جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تريد السعودية ان تقترب أسعار النفط من 80 دولار للبرميل لتمويل أجندة سياسات مزحومة للحكومة ودعم تقييم شركة النفط العملاقة "أرامكو" قبل طرح حصة منها في البورصة.
وفي محادثات مع مندوبين بأوبك ومشاركين في سوق النفط، كان المسؤولون السعودية حريصين على تجنب الإشارة إلى هدف سعري محدد. ولكن قال أشخاص تحدثوا معهم إن الاستنتاج الذي لا مفر منه من المناقشات هو ان الرياض تستهدف 80 دولار.
وتتماشى المناقشات الخاصة، التي نقلتها عدة مصادر اجتمعت مع السعوديين على مدى الشهر الماضي وطلبت عدم نشر اسمائها لحماية علاقتهم بالمملكة، مع النبرة المتفائلة المعلنة من جانب مسؤولين سعوديين.
وعزز النفط مكاسبه. وارتفع خام برنت القياسي 2.3% إلى 70.21 دولار للبرميل.
وخلال مقابلة مع مجلة التايم الاسبوع الماضي، قدم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أول بيان عام يربط توقعه بارتفاع أسعار النفط بتوقيت الطرح العام الأولي لأرامكو السعودية.
وأبلغ المجلة "نعتقد ان أسعار النفط سترتفع هذا العام وسترتفع أكثر أيضا في 2019، وبالتالي نحاول اختيار الوقت المناسب" في إشارة إلى الطرح العام الأولي. وتستهدف الرياض الأن إجراء الطرح في العام القادم بعد ان كانت تستهدف في البداية النصف الثاني لعام 2018 من أجل هذا الإدراج.
وبدا وزير النفط السعودي خالد الفالح متفائلا أيضا بشكل متزايد في تصريحاته العلنية في مؤشر على ان أوبك من المتوقع ان تواصل تقليص الفجوة بين المعروض والطلب في سوق النفط على الرغم من ان المنظمة تقترب من تحقيق هدفها وهو خفض مخزونات الخام في البلدان الصناعية إلى متوسطها في خمس سنوات.
وفي مقابلة الشهر الماضي، قال إن سعر اليوم قرب 70 دولار للبرميل لم يكن كافيا لتحفيز الاستثمار في القطاع إذ الاستثمار يبقى أقل بكثير من مستوياته قبل إنهيار الاسعار في 2014.
وترجع رغبة الرياض في ارتفاع الاسعار إلى ضرورات ملحة في الداخل. فرغم ان عجز الميزانية في السعودية انخفض بحدة مع تعافي النفط إلا ان الأمير محمد كشف عن برنامج إصلاح اقتصادي واجتماعي طموح وباهظ. ويحتاج أيضا ان يمول التدخل العسكري المستمر للمملكة في اليمن.
وبينما لا يوجد مؤشر على ان السعوديين مستعدون لتعميق تخفيضاتهم الإنتاجية للنفط بهدف بلوغ السعر 80 دولار، إلا انه على أقل تقدير تشير طموحاتهم انهم سيواصلون الإجراءات الحالية حتى يصبح هدفهم السعري أقرب. وتعول الرياض على تراجع إنتاج فنزويلا من النفط واحتمال فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران ونمو مستمر في الطلب لإمتصاص إنتاج النفط الصخري الأمريكي.
وقالت المصادر إن الاستراتجية السعودية، التي لا تشترك فيها بشكل شامل منظمة أوبك، تحمل خطرا إذ أنها قد تعزز الإنتاج الأمريكي الذي وصل بالفعل لمستوى قياسي 10 مليون برميل يوميا.
فقد ساهمت أسعار النفط الحالية دون 70 دولار في زيادة أعمال التنقيب في مناطق غنية بالنفط الصخري مثل بيرميان وباكين وغيرها. وارتفع عدد منصات الحفر النفطية العاملة في الولايات المتحدة الاسبوع الماضي إلى 808 منصة بارتفاع نحو 20% عن العام السابق ومسجلة أعلى مستوى منذ 2015.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.