Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha
هيثم الجندى

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

هاجم الرئيس دونالد ترامب عددًا من المشرعين الجمهوريين الذين طالبوا إدارته بالكشف عن وثائق تتعلق بالمموّل الفاسد والمُدان بجرائم جنسية جيفري إبستين، واصفًا هذه المطالب بأنها "تشتيت من صنع الديمقراطيين" يهدف إلى تقويض أجندته.

وقال ترامب للصحفيين، الأربعاء، خلال لقائه ولي عهد البحرين في البيت الأبيض: "كل هذا خدعة كبيرة. ارتكبها الديمقراطيون، وانساق وراءها بعض الجمهوريين الأغبياء والسذج الذين يحاولون القيام بعمل الديمقراطيين."

وجاءت تصريحاته بعد منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق من اليوم ذاته، وصف فيه الدعوات لنشر وثائق إبستين بأنها "خدعة جديدة"، وأعرب عن استيائه من "أنصار سابقين" صدّقوا هذه الحملة "تمامًا دون تفكير".

وكتب ترامب في المنشور: "لا أريد دعمهم بعد الآن!"

وعندما سأله أحد الصحفيين عمّا إذا كانت المدعية العامة بام بوندي قد أخبرته أن القضية مجرد تضليل، وما الأدلة التي يملكها لدعم هذا الادعاء، لم يقدم ترامب أي مبررات، واكتفى بالقول: "أعرف أنها خدعة."

قال الرئيس دونالد ترامب إن التركيز على قضية جيفري إبستين يهدف إلى تشتيت الانتباه عن إنجازات إدارته، مضيفًا: "بدلًا من الحديث عن كل ما أنجزناه — ونحن حققنا إنجازات هائلة — يضيّعون وقتهم مع رجل من الواضح أنه كان يعاني من مشكلات خطيرة، وتوفي قبل ثلاث أو أربع سنوات. كنتُ أفضل أن نتحدث عن نجاحاتنا الاقتصادية، وهي الأفضل في تاريخنا، وكل ما أنجزناه."

وتابع قائلًا: "الجزء المحزن أن من يفعلون ذلك هم فعليًا ينفذون أجندة الديمقراطيين. إنهم أشخاص أغبياء."

لطالما شكّلت قضية إبستين محور اهتمام لبعض مؤيدي ترامب، وأثارت العديد من نظريات المؤامرة بشأن علاقاته وشبكته وأسباب وفاته. وازداد الضغط في صفوف هؤلاء المطالبين بالكشف عن وثائق قد تكون بحوزة الحكومة حوله.

وجاءت تعليقات ترامب الأخيرة لتسلّط الضوء على الانقسام المتزايد داخل الحزب الجمهوري بشأن مسألة الوثائق، في وقت يطالب فيه عدد من حلفائه البارزين في الكونجرس بمزيد من الشفافية، وذلك بعد إعلان وزارة العدل أنه لا توجد معلومات إضافية حول القضية يمكن الكشف عنها.

رئيس مجلس النواب مايك جونسون، المعروف بولائه الشديد لترامب، قال في مقابلة مع المدوّن اليميني بيني جونسون إن على المدعية العامة بام بوندي أن "تخرج وتوضح" قرار وزارة العدل.

وقد أثار إعلان الوزارة غضبًا واسعًا بين مؤيدي ترامب، لا سيما بعد أن كانت بوندي قد صرّحت في وقت سابق من هذا العام في مقابلة مع "فوكس نيوز" أن "قائمة عملاء إبستين" على مكتبها بانتظار المراجعة. لاحقًا، حاولت توضيح تصريحاتها بالقول إنها كانت تشير إلى ملفات إبستين بشكل عام وليس إلى "قائمة محددة".

وفي تصعيد للضغط، قال النائب الجمهوري توماس ماسي من ولاية كنتاكي إنه سيتقدم بعريضة خاصة لإجبار مجلس النواب على التصويت على الإفراج عن الوثائق المتعلقة بإبستين. من جهتهم، استغل الديمقراطيون في الكونجرس هذه الأزمة الداخلية، ودفعوا الجمهوريين للتصويت على المسألة في وقت سابق هذا الأسبوع.

ورغم دفاع ترامب المستمر عن بوندي، فقد حاول التقليل من أهمية القضية، قائلًا يوم الثلاثاء: "لا أفهم لماذا يهتم أحد بقضية جيفري إبستين. إنها مملة، ولا أفهم لماذا تستمر، أعتقد أن من يصرّون على استمرارها هم أناس سيئون، منهم الإعلام الكاذب."

يُذكر أن إبستين أقرّ بالذنب في 2008 في اتهامات بولاية فلوريدا تتعلق باستقدام قاصرات لممارسة البغاء، وقد توفي عام 2019 داخل زنزانته في نيويورك أثناء انتظار محاكمته بتهم فدرالية تتعلق بالإتجار الجنسي بقاصرات. وخلصت تقارير الطب الشرعي وتحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) إلى أنه انتحر.

انخفض عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي للأسبوع الخامس على التوالي إلى أدنى مستوى منذ منتصف أبريل، مما يشير إلى استمرار نمو الوظائف خلال شهر يوليو، رغم أن بعض العمال المسرّحين يواجهون فترات بطالة طويلة نتيجة تباطؤ التوظيف.

وقالت وزارة العمل الأمريكية يوم الخميس إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية انخفضت بمقدار 7,000 إلى 221,000 طلب معدّل موسميًا في الأسبوع المنتهي في 12 يوليو. وكان خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا 235,000 طلب.

