Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha
هيثم الجندى

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

تراجع الذهب يوم الاربعاء مع صعود الدولار وجني المستثمرين أرباحا بعد قفزة بأكثر من 1% في الجلسة السابقة، لكن الغموض حول التجارة بين الولايات المتحدة والصين والاقتصاد العالمي أبقى المعدن النفيس قرب أعلى مستوياته منذ سنوات عديدة.

وإنخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1537.16 دولار للاوقية في الساعة 1509 بتوقيت جرينتش. ولامس يوم الاثنين 1554.56 دولار الذي هو أعلى مستوى منذ أبريل 2013.

ونزلت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 0.3% إلى 1546.80 دولار للاوقية.

وصعد الدولار 0.2% مما يجعل الذهب أعلى تكلفة على حائزي العملات الأخرى، بينما تحولت أسواق الأسهم الأمريكية للصعود.

ولكن ظلت المعنويات في الأسواق ككل ضعيفة نتيجة إنعكاس أشد حدة في منحنى عائد السندات الأمريكية الذي ينذر بركود محتمل، وغياب وضوح على صعيد التجارة بين الولايات المتحدة والصين، الذي أبقى الطلب على الملاذات الآمنة قائما.

وأشارت العقود الاجلة للاموال الاتحادية ان المتعاملين يرون فرصة بنسبة 91% لتخفيض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس الشهر القادم، وتخفيضها 100 نقطة أساس خلال 2020.

وتراقب الأسواق أيضا خروج بريطانيا المخطط له من الاتحاد الأوروبي، مع تزايد المخاوف من إنفصال بريطانيا بدون اتفاق بعدما حل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون البرلمان.

تحرك رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون  لتعليق عمل البرلمان عدة أسابيع، في تكتيك يهدف إلى منع المشرعين المتمردين من إعتراض إنفصال بدون اتفاق عن الاتحاد الأوروبي مما يمهد لمعركة محفوفة بالمخاطر بين المشرعين الشهر القادم.

وقبل أكثر قليلا من شهرين على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يقلص القرار الوقت المتاح أمام المشرعين لتمرير تشريعات تحول دون مضي حكومة جونسون في إنسحاب بدون اتفاق من التكتل يوم 31 أكتوبر.

وينقسم البرلمان البريطاني حول الكيفية التي يجب ان تغادر بها بريطانيا أكبر شريك تجاري لها وما إذا كان يجب ان تغادر. وستزيد تكتيكات جونسون الضغط على المعارضة والمشرعين المتمردين للتحرك سريعا عندما يعودون في الأسبوع الأول من سبتمبر، سواء بالدعوة لتصويت حجب ثقة من حكومة جونسون في مسعى لإطلاق إنتخابات جديدة، أو محاولة تمرير تشريعات قد تجبر رئيس الوزراء على طلب تمديد جديد للموعد النهائي للبريكست.

وأدى أول صدام في هذه المواجهة البرلمانية إلى إنخفاض الجنيه الاسترليني 0.9% مقابل الدولار واليورو، مع تخوف المستثمرين بشأن الضرر الاقتصادي الذي قد تواجهه الدولة إذا قطعت فجأة علاقاتها بالاتحاد الأوروبي.

وبينما ربما تلوح انتخابات في الأفق، يقوم جونسون بعمل توازن دقيق، بين محاولة ان يبدو مستعدا لتنفيذ بريكست بدون اتفاق على آمل إنتزاع تنازلات من الاتحاد الأوروبي، وقبول إتفاق.

ورد الرئيس ترامب على القرار، قائلا على تويتر إنه "سيكون صعبا جدا على جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال المعارض في بريطانيا، ان يسعى لإجراء تصويت حجب ثقة" من رئيس الوزراء لأن جونسون "هو بالضبط الذي كانت تبحث عنه بريطانيا".

وبموجب خطة الحكومة، التي صادقت عليها الملكة إليزابيث الثانية يوم الاربعاء، ستنتهي الدورة البرلمانية الحالية بين 9 و12 سبتمبر وبعدها ستأذن الملكة بعودة البرلمان يوم 14 أكتوبر.

وإجمالا، سيحد هذا التعليق لعمل البرلمان من حجم الوقت الذي سينعقد فيه المجلس قبل الموعد النهائي للبريكست، مما يقلص الوقت الذي يعتقد المشرعون المعارضون للخروج بدون اتفاق إنهم قد يستغلونه لتقييد يد جونسون.

