
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
ربما نعذر الرئيس التركي رجب طيب أردوجان على التساؤل لماذا هو وحده بين الحلفاء التقليديين في الشرق الأوسط الذي إختصته عقوبات أمريكية على أساس حقوق الانسان.
ومنذ توليه الحكم، إحتضنت إدارة ترامب زعماء المنطقة الذين أولوياتهم تتفق مع السياسات الأمريكية الرئيسية، مثل مجابهة إيران والجماعات الإسلامية السنية. ومن بين الذين ينطبق عليهم ذلك الملك السعودي والرئيس المصري، وبنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ولكن أردوجان يسير في الاتجاه المعاكس.
فرغم أن تركيا عضو بحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلا أنها وافقت على شراء منظومة الدفاع الصاروخي اس-400 من روسيا رغم إعتراضات أمريكية وسمحت لمسؤولين من جماعة الإخوان المسلمين وحركة الحماس بالعيش على أراضيها. وفي سوريا، هاجم جيش أردوجان جماعات كردية ينظر لها الأمريكيون كأكثر قوة قتالية فعالة ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية. هذا ويتقارب الرئيس من طهران.
وقبل أشهر من الخلاف الأمريكي التركي الحالي الذي يدفع الاقتصاد التركي نحو إنهيار مالي، أشار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن العلاقات الثنائية تتعرض منذ سنوات لضغط متزايد، وكان ذلك عندما أبلغ نواب الكونجرس في مايو إن "هذا الاتجاه خاطيء بكل تأكيد".
وأثار إحتجاز تركيا لقس إنجيلي أمريكي قبض عليه في 2016 بتهم انه تجمعه صلات بمن هم وراء إنقلاب فاشل، الخلاف الأحدث والأكثر خطورة بين الحليفتين. لكنه لم يتضح في العلن إنها قضية ملحة خلال أول 15 شهرا من رئاسة ترامب. ويناقض الخلاف حول القس عدم إكتراث إدارة ترامب بقضايا حقوق الانسان بين حلفائه في الشرق الأوسط.
فقد أثنى الرئيس بشدة على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان متجاهلا حملة قمع للحريات في المملكة وأحجم عن إنتقاد حرب الدولة في اليمن، التي يقول مراقبون مستقلون إنها أدت لسقوط أعداد كبيرة في صفوف المدنيين.
وتحت حكم ترامب، أفرجت الولايات المتحدة أيضا عن معونة عسكرية لمصر كانت معلقة حول مخاوف حقوق الانسان، في بادرة طيبة تجاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد السابق للجيش الذي قاد عزل سلفه الإسلامي المنتخب ديمقراطيا. (ودعمت الولايات نتانياهو بنقل سفارتها إلى القدس رغم إعتراضات شرسة من الفلسطينيين).
وتدخل الدولتان الحليفتان للولايات المتحدة (السعودية ومصر)، بجانب إسرائيل، في خلاف مع أردوجان حول دعمه للجماعات الإسلامية وتقاربه مع إيران وقطر، التي تتعرض لمقاطعة تقودها السعودية منذ أكثر من عام. وأتى هذا التقارب مع قطر بثماره يوم الاربعاء حيث أعلنت قطر استثمارات بقيمة 15 مليار دولار في تركيا.
وليس هناك ما يتعارض في استراتجية السياسة الخارجية المتغيرة لأردوجان مع الأهداف الأمريكية أكثر من تقاربه المتزايد من إيران وروسيا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الثلاثاء إن أنقرة لن تطبق العقوبات الأمريكية المعاد فرضها على إيران بعدما إنسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم في 2015. ويقول محللون إن الدولتين تجدان أرضية مشتركة في الوقوف ضد الولايات المتحدة.
وقال إيلي جيرامايش، العضو البارز بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن تركيا وإيران "في نفس المعسكر". "إذا تمكنت إيران من استمرار مشتريات تركيا من النفط عند نفس المستويات لتعويض أي خسائر تتكبدها في أسواق أخرى، فهذا سيكون مهما من المنظور الإيراني".
قيود النفط
وهذا سيقوض أيضا واحدة من الأولويات الرئيسية لسياسة ترامب الخارجية، مع تخطيط الإدارة لفرض عقوبات جديدة على مبيعات نفط الجمهورية الإسلامية في أوائل نوفمبر.
وقال أليسون وود، المحلل لدى كونترول ريسكز المقم في لندن، "محاولة الولايات المتحدة لعزل إيران اقتصاديا والضغط على الدولة للتفاوض على اتفاق نووي جديد ستظل أولوية للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط". "ولكن تلك واحدة من عدة قضايا أسفرت عن علاقات مضطربة بين تركيا والولايات المتحدة على مدى العام الماضي".
