جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
حاولت إيطاليا إنقاذ مصداقيتها الدبلوماسية يوم الخميس بعد ان خابت مساعيها للعلب دور رئيسي في حل الصراع الذي طال أمده في ليبيا وهو ما كشف عن إخفاقات ارتكبتها الحكومة في روما.
وتعيش ليبيا دوامة من العنف منذ أن أدت حملة جوية لحلف الناتو في 2011 إلى سقوط الزعيم معمر القذافي. وكانت إيطاليا الأشد تأثرا بالفوضى الناتجة عن ذلك التي أثارت موجة هجرة إلى سواحلها، وسعت إلى قيادة مساعي تالية لإحلال الاستقرار.
ولكن في تجاهل محرج لرئيس الوزراء جوزيبي كونتي، رفض رئيس الحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا فائز السراج ان يلتقي به يوم الاربعاء بعد ان إكتشف ان غريمه اللدود اللواء خليفة حفتر تلقى أيضا دعوة إلى روما.
وفي نفس الأثناء، وجد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو نفسه معزولا في اجتماع لنظرائه من فرنسا ومصر واليونان وقبرص إذ رفض توقيع بيان ختامي حول ليبيا لأنه شعر أنه منحاز لصالح حفتر.
وترك هذان التطورين الحكومة الائتلافية الإيطالية تبدو منبوذة على الساحة الدولية ومنقسمة داخليا مما يوجه من المحتمل ضربة قاسمة لمساعي روما لفرض السلام على ليبيا التي تشهد إلى حد كبير إنفلاتا أمنيا.
وقال أرتورو فارفيلي، مدير مكتب روما للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية وهي مؤسسة أبحاث "ما حدث بالأمس كان محرجا بكل صراحة".
"سياسيونا لا يولون اهتماما كافيا بالسياسة الخارجية ويدفعون ثمن ذلك".
وإجتمع كونتي ودي مايو، وكلاهما ليس لديه أي خبرة دبلوماسية عندما دخلا في حكومة ائتلافية لأول مرة في 2018، يوم الخميس في محاولة لرسم طريق للأمام.
ولكن قال خبراء السياسة الخارجية أن روما خسرت زمام المبادرة لصالح دول أكثر نشاطا، مثل فرنسا وتركيا وروسيا، بينما إتهمت أحزاب المعارضة الحكومة بعدم الكفاءة.
وقال ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة المنتمي لتيار اليمين المتشدد "كونتي حقا مصدر خطر ويفتقر للكفاءة"، متهما رئيس الوزراء بإرتكاب خطأ ساذج بإستقبال حفتر قبل ان يلتقي أولا مع السراج. وتابع "لدينا هواة مطلقين".
وفي يوليو 2018، أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التأييد لكونتي للإشراف على جهود تحقيق الاستقرار لليبيا، قائلا أنه يعترف "بالدور الريادي لإيطاليا".
ولكن حتى مع هذا التأييد الصريح، فشلت روما في الحصول على دعم شامل لرجلها الذي تفضله السراج، بينما في المقابل ساندت فرنسا ومصر والإمارات حفتر في صراع بالوكالة تحركه مصالح اقتصادية واسترتجية متعارضة.
وسعت بعدها إيطاليا لبناء علاقات مع حفتر على آمل ان تؤمن مصالحها الخاصة بالطاقة في ليبيا حال إنتصر في النهاية. ولكن تفاجأ كونتي بإعلان تركيا على غير المتوقع الشهر الماضي أنها سترسل مستشارين عسكريين وربما قوات لمساندة السراج في طرابلس.
ونفى كونتي يوم الخميس أي تناقض من الحكومة حول ليبيا، بينما إعترف دي مايو في خطاب لصحيفة "لا ريبوبليكا" ان السياسيين لم يعرفوا دائما كيف يستغلون خبرات دبلوماسييهم وجهازهم للمخابرات.
وفي أحاديث غير رسمية بسبب حساسية القضية، أعرب مسؤولون عن خيبة آمل حول الخط السياسي الذي طُلب منهم إتباعه في الأشهر الأخيرة.
وقال مصدر بالمخابرات الإيطالية "التعليمات كانت بمواصلة الإتصال بالجميع، لكن في صراع مفتوح تحتاج ان تتبنى موقفا بشكل واضح"، مشتكيا من ان روما حاولت ان تكون صديقة للجميع، وخسرت نفوذها نتيجة لذلك.
ويخشى الدبلوماسيون ان روما تفقد تأثيرها لما هو أبعد من ليبيا.
وكان هذا ملحوظا الاسبوع الماضي عندما إتصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بمسؤولين على مستوى العالم بعد ان قتلت الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في بغداد، لكن لم يتواصل مع روما، رغم واقع ان إيطاليا لديها أكبر حضور لقوات غربية في العراق بعد الولايات المتحدة.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.