وأثارت مناورة تعليق البرلمان شكاوي من مشرعين كثيرين. وقال جون بيركو رئيس مجلس العموم في بيان إن ذلك "يمثل إنتهاكا دستوريا". ووصفه فيليب هاموند، المشرع المحافظ ووزير المالية السابق الذي يعارض البريكست بدون اتفاق، "بغير الديمقراطي على نحو سافر".

وعلى الصعيد الداخلي، لابد ان يدعم جونسون حزبه المحافظين الذي لديه أغلبية بمقعد واحد فقط في مجلس العموم. وينقسم المحافظون أنفسهم، مع دعوة الجناح المشكك للاتحاد الأوروبي بأن تغادر بريطانيا بدون اتفاق في نهاية أكتوبر إلا إذا تم التفاوض على اتفاق مختلف تماما مع الاتحاد الأوروبي. وجزء من سبب ذلك ان حزب البريكست المنافس، الذي يدعو للمغادرة بدون اتفاق يستقطب من أصوات المحافظين في الأشهر الأخيرة.

ودافع جونسون عن قراره تعليق البرلمان في ظل إعتراضات على أنه غير ديمقراطي. وتعد هذه الممارسة مسألة شكلية عندما تكشف الحكومة عن أجندتها التشريعية الجديدة كل عامين تقريبا. وفي الطبيعي، يتم تعليق عمل البرلمان لفترة لا تزيد عن أسبوع، بما يوقف النشاط البرلماني لكن يسمح للحكومة بمواصلة عملها.

ولكن، خطة جونسون هي تعليق عمل البرلمان لوقت أطول. ويقول جونسون بأن الدورة البرلمانية الحالية—340 يوما—هي الأطول منذ الحرب الأهلية الانجليزية في القرن ال17.

وأرسل جونسون خطابا للمشرعين يوم الاربعاء قال فيه ان تعليق البرلمان سيسمح لهم بالتصويت على الأجندة التشريعية الجديدة للحكومة بعد قمة هامة لزعماء الاتحاد الأوروبي يوم 17 أكتوبر، فيها سيتم مناقشة اتفاق للبريكست. وكتب "حال إذا نجحت في التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، سيتسنى للبرلمان وقتها فرصة تمرير مشروع القانون المطلوب للمصادقة على الاتفاق قبل 31 أكتوبر".

وقبل ان يتولى جونسون السلطة في يوليو، رفض المشرعون ثلاث مرات التشريع الذي يسمح لبريطانيا ان تغادر التكتل بإتفاق إنفصال.

وكانت نقطة الخلاف الرئيسية نصا في الاتفاق سيبقي المملكة المتحدة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاتحاد الأوروبي حتى يمكن التوصل إلى حل يحول دون عودة ظهور حدود فاصلة في جزيرة أيرلندا، الحدود البرية الوحيدة لبريطانيا مع الاتحاد الأوروبي. وقال المعارضون للترتيب، المعروف بالباكستوب، إنه سيربط بريطانيا بالقواعد الجمركية للاتحاد الأوروبي بدون منحها مشاركة في صياغتها. وقال جونسون ان الباكستوب لابد ان تغييره من أجل تمرير إتفاق في البرلمان.

قفز الذهب أكثر من 1% يوم الثلاثاء حيث سيطرت المخاوف من ركود محتمل على المستثمرين بعد بيانات مخيبة للآمال للاقتصاد الأمريكي ووسط حرب تجارية مستعرة بين الولايات المتحدة والصين، بينما إخترقت الفضة حاجز 18 دولار لأول مرة منذ نحو عامين.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1% إلى 1540.57 دولار للاوقية في الساعة 1741 بتوقيت جرينتش، مقتربا من 1554.56 دولار الذي سجله يوم الاثنين، وهو مستوى تسجل أخر مرة في أبريل 2013.

وأنهت العقود الاجلة الأمريكية للذهب تسليم ديسمبرتعاملاتها على ارتفاع 1% عند 1551.80 دولار.

وتراجعت ثقة المستهلك الأمريكي في أغسطس وسجل نمو أسعار المنازل أبطأ وتيرة منذ نحو سبع سنوات.

وزاد إنعكاس منحنى عائد السندات الأمريكية يوم الثلاثاء مع تبخر مكاسب مبكرة حققتها أسهم وول ستريت على تجدد المخاوف من ركود أمريكي بفعل التوترات التجارية المستمرة.

