جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
ربما يفقد الأتراك الثقة في عملتهم.
ففي مواجهة تضخم مرتفع جدا وعائد حقيقي قرب الصفر على الودائع بالعملة المحلية، حولت الأسر والشركات في أكبر اقتصاد بالشرق الأوسط 18 مليار دولار من مدخراتهم بالليرة إلى دولار ويورو منذ سبتمبر.
وعلى وقع هذا الإندفاع، بلغت نسبة الودائع بالعملة الأجنبية 47% من إجمالي الودائع بالبنوك التركية وهو أعلى مستوى منذ 13 عاما. وتلك علامة على ان الدولرة المستمرة للاقتصاد—للتحوط من نوبات انخفاض العملة والتضخم المستمر—التي بدأت تتسارع في 2011 لا تنحسر، رغم جهود البنك المركزي لدعم العملة.
ورفع البنك المركزي بحدة أسعار الفائدة في سبتمبر لوقف موجة بيع في الليرة مما أثار تعافي لافت في العملة حيث إستردت الأن حوالي ثلث قيمتها مقابل الدولار من مستوى قياسي منخفض تسجل في أغسطس. لكن بما ان متوسط الفائدة على الودائع قصيرة الآجل يزيد عن معدل التضخم بأقل من واحد بالمئة، تجاهل المواطنون صعود العملة.
وقال تيموثي أش، الخبير الاستراتيجي لدى بلوباي أسيت مانجمنت في لندن، "هذا شيء يجعلني قلقا"، مشيرا ان انخفاض العائد الحقيقي على الودائع والقلق المتزايد حول توقعات التضخم والشكوك بشأن إجراءات "ضد السوق" مثل ضوابط الأسعار، التي إتخذتها الحكومة، تقف وراء "طلب مستمر على الدولار".
ورغم ان البنك المركزي كان حريصا جدا في تأكيد نيته الحفاظ على موقف متشدد تجاه السياسة النقدية حتى يرى انخفاضا "مقنعا" بشكل أكبر للتضخم، إلا ان الحكومة تعول على البنوك بالضغط عليها لإبقاء أسعار الفائدة منخفضة قبل انتخابات محلية موعدها مارس.
وانخفض متوسط الفائدة على حساب إيداع بالليرة بأكثر من 600 نقطة أساس من مستوى مرتفع تسجل في سبتمبر ليصل إلى 21.1% تأثرا أيضا بغياب طلب على القروض ومنافسة ضعيفة على الودائع بين البنوك. وبلغ التضخم العام في يناير 20.35%.
وبينما تراجع التضخم من أعلى مستوى في 15 عاما عند 25.2% في أكتوبر يوجد قلق متزايد ان بعض الإجراءات التي تتخذها الحكومة لمعالجة المشكلة هي حلول مؤقتة فقط الهدف منها تحسين قراءة البيانات بدلا من التعامل مع السبب الرئيسي. وهذا يضاف إلى قائمة من أسباب تخلي الأتراك عن عملتهم.
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، لجأت السلطات إلى تغريم تجار الجملة على زيادات "باهظة" في اسعار الغذاء، وفقا لوزير التجارة رهسار بيكان. وأقامت الحكومة أكشاك في أكبر مدن تركيا للاستغناء عن الوسطاء بشراء الخضروات مباشرة من المزارعين وبيعها بأسعار مخفضة، الذي يقال ان يخفف الضغط على التضخم في فبراير.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.