمقراطيون بقيادة الرئيس جو بايدن الذين ضمنوا السيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي الباب أمام برامج للبنى التحتية داعمة للنمو ومساعدات مالية جديدة.
وتعافت الأسعار في وقت لاحق بعد ظهور متحورات جديدة للفيروس وجمود سياسي في الولايات المتحدة. لكن بعدها دخل المعدن في حالة السبات.
وأحد العوامل الرئيسية وراء ذلك هو غياب اهتمام من المستثمرين الماليين، الذين تعتمد عليهم موجات صعود الذهب. فهبطت حيازات الصناديق المتداولة في البورصة حوالي 9% حتى نهاية العام، بينما أبقت صناديق التحوط التي تتداول في العقود الاجلة ببورصة كوميكس مراهناتها على المعدن محدودة.
وبينما أضرت فرص التشديد النقدي جاذبية الذهب، إلا أن الأسعار لاقت دعماً من طلب قوي من المستهلكين الأسيويين للحلّي وشراء من البنوك المركزية.
وتركت هذه العوامل المتعارضة المعدن النفيس شبه ملاصق لمستوى 1800 دولار للأونصة. ورغم أن هذا سعر مرتفع تاريخياً، غير أنه مخيب لأمال هؤلاء الذين تمتعوا بقفزة إلى مستوى قياسي في 2020.
لكن، ربما لن يصمد التوازن بين المشترين من مستويات منخفضة والبائعين لوقت طويل. ومن شأن مكاسب أكثر في الدولار أن تجعل الذهب يعاني. من جهة أخرى، قد تعطي دلائل على تضخم مستمر ومتسارع الشرارة المطلوبة لصعود مستدام للذهب.
من جانبه، قال إيفي هامبرو من مؤسسة بلاك روك في وقت سابق من هذا الشهر أن الذهب قد يصعد في 2022، مدفوعاً بمزيج من أسعار فائدة حقيقية منخفضة وأداء الدولار وطلب على أصول الملاذ الأمن. لكن، يتوقع محللون في جي بي مورجان تشيس أن يتعرض الذهب لمزيد من الضغط مع استمرار تعافي الاقتصاد العالمي، متوقعين متوسط سعر 1520 دولار للأونصة في الربع الرابع.
وفي اليوم الأخير من 2021، ارتفع الذهب 0.5% إلى 1825 دولار للأونصة في الساعة 4:50 مساءً بتوقيت القاهرة. وصعدت أيضا الفضة، بينما تراجع البلاتين والبلاديوم. فيما تراجع مؤشر الدولار.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.