وكانت تعليقات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ان الصين عرضت إستئناف المحادثات هدأت بعض المخاوف في الأسواق المالية، لكن ساد الغموض حيث رفضت بكين تأكيد ذلك.

وتحدث الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم إضطرابات في الأسواق منذ ان بدأت قبل أكثر من عام، مما يثير المخاوف من ركود عالمي. وهذا يساعد الذهب، الذي يعتبر ملاذا أمنا خلال أوقات عدم اليقين.

وفي نفس الأثناء، تتوقع الأسواق تخفيضا بمقدار ربع بالمئة في أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الشهر القادم، وتيسيرا نقديا بأكثر من 100 نقطة أساس بحلول نهاية العام القادم. ويضغط تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية على الدولار وعوائد السندات مما يزيد جاذبية المعدن الذي لا يدر عائدا.

وعززت الفضة مكاسبها للجلسة الثالثة على التوالي لتقفز 3% إلى 18.15 دولار للاوقية. وسجل المعدن الأبيض في تعاملات سابقة 18.20 دولار، الذي هو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2017.

شهد البيزو الأرجنتيني يوم الثلاثاء أكبر إنخفاض في نحو أسبوعين بعدما إنتقد زعيم المعارضة ألبرتو فيرنانديز إتفاقا مع صندوق النقد الدولي، قائلا إنه فشل في تحقيق أي من أهدافه.

وواصلت الأصول الأرجنتينية تراجعات مستمرة منذ ثلاثة أيام بعدما صرح فيرنانديز ان أغلب قرض صندوق النقد الدولي تم إهداره في تمويل رؤوس الأموال التي تخرج من الدولة. وهبط البيزو 1.1%، بينما وسعت الأسهم الارجنتينية خسائرها وإتسع فارق عائد سندات الدولة مع السندات الأمريكية 139 نقطة أساس.

وقالت مصادر مطلعة إن تراجعات البيزو كانت ستصبح أسوأ لولا تدخل البنك المركزي ببيع 250 مليون دولار في السوق.

ويزور فريق فني من صندوق النقد الدولي بوينس أيريس لتقرير ما إذا كان يصرف الدفعة القادمة من اتفاق قرضه البالغ حجمه 56 مليار دولار. وفي بيان بعد اجتماع مع مسؤولين بصندوق النقد الدولي، قال فيرنانديز إنه يتفق مع أهداف اتفاق القرض، لكن أضاف ان الصندوق والحكومة الحالية أثارا الأزمة ومسؤولان عن إنهاء هذه "الكارثة الاجتماعية".

يراهن بعض المستثمرين ان الخطر الأكبر على الاسترليني ليس ان تتسبب الاضطرابات حول البريكست في هبوطه على نحو أكبر مقابل الدولار، لكن ان يحقق صعودا مفاجئا.

وإستقر الاسترليني قرب 1.23 دولار يوم الثلاثاء، أعلى بعض الشيء من أدنى مستوياته في أغسطس. ومع ذلك، ينخفض الاسترليني حوالي 17% من حيث القيمة مقابل الدولار منذ إستفتاء البريكست في يونيو 2016. وتتأثر العملة جزئيا بواقع ان صناديق التحوط ومضاربين أخرين لديهم أعلى صافي مراكز بيع—بالمراهنة على ان الاسترليني سينخفض بشكل أكبر—منذ أبريل 2017، بحسب بيانات من سي.ام.اي جروب.

ويجبر صعود الاسترليني من أدنى مستوياته في الأيام الأخيرة بعض المستثمرين على التخارج من مراكز بيع، أو حتى المراهنة على صعود أكبر. وعزا الصعود إلى تخفيف مفترض في المواقف تجاه إتفاق وسط حول البريكست بعد اجتماعات لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل وزعماء أوروبيين أخرين في الأيام الأخيرة.

ويتكهن البعض ان جونسون ربما يؤمن مرحلة إنتقالية سلسة من الاتحاد الأوروبي بعد الإنفصال، منهيا ثلاث سنوات من الغموض السياسي والاضطرابات الاقتصادية.

وقال يوجيرو جوتو، خبير العملات لدى نومروا هولدينجز، "التقلبات مرتفعة في المدى القصير إلى حد يحول دون ان تبقى بائعا...شهدنا أخبارا كثيرة حول اجتماعات رئيس الوزراء جونسون مع ماكرون وميركيل. وتجاوبت السوق بشكل إيجابي مع التكهنات بأنه قد يكون هناك حل وسط".