وقد تكون عمليات الإغلاق المؤقت لمصانع تجميع السيارات — لأسباب تشمل الصيانة وإعادة تجهيز خطوط الإنتاج للموديلات الجديدة — من العوامل التي تؤثر على هذه البيانات. وعادةً ما تتوقف خطوط التجميع خلال الصيف، لكن توقيت ذلك يختلف من سنة لأخرى، مما قد يربك النماذج التي تعتمد عليها الحكومة لتعديل البيانات موسمياً.

ورغم أن عمليات التسريح ما تزال منخفضة بوجه عام، فإن حالة عدم اليقين الاقتصادي الناتجة عن السياسات التجارية دفعت العديد من الشركات إلى التريث في التوسع بالتوظيف. وكان الرئيس دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي عن فرض رسوم جمركية إضافية تدخل حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس على واردات من عدة دول، من بينها المكسيك واليابان وكندا والبرازيل، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

وكان ترامب قد فرض في أبريل رسوماً بنسبة 10% على معظم الواردات، مع منح الدول فترة تفاوض مدتها 90 يومًا لإبرام اتفاقيات تجارية.

ووفقًا لتقرير "بيجي بوك" الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، فقد ظل التوظيف "حذرًا بشكل عام" في أوائل يوليو، وأرجع العديد من المشاركين في التقرير هذا التوجه إلى "استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي".

وأشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أن تقارير التسريح من العمل كانت محدودة في معظم القطاعات، لكنها كانت "أكثر شيوعًا بعض الشيء بين الشركات الصناعية". كما أوضح أن "العديد من المشاركين يتوقعون تأجيل قرارات التوظيف أو التسريح إلى حين تلاشي الضبابية".

ويغطي تقرير إعانات البطالة هذا الفترة التي تم خلالها إجراء المسح الحكومي لأرباب العمل بخصوص وظائف القطاع غير الزراعي في تقرير التوظيف الشهري لشهر يوليو. وكانت الوظائف غير الزراعية قد ارتفعت بمقدار 147,000 وظيفة في يونيو، إلا أن ما يقارب نصف هذه الوظائف كانت في القطاع الحكومي، ومعظمها في التعليم الحكومي على مستوى الولايات.

يعكس التباطؤ في وتيرة التوظيف الارتفاع المتواصل في عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات البطالة. فقد ارتفع عدد المستفيدين من الإعانات بعد الأسبوع الأول من تقديم الطلب — والذي يُعتبر مقياساً للتوظيف — بمقدار 2,000 إلى 1.956 مليون شخص خلال الأسبوع المنتهي في 5 يوليو.

ارتفعت مبيعات التجزئة الأمريكية بأكثر من المتوقع خلال شهر يونيو، لكن يُرجّح أن بعض هذا الارتفاع يعكس زيادة في الأسعار لبعض السلع المتأثرة بالرسوم الجمركية.

وقال مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة الأمريكية يوم الخميس إن مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 0.6% الشهر الماضي، بعد تراجع غير معدّل بلغ 0.9% في مايو. وكان خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا ارتفاعًا طفيفًا في مبيعات التجزئة بنسبة 0.1%. يُذكر أن هذه المبيعات تتركّز في السلع ولا تُعدّل حسب التضخم.

وقد يُعزى جزء من الارتفاع في مبيعات التجزئة الشهر الماضي إلى زيادات في الأسعار نتيجة الرسوم الجمركية، وليس إلى نمو فعلي في حجم المبيعات. وكانت بيانات التضخم هذا الأسبوع قد أظهرت زيادات ملموسة في يونيو في أسعار سلع تتأثر بالرسوم الجمركية، مثل المفروشات المنزلية واللوازم والأجهزة المنزلية والسلع الرياضية والألعاب.

وباستثناء السيارات والبنزين ومواد البناء وخدمات الطعام، ارتفعت مبيعات التجزئة الأساسية بنسبة 0.5% الشهر الماضي، بعد أن تم تعديل بيانات مايو نزولًا إلى 0.2%. وكانت التقديرات السابقة قد أشارت إلى ارتفاع بنسبة 0.4% في مايو. وتُعد هذه المبيعات الأساسية مؤشراً أقرب إلى الإنفاق الاستهلاكي ضمن الناتج المحلي الإجمالي.

وقال سام بولارد، كبير الاقتصاديين في بنك ويلز فارجو: "بشكل عام، لا يزال قطاع الأسر يظهر صمودًا، لكن يبدو أن وتيرة الإنفاق الاستهلاكي بدأت تشهد تباطؤًا تدريجيًا".

ارتفع الإنتاج الصناعي الأمريكي في يونيو، مدعومًا بقفزة في إنتاج المرافق وزيادة طفيفة في الصناعات التحويلية.

وأظهرت بيانات صادرة عن الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء أن الإنتاج في المصانع والمناجم والمرافق ارتفع بنسبة 0.3%، بعد أن استقر دون تغيير يذكر في مايو. وقفز إنتاج المرافق بنسبة 2.8%، في حين تراجع الإنتاج في قطاع التعدين.

وسجل الإنتاج التصنيعي، الذي يمثل نحو ثلاثة أرباع إجمالي الإنتاج الصناعي، ارتفاعًا بنسبة 0.1%، بعد تعديل قراءة مايو بالرفع إلى زيادة بنسبة 0.3%. وعند استثناء السيارات، ارتفع إنتاج المصانع بنسبة 0.3%، وهو أعلى معدل منذ ثلاثة أشهر، ما يعكس تحسنًا واسع النطاق في معظم الفئات.

