جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
على الرغم من ان المعدن لديه كل شيء في صالحه هذا الاسبوع—من اضطرابات في إيطاليا وهبوط أسواق الأسهم وصولا لتجدد التوترات التجارية وإعادة التفكير في توقعات زيادات أسعار الفائدة الأمريكية—إلا ان الأسعار مازالت تقبع قرب أدنى مستوياتها هذا العام. وحتى تحذير المستثمر العالمي جورج سوروس من خطر على الاقتصاد العالمي لم يقدم دعما.
ولم يحرز المعدن الأصفر أي تقدم في 2018 ويتجه نحو تسجيل خسائر للشهر الثاني على التوالي في مايو رغم حالة من العزوف عن المخاطر تسود الأن الأسواق. وقال ستيفن إنيس، رئيس قسم التداول في أواندا كورب، إن السبب يكمن في الجاذبية الأكبر للسندات الأمريكية وارتفاع الدولار .
وأضاف إنيس "قوة الدولار هي التأثير السلبي الأكبر، لكن مع تهاوي أصول الدخل الثابت الأوروبية، يتهافت المستثمرون على آمان السندات الأمريكية". وتابع "بالتالي هذا الإقبال على ملاذات الدخل الثابت الأمريكية يدعم الدولار ويقوض جاذبية الذهب بعض الشيء".
واستقر الذهب في المعاملات الفورية، الذي سجل أدنى مستوياته في 2018 عند 1282.18 دولار للاوقية الاسبوع الماضي، قرب 1300 دولار يوم الاربعاء بينما تداول مؤشر بلومبرج للدولار قرب أعلى مستوى سجله في نوفمبر. ويوم الثلاثاء هبط العائد على السندات الأمريكية لآجل 10 أعوام 15 نقطة أساس في أكبر انخفاض منذ ان صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في 2016، لكن ظل الذهب ساكنا.
ومع ذلك قال إنيس أنه لا يتخارج من الذهب مشيرا ان الانخفاض محدود في ضوء وفرة من المخاطر الجيوسياسية.
ارتفعت أسعار الذهب حيث أظهرت بيانات يوم الاربعاء تباطؤ الاقتصاد الأمريكي أكثر طفيفا مما كان متوقعا في السابق خلال الربع الأول بينما استمر الغموض السياسي في إيطاليا.
وقالت وزارة التجارة الأمريكية في تقديرها الثاني للناتج المجلي الاجمالي في الربع الأول إن الاقتصاد نما بمعدل سنوي 2.2% بدلا من وتيرة معلنة في السابق بلغت 2.3%.
ويصب تباطؤ النمو الاقتصادي في أكبر اقتصاد في العالم في صالح الذهب حيث يشير إلى وتيرة أبطأ في زيادات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.
ودفع الخبر الدولار للانخفاض مقابل سلة من العملات مبتعدا عن أعلى مستوياته في نحو 6 أشهر ونصف. ويؤدي ضعف الدولار إلى جعل أصول مثل الذهب أرخص على حائزي العملات الأخرى.
وسجلت يوم الثلاثاء عوائد السندات الأمريكية لآجل 10 أعوام أكبر انخفاض ليوم واحد منذ تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي قبل نحو عامين.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1301.18 دولار للاوقية بحلول الساعة 1503 بتوقيت جرينتش بينما زادت العقود الاجلة الأمريكية للذهب تسليم يونيو 01% إلى 1300 دولار للاوقية.
وفي نفس الأثناء، تبحث إيطاليا عن مخرج في اللحظات الأخيرة من اضطرابات سياسية مستمرة منذ نحو ثلاثة أشهر حيث يتطلع أكبر حزب في البرلمان للقيام بمحاولة جديدة لتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب رابطة الشمال اليميني.
وقال محللون إن حالة الضبابية مستمرة حول إيطاليا رغم البحث عن حل وهو ما يدعم الذهب بسبب جاذبيته كمخزون للقيمة خلال الاضطراب السياسي والمالي.
وانتقدت الصين اليوم بيانا مفاجئا من واشنطن تقول فيه أنها متمسكة بتهديد فرض رسوم على سلع صينية بقيمة 50 مليار دولار، مشيرة أنها مستعدة للرد في أي حرب تجارية.