وتحولت إستراتجية نومورا من بيع الاسترليني مقابل اليورو إلى موقف أكثر حيادا. وقال جوتو إنه لم تحدث إنفراجة حتى الأن، لكن إن حدثت، فإنه يتوقع ان الاسترليني ربما يصعد صوب 1.30 دولار.

وليست نومورا الشركة الوحيدة التي ترى مخاطر في الفترة المقبلة على الاسترليني. فيتوقع المستثمرون أن تنخفض قيمته بشكل أكبر إذا إنسحبت الدولة من الاتحاد الاوروبي يوم 31 أكتوبر بدون اتفاق تجاري بما يعطل تدفق السلع والأشخاص بين المملكة المتحدة وأكبر شريك تجاري لها. وفي وقت سابق من هذا الشهر، إنخفض إلى 1.2057 دولار الذي هو أدنى مستوى منذ 1985.

وفي أحدث تقرير فصلي للتضخم، قال بنك انجلترا إن المشاركين في السوق يعتقدون ان الاسترليني قد يتداول مرتفعا 9% إذا جرى التوصل لإتفاق.

ويبلغ الاسترليني حاليا حوالي 1.10 يورو، بعد نزوله 16% منذ الاستفتاء.

وستسلط عودة البرلمان البريطاني من عطلة صيف في أوائل سبتمبر الضوء على الكيفية التي ربما يحاول بها مشرعو الدولة التصدي للخروج بدون اتفاق.

وقال فان ليو، رئيس بحوث العملات والدخل الثابت في روسيل إنفيسمنتز، الذي لديه مركز بيع في الاسترليني، إنه يوجد احتمال ان تقوى العملة، لكنه احتمال ضعيف. وقال إن الصعود مؤخرا في الاسترليني يتعلق بأكثر من احتمال حدوث توافق حول البريكست.

وتابع ليو "بعض المستثمرين الذين تحدثنا معهم، الذين لديهم مراكز بيع في الاسترليني، أغلقوا مراكز لجني أرباح...وهذا يفسر قوة الحركة في غياب أخبار إيجابية تذكر".

وفي النهاية، يعد الخطر الذي يشكله خروج بريطانيا بدون اتفاق كبيرا جدا إلى حد ان بيع الاسترليني يبقى الاستراتجية الرئيسية للشركات التي تشعر بالحاجة إلى التحوط. فسيضر انخفاض حاد في الاسترليني أرباح الشركات غير البريطانية التي لديها أعمال في بريطانيا.

وقال جوتو "الشركات ستحتاج ان تبقى حذرة فيوجد احتمال لحدوث تساوي مع الدولار في سيناريو البريكست بدون اتفاق". "ولكن يجب على المستثمرين ان يراقبوا أيضا الصعود"، حسبما أضاف.  

إقترح مسؤول كبير سابق ببنك الاحتياطي الفيدرالي ان يرفض البنك المركزي إجراء تخفيضات لأسعار الفائدة قد تدعم فرص إعادة إنتخاب دونالد ترامب في 2020 مما أثار إنتقادا سريعا بأن مثل هذا النهج سيعرض للخطر إستقلالية الفيدرالي الذي يتعرض بالفعل لهجوم شرس من الرئيس الأمريكي.

وزعم مقال رأي للرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك بيل دادلي، نشرته بلومبرج يوم الثلاثاء، إن البنك المركزي يخاطر بتمكين الرئيس من تصعيد أكبر  في الحرب التجارية مع الصين وأن المسؤولين يجب ان يعلنوا بشكل صريح إنهم "لن ينقذوا إدارة تواصل إتخاذ خيارات سيئة حيال السياسة التجارية".

وكتب دادلي، الذي ترأس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك من 2009 إلى 2018 وكان في السابق خبيرا اقتصاديا ببنك جولدمان ساكس "توجد حتى حجة بأن الانتخابات نفسها تدخل في نطاق إختصاص الفيدرالي. على أي حال، يشكل إعادة إنتخاب ترامب تهديدا للاقتصادين الأمريكي والعالمي". "إذا كان هدف السياسة النقدية تحقيق أفضل نتيجة اقتصادية على المدى الطويل، عندئذ يجب ان يفكر مسؤولو الفيدرالي كيف ستؤثر قراراتهم على النتيجة السياسية في 2020".