وتُختتم أرقام يونيو زيادة قدرها 2.1% في إنتاج المصانع خلال الربع الثاني، ما يمثل تباطؤًا معتدلًا مقارنة بأسرع وتيرة نمو لنشاط التصنيع منذ نهاية عام 2021.

وبحسب الاحتياطي الفيدرالي، فإن الزيادة في إنتاج المصانع الشهر الماضي جاءت مدفوعة بارتفاع إنتاج الطائرات التجارية والآلات والأثاث والمعادن الأساسية.

تراجع تضخم أسعار الجملة بالولايات المتحدة في يونيو، حيث حدّ انخفاض حاد في تكاليف الخدمات المرتبطة بالسفر من تأثير ارتفاع أسعار السلع.

وأظهرت بيانات صادرة الأربعاء عن مكتب إحصاءات العمل أن مؤشر أسعار المنتجين لم يسجل تغير يُذكر مقارنة بالشهر السابق، بعد أن تم تعديل قراءة مايو بالرفع إلى زيادة بنسبة 0.3%. وعلى أساس سنوي، ارتفعت أسعار الجملة بنسبة 2.3%، وهي أقل وتيرة منذ سبتمبر الماضي.

وباستثناء مكونات الغذاء والطاقة وخدمات التجارة، ظل المؤشر دون تغيير أيضًا في يونيو، وارتفع بنسبة 2.5% على أساس سنوي، وهو أبطأ معدل سنوي منذ أواخر عام 2023.

ويأتي تقرير أسعار المنتجين بعد صدور بيانات أسعار المستهلكين لشهر يونيو، والتي أظهرت أن الرسوم الجمركية المرتفعة بدأت تتسلل إلى مجموعة واسعة من السلع، من بينها الأثاث المنزلي والأجهزة والسلع الترفيهية. ورغم أن معدلات التضخم كانت معتدلة حتى الآن هذا العام، يتوقع العديد من الاقتصاديين أن تشهد ارتفاعًا تدريجيًا، مع سعي المزيد من الشركات إلى تعويض تكاليف التجارة المرتفعة.

وتشير البيانات الأخيرة لأسعار الجملة إلى أن المصنّعين ما زالوا يتصرفون بحذر فيما يتعلق بمدى تمريرهم لتكاليف الرسوم الأمريكية المرتفعة إلى زبائنهم. وأظهرت الأرقام أن هوامش أرباح تجار الجملة والتجزئة لم تشهد تغيرًا يُذكر في يونيو، بعد أن قفزت خلال مايو.

وارتفعت أسعار السلع، باستثناء الغذاء والطاقة، بنسبة 0.3% في يونيو، في حين ارتفعت تكاليف الطاقة حيث قفزت أسعار الغاز الطبيعي المستخدم في توليد الكهرباء بأكبر قدر منذ ثلاث سنوات.

في المقابل، تراجعت أسعار الخدمات بنسبة 0.1%. وأفاد مكتب إحصاءات العمل أن أكثر من نصف هذا الانخفاض جاء نتيجة تراجع أسعار خدمات الإقامة للمسافرين بنسبة 4.1%. كما انخفضت أسعار خدمات الطيران بنسبة 2.7%، في أكبر تراجع شهري منذ مايو 2024.

توقعات التضخم

يولي الاقتصاديون اهتمامًا خاصًا لتقرير مؤشر أسعار المنتجين، نظرًا لاعتماد بعض مكوناته في احتساب المقياس المفضل للتضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي: مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي. وقد كانت الفئات المرتبطة بهذا المقياس، مثل أسعار تذاكر الطيران، متباينة خلال يونيو.

فارتفعت رسوم إدارة المحافظ الاستثمارية، مدفوعة بارتفاع أسعار الأسهم، بينما بقيت الفئات المتعلقة بالرعاية الصحية مستقرة نسبيًا. ومن المنتظر صدور تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في وقت لاحق من الشهر الجاري.

ويتوقع على نطاق واسع أن يبقي مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع يوليو، وسط ترقب لتأثيرات السياسة التجارية الأمريكية. وتُصعّب التعديلات المتكررة من قبل الرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك الإعلانات الأخيرة عن رفع الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا والنحاس، من قدرة الشركات على تقدير أثر تلك التكاليف على أعمالها.

وكما أشار تقرير مؤشر أسعار المستهلكين، أظهر تقرير المنتجين أيضًا إشارات على تضخم مرتبط بالتعريفات الجمركية. فقد ارتفعت أسعار السلع المعمرة للمستهلكين بنسبة 0.4%، بعد ارتفاع بنسبة 0.5% في الشهر السابق، وهي أكبر زيادة شهرية متتالية منذ نحو ثلاث سنوات.

كما أظهر التقرير أن تكاليف السلع المعالجة للطلب الوسيط، والتي تعكس الأسعار في المراحل الأولى من سلسلة الإنتاج، ارتفعت بشكل طفيف. وسجلت أسعار السلع غير المعالجة أول ارتفاع لها منذ أربعة أشهر.

تجاوز نمو الاقتصاد الصيني التوقعات في الربع الثاني، إلا أن تباطؤاً أكثر وضوحاً يُرجّح أن يظهر في الأشهر المقبلة، بفعل مخاطر التجارة العالمية وضعف الطلب الاستهلاكي في الداخل.

وبحسب بيانات صادرة الثلاثاء عن المكتب الوطني للإحصاء، نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.2% خلال الفترة من أبريل إلى يونيو مقارنةً بالعام السابق، بعد تسجيل نمو قدره 5.4% في الربع الأول. وجاءت القراءة أعلى من متوسط توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت بلومبرغ آراءهم، والذي بلغ 5.1%.

