جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
يفتح قرار الصين ترك اليوان يضعف إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من عشر سنوات جبهة جديدة للبنوك المركزية في العالم ألا وهي حرب عملات.
ويتوقف ما إذا كان هذا سيحدث على ما ستفعله الصين ودونالد ترامب بعد ذلك. وفي حال سمحت بكين لليوان ان يواصل هبوطه متخطيا بشكل أكبر مستوى 7 يوان للدولار، فإن هذا سيكون إشارة واضحة إنها تخلت عن محاولة إسترضاء الرئيس الأمريكي. ويتفاخر ترامب بأنه يثقل كاهل الصين برسوم حتى يكون هناك اتفاق، وإنه لازال قد يزيد تلك الرسوم.
وتراجعت عوائد السندات الأمريكية إلى أدنى مستوى جديد في ثلاث سنوات وتوقعت الأسواق وتيرة أسرع من تخفيضات أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي بعد خطوة الصين يوم الاثنين. ويؤرق أيضا ضعف اليوان وأثره على عملات أسواق ناشئة أخرى كلا من بنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي، اللذين اقتصادهما لا يحتاجان لقوة في الين أو اليورو.
وقال إيسوار براساد، الرئيس السابق لقسم الصين في صندوق النقد الدولي ومؤلف كتاب (العملة الرابحة: صعود اليوان)، "الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تمهد الأن لحرب عملات قد تطال في النهاية كثيرا من البنوك المركزية الرئيسية حول العالم".
ووقعت بنوك مركزية لاقتصادات ناشئة في مرمى نيران هذا الصراع التجاري حيث هبطت العملات عبر أسيا وسجل الون الكوري الجنوبي أدنى مستوى في ثلاث سنوات. وهذا يعقد الخطط لدى الاقتصادات الصغيرة بدعم النمو من خلال تخفيض أسعار الفائدة.
وقال هوي فينغ، كبير الباحثين لدى معهد جريفيث أسيا والمؤلف المشترك لكتاب (صعود البنك المركزي الصيني)، "انخفاض اليوان لأكثر 7 مقابل الدولار يمثل المجهول للسوق والبنوك المركزية على مستوى العالم". وتابع "سيكون من المهم للبنك المركزي الصيني ان يبعث بإشارة واضحة وذات مصداقية وقوية للمستوى الفاصل(الذي سيسمح بانخفاض العملة إليه) من أجل تهدئة السوق".
وبينما تعهد المركزي الصيني بإبقاء العملة مستقرة ويقول خبراء اقتصاديون إن انخفاض اليوان لأكثر من 7 أمر حتمي في ضوء الضغوط على الاقتصاد الصيني، فإن التوقعات تبقى ضعيفة.
وإقترح ترامب الاسبوع الماضي فرض رسوم إضافية 10% على واردات صينية إضافية بقيمة 300 مليار دولار بدءا من يوم الأول من سبتمبر، ليصعد فجأة الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم بعد وقت قصير من إستئناف الجانبين المحادثات. وإنتقد مرارا تعامل الصين مع عملتها، لكن إمتنعت وزارته للخزانة عن تصنيفها كمتلاعب بالعملة.
وقال لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض يوم الجمعة إن الإدارة لم تتدخل في سوق العملة. ولكن قبل أسبوع، قال ترامب إنه لا يستبعد إتخاذ خطوات حيال الدولار.
وأجبر بالفعل تباطؤ النمو وتصاعد التوترات التجارية بنوك مركزية كثيرة على خفض أسعار الفائدة هذا العام، على الرغم من ان كثيرين يشككون فيما إذا كانت سياسة أكثر تيسيرا ستكون فعالة في مكافحة تأثير الحرب التجارية على ثقة الشركات وخطط التوسع الاقتصادي. وخفض "الفيدرالي" الاسبوع الماضي أسعار الفائدة لاول مرة منذ عشر سنوات وخفض أخرون أيضا، من بينهم الهند وتركيا واستراليا، أسعار الفائدة. ومن المرجح أيضا ان يطلق البنك المركزي الأوروبي تحفيزا جديدا.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.