ورفض الفيدرالي هذا الإقتراح بأنه يخلط السياسة بعملهم.

وقالت ميشيل سميث المتحدثة باسم الاحتياطي الفيدرالي "قرارات الفيدرالي تسترشد فقط بتفويضه من الكونجرس بالحفاظ على استقرار الأسعار والتوظيف الكامل. ولا تلعب مطلقا الاعتبارات السياسية دورا".

وقال جريجوي داكو، كبير الاقتصاديين المختصين بالاقتصاد الأمريكي في أوكسفورد إيكونوميكي "تعليقات بيل دادلي ليست فقط خاطئة لكن أيضا خطيرة ان تأتي من مسؤول كبير سابق بالفيدرالي". "الفيدرالي لا يملك رفاهية ان يقف ساكنا في وجه تباطؤ الاقتصاد".

وكان رئيس الفيدرالي جيروم باويل وزملائه حريصين ألا ينتقدوا خيارات السياسة التجارية للرئيس، ويصرون ان قراراتهم لا تنظر للسياسة.

لكن أوضحوا ان الغموض الناتج عن تصاعد النزاع مع الصين، بالإضافة لتهديد ترامب من وقت لأخر بفرض رسوم على المكسيك وحلفاء في أوروبا واليابان، يقوض استثمار الشركات الأمريكية ويضعف النمو العالمي.

وأشار باويل، في خطاب يوم الجمعة بمنتدى جاكسون هول في ولاية وايومينغ، إن الفيدرالي منفتح على تخفيض أسعار الفائدة مجددا الشهر القادم للمساعدة في تعويض التأثيرات السلبية من تباطؤ الاقتصاد العالمي، وفي نفس الأثناء حذر من انه لا توجد "سوابق مؤخرا يسترشد بها أي رد للسياسة النقدية على الوضع الحالي".

وتوضح تعليقات دادلي بأن الفيدرالي لا يجب ان يمكن ترامب من تصعيد الحرب التجارية شعورا يتنامى منذ ان أعلن الرئيس رسوما إضافية على الصين يوم الأول من أغسطس، بعد يوم من تخفيض الفيدرالي أسعار الفائدة لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات.

إنعكس منحنى عائد السندات الأمريكية بصورة أشد حدة يوم الثلاثاء مع تلاشي مكاسب أسهم وول ستريت على تجدد المخاوف من ركود أمريكي وتوترات تجارية بين الصين والولايات المتحدة.

وفي الساعة 1550 بتوقيت جرينتش، ارتفع فارق العائد بين السندات الأمريكية لآجل عامين ونظيرتها لأجل عشر سنوات إلى 5 نقاط أساس، الذي هو فارق لم يتسجل منذ 2007.

أصبح أكبر اقتصاد في أوروبا على أعتاب الركود بعد انخفاض حاد في الصادرات خلال الربع الثاني.

وفي دلالة على ان الحرب التجارية المريرة بين الولايات المتحدة والصين هي المسؤولة جزئيا عن أزمة متفاقمة بقطاع التصنيع في ألمانيا، تراجعت الصادرات 1.3% مسجلة أكبر إنخفاض منذ أكثر من ست سنوات. وهذا أدى إلى إنكماش في الناتج الاقتصادي الإجمالي—الذي هو الإنكماش الثاني في الاثنى عشر شهرا الماضية.

ويؤدي ضعف التجارة العالمية وأزمة في صناعة السيارات إلى الزج بالاقتصاد الألماني في مشاكل أعمق، مع تداعيات على اقتصاد منطقة اليورو الأوسع نطاقا. ويضاف تهاوي ثقة الشركات والتحذيرات من بعض كبرى الشركات في الدولة إلى مخاوف حول التوقعات ويفرض ضغوطا على المستشارة أنجيلا ميركيل لتقديم تحفيز مالي.

وقد يزداد قريبا الضرر الجماعي من الصراع التجاري الذي أوقدت الولايات المتحدة شرارته. وهدد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم على واردات السيارات الأوروبية في وقت سابق من هذا الشهر ووصف الاتحاد الأوروبي "بالأسوأ من الصين". وفي محاولة لتهدئة التوترات، قالت ميركيل يوم الاثنين إنها تريد ان يبدأ التكتل محادثات تجارية مع الولايات المتحدة.

