جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
يوازن المحافظ الجديد للبنك المركزي التركي بين إرضاء الرئاسة والأسواق.
بعد تكليفه بمهمة تخفيض أسعار الفائدة من قِبل الرئيس رجب طيب أردوجان، أتبع محافظ البنك مراد أوصال تخفيضه القياسي للفائدة في يوليو بخطوة جريئة أخرى يوم الخميس. وبينما وصلت لجنة السياسة النقدية تحت قيادته بتخفيضات أسعار الفائدة إلى 7.5%، إلا إن اللجنة ألمحت إلى نطاق أقل لتخفيضات أكبر وقالت إن التضخم من المرجح الأن ان ينهي العام دون توقعاتها السابقة. وفي المقابل ارتفعت الليرة.
وقال سيمون هارفي، محلل العملات في مونيكس يوروب والمقيم في لندن، إنه بالحكم بناء على ردة الفعل في سوق العملات، فإن المحافظ "يمكن ان يدون هذا اليوم كيوم موفق". "أوصال لازال يسير على حبل مشدود وسط ضغط سياسي والحاجة لتحفيز النمو الاقتصادي والحفاظ على إتجاه عام من انحسار التضخم".
وجاء جزئيا ترحيب السوق بتخفيض 325 نقطة أساس يوم الخميس—أكثر 50 نقطة أساس من متوسط التوقعات في مسح بلومبرج—بدافع إرتياح جماعي. فقد أشار أردوجان في عطلة نهاية الأسبوع إن تركيا ستخفض قريبا أسعار الفائدة إلى خانة الأحاد، مما أثار خوف المتعاملين الذين بدأوا يستعدون لتخفيض ضخم.
ومنذ ان إستبدل أردوجان سلف أوصال لعدم التحرك سريعا، يبقى الخوف من ان يضغط الرئيس بشكل مكثف جدا على البنك المركزي لتلبية طلبه بتخفيض أسعار الفائدة، مما يترك الليرة مهددة بموجة بيع مثل التي تعرضت لها الصيف الماضي.
وعلى كل الأحوال، بدأ الاقتصاد يعوض ما خسره خلال ركود قصير الأجل، ولا يوجد مجال يذكر للتحفيز المالي.
وبجانب تفادي الدخول في تحد مع أردوجان، أحرز البنك المركزي نقاطا أيضا لدى المستثمرين بتعديل إرشاداته المستقبلية بالتلميح إنها يقترب من إنهاء دورته من التيسير النقدي.
وقال البيان المصاحب لقرار الفائدة من لجنة السياسة النقدية "في تلك المرحلة، الموقف الحالي للسياسة النقدية، إلى حد كبير، يعتبر متماشيا مع مسار إنخفاض التضخم المتوقع".
وبالنسبة للمتعاملين، حملت الرسالة ثقلا إضافيا في ضوء التوقعات بتباطؤ كبير في نمو الأسعار هذا الشهر.
وقد يتراجع التضخم دون 10% خلال أكتوبر مما يعطي أوصال مجالا لتخفيض أسعار الفائدة مجددا لكن بدون تهديد سعر الفائدة الحقيقي الذي تقدمه سندات الدولة.
وبحسب أحدث توقعات من البنك المركزي، سينهي نمو الأسعار في تركيا، حاليا عند 15%، هذا العام عند 13.9%.
وقال غويلوم تريسكا، الخبير الاستراتيجي لدى كريدي أجريكول، "الفكرة هي الإحتفاظ بعوائد حقيقية جذابة". "سيواصلون تخفيض أسعار الفائدة، وفي الأجواء حالية في الأسواق الناشئة هذا أمر يمكن ان تتحمله الليرة".
وهذا ربما يطرب أذان أردوجان. ومع إقتراب جلسة التداول من نهايتها، تقترب الليرة من أقوى مستوياتها منذ أسبوع. وارتفعت 1.5% مقابل الدولار في الساعة 3:02 بتوقيت إسطنبول مدعومة بأحدث تحول من البنك المركزي الأوروبي نحو التحفيز النقدي.
وعلى الرغم ذلك، نقطة التوتر القادمة قد تكون وشيكة. فسيكون أوصال حكيما بألا يخطيء الظن ويعتبر صبر السوق تهاونا.
وقال فونيكس كالين، الخبير الاستراتيجي في سوستيه جنرال، "الساحة ممهدة لمواجهة أخرى بين السوق والبنك المركزي، حيث من المتوقع ان يرتفع التضخم مع نهاية العام". "مجاله للمناورة إنحسر بشدة، بينما المجال لحدوث أخطاء سياسة نقدية إتسع في نفس الوقت".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.