ولم يساعد أيضا إرتماء أردوجان في أحضان روسيا. وأثار قرار شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية غضبا بين النواب الأمريكيين، الذين مرروا حظرا على تسليم طائرات الجيل القادم من نوع أف 35 للدولة الحليفة بالناتو حتى يقدم البنتاجون تقريرا حول العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا.
ورغم تزايد الضغط الأمريكي، يبقى أردوجان متحديا قائلا إن الولايات المتحدة هي التي تدفعه للتواصل مع خصومها. وحض على مقاطعة الإجهزة الإلكترونية الأمريكية وإختص هاتف أيفون الذي تنتجه شركة أبل، كما فرضت تركيا اليوم رسوما إضافية على مجموعة من الواردات الأمريكية الصنع.
لكن من الواضح ان ترامب لديه تأثير أكبر.
فأدى قراره المفاجيء بمضاعفة الرسوم الجمركية على تركيا بسبب رفضها الإفراج عن القس الأمريكي، أندريو برونسون، إلى تهاوي الليرة التي تهبط بالفعل طيلة أشهر مع تخوف المستثمرين بشأن إستقلالية صناعة السياسة النقدية. وبذلك تحولت المواجهة الجيوسياسية إلى أزمة عملة بتداعيات عالمية.
وقال أرون ستاين، العضو المقيم البارز بمركز رفيق الحريري للشرق الأوسط لدى المجلس الأطلسي ومؤلف كتاب (السياسة الخارجية الجديدة لتركيا)، "أنقرة تتمادى في رد الفعل رغم ان أردوجان ليس لديه ما يستند عليه".
وتتهم الولايات المتحدة أيضا "خلق بنك" المملوكة للدولة في تركيا بمساعدة إيران على التملص من العقوبات وأدانت أحد المديرين التنفيذيين للبنك. وتحت حكم ترامب وسلفه باراك أوباما، رفضت واشنطن مرارا طلب تركيا بترحيل رجل الدين المقيم في ولاية بنسلفانيا الذي تقول إنه العقل المدبر لمحاولة إنقلاب 2016.
وأضاف وود من كونترول ريسكز إنه ليس من المرجح ان يتراجع أي زعيم عن موقفه حيث يأخذان في الاعتبار "الجمهور في الداخل عندما يحسبان ردة الفعل على الجانب الأخر". "بمعنى أخر، كل السياسة لها أهداف محلية".
"بالنسبة لترامب، النضال من أجل الإفراج عن قس إنجيلي يستهدف قاعدة ناحبين مهمة في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر، وبالنسبة لأردوجان، ردة فعله تعكس بالمثل رغبة في ان يظهر للناخبين قوته في علاقة تركيا بالولايات المتحدة".
تعرضت الأسهم الأوروبية لموجة بيع حادة يوم الأربعاء بعد ان ضاعفت تركيا رسوما جمركية على بعض السلع التي تستوردها من الولايات المتحدة، وتعرضت شركات التعدين لأسوأ أداء يومي منذ إستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016 بفعل تهاوي أسعار السلع الأولية.
وأدى صعود الدولار ونتائج أعمال مخيبة للآمال من الشركة الصينية العملاقة للتكنولوجيا "تينسنت هولدينجز" إلى دخول مؤشر الأسواق الناشئة إلى منطقة هبوط فني إذ ينخفض 20% من ذروته في يناير مما يفرض ضغوطا إضافية على الأسواق العالمية.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات الجلسة على انخفاض 1.4% في ظل تراجع مؤشر داكس الألماني 1.6%.
وكانت أسهم شركات السيارات هي الأسوأ أداء الذي دفع مؤشر داكس لأدنى مستوى في ستة أسابيع بعدما ضاعفت تركيا الرسوم الجمركية على صادرات أمريكية من المشروبات الكحولية والسيارات والتبغ.
وهبط قطاع السيارات 1.9% قرب أدنى مستويات تسجلت عندما هيمنت مخاوف من حرب تجارية على الأسواق في بداية شهر يوليو.
قال مجلس أسواق المال في تركيا يوم الأربعاء إنه حدد نسب الرافعة المالية عند 1:1 حتى سبتمبر لأي مراكز جديدة يتم فتحها في أسواق تداول العملة لتجنب تقلبات الأسعار. (يعني تغطية بكامل القيمة بدون هامش "مارجن")
وأضاف المجلس إن القرار سوف يستثني مراكز العملة (الفوركس) وتحوطاتها (hedges) التي تم فتحها قبل السادس عشر من أغسطس.