لكن قال سيمونا جامبريني المحلل لدى كابيتال ايكونوميكس إن الحرب التجارية المحتملة بين الصين والولايات المتحدة أصبحا مستوعبة إلى حد كبير في سعر الذهب، الذي يحتاج تصعيدا أو حلا كي يكون هناك محفزا للاسعار من جديد.
هاجمت الصين يوم الاربعاء التهديدات المتجددة من البيت الأبيض بشأن التجارة محذرة من أنها مستعدة للرد إذا سعت واشنطن إلى حرب تجارية وذلك قبل أيام من زيارة مخطط لها من وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس.
وفي تغير مفاجيء في النبرة، قالت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء أنها مازالت تحتفظ بتهديد فرض رسوم على واردات بقيمة 50 مليار دولار من الصين ما لم تعالج قضية سرقة الملكية الفكرية الأمريكية.
وقالت واشنطن أيضا أنها ستمضي قدما في قيود على استثمار الشركات الصينية في الولايات المتحدة بالإضافة لضوابط على السلع المُصدرة إلى الصين.
ويأتي هذا الموقف المتشدد بينما يستعد الرئيس دونالد ترامب لقمة موعدها 12 يونيو مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، الذي داعمه الدبلوماسي الرئيسي هو الصين وفي وقت تكثف فيه واشنطن الجهود للرد على ما تراه جهودا من بكين للحد من حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي.
وجاء التصعيد التجاري بعد ان اتفق الجانبان خلال محادثات في واشنطن هذا الشهر على إيجاد خطوات لتقليص الفائض التجاري للصين البالغ 375 مليار دولار. ومن المنتظر ان يحاول روس دفع الصين لقبول أرقام محددة تشتري بها كميات أكبر من السلع الأمريكية في زيارة خلال الفترة من2 إلى 4 يونيو للعاصمة الصينية.
وقالت هوا تشون ينج المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحفية يومية "ندعو الولايات المتحدة للوفاء بوعدها، وان تتوافق مع الصين استنادا لروح البيان المشترك"، مضيفة ان الصين ستتخذ إجراءات "حازمة وقوية" لحماية مصالحها إذا أصرت واشنطن على التصرف "بشكل تعسفي وطائش".
وتابعت هوا "عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الدولية، كل مرة تقوم دولة برجوع عن موقفها وتناقض نفسها، تكون تلك ضربة، وإهدار، لسمعتها".
وقالت الصين أنها سترد بالمثل على التهديدات بفرض رسوم على سلع صينية بقيمة 150 مليار دولار.
ولم يتضح ما إن كانت هذه التطورات سيكون لها أي تأثير على الزيارة المخطط لها للصين من جانب روس. وأحالت الخارجية الصينية الأسئلة إلى وزارة التجارة التي لم ترد على فاكس يطلب التعليق.
سجلت الليرة التركية أعلى مستوياتها في نحو أسبوعين يوم الأربعاء حيث ساعدت إجراءات عاجلة اتخذها البنك المركزي ومسؤولون كبار في تهدئة بعض المخاوف بشأن اتجاه السياسة النقدية في ظل حكم الرئيس رجب طيب إردوغان.
وتتجه الليرة إلى تحقيق أفضل أداء أسبوعي في نحو تسع سنوات بعد تراجع حاد الأسبوع الماضي اضطر البنك المركزي إلى زيادة أسعار الفائدة ثلاث نقاط مئوية خلال اجتماع طارئ. وأعلن البنك خططا للانتقال إلى سعر فائدة موحد، وهو إجراء لطالما طالب به المستثمرون.
وسجلت العملة التركية 4.4560 ليرة للدولار بحلول الساعة 1202 بتوقيت جرينتش بارتفاع اثنين بالمئة، مسجلة مستوى لا يبعد كثيرا عن الأعلى منذ 18 مايو.
وهبطت الليرة الأسبوع الماضي إلى مستوى قياسي عند 4.9290 ليرة للدولار، وهو ما دفع إلى الإجراء العاجل الذي اتخذه البنك المركزي.
وقال شيمشك يوم الأربعاء على تويتر إن الاجتماعات كانت ”مفيدة“ وإن تركيا ستعطي أولوية لمكافحة التضخم وعجز ميزان المعاملات الجارية.
أغدقت ألمانيا على منطقة اليورو المؤلفة من 19 دولة بسلسلة من الأخبار الاقتصادية السارة في وقت تشكل فيه ضجة سياسية في جنوب المنطقة تهديدا على التوقعات.