ورغم الرسوم الجمركية المرتفعة، فقد صمد ثاني أكبر اقتصاد في العالم بشكل جيد حتى الآن، مستفيدًا من تسريع عمليات التصدير قبل فرض الرسوم وصمود الشحنات إلى أسواق خارج الولايات المتحدة. لكن الضغوط الانكماشية تتصاعد، إذ جاء نمو مبيعات التجزئة أقل من التوقعات، كما تسارعت وتيرة انخفاض أسعار المساكن في يونيو.

وفي هذا السياق، يتوقع بنك "مورجان ستانلي" أن يتراجع النمو إلى ما دون 4.5% في النصف الثاني من العام، مرجعاً ذلك إلى" انتهاء أثر التصدير المسبق وضعف التجارة العالمية في ظل تصعيد جديد للرسوم واستمرار حلقة انكماش الأسعار".

ارتفع الإنتاج الصناعي 6.8% في يونيو مقارنة مع العام السابق، وهي وتيرة أسرع من توقعات الاقتصاديين ب5.6%. وزادت مبيعات التجزئة 4.8% الشهر الماضي، أسوأ من توقعات الاقتصاديين.

وقالت ميشيل لام، كبيرة الاقتصاديين المعنيين بالصين الكبرى في سوستيه جنرال"الصورة تعكس قوة في جانب العرض، لكن الطلب المحلي لا يزال ضعيفًا، ولا يمكن التعويل على صمود الصادرات لفترة طويلة. إنها ليست بيانات جيدة، رغم أن الناتج المحلي الإجمالي جاء أعلى من التوقعات."

وسجل الإنتاج الصناعي تحسناً ملحوظًا، مدفوعًا بارتفاع إنتاج الصناعات التحويلية بنسبة 7.4% في يونيو على أساس سنوي — وهو أسرع معدل نمو خلال ثلاثة أشهر.

وكان الاقتصاديون يتوقعون أن يتباطأ نمو مبيعات التجزئة في يونيو بعد القفزة الكبيرة في مايو، لكن التراجع جاء أعمق بكثير من المتوقع.

وفي تفاصيل الإنفاق الاستهلاكي خلال يونيو: انخفضت مبيعات المشروبات الغازية والسجائر والكحول، وكذلك منتجات التجميل مقارنة بالعام الماضي. في الوقت نفسه، تباطأ نمو خدمات المطاعم والمأكولات بشكل ملحوظ. كل ذلك ضغط على الاستهلاك الكلي، على الرغم من استمرار الارتفاع القوي في مشتريات الأجهزة المنزلية ومعدات الاتصالات والأثاث، بفضل الدعم الحكومي الموجه لهذه القطاعات.

أفاد المكتب الوطني للإحصاءبأن الاستهلاك ساهم بنسبة تزيد قليلاً عن 52% من نمو الاقتصاد في الربع الثاني، وهي حصة أعلى مقارنة ببداية عام 2025، لكنها أقل بكثير من أكثر من 60% قبل عام، ما يعكس ضعف الزخم الاستهلاكي رغم دوره المركزي في دفع النمو.

أما معامل الانكماش في الاقتصاد - وهو مقياس واسع لأسعار السلع والخدمات عبر الاقتصاد- انخفض للفصل التاسع على التوالي، ما يُعد أطول سلسلة تراجع منذ بدء تسجيل هذه البيانات الفصلية في عام 1993.

أبرز المؤشرات الاقتصادية الأخرى:

  • ارتفع الاستثمار في الأصول الثابتة بنسبة 8% خلال الفترة من يناير إلى يونيو.
  • في المقابل، انكمش الاستثمار في القطاع العقاري بنسبة 2% خلال نفس الفترة.
  • بلغ معدل البطالة في المناطق الحضرية 5% في يونيو، دون تغيير عن الشهر السابق.

وذكر المكتب الوطني للإحصاء في بيان له: "الاقتصاد حافظ على نمو مستقر وزخم جيد، ما يُبرز مرونة وقوة دافعة واضحة."

لكنه حذّر أيضًا من أن "هناك العديد من العوامل غير المستقرة وغير المؤكدة في الخارج، في حين أن الطلب المحلي لا يزال غير كافٍ."

رغم تراجع الشحنات إلى الولايات المتحدة بنسبة 24% في الربع الثاني، فإن إجمالي الصادرات واصل الارتفاع، في حين دعم ـالتحفيز المالي عزز الطلب المحلي وقطاع البناء.

هذا الصمود يمنح بكين متنفساً لوضع استجابات سياسية إضافية في حال تجددت التوترات التجارية مع واشنطن عند انتهاء الهدنة الجمركية الحالية منتصف أغسطس.

وبحسب استطلاع أجرته بلومبرج، يتوقع المحللون أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.6% خلال العام الجاري — وهو ما يُعد أقل بكثير من الهدف الرسمي البالغ نحو 5%.

أشار بنك الشعب الصيني مرارًا إلى أنه ليس في عجلة من أمره لتطبيق تيسير نقدي واسع النطاق، مفضلًا بدلاً من ذلك تقديم دعم مستهدف عبر أدوات إقراض هيكلية لتوجيه الائتمان نحو القطاعات ذات الأولوية وتجنّب تراكم السيولة غير الفعّالة في النظام المالي.

وقد كانت الإعانات الحكومية – الممولة من حصيلة بيع سندات سيادية خاصة طويلة الأجل للغاية – عنصرًا رئيسيًا في دعم مشتريات الأسر من الهواتف الذكية والأجهزة المنزلية هذا العام، إلى جانب تعزيز استثمارات الشركات في المعدات الجديدة.