قال مسؤولون أتراك إن قطر تعهدت باستثمارات مباشرة بقيمة 15 مليار دولار في تركيا في وقت تكافح فيه الدولة أزمة عملة.
وقال مكتب الرئيس رجب طيب أردوجان إن التعهد إتخذه الشيخ تميم بن حمد أل ثاني، الذي اجتمع مع الرئيس التركي يوم الاربعاء.
وقدم المسؤولون هذه المعلومات بشرط عدم نشر أسمائهم بما يتفق مع القواعد الحكومية. ولم يقدموا معلومات إضافية عن طبيعة الاستثمارات.
وخلال الاجتماع، أعرب أيضا أردوجان وآل ثاني عن تصميمهما على تطوير العلاقات بين الدولتين "في كافة المجالات"، بحسب ما قاله المسؤولون.
وتشكلت صلات وثيقة بين تركيا وقطر على مدى سنوات مع دعم أنقرة للدوحة خلال أزمتها مع جيرانها الخليجيين بما في ذلك إرسال قوات لقاعدة تركية هناك.
ارتفعت مبيعات التجزئة الأمريكية أكثر من المتوقع في يوليو مع إقبال الأمريكيين على شراء الملابس وعلى المطاعم مما يواصل زيادات قوية في إنفاق المستهلك في بداية الربع الثالث.
وأظهرت بيانات لوزارة التجارة يوم الاربعاء إن قيمة المبيعات الإجمالية ارتفعت 0.5% مقارنة بشهر يونيو الذي قراءاته تم تعديلها بالخفض إلى زيادة 0.2%. وكان متوسط التوقعات في مسح بلومبرج يشير إلى زيادة 0.1% في يوليو. وباستثناء مشتريات السيارات والبنزين، قفزت المبيعات 0.6% بما يتخطى متوسط التوقعات بزيادة 0.4%.
وتشير البيانات ان إنفاق المستهلك مستمر في تدعيم الاقتصاد في أوائل الربع السنوي. وتؤدي تخفيضات ضريبية إلى تعزيز دخول الأمريكيين هذا العام وتبقى ثقة المستهلكين مرتفعة وارتفع مؤشر تفاؤل الشركات الصغيرة في يوليو لثاني أعلى مستوى على الإطلاق.
وفي نفس الوقت، فشلت زيادات الأجور في التسارع بشكل كبير وتآكلت بفعل التضخم في الأشهر الأخيرة. ويتوقع خبراء اقتصاديون ان يهدأ الاستهلاك، الذي يمثل نحو 70% من الاقتصاد، في النصف الثاني من العام بعد أسرع وتيرة زيادة فصلية منذ 2014.
انخفض الاسترليني يوم الاربعاء للجلسة الثانية عشر على التوالي مع صعود الدولار مما يترك العملة عند أضعف مستوى منذ يونيو 2017 في أطول فترة خسائر منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في 2008.
وتراجع الاسترليني بحدة في أغسطس مع تنامي قلق المتعاملين من احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي العام القادم بدون اتفاق تجاري ووسط صعود قوي للدولار.
ونزل الاسترليني اليوم بشكل أكبر إلى أدنى مستوى جديد في 13 شهرا عند 1.2689 دولار مع مواصلة الدولار موجة صعوده في الاونة الأخيرة، وبعد ان جاءت زيادة التضخم في بريطانيا لشهر يوليو متماشية مع التوقعات. وستطابق التراجعات المستمرة على مدى اثنى عشر جلسة أطول فترة خسائر تسجلت في أغسطس 2008.
ومقابل اليورو، بعد صعوده في تعاملات سابقة، تخلى الاسترليني عن أغلب مكاسبه وارتفع 0.1% إلى 89.180 بنسا لليورو.
وأظهرت بيانات يوم الاربعاء إن تضخم أسعار المستهلكين ارتفع إلى 2.5% على أساس سنوي في يوليو من 2.4% في الشهر السابق بما يتماشى مع التوقعات في مسح رويترز.
وتلك الزيادة هي أول مرة يتسارع فيها التضخم في 2018 لتترك أسر بريطانية كثيرة تشعر بضغوط مالية إذ ان أجور العاملين فشلت في مسايرة التضخم لأغلب العقد الماضي.