وقفز التضخم في أكبر اقتصاد أوروبي إلى 2.2% في مايو بما يتجاوز المعدل الذي يستهدف البنك المركزي الأوروبي تحقيقه لكامل المنطقة. وانخفض معدل البطالة هناك إلى مستوى قياسي بلغ 5.2% وتحسنت المعنويات الاقتصادية بعد ثلاثة أشهر متتالية من التراجعات وارتفعت مبيعات التجزئة لأول مرة منذ نوفمبر.
وجاءات قراءات الثقة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا أقل قوة هذا الشهر حيث أظهر مؤشر تعده المفوضية الأوروبية تراجعات عبر الدول الثلاث. وفي إسبانيا، تتعرض حكومة الأقلية لتهديد خطير بينما تواجه إيطاليا اضطرابات سياسية أثارها الشعبويون والتي حتى تثير شبح تفكك منطقة العملة الموحدة.
وتأتي الأزمات السياسية في وقت يدرس فيه صانعو السياسة موعد إنهاء برنامجهم التحفيزي وكيفية عمل ذلك. ويأخذون أيضا في حساباتهم بيانات ضعيفة في منطقة اليورو دفعت بعض الخبراء الاقتصاديين لخفض تقديرات النمو وتأجيل الموعد المتوقع لزيادات أسعار الفائدة. وحتى الأن، يجدد مسؤولو المركزي الأوروبي ثقتهم في الأفاق الاقتصادية للمنطقة وتوقعاتهم بأن التضخم في منطقة اليورو سيتسارع.
وقالت سابين لاوتنشلاجر العضو بالمجلس التنفيذي للمركزي الأوروبي "نحن نرى ان وتيرة النمو أصبحت أكثر إعتدالا، لكننا لا نرى نقطة تحول".وأضافت "أعتقد أن كل ما نحتاجه هو قليل من الصبر. كل الأوضاع التي تسمح بتسارع التضخم متوفرة".
وفي ألمانيا، زادت قراءة التضخم عن متوسط التوقعات في مسح بلومبرج عند 1.8%.
وقبل نشر البيانات، تنبأ اقتصاديون ان يقفز معدل التضخم لمنطقة اليورو إلى 1.6% من 1.2% في أبريل. وهذا عرضة الأن للتعديل بالرفع بعد ان تسارع التضخم أيضا أكثر من المتوقع في إسبانيا.
ويعقد المركزي الأوروبي اجتماعه القادم يوم 14 يونيو. وبينما لا يستبعد المسؤولون إعلانا في ذلك الوقت بأن مشتريات الأصول سيتم تقليصها في وقت لاحق هذا العام، إلا ان الجمود السياسي في إيطاليا ربما يؤجل القرار.
وتسبب القلق حول إيطاليا في ارتفاع العائد بحدة على ديون الدولة يوم الثلاثاء بينما تراجع اليورو. وعكس الاثنان اتجاههما اليوم مع صعود العملة الموحدة 0.8%.
لكن في أحدث تحول في إيطاليا، رفض ماتيو سالفيني زعيم حزب رابطة الشمال عرضا من حركة الخمس نجوم المناهضة للمؤسسات بإحياء جهود تشكيل حكومة شعبوية ودعا في المقابل لانتخابات مبكرة دون ان يكشف مع من قد يشكل تحالفا.
رفض ماتيو سالفيني زعيم حزب رابطة الشمال في إيطاليا عرضا من حزب حركة الخمس نجوم المناهض للمؤسسات بإحياء جهود تشكيل حكومة شعبوية ودعا في المقابل لانتخابات مبكرة دون الكشف عن من قد يشكل تحالفا معه.
وقال سالفيني يوم الاربعاء في مؤتمر حزبي بمدينة بيزا في إقليم توسكاني "عن مبادرة دي مايو، نحن لسنا في السوق وهذه مسألة كرامة أيضا". وأضاف "حاولنا تشكيل حكومة مع تيار يمين الوسط وبعدها مع حركة الخمس نجوم وقوبلنا دوما بالرفض".
وقال سالفيني إنه يآمل بأن تنعقد انتخابات "في أقرب وقت ممكن لكن ليس في نهاية يوليو لأنه توجد عطلات مقدسة للإيطاليين والعمالة الموسمية ". ولم يشر مع من يجب ان يحكم حزب الرابطة، قائلا "إسألوا ماتاريلا" في إشارة إلى الرئيس سيرجيو ماتاريلا، الذي حطم آمال الشعبويين في مطلع الاسبوع بالإعتراض على قبول خبير اقتصادي مشكك في مشروع اليورو كوزير للمالية.