وطابق إنكماش بنسبة 0.1% في الربع الثاني التقدير المبدئي المعلن في وقت سابق من هذا الشهر. وإقتطع صافي التجارة 0.5% من الناتج الإجمالي، الذي طغى على زيادات في الاستهلاك الخاص والحكومي. وإنكمش نشاط البناء بعد نمو قوي في بداية العام، كما إنكمش الاستثمار بشكل طفيف.

وقادت التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيتجاوب مع تباطؤ عبر منطقة اليورو العملة الموحدة للإنخفاض وعزز السندات. وظلت عوائد السندات الألمانية لأجل عشر سنوات دون الصفر في الأشهر الأربعة الماضية.

ربما لم يتفاجأ أحد بسماع ان الصين إتصلت بإدارة الرئيس دونالد ترامب لإستئناف المحادثات التجارية أكثر من الحكومة في بكين نفسها.

وبعد إشارات متضاربة خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال مسؤولون صينيون لوكالة بلومبرج إن مصداقية ترامب أصبحت عقبة رئيسية أمام الصين للتوصل إلى إتفاق دائم مع الولايات المتحدة. وأشاروا إن مفاوضين قليلين فقط في بكين الذين يرون ان اتفاقا ممكن التوصل إليه قبل الانتخابات الأمريكية في 2020، وهو ما يرجع جزئيا إلى إنه من الخطير لأي مسؤول ان ينصح الرئيس شي جين بينغ بتوقيع إتفاق ربما يضرب به ترامب عرض الحائط في النهاية.

وفي تعليقات إرتجالية للصحفيين في قمة مجموعة الدول السبع في فرنسا يوم الاثنين، زعم ترامب ان المسؤولين الصينيين إتصلوا "بمفاوضينا التجاريين" وقالوا "دعونا نعود إلى طاولة التفاوض". وفي مرات ظهور تالية صور هذا المساعي للتواصل كدليل على ان الصين راغبة في إبرام إتفاق: "هم تضرروا بشدة، لكنهم يتفهمون الأن ان هذا الأمر المناسب فعله".

وكل هذا تصدر عناوين الصحف وعزز بشكل مؤقت الأسهم، لكن لم يبد ان المسؤولين في بكين على علم بما يتحدث عنه. والأسوأ من ذلك، أكدت جهوده تصوير الصين على أنها راضخة في المفاوضات بعض أسوأ مخاوفهم حول ترامب: أنه لا يمكن الوثوق فيه لإبرام إتفاق.

وقال تاو دونغ، نائب رئيس مجلس إدارة لدى كريدي سويس في هونج كونج، "التحول في موقف ترامب وسع فجوة الثقة...وهذا يجعل التوصل إلى حل سريع أمرا مستحيلا تقريبا".

 وشبه مسؤولان صينيان نهج الولايات المتحدة بما كانت تفعله واشنطن خلال الحرب الكورية، قائلا إنه تضمن قتالا وفي نفس الاثناء تفاوض، وإستخدام المعارك في تسريع المحادثات. وقال ثلاثة مسؤولين إن الصين أعدت خططا طارئة في سيناريو عدم التوصل إلى اتفاق، بما في ذلك وضع شركات أمريكية على قائمتها من الكيانات غير الموثوق فيها وتحفيز الاقتصاد.

وقالت مجددا وزارة الخارجية الصينية يوم الثلاثاء إنه لا علم لها بالمكالمات الهاتفية التي ذكرها ترامب، مكررة تصريح أدلت بها فور تعليقاته. وكان أول من شكك في رواية ترامب هو "هو تشي جين"، رئيس تحرير صحيفة جلوبال تايمز التي يدعمها الحزب الشيوعي، الذي قال يوم الاثنين ان الرئيس الأمريكي يبالغ في أهمية محادثات على مستوى منخفض وإن موقف الصين لم يتغير.

وبينما لازال المسؤولين في بكين مستعدون للدخول في محادثات تجارية، إلا أنهم يستعدون حاليا لإنفصال عن أكبر اقتصاد في العالم—وهو مسعى أصبح أكثر إلحاحا عندما آمر ترامب الشركات الأمريكية عبر تويتر بحثا عن بدائل للصين. وبعد ان إنهارت المحادثات التجارية في مايو، جدد شي دعواته للصين بالسعي نحو "الإعتماد على الذات" في التقنيات الرئيسية وحتى دعا المواطنين للإنضمام إلى "مسيرة طويلة جديدة".