وكشفت بيانات هذا الاسبوع ارتفاع أجور العاملين البريطانيين بأبطأ وتيرة في تسعة أشهر لتزيد 2.4% سنويا لكن تسجل انخفاض مفاجيء في معدل البطالة.
ولم يتأثر إلى حد كبير الاسترليني ببيانات التضخم حيث كان أداء الدولار عاملا أكبر للعملة يوم الاربعاء.
ومن المقرر نشر بيانات مبيعات التجزئة البريطانية يوم الخميس.
قال مسؤول بالبيت الأبيض يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تحذر من أن ضغوطا اقتصادية أكبر قد تكون في انتظار تركيا إذا رفضت الإفراج عن القس الأمريكي المحتجز.
وجاءت هذه الرسالة الصارمة بعد يوم من اجتماع جون بولتون مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض على إنفراد مع السفير التركي سيدراد كيليك حول قضية القس الإنجيلي أندريو برونسون. وقال مسؤول أمريكي كبير إن بولتون حذر كيليك من أن الولايات المتحدة لن تقدم أي تنازل.
وقال مسؤول البيت الأبيض، الذي تحدث لوكالة رويترز بشرط عدم نشر اسمه، إنه لم يتحقق أي تقدم حتى الأن بشأن قضية برونسون.
وأضاف المسؤول "الإدارة ستظل بقوة متمسكة بموقفها حيال ذلك. الرئيس ملتزم بنسبة 100% بعودة القس برونسون لدياره وإذا لم نشهد تحركات خلال الأيام القليلة القادمة أو خلال أسبوع قد يتم إتخاذ مزيد من الإجراءات".
وأشار المسؤول إن إجراءات جديدة ستكون على الأرجح في شكل عقوبات اقتصادية. "الضغط سيتم تصعيده إذا لم نر نتائج".
وساءت العلاقات بين تركيا والولايات التحدة بفعل إحتجاز برونسون بالإضافة إلى تعارض مصالح حول سوريا. وأمر ترامب بفرض رسوم على صادرات الصلب والألمونيوم التركية الاسبوع الماضي مما ساهم في انخفاض عنيف لليرة.
وتدرس الولايات المتحدة أيضا فرض غرامة على "خلق بنك" المملوك للدولة في تركيا بسبب مساعدته المزعومة لإيران في التملص من العقوبات الأمريكية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزيرين في حكومة الرئيس رجب طيب أردوجان في محاولة لجعل تركيا تسلم برونسون.
هبط الاسترليني لأدنى مستوى جديد في 13 شهرا يوم الثلاثاء بعد ان طغى تعافي الدولار ونمو أضعف من المتوقع للأجور على انخفاض غير متوقع في معدل البطالة في بريطانيا.
وارتفع الاسترليني إلى 1.2827 دولار بعدما أظهرت بيانات رسمية إن معدل البطالة انخفض لأدنى مستوى منذ 1975 خلال الربع الثاني.
لكن قلص الاسترليني مكاسبه بعد ان حد نمو الأجور السنوي—الذي بلغ أدنى مستوى في تسعة أشهر عند 2.4% ودون التوقعات 2.5%--من أثر أرقام توظيف إيجابية.
وبعدها أدى تعافي في الدولار إلى نزول الاسترليني ليتركه عند 1.2705 دولار وهو أدنى مستوى منذ أواخر يونيو 2017.
ومقابل اليورو، صعد الاسترليني إلى 89.175 بنسا.
ويقول بنك انجلترا إنه يريد ان يرى ارتفاعا في نمو الأجور كي يتسنى له تسريع وتيرته المخطط لها من تشديد السياسة النقدية.
وهبط الاسترليني بحدة الاسبوع الماضي متضررا من قوة الدولار ومخاوف بشأن حالة المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول اتفاق تجاري قبل ان تغادر بريطانيا التكتل. وإنضم وزير الخارجية جيريرمي هنت يوم الثلاثاء للتحذيرات مؤخرا بشأن احتمال حدوث خروج غير مرتب.
وقال "الجميع يريد ان يستعد لاحتمال حدوث خروج فوضوي بدون اتفاق".
أظهرت بيانات جمعتها وكالة بلومبرج إن شركات ومؤسسات مالية كبرى في تركيا بجانب الحكومة مستحق عليها 16 مليار دولار على الأقل قيمة سندات مقومة بالعملة الأجنبية قبل نهاية العام القادم.
