Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

بلومبرج: قطر غنية بما يكفي لتحمل الحصار مئة عام

By حزيران/يونيو 06, 2018 474

مر عام منذ ان فرضت السعودية وثلاثة حلفاء عرب حصارا اقتصاديا على قطر حول علاقاتها بإيران والتمويل المزعوم للإرهاب.وعند الاستماع للسعوديين، يبدو لك ان الحصار حقق نجاحا كبيرا لدرجة أن ولي العهد السعودي صرف النظر عن جارته الخليجية معتبرها أقل من أن ينشغل بها.

وكتب مستشار بالديوان الملكي في تدوينة عبر تويتر في مارس نقلا عن الأمير إن هذا الخلاف شيء يتولاه وزير صغير. وقال المستشار "لم نُحرم من شيء أما قطر حرمت من كل شيء".

لكن الأمر ليس هكذا بالضبط. فبحسب أغلب المقاييس، فشل الحصار الذي يعزل قطر جوا وبحرا وبرا. ووفقا لأرقام صندوق النقد الدولي، ارتفعت واردات وصادرات الدولة. وتتجه قطر، أغنى دولة في العالم من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي، نحو تحقيق فائض في الميزانية في عام 2018. وينمو اقتصادها بوتيرة أسرع من أغلب جيرانها.

وقال ديفيد روبرتس، الأستاذ المساعد في جامعة كينجز كوليدج لندن، "من الصعب رؤية نجاح الحصار". وتابع "قطر لم تستسلم، ولم تنضم إلى الحصار أي دولة عالمية مهمة".

وكان التأثير في البداية حادا حيث هبطت سوق الأسهم أكثر من 7% في يوم واحد مع بدء تدفق رؤوس الأموال الأجنبية خارج قطر. وهبطت الواردات 40% وقتها في يونيو. وقال زياد داوود، الاقتصادي البارز لشؤون الشرق الأوسط لدى بلومبرج، إن النمو تعثر وارتفعت أسعار الغذاء وزاد فائض معروض العقارات ونقص إشغالات الفنادق، نقطة الضعف الاقتصادي الرئيسية لقطر، بفعل توقف السياحة السعودية.

وأضاف داوود "قطر تدفع أكثر لشراء وارداتها لكن لديها ثروة كبيرة تمكنها من تحمل ذلك".

وبعد ذلك بوقت قصير استقرت قطر معتمدة على ثروتها الطائلة. وحولت خطوط الاستيراد والشحن إلى دول مثل تركيا وإيران. ووجدت قطر سبلا للإلتفاف على العقوبات باستيراد الغذاء من تركيا وشحن أبقار من الولايات المتحدة. وسحبت السعودية والإمارات ما يصل إلى 30 مليار دولار من البنوك القطرية، لكن ثبت أنه من السهل على صندوق الثروة السيادي للدولة البالغ حجمه 320 مليار دولار ان يعوض هذا المبلغ.

وحول جهاز الاستثمار القطري 20 مليار دولار لدعم البنوك المحلية. وبعدها عززت قطر علاقتها الاقتصادية مع القوى العالمية حيث أكدت خطتها استثمار 35 مليار دولار في أكبر شركة منتجة للنفط في روسيا "روسنيفت" والتي يترأسها إيجور سيتشن المقرب لفلاديمير بوتين.  

وأنفقت الدولة مليارات الدولارات على شراء أسلحة من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة حيث إشترت طائرات مقاتلة وصواريخ وسفن حربية. واستمرت في بناء طرق وإستادات لإستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم في 2022. وقال لولوه رشيد الخاطر، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، "لقد أدركنا أننا بحاجة للنظر أبعد من جوارنا وتقوية علاقاتنا". "هذا ليس مجرد كلام. هذا تحقق من خلال مشاريع وزيارات وعبر اتفاقيات كثيرة".