وربما تعكس البوادر على خلاف بين الأحزاب الشعبوية اختلاف حظوظهم بعد انتخابات غير حاسمة يوم الرابع من مارس وفشلهم التالي في دخول الحكومة. فبينما تراجع تأييد حزب حركة الخمس نجوم، قفز تأييد حزب رابطة الشمال إلى الترتيب الثاني في استطلاعات الرأي مما يقوي موقف سالفيني في أي مفاوضات قادمة لتشكيل حكومة ائتلافية.
واستعادت الأسواق العالمية توازنها بعض الشيء اليوم مع انحسار المخاوف حول الأزمة السياسية الإيطالية وبفعل بيانات اقتصادية مشجعة ساعدت في تهدئة القلق في أوروبا. وتعافت السندات الإيطالية مع تراجع العائد على السندات لآجل 10 أعوام حيث تعثرت على ما يبدو أخر الجهود لتشكيل حكومة ائتلافية شعبوية.
وكان حزب الرابطة المناهض للهجرة الذي يتزعمه سالفيني هو أكثر المستفيدين من المساومات السياسية منذ انتخابات مارس ووصل معدل تأييده في استطلاعات الرأي إلى 27.5% مقارنة ب 17.4% في الانتخابات، وفقا لاستطلاع اس.دبليو.جي الذي جرى خلال الفترة من 23 إلى 28 مارس. وبلغ تأييد حركة الخمس نجوم 29.5% مقارنة ب 32.7% في الانتخابات. واستقر تأييد الحزب الديمقراطي، أكبر قوة مؤيدة لأوروبا، دون تغيير يذكر عند 19.4%.
وتقلب موقف لويجي دي مايو زعيم حركة الخمس نجوم بين تشكيل حكومة وإجراء انتخابات جديدة خلال أقل من 24 ساعة. وقال دي مايو خلال مؤتمر حزبي في نابولي ليل الثلاثاء إنه مستعد للدعوة إلى سواء حكومة يقودها إستاذ القانون جوزيبي كونتي، المرشج السابق للشعبويين، أو انتخابات عاجلة –قبل ان يقول أنه لم يشكل تحالفا انتخابيا مع حزب رابطة الشمال.
أظهرت بيانات من البنك المركزي المصري يوم الاربعاء إن الدين الخارجي للدولة ارتفع إلى 82.9 مليار دولار بنهاية ديسمبر مرتفعا 4.9% عن مستواه قبل ستة أشهر.
ووصلت نسبة الدين الخارجي إلى الناتج المحلي الاجمالي 36.1% في نهاية الربع الثاني من العام المالي 2017/2018، وهو ما قال البنك إنه "لا يزال في الحدود الأمنة وفقا للمعايير الدولية".
وتبدأ السنة المالية في مصر في يوليو وتنتهي في يونيو.
وفي ديسمبر 2016، بلغ حجم الدين الخارجي لمصر 67.3 مليار دولار.
وبلغ احتياطي مصر من النقد الأجنبي 44.030 مليار دولار في نهاية أبريل بعد صعوده بوتيرة مطردة منذ ان حصلت الدولة على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 12 مليار دولار ومدته ثلاث سنوات في 2016 في إطار جهود جذب المستثمرين الأجانب وإنعاش الاقتصاد.
يبدو ان أيام أزمة ديون منطقة اليورو في 2012 قد عادت من جديد حيث قفزت عوائد السندات الإيطالية والبرتغالية واليونانية وحذر الملياردير جورج سوروس من "تهديد وجودي" للاتحاد الأوروبي.
والسبب هو احتمال ان تحول أحزاب قومية مناهضة للاتحاد الأوروبي في إيطاليا انتخابات جديدة إلى إستفتاء فعلي على عضوية الدولة في منطقة اليورو. وهبطت الأصول الإيطالية على نطاق واسع يوم الثلاثاء ليرتفع فارق العائد على سندات الدولة لآجل 10 أعوام عن نظيرتها الألمانية القياسية إلى أعلى مستوى في نحو خمس سنوات.
