جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
وضع القادة الذين نصبتهم روسيا في الأراضي المحتلة بأربع مناطق أوكرانية خططًا لإجراء استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا هذا الأسبوع، في خطوة قال حليف للرئيس فلاديمير بوتين إنها ستغير المشهد الجيوسياسي للأبد.
وصور مسؤولون روس هذه الخطوة على أنه من شأنها أن تمنح موسكو حق إعلان سيادتها على هذه الأراضي والدفاع عنها بأي وسيلة ممكنة. فيما إعتبرت أوكرانيا ذلك حيلة من جانب روسيا لمحاولة استعادة زمام المبادرة بعد خسائر ثقيلة في ساحة المعركة.
من جهته، كتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر أن "الاستفتاءات الزائفة لن تغير شيئا". "روسيا كانت ولا تزال معتدية تحتل بشكل غير شرعي أجزاء من الأراضي الأوكرانية. لأوكرانيا كل الحق في تحرير أراضيها وستواصل تحريرها بغض النظر عما تقوله روسيا".
وأعلن المسؤولون الذين نصبتهم روسيا عن استفتاءات مخطط لها في الفترة من 23 إلى 27 سبتمبر في مناطق لوهانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا، والتي تمثل حوالي 15٪ من الأراضي الأوكرانية أو مساحة بحجم المجر أو البرتغال.
وتعتبر روسيا بالفعل لوهانسك ودونيتسك، اللتان احتلتهما جزئيًا في عام 2014، دولتين مستقلتين. فيما تعتبرهم أوكرانيا والغرب أجزاء من أوكرانيا محتلة بشكل غير قانوني من قبل الغزاة الروس.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي موجه إلى بوتين، كتب زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشلين "أطلب منك، في أقرب وقت ممكن، في حالة اتخاذ قرار إيجابي في الاستفتاء - الأمر الذي ليس لدينا شك فيه - اعتبار جمهورية دونتيسك جزءًا من روسيا".
وصوّرت بعض الشخصيات الموالية للكرملين الاستفتاءات على أنها إنذار نهائي للغرب لقبول المكاسب الروسية من الأراضي أو مواجهة حرب شاملة مع خصم مسلح نوويًا.
بدوره، قال ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق والآن النائب المتشدد لرئيس مجلس الأمن القومي الذي يتزعمه بوتين، على وسائل التواصل الاجتماعي "التعدي على الأراضي الروسية جريمة تسمح لك باستخدام كل قوى الدفاع عن النفس".
وكتب "هذا هو سبب الخوف الشديد من هذه الاستفتاءات في كييف والغرب". "سوف تغير تمامًا مسار تطور روسيا لعقود. وليس فقط بلدنا. سيكون التحول الجيوسياسي للعالم لا رجوع فيه بمجرد ضم الأراضي الجديدة إلى روسيا".
وتقول واشنطن والغرب حتى الآن إنه لا ينبغي استخدام الأسلحة التي يرسلوها إلى أوكرانيا في إستهداف الأراضي الروسية، إلا أنهم لم يوسعوا ذلك ليشمل الأراضي التي يرون أنها ضمتها بشكل غير قانوني، مثل شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا في 2014.
وقالت مارجريتا سيمونيان، رئيسة تحرير محطة آر تي التلفزيونية الموالية للكرملين، إن التصويت يمكن أن يحقق انتصارًا لروسيا أو حربًا أوسع وأكثر خطورة.
وأضافت سيمونيان، التي يُنظر إليه على أنها متشددة، على تطبيق تليجرام "اليوم استفتاء، وغدًا الاعتراف كجزء من الاتحاد الروسي، وبعد غد، تصبح الهجمات على الأراضي الروسية حربًا شاملة بين أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي وروسيا، بما يحرر أيدي روسيا من جميع النواحي".
لكن المسؤولين الأوكرانيين وصفوا هذه الخطوة على أنها خطوة يائسة في وقت تتراجع فيه القوات الروسية. وقلل أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من شأن التهديد بإجراء استفتاءات ووصفه بأنه "ابتزاز ساذج" وعلامة على أن روسيا خائفة.
وأعلنت روسيا الاستيلاء على جميع منطقتي لوهانسك ودونيتسك كهدف رئيسي لـ "عمليتها العسكرية الخاصة" منذ أن إنهزمت قوات الغزو في مارس في ضواحي كييف.
وتسيطر روسيا الآن على حوالي 60٪ من دونيتسك وقد استولت على كامل لوهانسك تقريبًا بحلول يوليو بعد تقدم بطيء خلال أشهر من القتال العنيف. لكن هذه المكاسب مهددة الآن بعد طرد القوات الروسية من إقليم خاركيف المجاور هذا الشهر، لتفقد السيطرة على خطوط الإمداد الرئيسية لأغلب خطوط الجبهة في دونيتسك ولوهانسك.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.