وبحسب تقرير سابق لوسائل الإعلام الرسمية، لا تزال السلطات المركزية والمحلية مسموح لها بإصدار أكثر من 7 تريليونات يوان (ما يعادل 976 مليار دولار) من السندات خلال النصف الثاني من العام، بهدف دعم النمو الاقتصادي.

ارتفع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة في يونيو بأقل من المتوقع للشهر الخامس على التوالي، حيث ساهم تراجع أسعار السيارات في تعويض زيادات في سلع أخرى منكشفة على الرسوم الجمركية.

وبحسب بيانات صادرة عن مكتب إحصاءات العمل يوم الثلاثاء، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين – باستثناء فئتي الغذاء والطاقة المتقلبتين – بنسبة 0.2% مقارنة بشهر مايو. وعلى أساس سنوي، سجل المؤشر ارتفاعًا بنسبة 2.9%.

وارتفعت أسعار السلع – باستثناء السلع الغذائية والطاقة – بنسبة 0.2% بعد أن استقرت دون تغيير في الشهر السابق. وأظهرت الفئات الأكثر انكشافاً على الرسوم الجمركية، مثل الألعاب والأثاث والأجهزة المنزلية والملابس، زيادات ملحوظة، مما يشير إلى أن الشركات بدأت في تمرير تكاليف الاستيراد المرتفعة إلى المستهلكين. وفي المقابل، تراجعت أسعار السيارات الجديدة والمستعملة.

أشار رئيس شركة Inflation Insights LLC، عُمير شريف، إلى أنه باستثناء السيارات، ارتفعت أسعار السلع الأساسية بنسبة 0.55% في يونيو — وهي أكبر زيادة شهرية منذ نوفمبر 2021. وقال في مذكرة: "تقرير اليوم يُظهر أن الرسوم الجمركية بدأت تؤلم."

ومع ذلك، فإن سلسلة قراءات التضخم التي جاءت دون التوقعات تُثير تساؤلات حول مدى اتساع تأثير رسوم الرئيس دونالد ترامب الجمركية على أسعار المستهلكين. فقد تمكّنت بعض الشركات من حماية عملائها عبر تخزين كميات كبيرة من السلع قبل فرض الرسوم أو تحمّل جزء من التكاليف المرتفعة على حساب هوامش أرباحها.

وتشير أرقام التضخم الأضعف من المتوقع إلى احتمال تزايد ضغوط ترامب على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة. ورغم أن بعض المسؤولين أبدوا استعدادهم للتحرك في اجتماع البنك المركزي بعد أسبوعين، فإن صانعي السياسة لا يزالون منقسمين بشأن ما إذا كانت الرسوم الجمركية ستؤدي إلى صدمة سعرية مؤقتة أم إلى ضغوط تضخمية أكثر استدامة، ومن المرجح أن يُبقوا أسعار الفائدة دون تغيير في الوقت الحالي.

وقالت سيما شاه، كبيرة الاستراتيجيين العالميين في Principal Asset Management، في مذكرة: "رغم أن أي ارتفاع في التضخم ناتج عن الرسوم الجمركية سيكون على الأرجح مؤقتًا، فإن إعلان رسوم إضافية يجعل من الحكمة أن يظل الفيدرالي على الحياد لبضعة أشهر إضافية على الأقل."

في الأسواق، ارتفعت العقود الآجلة للأسهم، بينما تذبذبت عوائد السندات الأمريكية، وتراجع الدولار بعد صدور التقرير.

تكاليف الخدمات

ارتفعت أسعار الخدمات – باستثناء الطاقة – بنسبة 0.3%. ومن بين مكونات الخدمات، ظل الإسكان – وهو أكبر مكون في المؤشر – أحد المحركات الرئيسية للتضخم في السنوات الأخيرة، لكنه تباطأ هذا الشهر بفعل انخفاض أسعار الإقامة في الفنادق.

ومؤشر آخر للخدمات يتابعه الفيدرالي عن كثب، يستثني تكاليف الإسكان والطاقة، سجل ارتفاعًا بنسبة 0.2%، مدفوعًا جزئيًا بزيادة كبيرة في تكاليف خدمات المستشفيات.

ورغم أن مسؤولي البنك المركزي يؤكدون أهمية هذا المؤشر عند تقييم مسار التضخم، إلا أنهم يعتمدون على مؤشر منفصل لحسابه ضمن قراراتهم.

هذا المقياس – المعروف باسم مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي – لا يُعطي وزناً كبيرًا لتكاليف السكن كما يفعل مؤشر أسعار المستهلكين، وهو ما يفسر جزئيًا اقترابه من مستهدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. ومن المنتظر أن يُصدر تقرير حكومي عن أسعار المنتجين يوم الأربعاء، والذي سيوفر مزيدًا من الإشارات حول فئات إضافية تؤثر مباشرة في مؤشر  أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، المقرر صدوره لاحقًا هذا الشهر.

ويرجع جزء من سبب تردد الشركات في رفع الأسعار إلى خشيتها من أن المستهلكين، الذين ازدادت نظرتهم التشاؤمية تجاه الاقتصاد هذا العام، لن يتسامحوا مع زيادات كبيرة وسيتجهون لتقليص الإنفاق — وهو ما سيراقبه الاقتصاديون عن كثب في تقرير مبيعات التجزئة المرتقب يوم الخميس.

ومع ذلك، أعلنت شركات مثل نايك ودولار جنرال كورب مؤخرًا عن نيتها رفع الأسعار.