وقال سوروس خلال كلمة له في باريس "إيطاليا تواجه انتخابات جديدة وسط فوضى سياسية، محذرا من ان السياسات الفاشلة الخاصة بالاقتصاد والهجرة تعني "أنه لم يعد مجازا القول ان أوروبا تواجه خطرا وجوديا، هذا هو الواقع المرير".
ورغم كل الحديث عن تعافي اقتصادي وعودة للاستقرار، أظهرت الأيام الأخيرة كم سريعا من الممكن ان تتدهور المعنويات في القارة التي مازالت مليئة بالإحباط والانقسام، خاصة في الجنوب. وربما لا تكون الأمور بالسوء الذي كانت عليه قبل سنوات قليلة، لكن لا يوجد احتمال يذكر على انحسار الخطر السياسي خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
ونزل اليورو إلى أدنى مستوى في عشرة أشهر عند 1.151 دولار قبل ان يقلص خسائره بينما قاد الين الياباني مكاسب عملات مجموعة العملات العشر الرئيسية مع سعي المستثمرين لتفادي الخطر.
وأصاب الغموض حول إيطاليا، بالإضافة لاحتمال حدوث اضطرابات سياسية في إسبانيا حيث يواجه رئيس الوزراء تصويتا بحجب الثقة، أسواق دول الأطراف في أوروبا مثل البرتغال واليونان. وقفز العائد على السندات الحكومية اليونانية لآجل 10 أعوام مقتربة من 5% مما يعقد خطط الدولة لتخارج غير مشروط من برنامج إنقاذها المالي في أغسطس.
أصداء اليونان
وكانت انتخابات اليونان عام 2012 هي من وضعت منطقة اليورو في حالة اضطراب قبل ان يعلن البنك المركزي الأوروبي أنه سيفعل كل ما في وسعه لدعم الاتحاد النقدي.
وفي إيطاليا، توجد مواجهة بين المؤسسة الحاكمة وحزبان خاضا الانتخابات على أساس برامج مناهضة للاتحاد الأوروبي تتضمن إنفاق ممول بالعجز والحد من الهجرة. والأن يعيد المستثمرون حساباتهم لمخاطر خروج ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد النقدي من منطقة اليورو.
وإتهم الحزب الديمقراطي في إيطاليا خصميه وهما حزب رابطة الشمال وحزب حركة الخمس نجوم بالإعداد لخطة لإخراج الدولة من منطقة اليورو. وهذا أعاد للأذهان ذكريات 2015 عندما إتهمت المعارضة في اليونان حكومة ألكسيس تسيبراس بالتخطيط لصدام مع الدائنين حول التقشف كذريعة لمغادرة تكتل العملة الموحدة.
وقال محافظ البنك المركزي الإيطالي إيجناسيو فيسكو إن إيطاليا دائما على بعد خطوات قليلة فقط من "التهديد الخطير جدا بخسارة الثقة التي لا يمكن تعويضها".
الخوف وليس الواقع
وإمتد الذعر إلى أسواق الأسهم وكانت البنوك الأشد تضررا وسط مخاوف من إنكشافها على إيطاليا. وهبط مؤشر بنوك منطقة اليورو 5.2% إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر 2016 بينما هوى سهم دويتشة البنك 3.3% مسجلا أدنى مستوى منذ سبتمبر 2016.
وقال جان بيير موستير المدير التنفيذي لبنك يوني كريدت إن التراجع في أسهم البنوك الإيطالية عزا إلى مخاوف وليس واقع يستند إلى أداء الاقتصاد الإيطالي أو البنوك نفسها.
وفي حقيقة الأمر، نما اقتصاد منطقة اليورو بأسرع وتيرة في عشر سنوات العام الماضي وانخفض معدل البطالة إلى أدنى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية.
وقال ديوجو تيكسيرا، المدير التنفيذي لأوبتيميز انفيستمينت بارتنرز، الشركة التي مقرها لشبونة وتدير أصول بقيمة 150 مليون يورو "هذه العدوى نتيجة الخوف من تفجر محتمل لمنطقة اليورو". ولكنه أضاف إن "احتمال ذلك لا يزال ضعيفا".
قال المستثمر العالمي جورج سوروس إن صعود الدولار ونزوح رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة ربما يؤدي إلى أزمة مالية "كبيرة" وحذر الاتحاد الأوروبي من أنه يواجه تهديدا وجوديا وشيكا.