وقال تيم ستراتفورد، رئيس الغرفة التجارية الأمريكية في الصين والمساعد السابق للمثل التجاري الأمريكي، "إنفصال تدريجي يحدث فعليا لأن الشركات يتعين عليها إعداد خطط بديلة عندما يوجد غموض كبير".

وألحق الصراع ضررا بالصين مما فاقم أبطأ نمو الاقتصادي منذ نحو ثلاثة عقود حيث تسعى السلطات أيضا لكبح مخاطر الدين والاستقرار المالي. ومع ذلك، يوجد مجال لدى المسؤولين لتيسير السياسة النقدية بشكل أكبر حيث كشف البنك المركزي الاسبوع الماضي عن إصلاح كبير يهدف إلى خفض تكاليف الإقتراض، وتدرس الحكومة السماح للأقاليم بإصدار مزيد من السندات من أجل استثمار البنية التحتية.

وسياسيا، أصبح المتشددون في الصين أكثر جراءة في كل مرة حطم فيها ترامب هدنة مؤقتة وإستهدف الصين بشكل أكبر، من زيادة الرسوم إلى إدراج شركة التكنولوجيا الرائدة هواوي تكنولوجيز على قائمة سوداء.

وبينما كانت الصين منفتحة على إتفاق يشمل مشتريات أكبر للسلع الزراعية الأمريكية، إلا إنه من غير الممكن سياسيا التوقيع على إتفاق يترك الرسوم العقابية قائمة. ولا يمكنه أيضا الإتفاق على خصخصة أجزاء من الاقتصاد تعد حيوية لسيطرة الحزب الشيوعي على السلطة، مثل شركات معينة مملوكة للدولة.

أشار الرئيس دونالد ترامب إنه منفتح على القيام بتحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه إيران مقدما أكبر عرض له حتى الأن بالاجتماع مع الرئيس حسن روحاني وربما تخفيف القيود على الجمهورية الإسلامية حتى يتسنى لها إستخدام ثروتها النفطية في الحصول على ائتمان.

وشابهت تعليقات ترامب، في ختام قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في بياريتز بفرنسا يوم الاثنين مساعيه في البداية للتواصل مع كوريا الشمالية—الذي أسفر عن ثلاث اجتماعات مع كيم جونغ اون لكن بدون إتفاق يحدث إنفراجة. ولكن التحرك نحو محادثات مباشرة مع طهران سيكون محفوفا بمخاطر سياسية أكثر منه مع بيونج يانج.

وفي مؤتمر صحفي قبل التوجه من جديد إلى واشنطن، قال ترامب إنه سيجتمع مع روحاني "إذا سمحت الظروف" لمناقشة خلافهما حول الإتفاق النووي المبرم في 2015 والذي إنسحب منه الرئيس الأمريكي. ولم يقدم تفاصيل أكثر.

وقال ترامب "إيران دولة ذات إمكانات هائلة. لا نسعى لتغيير في القيادة، لا نسعى لهذا النوع من التغيير". "يمكننا فعل ذلك (الاجتماع) خلال فترة زمنية قصيرة، أؤمن حقا بأن إيران من الممكن ان تكون دولة عظيمة. أود ان أرى هذا يحدث، لكن لا يمكنهم إمتلاك أسلحة نووية".

وستكون محادثات مباشرة بين ترامب وروحاني أكثر تعقيدا بكثير من التي أجراها الرئيس مع الزعيم الكوري الشمالي. وعلى خلاف كيم، يواجه روحاني مشهدا سياسيا معقدا في الداخل، مع شعور الإيرانيين بالإحباط من تعثر الاقتصاد تحت وطأة العقوبات الأمريكية وإنقسام الساسة الكبار لأغلب الوقت حول ما إذا كانوا  يتواصلون مع واشنطن.

وسيحتاج روحاني لدخول محادثات موافقة الزعيم الأعلى أية الله علي خامنئي، الذي لم يشر حتى الأن إلى رغبة في التفاوض مع ترامب. ويرى مستشارون كبار للرئيس الأمريكي، من بينهم وزير الخارجية مايكل بومبيو، ان خامنئي، وليس روحاني أو وزير الخارجية جواد ظريف، لابد ان يتعاطى مع مطالب أمريكية كي يكون التوصل لإتفاق دائم أمرا ممكنا.