العديد من الشركات لا تزال قادرة على الصمود مؤقتًا، خاصة مع أن موعد تطبيق الرسوم الجمركية الأشد صرامة التي فرضها ترامب قد تم تأجيله أكثر من مرة — ويُتوقع حاليًا تطبيقها في أوائل أغسطس، أي بعد نحو شهر من الموعد المتوقع سابقًا.

لكن خلال الأسبوع الماضي، صعّد ترامب من تهديداته الجمركية، لتشمل النحاس، وكذلك كندا والمكسيك ودول أخرى، مؤكدًا أنه لن يُمدد المهلة مرة أخرى. وتدور حاليًا مباحثات لعقد اتفاقات قبل حلول هذا الموعد.

كما يولي صانعو السياسات النقدية اهتمامًا كبيرًا لنمو الأجور، لما له من دلالة على التوقعات المستقبلية للإنفاق الاستهلاكي، وهو المحرك الأساسي للاقتصاد.

وفي تقرير منفصل صدر يوم الثلاثاء، جمع بين بيانات التضخم وبيانات الأجور الأخيرة، تبين أن متوسط الأجور الحقيقية في الساعة تباطأ إلى وتيرة 1% مقارنة بالعام الماضي — وهو أضعف معدل منذ مطلع عام 2025.

قال المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض، كيفن هاسيت، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمتلك السلطة لإقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول "لسبب مبرر" إذا توفّرت أدلّة تدعم ذلك، مشيرًا إلى أن البنك المركزي "مطالب بتفسير الكثير" بشأن تجاوزات التكلفة في مشروع تجديد مقره الرئيسي في واشنطن.

وفي حديثه لبرنامج "This Week" على شبكة ABC، أوضح هاسيت أن أي قرار يتخذه ترامب لمحاولة إقالة باول على خلفية ما تصفه الإدارة بأنه تجاوز في التكاليف بقيمة 700 مليون دولار "سيعتمد إلى حدّ كبير على الإجابات التي سنتلقاها على الأسئلة التي وجّهها روس فويت إلى الاحتياطي الفيدرالي."

هاجم روس فويت، مدير الميزانية في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي جيروم باول بسبب ما وصفه بـ"عملية تجديد مُتّرفة" لمباني الاحتياطي الفيدرالي، وطالب بتوضيحات بشأن سلسلة من الأسئلة تتعلق بمشروع تبلغ تكلفته 2.5 مليار دولار. وفي منشور على منصة إكس، شبّه فويت المشروع بـقصر فرساي الفرنسي، مشيرًا إلى أنه يتضمن حدائق على الأسطح ونوافير مياه ورخامًا فاخرًا.

وتؤكد تصريحات هاسيت أن إدارة ترامب تدرس فعليًا مسألة تكاليف التجديد وشهادة باول بشأن المشروع كأحد المسارات المحتملة لمحاولة إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي قبل وقت طويل من انتهاء ولايته المقرر في مايو 2026.

وكان ترامب قد دعا مرارًا إلى استقالة باول، متهمًا إياه بالفشل في خفض أسعار الفائدة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.

واصل نائب الرئيس جي دي فانس موجة الانتقادات في منشور على منصة إكس يوم الأحد قائلاً: "الاحتياطي الفيدرالي كان نائمًا تمامًا خلف عجلة القيادة. وكما يقول الرئيس ترامب، لقد تأخّروا كثيرًا – سواء في محاربة التضخم خلال عهد بايدن أو في خفض الفائدة الآن."

وفي محاولة للرد، نشر الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة قسم "أسئلة شائعة" على موقعه، يرد فيه على بعض ادعاءات روس فويت، موضحًا أن المشروع يُعد أول عملية تجديد شاملة لمباني البنك منذ بنائها في ثلاثينيات القرن الماضي. وشمل ذلك إزالة تلوث الرصاص وكمية من الأسبستوس كانت أكبر من التقديرات الأولية.

ويعرض صوراً لمواسير بها تسريبات وأسطح، وأشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أن ارتفاع التكاليف يعود إلى زيادات في أسعار المواد الخام والمعدات والعمالة. ونفى وجود مطاعم خاصة لكبار الشخصيات أو مصاعد فاخرة، كما زُعم. وأكد أن المشروع يتضمن "سقفًا أخضر" يحتوي على نباتات تساعد في تصريف مياه الأمطار وتنظيم درجات الحرارة، وهو تصميم شائع في العديد من المباني الفيدرالية منذ عقود، لكنه لا يتضمن سطحًا مفتوحًا.

وقال جيروم باول في شهادته أمام أعضاء مجلس الشيوخ في يونيو: "لا توجد نوافير مياه جديدة، ولا خلايا نحل، ولا حدائق على أسطح المباني." نافياً بذلك وجود إنفاق زائد عن الحد على المشروع.

قال جيروم باول إن المقر الرئيسي للاحتياطي الفيدرالي، الذي يبلغ عمره قرابة 90 عامًا، "لم يكن آمنًا حقًا، ولم يكن مقاومًا للمياه"، معترفًا في الوقت ذاته بوجود تجاوزات في التكاليف.

وأوضح الاحتياطي الفيدرالي أن المشروع، الذي يتضمن أيضًا تحسينات لمبنى مجاور، يهدف إلى دمج الموظفين ضمن مقر موحد وتقليص تكاليف استئجار المكاتب الخارجية. ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب المفتش العام للاحتياطي الفيدرالي في فبراير، فقد ارتفعت التكاليف إلى 2.4 مليار دولار، مقارنة بتقدير سابق بلغ 1.9 مليار دولار قبل عامين، أي بزيادة قدرها 500 مليون دولار.