ومن البداية كان الحصار قضية صعبة للولايات المتحدة حيث أعلنه السعوديون بعد أسابيع قليلة من زيارة دونالد ترامب للمملكة في أول رحلاته للخارج كرئيس. وأيد ترامب في البداية الحصار لكن تسببت القضية في إنقسام أعضاء إدارته في ضوء التحالف القديم لقطر مع الولايات المتحدة. وبعدها اضطر وزير الخارجية الأمريكي وقتها ريكس تيلرسون للإسراع في طمأنة  القطريين أن التحالف قائم خصوصا ان الدولة تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية مهمة في المنطقة. وتحول بعدها ترامب من الدفاع عن الحصار إلى الإشادة بالأمير القطري شيخ تميم بن حمد أل ثاني خلال زيارة للبيت الأبيض على سياسات دولته في مكافحة الإرهاب.

والقلق الرئيسي هو ان السعي لعزل قطر  خدم إيران، الخصم اللدود للسعودية في صراع الهيمنة على الشرق الأوسط والمستهدفة بعقوبات جديدة من قبل الولايات المتحدة بعد ان إنسحب ترامب من اتفاق نووي متعدد الأطراف في مايو. كما أجبر الحصار قطر على الإعتماد على المجال الجوي لإيران وطرقها للشحن. وتنظر  قطر الأن لإيران كشريك محتمل لأنها المنفذ الوحيد. وقال مايكل جرينوالد، الملحق السابق بوزارة الخزانة الأمريكية لدى قطر والكويت، "إيران هي المنتصر الوحيد" من تشرذم الخليج. وأضاف "هذه القوة الجديدة لإيران هي أكثر التداعيات المقلقة لهذه الأزمة".

وبحسب مسؤول كبير بالبيت الأبيض، تتفق إدارة ترامب مع هذا التقييم بأن الحصار دفع الدولتين للتقارب، وانه نتيجة لذلك خرجت إيران المستفيد الأكبر من مساعي عزل قطر. ويقول المسؤول ان الإدارة تضغط على التحالف الذي تقوده السعودية لإنهاء الحصار وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع قطر ضمن حزمة أمور أوسع نطاقا تستهدف حل الأزمة، لكن حتى الأن لم يبد السعوديون وحلفائهم العرب رغبة في فعل ذلك.

وربما يكون التأثير الأكثر إستدامة على قطر ثقافيا يتعلق بخسارة الدولة تفاخرها بنفسها. وقال مصرفي قطري إنه قرر تغيير مقر  عطلته إلى بلدة صغيرة في سويسرا بدلا من لندن أو باريس حتى يقلل من فرص ملاقاة سعوديين أو إماراتيين. ووسط الشعور بالقلق، توجد حاجة نفسية لاستمرار الإعلان عن أخبار سارة.  

وهبطت سوق الأسهم القطرية في أكثر من نصف أيام التداول في العام الماضي. ولكن ركزت وكالة الأنباء القطرية، التي تحدد أجندة أغلب وسائل الإعلام المحلية،  بشكل حصري تقريبا على المكاسب. (وتعافت السوق القطرية من أدنى مستوى في سبع سنوات الذي سجلته في نوفمبر لكن لا تزال منخفضة نحو 10% منذ بدء الحصار).

وتنتقي المطبوعات الرسمية الأخبار الاقتصادية الإيجابية. وأصدرت وزارة المالية بيانا بميزانية عام 2018 أظهر ارتفاعا في الإنفاق على المدارس والمستشفيات. وتجاهل البيان ان يشمل زيادة نسبتها 25% في العجز خلال 2017 وهو شيء تم الكشف عنه في نشرة اكتتاب إطلعت عليها وكالة بلومبرج من أجل طرح سندات قيمتها 12 مليار دولار.

وكشف البيان أيضا ان أغلب الإنفاق الجديد في 2018 سيكون على الدفاع والأمن. وعلى الرغم من ذلك، تملك قطر أصولا كافية لتمويل مستويات عجز حتى عام 2133 بحسب ما قاله داوود من بلومبرج ايكونوميكس. وقالت كريتسيان كواتيز إرلشيسن من جامعة رايس بعد "إسراع (دول المقاطعة) بالتحرك في يونيو الماضي بدون وضع خطة بديلة إذا لم تسفر خطتهم الأساسية من "الصدمة والترويع" عن النتيجة المنشودة، يبدو ان السعوديين والإمارتيين لا يرغبون في التفكير في التراجع والمجازفة بفقدان ماء الوجه". و"القطريون أظهروا أنهم يمكنهم التعايش مع الوضع القائم".

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.