ويتألف في الغالب المبلغ المستحق بحلول نهاية العام القادم من ديون أصدرتها مؤسسات مالية تركية، ويشمل سندات تقليدية وصكوك إسلامية بقيمة 100 مليون دولار على الأقل في وقت الإصدار. ويراقب المستثمرون عن كثب ليروا ما إن كانت البنوك والشركات التركية ستظل قادرة على الحصول على التمويل الأجنبي الذي تحتاجه لاستمرار النشاط الاقتصادي في وقت تهوى فيه عملة الدولة.
وقال ستيوارت كولفرهاوس وحسنين مالك، المحللان لدى إيكسوتيكس بارتنرز، في تقرير "حتى الأن، لم تتحول أزمة العملة إلى أزمة ديون". وكتبا إن الدين العام المنخفض للدولة، عند نسبة 28% من الناتج المحلي الإجمالي، "ربما يعطي بعض الارتياح" والدولة لديها ذخيرة في شكل احتياطي رسمي من النقد الأجنبي بقيمة 98 مليار دولار".
لكن في ضوء إعتماد تركيا على التمويل الخارجي، قالا إن أزمة العملة قد تتحول إلى أزمة ديون، خاصة للشركات المثقلة بقروض كبيرة التي تكون أكثر تأثرا بتحركات العملة.
وشركة "كوكا كولا إجيجيك" هي الأولى في قائمة السندات المستحقة قريبا حيث من المنتظر سداد سندات غير مؤمنة بقيمة 500 مليون دولار يوم الأول من أكتوبر. وأكدت وكالة فيتش التصنيف الائتماني للشركة عند درجة (بي.بي.بي سالب) لكن إحتفظت بنظرة مستقبلية سلبية لكافة تقريبا الديون المقومة بالدولار واليورو للشركة. وتتركز أغلب أعمال الشركة في الأسواق الناشئة حسبما ذكرت فيتش أيضا.
وتظهر بيانات بلومبرج إن العام القادم يشهد تركزا كبيرا لسندات مستحقة على شركات وبنوك تركية. فيواجه بنك جارانتي بانكاسي ثلاثة سندات بقيمة 1.4 مليار دولار تستحق بين فبراير وأكتوبر. ولدى الحكومة التركية صكوك بقيمة 1.25 مليار دولار تستحق في أكتوبر بالإضافة لثلاثة سندات مقومة بالدولار واليورو، قيمتها الاسمية 4.4 مليار دولار كإجمالي والتي يبلغ آجل استحقاقها بين مارس ونوفمبر.
تعهد وزير المالية التركي بحماية الليرة يوم الثلاثاء بعد ان هبطت لمستوى قياسي متدن مقابل الدولار هذا الأسبوع وقال إن العملة الأمريكية "فقدت مصداقيتها" لأنها تستغل كأداة سياسية.
وقال بيرات ألبيراق وزير الخزانة والمالية إنه يتوقع ان تصعد الليرة، وأن تركيا ستستمر في إتخاذ إجراءات في نطاق قواعد السوق الحر للحد من مخاطر النقد الأجنبي على الشركات.
وأبلغ أعضاء بحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس طيب أردوجان "سنحمي الليرة، وستصعد الليرة بشكل كبير في الفترة القادمة".
وتم تعيين ألبيراق، صهر أردوجان، الشهر الماضي بعد إعادة انتخاب الرئيس بصلاحيات تنفيذية جديدة.
ومنذ فوز أردوجان بالانتخابات يوم 24 يونيو خسرت الليرة ربع قيمتها مقابل الدولار. ويشعر المستثمرون بالقلق من سيطرته على الاقتصاد ورفضه رفع أسعار الفائدة لمكافحة تضخم في خانة العشرات ، وتصاعد أزمة بين تركيا والولايات المتحدة.
وقال ألبيراق إن تركيا الهدف المباشر "لأكبر اللاعبين في النظام المالي العالمي" وحذر من ان الذين يصعدون القضية إلى مستوى سياسي "سيدفعون الثمن".
وتابع "الدولار فقد مصداقيته عندما يتحول لأداة عقاب سياسي، سنستمر بقوة في إتخاذ خطوات لحماية الليرة في التجارة الدولية".
وإلتقطت الليرة أنفاسها بعض الشيء يوم الثلاثاء متعافية إلى حوالي 6.50 للدولار في الساعة 1502 بتوقيت جرينتش مدعومة بخطوات من البنك المركزي لضمان السيولة وإجراءات من الهيئة التنظيمية للبنوك لطمأنة الأسواق.
ولكن يقول خبراء اقتصاديون إن الإجراءات لا تعالج السبب الرئيسي لضعف العملة، ولازالت تنخفض السندات المقومة بالدولار الصادرة عن بنوك تركية، لكن استقرت السندات السيادية.