جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
كان من المغري طوال الحرب التجارية للرئيس دونالد ترامب مع الصين التقييم بإستمرار أي من الجانبين سيربح هذه الحرب. وكانت إجابة أغلب الخبراء الاقتصاديين أنه لن يفوز أحد عندما تعني الرسوم الجمركية ان اقتصادات الجميع تعاني.
ولكن هناك إجابة ربما غفل عنها الخبراء وهي أن المتشددين على الجانبين هم من يربحون الحرب التجارية.
وهذا هو الدرس الحقيقي المستفاد من الاتفاق الذي أعلنه أكبر اقتصادين في العالم الاسبوع الماضي.
وإذا سارت الأمور كالمتوقع، فإنه بعد عام من الأن من المرجح ان تكون الولايات المتحدة لازالت تحتفظ برسوم عقابية مفروضة على الغالبية العظمى من الواردات القادمة من الصين. وهذا هو السبب الرئيسي ان من يشجعون في واشنطن على حرب اقتصادية مع بكين كان لديهم دافع للشعور بالرضا في عطلة نهاية الاسبوع الماضي.
وألغى الاتفاق المعلن يوم الجمعة جولة جديدة من الرسوم التي كان من المقرر ان تدخل حيز التنفيذ يوم الأحد وخفض معدل الرسوم على رسوم قائمة. ولكنه يترك رسوم إستيراد بنسبة 25% على سلع بقيمة 250 مليار دولار ورسوم إضافية بنسبة 7.5% (انخفاضا من 15%) على منتجات أخرى بقيمة 120 مليار دولار.
وركزت أغلب الإنتقادات للإتفاق في الولايات المتحدة على المضمون المفقود، أو الخوف من ان هذه المرحلة الأولى من اتفاق أكبر ربما لا تتبعها مراحل أخرى.
ولن يتاح نص الاتفاق حتى الشهر القادم على أقرب تقدير. لكن يبدو انه عندما يتعلق الأمر بإصلاحات هيكلية، فإن الحرب الاقتصادية المستمرة منذ عامين لم تتمكن من إنتزاع أكثر من تقنين لإلتزامات قائمة بالفعل يتعهد بها الصينيون.
فتبدو تعهدات الصين حول الملكية الفكرية مماثلة جدا لما تتضمنه القواعد التنظيمية للملكية الفكرية التي دخلت حيز التنفيذ قبل عام.
وهناك نظام خاص بالاستثمار الأجنبي تم إقراره في وقت سابق من هذا السابق يحظر التحويل القسري للتكنولوجيا.
وتشابه الإلتزامات المتعلقة بالعملة في الخطوط العريضة للاتفاق تعهدات قائمة بالفعل لدول مجموعة العشرين.
كما ان فتح قطاع الخدمات المالية بدرجة أكبر أمام الشركات الأجنبية هو شيء كانت أعلنته بكين بالفعل.
والتعهد الأكبر هو شراء منتجات زراعية أمريكية بقيمة 32 مليار دولار إضافية خلال عامين ضمن فورة شراء لسلع وخدمات أمريكية بقيمة 200 مليار دولار خلال نفس الفترة. وقال روبرت لايتهايزر، الممثل التجاري الأمريكي، يوم الأحد أن الهدف هو مضاعفة الصادرات الأمريكية إلى الصين.
ولكن إذا كنت متشددا حقيقيا، فإن هذا مجرد إضافة تجميلية تجعل الصراع مستصاغا من الناحية السياسية في الداخل. فالرسوم المتبقية هي الانتصار الحقيقي. إنها الشيء الوحيد الذي يهم.
وفي نفس الأثناء، بالنسبة للمتشددين داخل الصين، فإن أسباب الشعور الإنتصار تبدو مختلفة بعض الشيء.
الرسوم بمثابة عقبة طفيفة في الطريق بالنسبة للمتشددين في الصين. فقد عززت الحرب التجارية نفسها صورة للرئيس شي جين بينغ تروق للمتشددين كزعيم تصدى للمستأسدين في الخارج ولم يقدم تنازلا يذكر على حساب مصالح الصين.
ولم تتحقق أبدا الإصلاحات المؤلمة التي وعد ترامب بفرضها. فلازال قائما الدعم الصناعي الذي كان وقودا للصعود السريع لشركات صينية كثيرة في العقود الأخيرة. وحتى من يُطلق عليهم الإصلاحيون في بكين يكتبون مقالات حول دور أكبر وأفضل لقطاع الدولة—وليس الحاجة لتقليص حجم الشركات المملوكة للدولة أو التخلي عن دعمها.
وعلاوة على ذلك، ربما لا تضطر الصين للقيام بكثير من المشتريات التي وافقت عليها، إذا أرادت ان تتصرف بأسلوب مياكيافلي بأن الضرورة تبرر الوسيلة.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.