وقال باول سوليفان، الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن، إن كوريا الشمالية "ليست دولة ذات أجهزة إدارية معقدة ومجموعات متنافسة، مثل إيران". "وإنما نظام حكم الرجل الواحد".

والإختلاف الرئيسي الأخر هو ان كوريا الشمالية تملك بالفعل أسلحة نووية مما يعطيها نفوذا في مفاوضات الأمر الذي تفتقر إليه إيران حتى الأن.

وعلى الرغم من ذلك، قد يكون عرض ترامب مبتكرا. فلم يجتمع رئيس أمريكي مع زعيم إيراني منذ أكثر من  أربعة عقود، منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في 1979 وأزمة الرهائن الأمريكية التي تلت ذلك. وأصبح إنتقاد إيران جزءا أساسيا من السياسة الأمريكية منذ وقتها، وأي خطوة لتحسين العلاقات ستواجه أيضا معارضة كبيرة في الكونجرس وبين حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة مثل إسرائيل والسعودية.

ولكن لطالما أشار ترامب إلى إستعداده كسر التقليد السياسي حول مجموعة من القضايا، لكن من المبكر جدا معرفة ما إذا كانت تعليقاته حول إيران تعكس تغييرا حقيقيا أم إذا كان متشددون داخل إدارته، مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون، سيغرونه بالإبتعاد عن حديث الدبلوماسية.

وتصاعدت بحدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في الأشهر الأخيرة مع إعلان ترامب إنه ألغى ضربات عسكرية تستهدف الدولة في اللحظة الأخيرة في يوليو بعد إسقاط طهران طائرة مسيرة أمريكية فوق الخليج العربي.وإتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف خلف سلسلة من الهجمات على ناقلات نفط. وإحتجزت إيران أيضا سفينة بريطانية في رد إنتقامي واضح على إحتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية، والتي تم الإفراج عنها بعد ذلك.

وفرض ترامب عقوبات قاسية على إيران بعد ان تخلى عن الإتفاق النووي العام الماضي، مماأدى إلى إشعال التضخم وقوض الدعم الداخلي لحكومة روحاني. ووصف إتفاق 2015 "بإسوأ إتفاق على الإطلاق" جزئيا لأنه لم يحظر بشكل دائم برنامج إيران النووي وحتى خفف قيود الأمم المتحدة على برنامجها للصواريخ الباليستية.

وجاءت تعليقات الرئيس في ختام قمة فيها إلتف حوله زعماء أوروبيون راغبون في إيجاد حل عبر التفاوض للتوترات المتصاعدة مع طهران ولازالوا ملتزمين بإنقاذ إتفاق 2015. ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مضيف الحدث، إلى حد دعوة ظريف، وزير الخارجية الإيراني، إلى اجتماع على هامش قمة مجموعة الدول السبع. ولم يتلق ترامب وزعماء أجانب أخرون إخطارا مسبقا بهذه الزيارة.

وقبل ان يتحدث ترامب في فرنسا، أكد روحاني إستعدادا للتفاوض، قائلا في تعليقات متلفزة "يتعين علينا التفاوض، علينا ان نجد حلا، وعلينا ان نحل المشكلة".

وفي إشارة إلى رغبة أوروبية مستمرة في بناء زخم نحو تحقيق إنفراجة، قال ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب يوم الاثنين إنه يآمل ان يرتب لاجتماع بين ترامب وروحاني خلال أسابيع. وقد يكون الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر القادم في نيويورك فرصة لمثل هذا الاجتماع.

ولتأكيد الرسالة بأن فرنسا يمكنها العمل كوسيط لإدخال تحسينات على الإتفاق النووي المبرم في 2015، أعاد ماكرون للأذهان ان المفاوضين الفرنسيين "ترددوا جدا في التوقيع على هذا الإتفاق" لأنه تضمن "عيوبا وتنازلات". ووقتها إعترض مفاوضو إدارة أوباما، بقيادة وزير الخارجية جون كيري، على الإنتقادات الفرنسية.

وبالتطرق لقضية وهي العقوبات النفطية التي روج لها فريق ترامب على إنها من بين أكبر إنجازاته في الضغط على طهران، قال ترامب إنه سيؤيد تقديم ما وصفه "بخطاب ائتمان" إلى إيران، مضمونا بالنفط، لمساعدة الدولة على تلبية إلتزامات مالية في المدى القصير. وقال ترامب عن مقترح ماكرون "سيكون من دول عديدة...وسيرد دفعه على الفور".