جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
أظهر الاقتصاد التركي علامات على تصحيح أوضاعه بعد أشهر من النمو المحموم مما قاد الليرة لأقوى مستوى منذ منتصف أغسطس.
وإنكمش مؤشر قطاع التصنيع في سبتمبر بأسرع وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية قبل عشر سنوات، بينما صدرت الشركات التركية سلعا أكثر من أي وقت مضى خلال الشهر. وخالفت الليرة انخفاضا في أغلب عملات الأسواق الناشئة لترتفع متجاوزة حاجز نفسي مهم مقابل الدولار حيث ساد التفاؤل حول إحتمال حدوث إنفراجة في العلاقات بين تركيا وحلفائها الغربيين.
وقال دنيتز جيجيك الخبير الاقتصادي لدى بنك كيو.ان.بي "وتيرة إعادة التوازن تسارعت بشكل مطرد الذي يشير ان النشاط الاقتصادي تباطأ سريعا جدا خلال الربع الثالث".وأضاف "نتوقع المزيد من التباطؤ في النمو وإعادة التوازن" في التجارة "خلال الفترة القادمة".
وبفضل هبوط واردات السلع الإستهلاكية التي أصبحت أغلى ثمنا نتيجة انخفاض الليرة، إنكمش العجز التجاري للدولة 77 بالمئة عن العام السابق. وهذا يعطي ارتياحا للمستثمرين الذين صاروا قلقين بشأن حجم عجز ميزان المعاملات الجارية للدولة الذي إتسع بسبب سعي الرئيس رجب طيب أردوجان نحو النمو بأي ثمن.
وبما ان الاقتصاد عرضة الأن لتباطؤ حاد، تعالج تركيا بعض من الاختلالات في التجارة الخارجية التي أسقطتها في أزمة عملة. وفقدت الليرة أكثر من ثلث قيمتها هذا العام حيث ظلت السياسة النقدية والمالية بالغة التيسير مما ترك أصول الدولة مهددة أمام الدولار القوي.
وبعد تحرك من البنك المركزي برفع أسعار الفائدة بحدة الشهر الماضي في مخاولة لدعم العملة، يترقب المستثمرون الأن نهاية خلاف دبلوماسي مع الولايات المتحدة ليروا إن كانت الضغوط ستنحسر أكثر.
صعود العملة
ربحت الليرة 2.5 بالمئة إلى 5.9088 مقابل الدولار يوم الاثنين. وقال بيوتر ماتيز، خبير العملة في رابوبنك، إنه على الرغم من العملة تختبر مستوى ال6 على مدى الجلسات القليلة الماضية، إلا ان "العنصر المفقود" لحدوث إختراق حاسم لهذا المستوى هو تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا. وأضاف إن الهدف القادم هو أدنى مستوى تسجل يوم 16 أغسطس للدولار/ليرة عند 5.6968 ليرة.
وإجتمع أردوجان مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل الأسبوع الماضي في علامة على إنه يحاول تحسين العلاقات المضطربة مع الاتحاد الأوروبي. ويآمل أيضا بعض المستثمرين بأن يتم الإفراج عن قس أمريكي محتجز في جلسة محاكمة يوم 12 أكتوبر لإنهاء أزمة دبلوماسية شهدت فرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا حليفتها بالناتو.
وبدأت موجة البيع الأخيرة للعملة مع إعلان الولايات المتحدة عقوبات في منتصف أغسطس مما ترك المستثمرين يكافحون للتكيف مع التقلبات وأسفر عن انخفاض المبيعات في الخارج. ووفقا لمحمد كومورجوغلو، الخبير الاقتصادي لدى اي.اس انفيستمنت في إسطنبول، يشير التحول في البيانات التجارية للشهر الماضي إن الصادرات ستبقى قوية في الفترة القادمة بينما الواردات ستواصل انخفاضها بسبب ضعف الطلب الداخلي.
التصنيع والتجارة
وهوى مؤشر الدولة لمديري الشراء عن شهر سبتمبر إلى 42.7 نقطة من 46.4 نقطة في أغسطس وهي أقل قراءة منذ مارس 2009. وارتفعت الصادرات 22.6 بالمئة في سبتمبر مقارنة بنفس الشهر قبل عام بينما هبطت الواردات 18.1 بالمئة لينخفض العجز التجاري للدولة إلى 1.9 مليار دولار من 8.2 مليار دولار.
وبعد نشر البيانات، قال هنريك جولبرج، الخبير الاقتصادي في نومورا بلندن، إن تركيا تشهد "توقفا مفاجئا وتصحيحا حادا لحساباتها الخارجية، وهو شيء بمفرده إيجابي لليرة وربما يفسر بعض من التفوق في الليرة هذا الصباح".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.