جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
أشار محافظ البنك المركزي الصيني إن بكين وواشنطن قريبتان من التوصل إلى اتفاق حول العملة في إطار مفاوضاتهما المستمرة لتسوية صراع تجاري مستمر منذ عام.
وقال يي جانغ محافظ البنك المركزي الصيني في مؤتمر صحفي يوم الأحد على هامش الدورة التشريعية السنوية للدولة "توصل الجانبان إلى توافق حول قضايا كثيرة مهمة".
وفي إطار الاتفاق، قال يي إن الصين لن تخفض قيمة عملتها لمنح المصدرين الصينيين ميزة تنافسية في الأسواق الخارجية، وهو إلتزام قطعه مسؤولون صينيون على أنفسهم أيضا في إتفاقيات متعددة الأطراف مثل الاتفاقيات بين الدول الصناعية لمجموعة العشرين. وأكد يي"هذا ما تعهدنا به...لن نفعل هذا بكل تأكيد".
وكانت الكيفية التي تدير بها الصين عملتها نقطة خلاف بين واشنطن وبكين على مدى سنوات. وخلال حملته الانتخابية كان ترامب صريحا في إتهام الصين بالتلاعب باليوان لكسب تفوق في التجارة بجعل منتجاتها أرخص نسبيا. وكرر ترامب هذا الإتهام العام الماضي، عندما أثار انخفاض حاد لليوان شكوكا أن بكين تخفض قيمة عملتها لتعويض أثر رسوم جمركية أمريكية على منتجات صينية.
وفي المحادثات التجارية مؤخرا، ضغط المفاوضون الأمريكيون على نظرائهم الصينيين للحفاظ على إستقرار اليوان وتحسين الشفافية حول تدخلات البنك المركزي الصيني في سوق العملة. وخلال جلسة إستماع الشهر الماضي في الكونجرس، قال روبرت لايتهايزر الممثل التجاري الأمريكي "أمضينا وقتا طويلا حول قضية العملة والاتفاق سيكون قابلا للتنفيذ".
ولكن تبقى كيفية تطبيق اتفاق حول العملة، إذا تم التوصل إليه، أمرا غير واضح. ويتجادل الجانبان حول ألية تنفيذ لاتفاق تجاري أوسع نطاقا. وقال وانغ شوين أحد كبار المفاوضين التجاريين الصينيين للصحفيين يوم السبت إن أي نظام كهذا لابد ان يكون "ثنائيا وعادلا ومتساويا".
وفي مؤتمر صحفي يوم الأحد، قال يي إن الجانبين ناقشا كيف ينبغي ان يصرحوا بمعلومات عندما يشترون أو يبيعون في أسواق النقد الاجنبي وفقا لقواعد حددها صندوق النقد الدولي. وقال إن النقاش شمل أيضا كيف يجب ان تحترم الدولتان سيادة السياسة النقدية لبعضهما البعض.
وتعد القضية الأخيرة مبعث قلق بالغ للبنك المركزي الصيني لأنه لا يريد ان يؤدي تعهد بالحفاظ على إستقرار اليوان بتقييد يديه في دعم النمو الاقتصادي من خلال تيسير سياسة الائتمان حيث ان السماح بتدفقات أكبر لليوان في الاقتصاد قد يضغط على قيمة العملة.
وقال يي إن البنك المركزي الصيني ينظر في الأساس إلى عوامل محلية عند تحديد السياسة النقدية. وتابع "سعر الصرف ليس عاملا رئيسيا في السياسة النقدية المحلية".
وإستشهد لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض يوم الأحد بالتعليقات الخاصة بالعملة كدليل على ان الجانبين يحققان تقدما نحو إبرام اتفاق تجاري. وقال إنه "متفائل" بأن يتوصل الجانبان إلى اتفاق هذا الشهر أو الشهر القادم. وصرح في مقابلة مع فوكس نيوز يوم الأحد إن الجانبين "يعملان على التوافق حول بعض النقاط الصعبة".
وواجهت المحادثات مؤخرا عثرة حيث تتردد بكين في الترتيب لقمة تجارية بين الرئيس شي جين بينغ والرئيس ترامب في منتجع مارا لاجو المملوك لترامب في فلوريدا. فيخشى مسؤولون صينيون بعد ان شاهدوا القمة الفاشلة مع كوريا الشمالية أن يحرج ترامب شي بتقديم مطالب على أساس إقبلها كلها أو ترفضها كلها.
ويشير محللون ومستثمرون كثيرون ان تعهد الصين عدم تخفيض عملتها من أجل كسب ميزة تنافسية لا يعد تنازلا كبيرا للولايات المتحدة. على مدى عشر سنوات، سمحت الصين بصعود اليوان الذي هو دون قيمته العادلة إلى حد كبير. وبعد ان إنتهى مسار الصعود في 2015، بدأ اليوان يتعرض لضغط أكبر، وتدخل البنك المركزي الصيني بشكل متكرر لمنع العملة من الانخفاض بشكل أكبر.
ويتخوف المسؤولون الصينيون من ان انخفاضا حادا قد يدفع الشركات والمستثمرين لنقل أموالهم إلى الخارج الذي قد يهدد إستقرار النظام المالي الذي يكافح بالفعل ركاما من الديون المتزايدة.
وفي المؤتمر الصحفي، أشار يي إلى جهود البنك المركزي للحفاظ على استقرار اليوان في السنوات الأخيرة لافتا إلى أنه إستنزف تريليون دولار من احتياطي النقد الأجنبي للدفاع عن العملة.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.