جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
بالنسبة للرئيس الصيني شي جين بينغ، ليس اتفاق المرحلة واحد التجاري مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سببا للإحتفال.
بعد أشهر من المفاوضات العسيرة والبدايات غير الموفقة والآمال المحطمة، يساعد الإتفاق المعلن يوم الجمعة في استقرار علاقة أخذة في التداعي. ولكن على الرغم من ان هذا الاتفاق مهم لشي، الذي يواجه أنيناً من الإستياء مع نمو الاقتصاد بأبطأ وتيرة في نحو ثلاثة عقود وإحتجاجات في هونج كونج لا تظهر بادرة على الإنحسار، إلا أنه هدنة مؤقتة في أحسن الأحوال.
فلا يعالج الاتفاق السياسات الصناعية التي تثير شعورا بالإحباط من الصين في واشنطن. ولن يحد من المنافسة المتزايدة بين الجانبين حول مستقبل تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس أو يهديء بؤر توتر جيوسياسي مثل تايوان وبحر جنوب الصين أو السياسات المتشددة لبكين في إقليم شينجيانغ الواقع في أقصى غرب الصين—كلها أمور يقول منتقدو شي أنه كان يمكن التعامل معها بشكل أفضل.
وقال ريتشارد ماكجريجور، العضو البارز في معهد لوي الذي مقره سيدني والمؤلف لكتاب (الحزب: العالم السري للحكام الشيوعيين للصين)، "سكرتير الحزب كان دائما الواصي الرئيسي على العلاقة مع الولايات المتحدة، بالتالي تدهورها السريع ينعكس بشيء سيء على شي". "كل ما تمكن من فعله هو محاربة الجانب الأخر وصولا إلى تعادل لا يحل أي من النزاعات الرئيسية. الجانبان سيتشابكان حتما مرة أخرى"".
وفي الوقت الحالي، يمكن لشي الإشارة إلى بعض النقاط الإيجابية. فبينما خفض فقط اتفاق المرحلة الأولى الرسوم الجمركية بدلا من إلغائها كما طلبت بكين، إلا ان تعليق زيادات رسوم في المستقبل يساعد في توفير بعض الوضوح للمستثمرين الذين شهدوا صادرات الصين إلى الولايات المتحدة تنخفض في 10 أشهر من أحد عشر شهرا هذا العام. وجاءت عدة بيانات اقتصادية مهمة لشهر نوفمبر أقوى من المتوقع، مما ساعد في تعزيز الأسهم يوم الاثنين.
وقال تشارلز ليو، المفاوض الاقتصادي السابق مع الوفد الصيني في الأمم المتحدة ومؤسس شركة هاو كابيتال، أن الاتفاق سيساعد في كبح القومية التي تلهمها الحرب التجارية والتي تجعل التوصل إلى تسوية أكثر صعوبة ويعوق خطط تنمية الصين على المدى الطويل. وسيساعد أيضا شي في الرد على الإنتقادات لسياسته الخارجية الأكثر إستعراضا للقوة.
وقال ليو "الإتفاق يعني أنه بإمكانه ان يظهر بوضوح لمواطنيه انه يحاول تشكيل علاقة أكثر تعاونا مع الولايات المتحدة". "كان هناك بعض الإنتقادات الداخلية لصعود الصين على الساحة الدولية بشكل سريع جدا ومبكر جدا. ويساعد هذا (الإتفاق) في الحد من تلك الضغوط".
ولكن تدرك الصين جيدا ان عقبات رئيسية تبقى قائمة، وهو شعور إنعكس في تغطية وسائل الإعلام التي تديرها الدولة التي قللت من شأن الإتفاق مع الإشارة أنه ربما يساعد في استقرار الاقتصاد.
وأقرب نقطة التوتر هي مستقبل إتصالات الجيل الخامس ومصير هواوي تكنولوجيز، شركة التقنية الرائدة في الصين. وفرضت إدارة ترامب بالفعل عقوبات على الشركة وتسعى لمحاكمة مديرتها المالية. والأن تتسابق الولايات المتحدة والصين على إقناع الدولة عبر العالم ان يتبعوا ريادتهما، في بعض الأحيان بإستخدام التهديدات: ويوم السبت، هدد السفير الصيني لدى ألمانيا برد إنتقامي إذا تم إستبعاد هواوي كمزود لمعدات اتصالات الجيل الخامس.
وعلى الأرض، يستعد المسؤولون الصينيون لاستمرار حرب التقنية إلى آجل غير مسمى.
ولا توجد أيضا بادرة على إنحسار التوترات الجيوسياسية، مع إشارة المسؤولين من البلدين بشكل متزايد ان الصراع يعادل صدام بين نظامين. وخلال إفادة في بنكوك يوم الجمعة، قال قائد الأسطول الأمريكي في المحيط الهاديء الأميرال جون أكولينو ان الولايات المتحدة والصين "بينهما خلافات متجذرة حول الأيديولوجيات".
وحتى إذا فاز ترامب بإعادة انتخابه وتحرك لإصلاح العلاقة مع شي—وهي علامة إستفهام كبيرة—أصبح الكونجرس الأمريكي معاديا بشكل متزايد لبكين. وصوت المشرعون الأمريكيون بأغلبية ساحقة لصالح الضغط على الصين حول هونج كونج، ويضغطون من أجل إجراءات تعاقب الصين على إحتجاز ما يقدر بمليون مسلما ينتمون لأقلية الإيغور في معسكرات "إعادة تثقيف".
وأعرب وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، عن بعض إحباطات الدولة في كلمة له يوم الجمعة إتهم فيها الولايات المتحدة "بالتشهير بالنظام الاجتماعي للصين ومسارها للتنمية والتعاون مع الدول الأخرى". وبعد ان إنهارت الجولة الأخيرة في مايو، جدد شي الدعوات للصين بالسعي نحو "الإعتماد على الذات" في تقنيات رئيسية وحتى دعا المواطنين للإنضمام إلى "مسيرة طويلة جديدة".
ومن المرجح ان تطرأ التوترات على المستوى السياسي بمجرد ان يبدأ الجانبان التباحث بشأن اتفاق مرحلة ثانية تجاري. وبينما من المتوقع ان تصر الصين على ان يلغي ترامب كل الرسوم العقابية، إلا ان الولايات المتحدة من المرجح ان تطلب تغيرات هيكلية في الاقتصاد الصيني والتي لن تكون مقبولة للمتشددين داخل بكين، وفقا لهي ويوين، الذي عمل في السابق ملحقا تجاريا في القنصليتين الصينيتين في نيويورك وسان فرانسيسكو.
وتابع قائلا "هذه مسألة سيادة...اتفاق المرحلة الثانية سيكون أكثر صعوبة".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.