وأضاف سوروس في كلمة له بباريس يوم الثلاثاء إن "إنهاء" الاتفاق النووي مع إيران و"تدمير" التحالف عبر الأطلسي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "سيكون لهما تأثيرا سلبيا على الاقتصاد الأوروبي ويسببان اضطرابات أخرى" بما في ذلك تخفيض قيمة عملات الأسواق الناشئة. وتابع "ربما نتجه نحو أزمة مالية كبيرة أخرى".
ويأتي هذا التحذير الصادم من الملياردير سوروس في وقت قفزت فيه عوائد السندات الإيطالية إلى أعلى مستويات في سنوات عديدة وتكافح فيه اقتصادات ناشئة رئيسية من بينها تركيا والأرجنتين لإحتواء تداعيات تضخم متسارع. وإحتفظ سوروس، الذي أصبح مثار غضب حكومة دولته المجر، بتوقعاته المتشائمة للاتحاد الأوروبي.
وقال "كل شيء محتمل ان يسوء قد ساء بالفعل". مستشهدا بأزمة اللائجين وسياسات التقشف التي وصلت بالشعبويين إلى السلطة بالإضافة إلى "التفكك" الذي خير دليل عليه عملية انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي. وأردف "لم تعد مبالغة لفظية القول ان أوروبا تواجه خطرا وجوديا، هذا هو الواقع الأليم".
والعلاج المقترح من سوروس لبعض العلل التي تواجها أوروبا هو خطة مارشال لأفريقيا يمولها الاتحاد الأوروبي، بقيمة نحو 30 مليار يورو (35 مليار دولار) سنويا، الذي سيخفف ضغوط الهجرة على القارة. وإقترح أيضا تحولا جذريا للاتحاد الأوروبي بما يشمل التخلي عن البند الذي يجبر دوله الأعضاء على الإنضمام للعملة الموحدة.
وقال "اليورو لديه مشكلات عالقة كثيرة ولابد ألا يُسمح لها بتدمير الاتحاد الأوروبي".
قال مديران للمال اجتمعا مع محافظ البنك المركزي التركي مراد جيتنكايا ونائب رئيس الوزراء محمد شمشيك في لندن يوم الثلاثاء إن تركيا مستعدة لرفع أسعار الفائدة مجددا إذا تسارع التضخم. وواصلت الليرة صعودها.
ونقل المديران اللذان رفضا نشر اسمائهما عن المسؤولين قولهم إن مزيدا من التشديد النقدي سيتوقف على بيانات التضخم لشهر مايو المقرر نشرها يوم الرابع من يونيو. وارتفعت الليرة 0.9% إلى 4.5438 للدولار في الساعة 7:01 بتوقيت إسطنبول.
وتأتي الاجتماعات ضمن مساعي يبذلها المسؤولون الأتراك بعد ان أدى عجز مزدوج للدولة وتضخم في خانة العشرات إلى وضع الليرة في بؤرة موجة بيع في الأسواق الناشئة بما يجعلها بصدد تسجيل اسوأ أداء شهري في نحو عشر سنوات. وفي أقل من أسبوع، رفع البنك المركزي تكاليف الإقتراض 300 نقطة أساس في اجتماع طاريء وأعلن أنه سيعدل نظام أسعار الفائدة حيث تحاول الدولة وقف موجة بيع في عملتها.
وقال وين ثين، رئيس استراتجية الأسواق الناشئة المقيم في نيويورك لدى براون براثرز هاريمان، "التضخم من المتوقع على نطاق واسع ان يتسارع". وتابع "شخصيا أعتقد أنهم يجب ان يرفعوا أسعار الفائدة مجددا يوم السابع من يونيو. إذا لم يفعلوا، عندئذ سيفقدون مصداقيتهم. زيادة أخرى بواقع 300 نقطة أساس ستكون بيانا قويا".
ولم يتسن الوصول للبنك المركزي التركي للتعليق عبر الهاتف أو البريد الإلكاروني بعد ساعات العمل المعتادة اليوم الثلاثاء. ولم يتسن أيضا الوصول لمكتب شمشيك عبر الهاتف للتعليق بعد ساعات العمل.
وفقدت الليرة نحو 4% منذ ان قال أردوغان في مقابلة تلفويونية مع وكالة بلومبرج أنه ينوي إحكام قبضته على الاقتصاد وتولي مسؤولية أكبر عن السياسة النقدية إذا فاز بانتخابات الدولة المقرر إجراؤها يوم 24 يونيو.