جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
ربما تستنفد تركيا احتياطياتها من النقد الأجنبي في موعد أقربه يوليو إذا إستمر تصاعد الضغط على عملتها الليرة، بحسب تقديرات محللين في شركة تي.دي سيكيورتيز، في حين قال عدد من المحللين أن صافي الاحتياطي باستثناء مبادلات العملة قصيرة الآجل ربما يكون فعلياً بالسالب.
وقال البنك المركزي الاسبوع الماضي أن "صافي" احتياطياته الدولية انخفض إلى 25.9 مليار دولار من أكثر من 40 مليار دولار في بداية العام.
ولكن سلط عدد من الخبراء الاقتصاديين الضوء على أن مبادلات العملة البالغ حجمها 25 مليار دولار التي أجراها البنك المركزي في محاولة منه لتخفيف الضغط تعني أن الاحتياطي الأن قرب الصفر.
وقال كريستيان ماجيو، رئيس إستراتجية الأسواق الناشئة في تي.دي سيكيورتيز، "خلاصة القول، البنك المركزي ربما كان لديه صافي احتياطي متبق 1.4 مليار دولار فقط حتى 22 أبريل"، وذلك بطرح حجم المبادلات من رقم الاحتياطي الرسمي.
"لكن المبادلات زادت 1.8 مليار دولار إضافية إلى 25.6 مليار دولار بين 22 و24 أبريل مما يشير أن البنك المركزي التركي إستنفد بالفعل صافي الاحتياطي في بداية هذا الأسبوع".
ولم يرد على الفور البنك المركزي على طلب للتعليق.
وأرسلت شركة "أوياك" سيكيورتيز التركية رسالة بحثية إلى العملاء يوم الاثنين تقول فيها أنه من المرجح أن يكون صافي احتياطي البلاد باستثناء المبادلات عند "مستوى سالب".
وهبطت الليرة 14% حتى الأن هذا العام و40% في العامين الماضيين، حيث أن مزيجاً من تباطؤ النمو وعدم اليقين الجيوسياسي فاقم قلق المستثمرين حيال دورة تيسير نقدي جامحة يقوم بها البنك المركزي للدولة.
وتضائلت إلى حد كبير احتياطيات البنك المركزي بسبب تدخلات بنوك الدولة في السوق لتحقيق الاستقرار لليرة والتي بدأت قبل أكثر من عام، لكن تكثفت هذه التدخلات إلى ما يربو على 20 مليار دولار في الأشهر الأخيرة.
وأشارت تقديرات معهد التمويل الدولي في وقت سابق من هذا الشهر أن تركيا، التي اقتصادها يحتل الترتيب ال17 عالمياً، شهدت أكبر خسارة لاحتياطي نقد أجنبي لأي سوق ناشئة رئيسية بالنسبة المئوية منذ نهاية فبراير.
وأقر مؤخراً مراد أويصال محافظ البنك المركزي بانخفاض الاحتياطي لكن شدد على أن خطوات يجب إتخاذها لزيادته "اعتماداً على التطورات الدولية واتجاه تدفقات رؤوس الأموال".
وقال ماجيو أن أنقرة قد تستغل ودائع البنوك التجارية وتبيع الذهب لتغطية نفسها في المدى القصيرـ لكن حذر من أن هذا لن يكون مجدياً لفترة طويلة إذا تواصلت متاعب الليرة.
وينفق البنك المركزي حالياً حوالي 440 مليون دولار يومياً. وبهذا المعدل سيكون إستنزف بالكامل إجمالي احتياطي النقد الأجنبي باستثناء الذهب بحلول أوائل يوليو، ويكون إستخدم كل الذهب المتاح بحلول الاسبوع الثالث من سبتمبر، بحسب تقديرات ماجيو.
ولكن أشار ماجيو أن التدخلات في سوق العملة أخذة في التزايد على ما يبدو مما يعني أن إنفاق البنك المركزي قد يرتفع إلى 666 مليون دولار يومياً بنهاية مايو وربما حتى أكثر من ذلك لفترة أبعد.
وقال ماجيو "وبهذه الوتيرة المتسارعة، سيستنزف البنك المركزي التركي احتياطيات النقد الأجنبي باستثناء الذهب بحلول منتصف يونيو والاحتياطيات الإجمالية بما يشمل الذهب بحلول الاسبوع الثالث من يوليو".
وهذا قد يجبر البنك المركزي، الذي يخفض بوتيرة سريعة أسعار الفائدة على مدى الأشهر الاثنى عشر الماضية على زيادتها مجدداً.
وإذا فشل ذلك فربما يفرض قيوداً صارمة على حركة رؤوس الأموال أو حتى يطلب مساعدة من صندوق النقد الدولي، وهو شيء رفضه بقوة الرئيس التركي طيب أردوجان في الماضي.
وقال ماجيو "قبل الوصول إلى نقطة اللا عودة (من حيث الاحتياطي) نعتقد ان البنك المركزي سيتعين عليه التحرك: 1: بتشديد كبير للسياسة النقدية، 2: تقديم قيود صارمة على حركة رؤوس الأموال".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.