جدل حول الصلاحيات

وعند سؤاله عمّا إذا كان ترامب يملك صلاحية إقالة باول، قال كيفن هاسيت — الذي يُطرح اسمه كمرشح محتمل لخلافة باول في المنصب —: "هذا أمر يخضع للدراسة، لكن بالتأكيد، إذا وُجد سبب مبرر، فالرئيس يملك تلك الصلاحية."

لكن النائب الجمهوري فرينش هيل، رئيس لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب، قال إن ترامب لا يمتلك السلطة لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، مؤكدًا أن الكونجرس سيواصل ممارسة رقابة قوية على البنك المركزي.

وأضاف هيل في مقابلة مع برنامج Face the Nation على شبكة CBS: "صحيح أن الكونجرس أنشأ الاحتياطي الفيدرالي ونؤمن باستقلاله في وضع السياسة النقدية، لكن هذا لا يجعله بمنأى عن الانتقاد."

وأشار إلى أن "كل رئيس منذ الحرب العالمية الثانية كانت له انتقادات لاذعة لرئيس الفيدرالي عندما لا تتماشى السياسات مع توجهاته."

دعوات لتغيير شامل في نظام البنك

وفي سياق متصل، قال كيفن وورش، العضو السابق في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، والذي يُنظر إليه كمنافس محتمل على رئاسة البنك المركزي، إن المؤسسة بحاجة إلى "تغيير جذري"، يتجاوز مجرد تغيير رئيسها.

وقال وورش في مقابلة مع برنامج Sunday Morning Futures على قناة فوكس: "الاحتياطي الفيدرالي فقد بوصلته — في الإشراف، وفي السياسة النقدية."

وأضاف: "نحتاج إلى تغيير نظام في الفيدرالي، وليس فقط تغيير الرئيس. نحتاج إلى تغيير العقليات والنماذج، وبصراحة، إلى 'كسر بعض الرؤوس'، لأن الطريقة التي يُدار بها البنك لم تعد فعالة."

ارتفع سعر الفضة إلى أعلى مستوى له منذ ما يقرب من 14 عامًا، مع سعي المستثمرين إلى بدائل للذهب الذي يقترب من مستويات قياسية، وسط تزايد في الطلب أدى إلى ضيق المعروض الفعلي من المعدن.

وارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة وصلت إلى 1.9%، متجاوزة 39 دولارًا للأونصة، وذلك بعد مكاسب بلغت 4% الأسبوع الماضي. وقفزت التكلفة السنوية الضمنية لاقتراض المعدن لمدة شهر إلى أكثر من 6%، مقارنةً بمعدلاتها المعتادة القريبة من الصفر.

هذا الارتفاع في الإقبال على الفضة وضع السوق الفعلية تحت ضغط، خصوصًا في لندن، حيث أن  معظم الفضة مملوكة لصناديق الاستثمار المتداولة، ما يجعلها غير متاحة للإقراض أو الشراء المباشر. ومنذ فبراير، زاد حجم صناديق الاستثمار المدعومة بالفضة بنحو 2,570 طنًا، بحسب بيانات جمعتها بلومبرج.

وتفوق أداء الفضة على الذهب في الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى تراجع نسبة السعر بين المعدنين، رغم أن الفضة لا تزال تُعتبر رخيصة نسبيًا من منظور تاريخي. فحاليًا، يتطلب الأمر نحو 86 أونصة من الفضة لشراء أونصة واحدة من الذهب، مقارنة بمتوسط عشر سنوات البالغ 80.

قالت بريانكا ساشديفا، المحللة في شركة Phillip Nova Pte Ltd: "الطلب على الفضة يستفيد حاليًا من تهديدات الحروب التجارية وأن يكون المعدن في غير متناول الكثيرين." وأضافت: "الذهب شهد بالفعل موجة صعود هائلة، وأصبح باهظاً في الوقت الحالي،" ما يدفع المستثمرين بشكل أكبر نحو التفكير في بديل أقل تكلفة، مثل الفضة.

ساهمت المخاوف بشأن السياسات التجارية الأمريكية في دفع أسعار الفضة إلى مستويات أعلى. فقد تعرضت المكسيك، أكبر منتج للفضة في العالم والمورّد الرئيسي للسوق الأمريكية، لتهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 30%. ورغم أن اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) استثنت الفضة من أحدث موجة من الرسوم، إلا أن بعض المتعاملين أعربوا عن قلقهم من احتمال إلغاء هذه الإعفاءات لاحقًا.

في الوقت ذاته، شهد الفارق بين سعر الفضة الفوري في سوق لندن وعقود سبتمبر الآجلة في نيويورك اتساعًا غير معتاد، شبيهًا بما حدث في بداية العام، عندما أدت المخاوف من سياسات الرئيس دونالد ترامب التجارية المتشددة إلى موجة من شحنات الذهب والفضة من لندن إلى الولايات المتحدة، ما ساهم في ارتفاع الأسعار.

وسجل المعدن مكاسب بنسبة 35% منذ بداية العام، متجاوزًا مكاسب الذهب التي بلغت 28% . وتتمتع الفضة، إلى جانب دورها كأصل ملاذ آمن، باستخدامات صناعية مهمة، خصوصًا في ألواح الطاقة الشمسية. وبحسب معهد الفضة العالمي (The Silver Institute)، يتجه السوق نحو تسجيل عجز للعام الخامس على التوالي.

