جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
يدلي الإيطاليون بأصواتهم يوم الأحد بعد حملة انتخابية شهدت عودة مفاجئة لقطب الإعلام ورئيس الوزراء الاسبق سيلفيو برلسكوني وتهديد من الحزب الشعبوي "حركة الخمس نجوم" للأحزاب التقليدية.
وربما لن تسفر النتيجة عن فائز صريح حيث أظهرت استطلاعات الرأي التي نشرت قبل فترة صمت انتخابي بدأت يوم 17 فبراير إن برلمان معلق هو السيناريو الأرجح. وفتحت مراكز الإقتراع في الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي وستغلق الساعة 11:00 مساءا (1200 بتوقيت القاهرة)، عندما ستصدر أول استطلاعات للناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم.
وأفادت تقارير بوجود طوابير طويلة في مراكز إقتراع من ميلانو في الشمال إلى باليرمو في إقليم صقلية حيث فتحت عدة مراكز أبوابها في وقت متأخر لأن الألاف من الأوراق الانتخابية تعين إعادة طباعتها بسبب أخطاء. وبلغت نسبة الحضور حوالي 19% في وقت الظهر، وفقا لوزارة الداخلية.
وربما يفوز حزب "حركة الخمس النجوم" بأكبر عدد مقاعد لحزب واحد—وفقا لاستطلاعات الرأي قبل الصمت الانتخابي—إلا ان تحالف يميني وسطي يقوده برلسكوني متوقع إقترابه من الأغلبية المطلقة. وتمكن برلسكوني صاحب أكبر مجموعة إعلامية في إيطاليا والبالغ سنه 81 عاما من تحقيق عودة صادمة للمسرح السياسي، لكن فقط بالتعاون مع مجموعة شعبوية أخرى هي حزب "رابطة الشمال" المناهض للاتحاد الأوروبي، الذي يتحدى هيمنة برلسكوني على تيار اليمين الإيطالي.
وسيسفر برلمان معلق عن فترة ممتدة من المساومات بين الأحزاب. وتعهد زعيم حزب الخمس نجوم لويجي دي مايو، 31 عاما، بعدم السعي لتشكيل حكومة ائتلافية، لكن دعا الخصوم لتأييده إذا فاز حزبه بأكبر عدد من المقاعد.
وقال روبرتو دي ألمونتي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة لويس بروما، "حركة الخمس نجوم تغير المشهد السياسي". "إذا لم يحصل يمين الوسط على أغلبية، سيتوقف الكثير على ما إذا كان حزب الخمس نجوم سيفتح الباب أمام فكرة حكومة ائتلافية".
وتصدى العام الماضي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته لتحدي الشعبويين المشككين في الاتحاد الأوروبي من خلال انتخابات عامة كما ظل حزب المستشارة أنجيلا ميركيل القوة الأكبر في البرلمان الألماني رغم صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض للهجرة. وتكافح الأحزاب التقليدية في إيطاليا لمضاهاة هذا الأداء بعد سنوات من النمو الاقتصادي الباهت وقلق واسع النطاق بشأن الهجرة.
وتتعايش إيطاليا مع عدم الاستقرار السياسي منذ الحرب العالمية الثانية إذ تولى شؤونها 65 حكومة منذ تلك الحرب. وكان باولو جينتيلوني المنتمي للحزب الديمقراطي قائما بتصريف أعمال رئيس الوزراء منذ إستقالة ماتيو رينتسي بعد ان فشل إستفتاء دعا له لإصلاح مجلس الشيوخ في ديسمبر 2016.
ومن المقرر ان يبدأ الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتريلا مناقشات رسمية مع قادة الأحزاب بدءا من أوائل أبريل قبل اختيار مرشح يعتقد أنه قادر على حشد أغلبية. وسيتعين على رئيس الوزراء القادم الفوز بتصويت على الثقة في مجلسي البرلمان.
وقد يهدد تشكيل حكومة تعتمد على تحالف برلسكوني أو حزب الخمس نجوم بإثارة اضطرابات في الأسواق المالية وسط مخاوف بشأن تأثيرهما على الوضع المالي في دولة لديها دين عام هائل. وإختلف برلسكوني مع حلفائه في أكثر من مرة خلال الحملة الانتخابية حول من يجب ان يكون رئيسا للوزراء وبشأن سياسات تتنوع من تخفيضات ضريبية إلى إصلاح للمعاشات واليورو.
ولم يثر احتمال برلمان معلق خوف الأسواق المالية في الفترة التي سبقت التصويت. فمؤشر الأسهم الرئيسي في إيطاليا هو الأفضل أداء بين الأسواق الأوروبية الرئيسية هذا العام. وقال فابريزيو فيوروني، المسؤول الاستثماري في يو.بي.اي براميريكا، إن فارق العائد بين الديون الإيطالية لأجل 10 سنوات ونظيرتها الألمانية قد ينخفض لأدنى مستوى في عامين عند 100 نقطة أساس خلال الشهر القادمين إذا جاءت الانتخابات بنتيجة ترضي السوق.
ويحظر على برلسكوني شغل منصب عام حتى العام القادم بسبب إدانته بالتهرب الضريبي في 2013. لكنه يقول أنه قد يلعب دورا رئيسيا من الكواليس وطرح اسم أنطونيو تاجاني رئيس البرلمان الأوروبي ليكون مرشحه لرئاسة الوزراء.
وقال برلسكوني للصحيفة الإيطالية "ال ميساجيرو" خلال مقابلة نشرت يوم السبت أنه من المهم ان يكون للحكومة القادمة "رئيس وزراء يتمتع بعلاقات قوية في أوروبا لأن إيطاليا لابد ان تستعيد النفوذ الذي فقدته في الاتحاد الأوروبي".
وكشف دي مايو النقاب عن فريق من وزراء محتملين بدون خبرة في الحكم وتعهد بتعزيز الإنفاق على الفقراء وخفض الضرائب والحد من الدين العام—وفي نفس الوقت أيضا تعديل معاهدات الاتحاد الأوروبي لتخفيف قواعد الإنفاق. وتراجع عن خطط سابقة بالتخلي عن العملة الموحدة، حيث أبلغ محطة الإذاعة راديو 24 إن "الخروج من منطقة اليورو ليس مطروحا للنقاش".
وعلى الرغم من ان دي مايو وزعيم حزب "رابطة الشمال" ماتيو سالفيني استبعدا تشكيل تحالف خلال الحملة الانتخابية، إلا ان هذا الموقف قد يتغير بمجرد إعلان النتائج. وقال سالفيني نفسه في أكتوبر أنه إذا لم يفز ائتلافه مع برلسكوني بأغلبية فسوف يتصل بالمؤسس المشترك لحزب الخمس نجوم بيبي جريلو.
وإنضم جريلو لدي مايو في تجمع انتخابي ختامي في ساحة ديل بوبولو في روما، وأشار مايو إن حزب الخمس نجوم مستعد للحكم قائلا "زمن المعارضة قد إنتهى".
وشهد الحزب الديمقراطي الحاكم تراجع تأييده على مدار الحملة الانتخابية وقال زعيمه رينتسي لصحيفة "لا ريبوبليكا" إن إيطاليا تواجه خطر "حكومة متطرفة" من حزب الخمس نجوم وحزب رابطة الشمال والحزب اليميني المتطرف "إخوة إيطاليا" ما لم يأت حزبه في الترتيب الأول.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.