جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
يتلقى سوق النفط العالمي ضربة في الصميم بتفشي وباء الفيروس التاجي (كورونا) في الصين.
فبينما تعتمد هذه الصناعة على نمو قوي في الطلب للتغلب على وفرة في المعروض، يُنظر للصين، بؤرة تفشي المرض، كمحرك لهذا الاستهلاك. وفي العام الماضي، كان العملاق الآسيوي مسؤولاً عن ثلثي إجمالي الطلب الجديد على النفط على مستوى العالم حيث استورد نفطاً خاماً أكثر من أي دولة أخرى على الإطلاق.
وأصبح هذا الآن مهدد لأن الحكومة أغلقت مدناً وأوقفت شبكات النقل في محاولة لاحتواء الفيروس الذي أصاب بالفعل الآلاف، في حين تتزايد حالات إلغاء الرحلات الجوية.
وقال بيتر لي، كبير محللي النفط والغاز في وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية في سنغافورة ، إن "شراهة الصين التي لا تتوقف تجاه النفط الخام قدمت دعماً لأسعار النفط خلال الفصول القليلة الماضية المضطربة". "وتوقيت تفشي الفيروس التاجي (كورونا) سيء، حيث يأتي بينما تتأثر المعنويات والطلب الفعلي على الوقود بمخاوف مستمرة حول النمو وظروف جوية غير مواتية".
وأصبحت الشوارع التي كانت مزدحمة في ووهان ، المدينة التي يقطنها 11 مليون نسمة وبؤرة تفشي الفيروس، خاوية الآن بعد أن أمرت الحكومة بفرض حجر صحي هناك وفي عدة مدن أخرى. وتمثل هذه المقاطعة حوالي 5٪ من استهلاك الدولة من البنزين، وفقا لمحللي شركة سانفورد سي بيرنشتاين. وتظهر مقاطع فيديو التقطها السكان شوارع خالية ومحطات وقود مهجورة.
ويعني انخفاض في استهلاك البنزين ووقود الطائرات والديزل أن مصافي تكرير النفط الصينية ستخفض على الأرجح معدلات تشغيلها، مما يؤدي إلى انخفاض نمو الطلب على النفط الخام. وتظهر بيانات من وكالة الطاقة الدولية مثل هذا الانخفاض وقت ذروة تفشي مرض سارس في عام 2003 ، إلى جانب انخفاض موازي في نمو الاستهلاك العالمي.
ولكن أهمية الصين بالنسبة لسوق النفط العالمي زادت منذ ذلك الحين. وتوسع الطلب في الدولة في كل عام منذ تفشي سارس، ولا يزال يرتفع حتى عندما انخفض الطلب العالمي خلال الأزمة المالية العالمية 2008-2009. وفي المتوسط ، استأثرت الدولة بحوالي 40٪ من نمو الاستهلاك العالمي السنوي على مدار تلك الفترة.
وأيضا، تضاعفت حصتها من الاستهلاك العالمي للنفط منذ عام 2003، من 7٪ إلى نسبة متوقعة 14 ٪ هذا العام، وفقا لوكالة الطاقة الدولية. وتخطت الولايات المتحدة كأكبر مستورد للنفط في العالم في عام 2017 وإستقبلت العام الماضي نفطاً خاماً مستورداً أكثر مما إستقبلت الولايات المتحدة في أي وقت على الإطلاق حتى أثناء ذروة إستيرادها.
ويمكن رؤية الفرق بين عام 2003 والآن في السفر الجوي. فبينما توسع الاقتصاد الصيني وأصبح الناس أكثر ثراءً، بات السفر إلى الخارج أكثر رواجاً. على سبيل المثال، زار حوالي ثمانية ملايين مواطناً صينياً اليابان في عام 2018، مقارنة بأقل من 500 ألف في عام 2002، وفقًا للبيانات الحكومية. وارتفعت حصة الصين من الطلب العالمي على الطائرات من 3.8٪ في عام 2003 إلى 12٪ في عام 2017 ، وفقا لسيتي جروب.
والآن ، أعلنت العديد من شركات الطيران وقف الخدمة إلى الصين، كما تراجع عدد الرحلات الجوية داخل الدولة منذ أن فرضت الحكومة حالات الحجر الصحي. ويمكن أن يؤدي هدوء مدارج الطائرات إلى انخفاض الطلب العالمي على وقود الطائرات بما يتراوح بين 618 ألف ومليون برميل يوميًا في فبراير، وفقًا لشركة اس اند بي جلوبال بلاتس اناليتكس.
ويحدث تفشي الفيروس في وقت حرج لسوق النفط. كانت الأسعار قد عاودت الارتفاع وسط تفاؤل بأن اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين قد يحفز الطلب، وإلى جانب تخفيضات إنتاج من منظمة أوبك وشركائها، يساعد على تقليص فائض في المعروض.
وانخفض خام برنت بأكثر من 9٪ إلى أقل من 60 دولارًا منذ 20 يناير، عندما بدأت تتنامى المخاوف بشأن الفيروس. ويمكن أن يهبط إلى الحد الأدنى من نطاق 50 دولار بحلول نهاية الصيف إذا تسبب تباطؤ نمو الطلب الصيني في ارتفاع المخزونات مرة أخرى .
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.