وبحلول الساعة 11:41 صباحًا في لندن، ارتفعت الفضة بنسبة 1.7% إلى 39.08 دولارًا للأونصة، فيما صعد الذهب بنسبة 0.5% ليبلغ 3371.05 دولارًا للأونصة، بعد زيادة بنسبة 0.6% الأسبوع الماضي. وقد لقي الذهب دعمًا هذا العام من عمليات الشراء التحوّطية في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، إلى جانب مشتريات البنوك المركزية.

أنهت الصين النصف الأول من العام بفائض تجاري قياسي بلغ نحو 586 مليار دولار، وذلك بعد أن بدأت الصادرات إلى الولايات المتحدة في الاستقرار، مع تمكن المصانع من تجاوز تقلبات الرسوم الجمركية التي أربكت التجارة العالمية.

وارتفعت الصادرات بنسبة 5.8% في يونيو مقارنة بالعام الماضي إلى 325 مليار دولار، متجاوزة متوسط التقديرات في استطلاع أجرته وكالة بلومبرج لآراء المحللين. كما ارتفعت الواردات بنسبة 1.1%، مسجلة أول نمو لها منذ فبراير، وفقاً لبيانات صادرة عن الإدارة العامة للجمارك يوم الإثنين.

وتراجعت الشحنات إلى الولايات المتحدة بنسبة 16.1% مقارنة بالعام الماضي، بعد هبوط بأكثر من 34% في مايو. وتمكنت الشركات الصينية من تعويض هذا الانخفاض من خلال زيادة مبيعاتها في أسواق أخرى، حيث قفزت الصادرات إلى الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بنسبة 17% مقارنة بالعام الماضي.

قال وانغ لينغجون، نائب رئيس هيئة الجمارك الصينية، في مؤتمر صحفي: "لقد قاومت التجارة الصينية الضغوط وحققت تقدماً خلال النصف الأول من العام."

وأضاف: "لكن علينا أن نلتفت إلى أن الأحادية والحمائية التجارية آخذتان في التصاعد على المستوى العالمي، وأن البيئة الخارجية تزداد تعقيداً وقتامة وغموضاً."

تحويل مسار الصادرات بعيدًا عن الولايات المتحدة يساهم في تفسير صمود المصانع الصينية، حيث يدعم هذا التوجه الاقتصاد المحلي المتباطئ خلال واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا في التجارة الدولية. والسؤال المطروح الآن هو: إلى متى سيستمر هذا الزخم الأخير؟ خصوصًا مع سعي إدارة ترامب إلى الحد من عمليات إعادة تصدير البضائع إلى أمريكا عبر دول أخرى.

أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن سلسلة جديدة من الرسوم الجمركية على شركائها التجاريين، مشيرة إلى أن هذه الرسوم ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس. كما كشفت عن فرض تعريفة جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، وألمحت إلى أن هناك المزيد من الرسوم القطاعية قيد الإعداد.

وقال خبراء اقتصاد في مجموعة جولدمان ساكس، من بينهم أندرو تيلتون، في تقرير لهم: "الارتفاع في معدل نمو الصادرات الإجمالي يعكس بشكل رئيسي التعافي في الصادرات المتجهة إلى الولايات المتحدة خلال يونيو، والذي يُرجح أنه ناتج عن التخفيض الكبير في الرسوم الجمركية عقب المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في جنيف في مايو."

وأضافوا: "نمو الصادرات والواردات على حد سواء جاء أعلى من المتوقع."

في حين أن الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الصينية قد تم تقليصها إلى نحو 55%، بعد أن بلغت ذروتها عند 145% في أوائل أبريل، لا تزال بكين تواجه مخاطر متزايدة نتيجة لتغيرات استراتيجية التجارة التي تنتهجها واشنطن.

فعلى سبيل المثال، يتضمّن الاتفاق الجديد مع فيتنام فرض تعريفة جمركية بنسبة 20% على الصادرات الفيتنامية إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى رسوم أعلى بنسبة 40% على البضائع التي تُصنّف على أنها "معاد تصديرها" — وهو ما يُعد استهدافًا مباشرًا لحيلة لطالما استخدمها المصدرون الصينيون للالتفاف على التعريفات الأمريكية.

ومن شأن هذه الخطوة أن تُقيّد الطلب على المنتجات الصينية المتجهة مباشرة إلى الولايات المتحدة، وكذلك على المكوّنات الصينية المستخدمة في سلاسل التوريد داخل دول أخرى.

قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إنه يتوقع الاجتماع مع نظيره الصيني خلال الأسابيع المقبلة لمواصلة المناقشات الجارية.

أرقام التجارة الأقوى من المتوقع تشكّل دفعة لاقتصاد غارق في انكماش الأسعار وأزمة إسكان مستمرة منذ سنوات، أدّت إلى تراجع حاد في الطلب وتآكل ثروات الأفراد. ومن المتوقع أن تُظهر البيانات الرسمية، المقرر صدورها يوم الثلاثاء، أن الناتج المحلي الإجمالي قد نما بنسبة 5.1%  على أساس سنوي خلال الربع المنتهي في يونيو، وفقًا لاستطلاع أجرته بلومبرج.

قال تشيواي تشانغ، كبير الاقتصاديين في شركة Pinpoint Asset Management "يبدو أن تسريع وتيرة الشحنات إلى الولايات المتحدة لم يتوقف بعد."

وأضاف: "الصادرات القوية تساهم جزئيًا في تعويض ضعف الطلب المحلي، ومن المرجح أن تُبقي نمو الناتج المحلي الإجمالي قريبًا من مستهدف الحكومة البالغ 5% خلال الربع الثاني."