جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
إعترفت إيران أنها أسقطت دون قصد طائرة ركاب أوكرانية ظنت بالخطأ أنها صاروخ كروز، في تحول مفاجيء بعد أيام من الإنكار سيزيد على الارجح الضغط على المؤسسة الحاكمة التي تدخل في مواجهة اقتصادية وعسكرية مع الولايات المتحدة.
وقدم الزعيم الأعلى لإيران، أية الله علي خامنئي، تعازيه، بينما قال الرئيس حسن روحاني أن الجمهورية الإسلامية "تأسف بشدة لهذا الخطأ الكارثي" وتعهد بتقديم تعويض لأسر الضحايا.
وأعلن الجيش الإيراني بعد إجراء تحقيق خاص به أن الرحلة 752 التابعة للخطوط الجوية الدولية الأوكرانية كانت تحلق بالقرب من موقع عسكري حساس للحرس الثوري الإيراني عندما تم إسقاطها بسبب "خطأ بشري". وقال ان "الجناة" سيتم تحديدهم وإحالتهم للسلطات القضائية.
وألقى أمير علي حاجي زادة قائد القوة الجو فضائية بالحرس الثوري باللوم في الحادث على فشل نظام الاتصالات. وقال أن الشخص الذي ظن بالخطأ ان الطائرة صاروخا قادما فشل في الحصول على رأي ثان "في لحظة توتر" وكان أمامه 10 ثوان فقط لأخذ القرار.
وقال حاجي زادة في إفادة يوم السبت بطهران "عندما تأكدت من وقوع الحادث، تمنيت حقا لو أموت ولا أشهد مثل هذا الحادث".
وتوقفت فجأة الطائرة المنكوبة من طراز بوينج 737-800 والتي عمرها ثلاث سنوات عن إرسال إشارات بموقعها وإصطدمت بالأرض بعد حوالي دقيقتين من الإقلاع من طهران يوم الاربعاء. ووقع حادث التحطم بعد ساعات من بدء إيران إطلاق صواريخ على قواعد عراقية فيها تتمركز قوات أمريكية، ردا على قتل القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني.
وألقى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف باللوم على "خطأ بشري في وقت أزمة سببها النزعة الأمريكية للمغامرات المتهورة"، وفقا لمنشور على موقع تويتر.
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية أن إيران سترسل الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة إلى فرنسا حيث تفتقر للتكونولوجيا المطلوبة لفك شفرتهما.
ويعد الإعتراف بأن قوات الأمن الإيرانية تتحمل المسؤولية الكاملة عن إسقاط الطائرة—حتى ولو كان في وقت صراع مع خصمها اللدود—إنتكاسة جديدة لرجال الدين الحاكمين للدولة في وقت حرج.
وهذا قد يقوض الشعور بالوحدة الوطنية الذي أعقب قتل الولايات المتحدة لسليماني يوم الثالث من يناير—الذي هو بطل قومي لإيرانيين كثيرين لعمله في العراق وسوريا الذي ساعد في دحر تنظيم الدولة. كما يأتي ذلك بعد أسابيع فقط من مظاهرات هي الأكبر منذ ثورة 1979 ضد حكومة إيران أواخر العام الماضي.
ودفعت العقوبات الأمريكية، خاصة التي تستهدف وقف مبيعات النفط، الاقتصاد الإيراني نحو ركود مما قاد روحاني لإتهام الولايات المتحدة بشن "حرب اقتصادية" على بلاده. وأضافت الولايات المتحدة عقوبات جديدة يوم الجمعة بعد الهجوم على القاعدتين العراقيتين.
ولم يرد على الفور البيت الأبيض على طلب للتعليق مع ظهور خبر الإعتراف الإيراني. ولكن حتى الأن، لم يسع الرئيس دونالد ترامب لإستغلال هذه المأساة في حملته ضد إيران. ويوم الاربعاء، أشار أن إسقاط الطائرة ربما كان على الأرجح بسبب "خطأ" حيث كانت الطائرة تسافر عبر "جوار صعب".
وحتى يوم الجمعة، كانت إيران تنفي أنها أطلقت صاروخا على الطائرة وإتهمت الحكومات الغربية بشن "حرب نفسية".
وحث الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي إيران على إجراء "تحقيق كامل ومفتوح" لمحاسبة المذنبين ودفع تعويض.
وقال زيلينسكي يوم السبت "الصباح لم يكن سارا اليوم لكنه جاء بالحقيقية". "نأمل ان يكون هناك مزيد من التحقيق بدون تأخير أو عقبات مصطنعة".
وبحسب خدمة تعقب الرحلات الجوية فلايت رادار 24، بدا ان الطائرة تحلق في مسار طبيعي شمالي غرب المطار في نفس وجهة المهبط الذي غادرت منه. كما لا تظهر مواقع عسكرية في صور الاقمار الصناعية لمسار رحلة الطائرة.
وتراجعت الولايات المتحدة وإيران عن شفا الدخول في صراع عسكري أكبر بعد قتل سليماني ورد طهران، لكن لا يبدي قادة إيران حتى الأن رغبة في دعوة ترامب لمحادثات.
وتعاني إيران من عقوبات أمريكية إزدادت قسوة منذ ان إنسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 في مسعى لإجبار طهران على تقديم تنازلات اكبر حول برنامجها النووي وسياساتها في الشرق الأوسط. وألحقت العقوبات ضررا هائلا باقتصاد إيران رغم ان الحكومة تمكنت من تخفيف الضرر في الأشهر الأخيرة.
وتعهدت الدول الأوروبية بمساندة الاتفاق النووي الذي يتعرض للهجوم من إدارة ترامب لكن حتى الأن تعجز هذه الدول عن تقديم سبل حقيقية تسمح بالتجارة مع إيران.
وتضاف كارثة الطائرة الأوكرانية إلى قائمة من حوادث إسقاط طائرات مدنية عن طريق الخطأ.
في 1988، أسقط طراد الصواريخ التابع للبحرية الأمريكية، يوإسإس ڤنسنس،، طائرة إيرانية من طراز إيرباص ايه300 فوق الخليج العربي مما تسبب في مقتل 290 شخصا كانوا على متنها من ركاب وطاقم.
وفي يوليو 2014، أُسقطت طائرة ركاب ماليزية كانت تقل 298 شخصا بفعل صاروخ بوك أرض جو روسي تم إطلاقه من إقليم خاضع لسيطرة متمردين في شرق أوكرانيا. وكانت المنطقة موقعا لصراع بين انفصاليين مؤيدين لروسيا وقوات الجيش الأوكراني.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.