جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
إستهل الذهب هذا العام على توقعات متفائلة تجاهه بعد تسجيله مستوى قياسي مرتفع وأكبر مكسب سنوي منذ عشر سنوات. لكن في المقابل، يجد المعدن النفيس نفسه بصدد أسوأ بداية عام منذ ثلاثة عقود.
لامست الاسعار في المعاملات الفورية أدنى مستوى منذ سبعة أشهر يوم الجمعة قبل أن تمحو الخسائر مع تراجع الدولار، لكن ينخفض المعدن بالفعل حوالي 6% هذا العام.
والأن يصبح المعدن، الذي قفز العام الماضي بفضل شراءه كملاذ أمن في ظل جائحة كورونا وأسعار فائدة متدنية وإنفاق تحفيز، الأسوأ أداء في 2021 في مؤشر بلومبرج للسلع. ويواجه فجأة عثرات عديدة غير متوقعة. أبرزها الصمود المفاجيء للدولار وصعود عوائد سندات الخزانة الامريكية إذ تظهر مؤشرات اقتصادية أن التعافي من الجائحة ماض بشكل جيد.
وقال بيتر توماس، النائب الأول لرئيس زانير جروب في شيكاغو، أنه في ظل "ارتفاع الفوائد وتوقعات التضخم، نشهد الكثير من جني الأرباح في الذهب وتحول المستثمرين من الذهب إلى المعادن الصناعية مثل النحاس". "هذه عاصفة شاملة".
وحتى يوم الخميس، كانت بداية الذهب لهذا العام هي الأسوأ منذ 1991، بحسب بيانات جمعتها بلومبرج. وتقوض زيادة في عوائد السندات الطلب على المعدن الذي لا يدر عائداً، مع مواصلة الذهب خسائره بعد تشكيل ما يعرف بنموذج "صليب الموت" في وقت سابق من هذا الأسبوع. وقفزت العوائد على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوى لها منذ حوالي عام هذا الأسبوع.
فيما ارتفعت أيضا توقعات التضخم إذ لامست معدلات التضخم المتكافيء لأجل عشر سنوات أعلى مستوى منذ 2014 في وقت سابق من هذا الأسبوع. وبحسب كارستن مينك، المحلل لدى بنك جولياس باير جروب، هذا قد لا يكون داعماً للذهب مثلما جرت العادة.
وقال في رسالة بحثية "التعافي السريع سيؤدي حتماً إلى ارتفاع التضخم. وهذا ليس من المتوقع أن يكون داعماً للذهب حيث أنه نوع جيد من التضخم يعكس تسارعاً في النشاط الاقتصادي، وليس نوعاً سيئاً للتضخم يشير إلى فقدان الثقة في الدولار". وتابع قائلا أن التعافي الاقتصادي من المتوقع أن يدفع المستثمرين لبيع بعض حيازاتهم من الملاذ الأمن.
وتظهر علامات بالفعل على حدوث ذلك، مع انخفاض حيازات الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب إلى أدنى مستوى منذ يوليو. وتنخفض الحيازات حوالي 1% هذا العام ومن شأن تدفقات خارجة مستمرة أن يشكل عبئاً خطيراً على المعدن الاصفر.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية يوم الجمعة 0.5% إلى 1783.91 دولار للأونصة في الساعة 7:56 مساءًَ بتوقيت القاهرة بعد نزوله 0.8% إلى 1760.67 دولار، وهو المستوى الأدنى منذ الثاني من يوليو. فيما أضافت الفضة 1.6% بينما ارتفع البلاتين والبلاديوم.
ومع ذلك، يرى البعض فرص لإنتفاض الذهب، مراهنين على أن عجز الحكومات والبنوك المركزية عن العودة بالسياسة النقدية إلى أوضاع طبيعية سيدعم المعدن. وقال بنك جولدمان ساكس في أواخر يناير أنه في ظل التوقعات بتحفيز إضافي وبقاء أسعار فائدة الاحتياطي الفيدرالي على حالها، يبقى المعدن "استثماراً مُلحاً للمستثمر الذين يعمل باستراتجية متوسطة وطويلة الأجل".
وقال دانيال بريزمان، المحلل لدى بنك كوميرز، "بالنسبة لنا، سلوك الذهب في الوقت الحالي يشابه تسونامي: في المرحلة الأولى، تنحسر المياه (بأن ينخفض سعر الذهب) وبعدها في المرحلة الثانية تتدفق بشكل عنيف". "في نهاية العام، نتوقع حاليا أن يبلغ الذهب 2000 دولار للأونصة".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.